يعد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل واحدا من أبرز من اعتلوا الكرسي الباباوي، لا سيما أن فترة توليه التي بدأت عام 2013 شهدت محطات ومواقف بارزة، من تعزيزه للتقارب بين الأديان إلى إصلاح الكنيسة، فضلا عن مواقفه الإنسانية والاجتماعية اللافتة.

والبابا فرنسيس ولد في بوينس آيرس بالأرجنتين وفي 13 مارس من عام 2013 أصبح البابا رقم 66 للكنيسة الكاثوليكية، ويعد أول بابا من الأميركتين، وأول بابا يسوعي، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام.

التقارب بين الأديان وتعزيز الحوار

 جذب البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنظار العالم عندما التقيا في الرابع من فبراير 2019 في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تمثل إعلانا مشتركا يحث على السلام بين الناس في العالم.

جاءت الوثيقة ثمرة للصداقة الأخوية بين الشخصيتين الدينيتين البارزتين، حيث قدمت مخططا لثقافة الحوار والتعاون بين الأديان، وهدفت إلى أن تكون دليلا للأجيال المقبلة لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل، اعترافا بأننا جميعا أفراد أسرة إنسانية واحدة.

واعتبرت الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، لتكون نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها.

كما أكدت الوثيقة على عظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان، وجعلتها رمزا للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.

وفي مارس 2021، أجرى البابا زيارة تاريخية إلى العراق، حيث التقى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وزار مدينة أور التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم، تعزيزا للحوار بين الأديان.

وفي 12 فبراير 2016، التقى بالبطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، في كوبا، في لقاء تاريخي هو الأول منذ الانشقاق الكبير عام 1054.

الإصلاحات الإدارية والمالية

منذ بداية حبريته، ركز البابا فرنسيس على إصلاح الكوريا الرومانية (الإدارة المركزية للفاتيكان) لتعزيز الشفافية والفعالية.

وفي عام 2022، أصدر الدستور الرسولي الجديد "إعلان الإنجيل"، الذي أعاد هيكلة الكوريا وفتح مناصبها أمام النساء.

وأطلق إصلاحات داخل الفاتيكان لمحاربة الفساد المالي، وأقال عددا من المسؤولين في إدارة الكنيسة بسبب قضايا مالية مشبوهة.

كما شدد على ضرورة أن تكون الكنيسة نموذجا في الشفافية والنزاهة.

وخفف البابا من صرامة القوانين المتعلقة بالطلاق والزواج، وسمح لبعض المطلقين الذين تزوجوا مجددا بتلقي المناولة المقدسة.

القضايا الاجتماعية والبيئية

في 24 مايو 2015، أصدر الرسالة العامة "كنْ مُسَبَّحًا"، التي تناولت قضايا البيئة والتغير المناخي، داعيا إلى حماية "البيت المشترك".

كما أعلن عن "اليوم العالمي للفقراء" لتعزيز الوعي والتضامن مع الفقراء والمهمشين.

القضايا الأخلاقية والاجتماعية

 دعا البابا فرنسيس إلى معاملة المهاجرين واللاجئين بكرامة واحترام، مؤكدا على أهمية استقبالهم ومساعدتهم.

في عام 2020، أصدر الرسالة العامة "كلنا إخوة"، التي تناولت قضايا العدالة الاجتماعية والأخوة الإنسانية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بوينس آيرس أوروبا البابا فرنسيس أحمد الطيب العراق علي السيستاني النبي إبراهيم موسكو روسيا كوبا الإنجيل الفاتيكان قضايا البيئة التغير المناخي البابا فرنسيس شيخ الأزهر الكنيسة الكاثوليكية الفاتيكان بوينس آيرس أوروبا البابا فرنسيس أحمد الطيب العراق علي السيستاني النبي إبراهيم موسكو روسيا كوبا الإنجيل الفاتيكان قضايا البيئة التغير المناخي أخبار العالم البابا فرنسیس بین الأدیان

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. جهود دبلوماسية استثنائية لرفع الحصار عن قطاع غزة

تقود دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة في أكتوبر 2023، جهودا دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لمنع تصاعد حدة العنف وتوسع دائرته، مع التأكيد الدائم على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق. وتجسد مواقف دولة الإمارات تجاه ما يحدث في قطاع غزة سياستها وجهودها المخلصة في البحث عن حل سياسي يضمن تجنيب الشعب الفلسطيني الشقيق مزيدا من المآسي والمعاناة الإنسانية، مما يتسق مع المواقف العربية والدولية.
واستحوذت جهود وقف العنف والتصعيد الدائر في قطاع غزة على جانب مهم من اتصالات ولقاءات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، مع قادة الدول العربية والأجنبية، خلال الفترة الماضية، والتي ركزت على حشد الجهود الدولية لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وتوفير الحماية للمدنيين وتجنيبهم المعاناة المتفاقمة نتيجة التطورات الميدانية المقلقة.
وشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده قادة مجموعة «بريكس» في نوفمبر 2023 بشأن الأوضاع في قطاع غزة عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث جدد سموه دعوة دولة الإمارات إلى حماية المدنيين في قطاع غزة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل آمن وعاجل ومستدام دون عوائق والوقف الفوري لإطلاق النار.
وحققت الجهود الدبلوماسية الإماراتية العديد من النجاحات في التوصل لهدن إنسانية واتفاقيات تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومن أبرز الأمثلة على تلك النجاحات، الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات، تهدف لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى، والذي جاء بعد اتصال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع معالي جدعون ساعر، وزير خارجية دولة إسرائيل، في 21 يوليو الماضي.
وتمتلك دولة الإمارات سجلا طويلا من الجهود السياسية والدبلوماسية في دعم الأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، ويمكن التوقف عند العديد من المحطات البارزة مثل قرار مجلس الأمن رقم 2712 بتاريخ 15 نوفمبر 2023 الذي يدعو إلى سلسلة من فترات التوقف عن القتال تمتد لعدة أيام في قطاع غزة، تكفي لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وعاجل وآمن ومن دون عوائق، إذ عملت الإمارات، بصفتها العضو العربي في المجلس، بشكل وثيق مع البعثة الدائمة لـ «مالطا» لدى الأمم المتحدة، القائمة على صياغة هذا القرار وتقديم الدعم اللازم لصدوره.
واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر 2023 القرار رقم 2720، الذي قدمته دولة الإمارات ويطالب باتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض.
وشاركت دولة الإمارات في الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في مارس 2024 بالعاصمة المصرية القاهرة، والذي أكد على أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر بين إسرائيل والقطاع، وعلى ضرورة توفير الدعم الكامل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
ورحبت دولة الإمارات في مايو 2024 بقرار محكمة العدل الدولية فرض تدابير مؤقتة إضافية على إسرائيل تطالبها بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وما يتسبب به ذلك من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وشاركت الإمارات في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، الذي عقد بتاريخ 29 مايو 2024 في بروكسل، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجددت دولة الإمارات التأكيد على مواصلة الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين، وعلى أولوية الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، خلال مشاركتها في كل من مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة الذي عُقد في ديسمبر 2024 في القاهرة، والاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مارس 2025 بالمملكة العربية السعودية.
وشددت دولة الإمارات على ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة، وتمهيد الطريق لحل مستدام للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وذلك خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي عقد مؤخرا في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.

 

أخبار ذات صلة الرئيس اللبناني يطالب «حزب الله» بإلقاء السلاح وإسرائيل بالانسحاب المبعوث الأميركي يزور غزة على وقع «المجاعة» ومقتل العشرات المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. جهود دبلوماسية استثنائية لرفع الحصار عن قطاع غزة
  • تريندز يؤكد أهمية الإعلام الرصين في تعزيز التفاهم الإنساني
  • عاجل: "الفضلي" يكشف عن إنجازات بيئية: ارتفاع عدد المتنزهات الوطنية إلى 500
  • ابنة لطفي لبيب تنهار من البكاء: بابا مشي ادعو له بالرحمة (خاص )
  • ساكاليان لـ سانا: اللجنة على استعداد تام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، حيث انضم فريق منها الإثنين الفائت إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن ا
  • معرض فني يعزز التضامن والتسامح ضمن مؤتمر الأخوة الإنسانية بجاكرتا
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: عودة المؤسسات الشرعية للجمهورية العربية السورية لعملها في فرض سيادة القانون داخل محافظة السويداء يهدد بقاء العصابات الخارجة عن القانون فيها، ويؤثر على تمويلها غير الشرعي، لذلك هي تروج لوجود حصار وتستغل الأزمة
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابرغير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية، وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم حصار محافظة السويداء من قِبل الحكومة السورية محض كذب وتضليل، الحكومة السورية فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات لأهلنا المدنيين داخل المحافظة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، ولتسهيل الخ
  • اليوم.. نظر المعارضة الاستئنافية لرجل الأعمال المتهم بالنصب على «أفشة»