جسور ثقافية بين عُمان وروسيا.. ومساهمات بارزة في الحضارة الإنسانية
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
جسر حي يربط إرثا غنيا بالثقافة والتاريخ بين سلطنة عُمان وجمهورية روسيا الاتحادية، أُسست قواعده منذ سنوات طويلة، ليغدو طريقا للتبادل الثقافي والحضاري، وسبيلا للتواصل بين الشعبين في شتى مناحي الحياة المشتركة.
تاريخ طويل من التعاون الثقافي والمتحفي، فمن قباب المتاحف الروسية، وشواهد المتاحف العُمانية، تخط ذاكرة التاريخ بين البلدين، لتكون رافدا للحوار الثقافي، وفرصة لتبادل المعارض الفنية، ومجموعة من المشاريع الثقافية والمتحفية المشتركة، حيث التعاون بين المتحف الوطني ومتحف الإرميتاج الذي بدأ منذ 2013م، إضافة إلى إقامة معرض في متاحف كرملين موسكو، التي تُعد الأقدم في روسيا.
وبانت ملامح التعاون في عام 2015، حين وقع المتحف الوطني العماني على مذكرة التفاهم مع متحف الإرميتاج الحكومي بمدينة سانت بطرسبورج، كان ذلك خلال الزيارة الرسمية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -، وزير التراث والثقافة آنذاك، والوفد المرافق له لمتحف الإرميتاج.
ونحو "قصر الشتاء" بالعاصمة الروسية، حطت رحال معرض وفعاليات "يوم عُمان" في يوليو 2018م، وتزامنت مع الحدث عدد من الأحداث والفعاليات المشتركة في المجالات الثقافية والفنية والتاريخية المشتركة، وتم تدشين أول معرض دولي مشترك بين المتحف الوطني وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في قاعة أبولو بمتحف الإرميتاج.
وفي مارس 2019م استضاف المتحف الوطني مجموعة من الفعاليات الثقافية بمسمى "يوم الإرميتاج"، وتوجت الفعاليات بتدشين معرض ضم كنوزًا وطنية روسية، وهي عبارة عن سيف منحنٍ قدمته القيصرة كاترين الثانية إلى الكونت أليكسي شيسمينسكي أورلوف، وحافظة تبغ عليها صورة القيصرة كاترين العظمى، ومزهرية من الخزف بالطراز الإسباني-المغربي عليها ميدالية تحوي رسمًا لنسر ذي رأسين ونقوش باللغة العربية.
وفي يونيو 2021م تم تدشين أول قاعة تحمل اسم "قاعة عُمان" بقصر الشتاء القيصري في مدينة سانت بطرسبورج، وذلك ضمن إطار المشاركة في إبراز الموروث الحضاري والتاريخي والثقافي والعلمي لسلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي، وتأخذ القاعة زوارها ومرتاديها في رحلة زاخرة بالتنوع الكبير والثري الذي كانت تشهده الحياة في عُمان القديمة، وتُصور إطلالة رائعة على تاريخ أرض رحبت بكل ود بالتجار والرحالة والمسافرين، حيث تنقسم القاعة إلى عدة أقسام وهي قسم حضارة مجان، وقسم أرض اللبان، وقسم موقع سلوت.
وفي نوفمبر 2021م تم إعارة المتحف الوطني أصل مخطوط مجموعة من الأراجيز الشعرية في الملاحة البحرية (السفالية، والمعلقية، والتائية) للملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد، وذلك من معهد المخطوطات الشرقية في سانت بطرسبورج، وجاء ذلك في إطار التعاون المشترك بين البلدين، وتزامنًا مع احتفاء سلطنة عُمان بإدراج منظمة (اليونسكو) للملاح العُماني أحمد بن ماجد في قائمة الشخصيات المؤثرة عالميًا، وأتيح المخطوط لعموم زوار المتحف الوطني حتى مارس 2023م.
وفي نوفمبر 2021م، أُقيم معرض "الحضارة الإسلامية في روسيا" بالمتحف الوطني، وعكست المعروضات تأثير الثقافة الإسلامية من خلال عناصرها المعمارية، والحلي، وحافظات المخطوطات المصغرة للقرآن الكريم، والتمائم، وغيرها من القطع النفيسة والنادرة، كما تم تدشين ركن للإصدارات العُمانية في معهد الدراسات الشرقية بجامعة سانت بطرسبورج.
وفي 2023م منح أمين عام المتحف الوطني ميدالية "بوشكين" من قبل الرئيس بوتين، وتم التوقيع على 3 اتفاقيات حول التعاون الثقافي مع مجموعة من المتاحف الروسية، وذلك على هامش مشاركة المتحف الوطني في منتدى سانت بطرسبورج الدولي التاسع للثقافة، ومنح حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، البروفيسور ميخائيل بيوتروفسكي، رئيس هيئة متاحف روسيا "وسام التكريم".
وفي يناير 2023م تم افتتاح المعرض الثاني ضمن مبادرة قاعة عُمان بعنوان (الإمبراطورية العُمانية بين آسيا وإفريقيا) في متحف الإرميتاج الحكومي.
وفي يوليو 2024م افتُتح معرض "بهاء الفضة: مقتنيات من البلاط العُماني" في متاحف الكرملين بموسكو، والذي يحتفي بتجليات الفضة العُمانية كصناعة رائدة تاريخيًا، مع إبراز مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تعود لسلاطين عُمان في مسقط وزنجبار، واستمر حتى 29 سبتمبر 2024م، وضم عددًا من القطع المتحفية التي تُبرز سحر الفضة في السياق الثقافي لعُمان، حيث تتجلى مظاهر الفخامة والأناقة، وانقسم المعرض إلى خمسة أقسام رئيسية وهي الخنجر العُماني، وثقافة الطيب، وفن صناعة الفضة، والأزياء التقليدية، وأزياء النخبة لشخصيات عُمانية بارزة في شرق إفريقيا آنذاك.
وفي ديسمبر 2024م دشن المتحف الوطني العرض الأول للفيلم الوثائقي "الخنجر" من إنتاج قناة روسيا اليوم، بالتعاون مع وزارة الإعلام.
وفي فبراير 2025م دشن المتحف الوطني البرنامج المتحفي "المواسم الثقافية الروسية" في سلطنة عُمان.
واستضاف ركن الإرميتاج في المتحف الوطني بسلطنة عُمان معرض "هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي"، من مقتنيات متحف الإرميتاج، ويمثّل هذا المعرض أولى فعاليات مهرجان "المواسم الروسية"، وهو مهرجان كبير للفنون والثقافة الروسية في سلطنة عُمان، شمل معارض من متاحف روسية رائدة، بالإضافة إلى حفلات موسيقية، وحلقات عمل، ومحاضرات، وعروض سينمائية.
كما تم التوقيع على اتفاقية إنشاء ركن الإصدارات العُمانية مع جامعة الشيشان الحكومية التربوية في فبراير 2025م.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المتحف الوطنی مجموعة من الع مانیة الع مانی ع مانیة
إقرأ أيضاً:
تصعيد أممي ضد فنزويلا.. واتهامات للحرس الوطني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
خلصت بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة، الخميس، إلى أن الحرس الوطني البوليفاري في فنزويلا ارتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية على مدى أكثر من عقد في استهداف معارضين سياسيين مع حصانة في أغلب الوقت من المحاسبة.
ويتضمن أحدث تقرير للبعثة المستقلة تفاصيل عن تورط الحرس الوطني البوليفاري في أعمال قد تشكل جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والعنف الجنسي والتعذيب خلال حملات قمع الاحتجاجات والاضطهاد السياسي لشخصيات بعينها منذ 2014 في عهد الرئيس نيكولاس مادورو.
وذكر التقرير أن الضحايا تم اختيارهم بسبب أنهم اعتبروا من المعارضين للحكومة.
وقالت مارتا فاليناس رئيسة البعثة "تظهر الحقائق التي وثقناها دور الحرس الوطني في نمط من القمع الممنهج والمنسق بحق المعارضين أو من ينظر إليهم على هذا النحو، وهو نهج استمر لأكثر من عقد".
ويأتي هذا التقرير في وقت يتصاعد فيه التوتر منذ أسابيع بين واشنطن وكراكاس حيث أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا إمكانية التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا لمكافحة تهريب المخدرات الذي يصفه بأنه "إرهاب المخدرات".
ويقول مادورو إن ترامب يحاول الإطاحة به ليتمكن من الوصول إلى احتياطيات فنزويلا الضخمة من النفط.
في سياق متصل، طالب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الأربعاء بـ"إنهاء التدخل غير القانوني والعنيف" للولايات المتحدة التي تنشر منذ آب/أغسطس قوة عسكرية كبيرة في الكاريبي والتي أعلنت الأربعاء مصادرة ناقلة نفط.
وقال مادورو: "من فنزويلا، نطالب ونُصرّ على إنهاء التدخل غير القانوني والعنيف لحكومة الولايات المتحدة في فنزويلا وأميركا اللاتينية".
منذ أشهر تعزّز إدارة ترامب الوجود العسكري للولايات المتحدة في البحر الكاريبي وقبالة سواحل أميركا اللاتينية، بداعي مكافحة المخدرات، مع اتهامها الرئيس الفنزويلي بتزّعم كارتيل للتهريب.
وتنفي كراكاس ذلك، وتتهم واشنطن بالسعي الى تغيير النظام في فنزويلا والسيطرة على احتياطياتها النفطية.
ومنذ أيلول/سبتمبر، دمّرت القوات الأمريكية أكثر من 20 زورقا يشتبه بأنها تستخدم في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، بضربات أوقعت 87 قتيلا.
وقال مادورو "لا للنزعة التدخلية، لا لخطط زعزعة الاستقرار بهدف تغيير الأنظمة. لتركّز الحكومة الأميركية على حكم بلدها".