أفضل مكيفات الطاقة الشمسية.. تعرف عليها
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
مع انتشار مكيفات الطاقة الشمسية وقلة الخبرة بها نحتاج لمن يرشدنا لمعرفة الافضل منها، وذلك ما سنقوم به في هذه المقالة.
وينتشر استعمال المكيفات العاملة بالطاقة الشمسية أساسًا في المناطق الصحراوية، أو البعيدة عن شبكة الكهرباء، أو محاولةً لتقليل قيمة فواتير الكهرباء.
حيث تعتبر المكيفات من أكثر الأجهزة الكهربائية استهلاكًا للكهرباء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويمكن للطاقة الشمسية ضمان عمل هذا النوع من المكيفات خلال ساعات انقطاع الكهرباء في مصر والبلدان العربية التي تنقطع فيها الكهرباء بشكل منتظم. اسباب اللجوء الى مكيفات الطاقة الشمسية: الاستغناء عن كهرباء الشبكة أبرز أستاذ الطاقة والحراريات معاون العميد للشؤون العلمية بكلية الهندسة بجامعة ذي قار العراقية، الدكتور مشتاق إسماعيل الإبراهيمي، أن مكيفات الهواء من أكثر الأجهزة الكهربائية استهلاكًا للكهرباء، وتُعدّ سببًا رئيسًا بارتفاع قيمة الفواتير في عدد كبير من الدول. ولفت الإبراهيمي إلى أن فكرة تشغيل هذا النوع من المكيفات تقوم أساسًا على الاستغناء عن كهرباء الشبكة الوطنية، والاعتماد على الطاقة الشمسية بصورة كاملة.
طرق تشغيل مكيفات الطاقة الشمسية: وأشار إلى أن هناك عدّة طرق لتشغيل مكيفات الطاقة الشمسية، موضحًا أن الطريقة الأولى تعتمد على تشغيل المكيف مباشرةً من الكهرباء المُولدة من الألواح الشمسية.بينما تتمثل الطريقة الثانية في تشغيل المكيفات بنظام دورة التثليج الامتصاصي، باستعمال مجمع شمسي. بينما تعتمد الطريقة الثالثة على تشغيل المكيف العادي -الذي يعتمد على كهرباء الشبكة الوطنية- جزئيًا من الكهرباء المُولدة من الطاقة الشمسية، لتحسين أدائه، وتقليل قيمة فواتير الكهرباء. آلية عمل المكيفات: قال الدكتور مشتاق إسماعيل الإبراهيمي، إنه يوجد نوعان من التيار الكهربائي: التيار الكهربائي المتناوب IC current التيار الكهربائي المستمر DC current مشيرًا إلى أن المكيفات والأجهزة الكهربائية كافة تعمل بالنوع الأول IC، بينما تُنتج ألواح الطاقة الشمسية تيارًا من نوع DC، كما تُخزَّن الكهرباء في البطاريات بنظام الـDC . انواع المكيفات العاملة بالطاقة الشمسية: وتابع الإبراهيمي أن هناك 3 أنواع من المكيفات العاملة بالطاقة الشمسية، هي:
النوع الأول: يتمثل في مكيف الهواء دي سي الذي يعمل بالتيار المستمر الـDC، ويكثر استعمال هذا النوع في الأماكن البعيدة عن شبكة الكهرباء، أو النائية، أو التي ترتفع فيها تكلفة الكهرباء. وأوضح الإبراهيمي أن هذا النوع يعمل من الألواح الشمسية بصورة مباشرة، دون الحاجة إلى محول أو “إنفرتر” لتحويل الكهرباء إلى التيار المتناوب، وهنا تُربط الألواح الشمسية الكهروضوئية مباشرةً على المكيف.كما تتطلب هذه الحالة الاستعانة ببطاريات لتخزين الكهرباء لاستعمالها خلال ساعات الليل.
النوع الثاني: يتمثل في مكيفات تعمل بالتيار الكهربائي المتناوب IC ولتشغيل هذه المكيفات بالطاقة الشمسية لا بد من توافر محول لتحويل الكهرباء المُولدة من اللوح الشمسي بنظام التيار المستمر الـDC إلى تيار متناوب IC.
وأشار الإبراهيمي إلى أن هذا النوع من المكيفات يمتاز بإمكان تشغيله من كهرباء الشبكة الوطنية أو من ألواح الطاقة الشمسية على حدّ سواء. النوع الثالث: يتمثّل في المكيفات الهجينة، وهي مُصممة بحيث تعمل بالتيارين المستمر الـDC والمتناوب الـIC، وهنا يمكن الاستغناء عن المحولات، نظرًا لأن هذا النوع يمتاز بسهولة تشغيله مباشرةً من الطاقة الشمسية والبطاريات وشبكة الكهرباء الوطنية، بالتناوب، وفقًا للظروف المتاحة. عدد الألواح المطلوبة لتشغيل المكيف: سلّط الإبراهيمي الضوء على تكلفة تشغيل مكيفات الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أنها تتحدد وفقًا لعدد الألواح الشمسية والبطاريات المطلوبة. وأفاد الإبراهيمي بأن عدد الألواح الشمسية المطلوبة لتشغيل المكيف يعتمد على عدّة عوامل، أبرزها: سعة المكيف المُراد تشغيله، والمنطقة التي سيُشغَّل فيها، لافتًا إلى أن إنتاج توليد الكهرباء من الألواح يعتمد على شدة الإشعاع الشمسي الذي يختلف باختلاف المناطق. بالإضافة إلى نوع وقدرة الألواح التي ستُركَّب لتشغيل هذا المكيف. وأشار إلى أن قدرة الألواح الشمسية تتراوح ما بين 100 و600 واط. لافتًا إلى أنه كلما كانت قدرة الألواح أكبر كلما قل العدد.كما أبرز الإبراهيمي أن سعر الألواح الشمسية عادةً ما يُحدَّد وفقًا لسعر الواط. لافتًا إلى أنه إذا كان المطلوب توليد 1200 واط يمكن الاستعانة بـ6 ألواح شمسية بقدرة 200 واط لكل لوح أو لوحين بقدرة 600 واط.
وأوضح أن تكلفة الشراء متساوية في الحالتين، وإن كان اللوحان سيوفران في المساحة المطلوبة للتركيب. مكيفات الطاقة الشمسية الهايبرد هي إحدى أنواع مكيفات الهواء التي تعمل بالطاقة الشمسية، ونالت مكيفات الطاقة الشمسية الهجينة شعبية كبيرة في الأوانه الأخيرة، لأنها تخفض من تكلفة فاتورة الكهرباء وتساعد في ترشيد استهلاك الكهرباء، وهذه ميزة مهمة تلفت نظر الكثير.
وأكثر ما يفضلها مستخدمي مكيفات الطاقة الشمسية نوع الهجين أو الهايبرد، حيث لا تحتاج إلى بطاريات أو انفرتر لتحويل التيار، بل تحتوي على لوحة محول ومنظم داخلي يتم توصيلها بالألواح الكهروضوئية وشبكة الكهرباء مباشرة. مميزات مكيفات الطاقة الشمسية وأكثر ما يميز مكيفات الطاقة الشمسية في أنها تعمل على عدد قليل من الألواح الشمسية، فمكيف الطاقة الشمسية الهجين سعة 12000 بي تي يو يعمل على 3 ألواح شمسية قدرة الواحد 480 واط.
أفضل مكيفات الطاقة الشمسية هناك العديد من الشركات المتخصصة في تصنيع من مكيفات الطاقة الشمسية، نذكر منها: مكيفات Deye. مكيفات بيسان. مكيفات ال جي مكيفات سولو مكيفات جري مكيفات SUNFL WER.
مكيفات OLYAIR وجدير بالذكر إلى أن هناك مكيفات انفرتر يمكن تشغيلها على الطاقة الشمسية بواسطة محول شمسي، والمكيفات الهجين التي تغذي من شبكة الكهرباء والألواح الشمسية مباشرة دون الحاجة إلى أي إضافة كالانفرتر مثلاً.
بالتالي عند اعتماد الطاقة الشمسية في تشغيل المكيفات الهوائية، عليك أولاً من التأكد من نوع المكيف هل هو مكيف عادي قديم أم مكيف انفرتر موفر للطاقة؟ وعند رغبتك في شراء مكيف هوائي يفضل أن يكون من النوع المخصص لأنظمة الطاقة الشمسية الهجين المتوفر حالياً في السوق بالسعر الحصري لكل بلد (الأسعار تختلف من منطقة لأخرى). وما يميز مكيفات الطاقة الشمسية الهجين بأنها تحتاج إلى عدد قليل من الألواح الشمسية، وهذا ما يجعلها أكثر اقتصادية وعملية، لأنها تساهم في توفير كهرباء مجانية وتخفض من تكلفة الكهرباء على مدى عدة سنوات.
نتمنى ان تكون قد تعرفت على افضل مكيفات الطاقة الشمسية من خلال المعلومات الواردة في هذه المقالة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: مکیفات الطاقة الشمسیة التیار الکهربائی الطاقة الشمسیة ا بالطاقة الشمسیة کهرباء الشبکة تشغیل المکیف هذا النوع ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
أفغانستان المجني عليها في الإعلام
ظلت أفغانستان عقودا، مادة ثابتة في نشرات الأخبار الدولية والعربية، لكنها في الغالب كانت تُستحضر عند اشتداد المعارك، أو وقوع التفجيرات، أو انسحاب الجيوش.
بلد حبيس، صورة نمطية لا تكاد تتغير، بندقية في يد طفل، امرأة منتقبة تبكي خلف جدار مهدّم، ومقاتلون على قمم الجبال، لكن، هل هذه هي الصورة الكاملة؟ وهل نَقَل الإعلام فعلا أفغانستان كما هي؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بي بي سي تختار مديرة تنفيذية من "ميتا" لإدارة الذكاء الاصطناعيlist 2 of 2سعيا للحاق بـِيوتيوب.. نتفليكس تبحث عن مدير لبرامج الفودكاستend of listبين التضخيم والتعتيمشكّلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 نقطة تحوّل جذري في تناول الإعلام الدولي أفغانستان، حيث تبنّت التغطيات الغربية، وخاصة الأميركية، سردية "الحرب على الإرهاب"، مقدّمة البلاد كمنطقة خطرة تؤوي حركة طالبان وتنظيم القاعدة، مع تجاهل واضح لتعقيدات الواقع السياسي والاجتماعي والتاريخي الذي مهّد لهذا الوضع.
وقد روج الإعلام الأميركي بشبكاته الكبرى، لصورة ربطت بين الإسلام في أفغانستان والإرهاب، متجاهلا عقودا من الاحتلال الأجنبي، والضعف التنموي، والتدخلات الإقليمية والدولية التي زادت من هشاشة الدولة والمجتمع.
ووفق دراسة لفريق بحثي في جامعة كاردان في كابل، ساهمت هذه التغطية في تكوين تصور ثنائي للعالم، قسّم الشعوب إلى "خَيّرين" يمثلهم الغرب، و"أشرار" يتمثلون في خصومه، وهو منطق تجلّى في خطاب جورج بوش الشهير: "إما أن تكونوا معنا أو مع الإرهابيين".
وفي خطابه بمدينة كليفلاند عام 2006 استخدم الرئيس بوش كلمة "الإرهاب" 54 مرة، وفقًا للصحفي الأميركي سيدني بلومنثال، في محاولة لإثارة مشاعر الخوف والتعاطف لدى الأميركيين.
وفي خضم التحضير للغزو الأميركي، استخدم الإعلام صور أفغانيات منتقبات في مشاهد "مظلمة" تحت حكم طالبان، لتغذية خطاب إنساني يبرّر التدخل العسكري.
إعلانوقدّمت الحرب على أنها مشروع لتحرير المرأة وبناء دولة حديثة، بينما غُيّبت أصوات النساء الحقيقيات، خاصة من القرى والمناطق النائية، لصالح نماذج تتحدث بلغة الغرب أو تتبنى رؤيته.
وفي هذا، يرى الباحث الأفغاني عبد الشهيد مايار، أن إدارة بوش تبنّت سرديتين متوازيتين:
سياسية ترفع شعار "الديمقراطية وتحرير الشعب". إنسانية تركز على إنقاذ النساء.وكان الهدف من كلتا الروايتين حشد الدعم الشعبي للحرب، مضيفا أن هذه السرديات تم تبنّيها بلا نقد من كبريات وسائل الإعلام الأميركية، مما منح الحرب غطاء أخلاقيا زائفا.
وحتى زوجة الرئيس الأميركي لورا بوش، دخلت على خطّ الحملة برسائل إذاعية تهاجم طالبان وتدافع عن حقوق النساء، لكن كثيرًا من الباحثين يشيرون إلى أن ذلك لم يكن التزاما صادقا بقضايا المرأة، بل استثمارًا سياسيًا لمأساتهن لخدمة أهداف الحرب.
وتختصر الصحفية الأفغانية فاطمة طاهريان من مدينة هرات الموقف: "الغرب لم يهتم بحقوقنا، بل كان يبحث عن شرعية أخلاقية لتدخله، كانوا يسلّطون الضوء فقط على من يتحدث بلغتهم".
هذا التناول الإعلامي -كما أشار المفكر الراحل إدوارد سعيد، يعكس نظرة استشراقية ترى المسلم "الآخر" كائنا قاصرا غير قادر على إدارة شؤونه ويحتاج إلى وصاية خارجية.
وبدلا من أن يكون الإعلام جسرًا لنقل الواقع، تحوّل في كثير من الحالات إلى أداة لإعادة إنتاج سردية جاهزة تخدم السياسات الكبرى، وتُقصي الأصوات الحقيقية من المشهد.
وهكذا، تحوّلت أفغانستان من بلد مثقل بتاريخ طويل من النزاعات والاحتلال، إلى صورة مختزلة في خطاب غربي، اختزل معاناة الملايين في ثنائية الخير والشر، دون اعتبار للتعقيد المحلي أو لحقيقة ما يعيشه شعبها يوميًا تحت وطأة الحرب والفقر والانقسام.
بالرغم من استمرار الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان لما يقارب العقدين، تميّزت غالبية التغطية الإعلامية الغربية في فترة الغزو الأميركي أفغانستان بالانتقائية، واعتمدت خطابا وظيفيًا خاضعًا للأولويات السياسية.
وسُلط الضوء على معاناة بعض الفئات مع تجاهل أوسع لتعقيدات الواقع الأفغاني وتعدد الأصوات داخله.
ويرى بعض المختصين أن وسائل الإعلام الغربية لم تُولِ اهتمامًا جديًا بنقل معاناة الشعب الأفغاني تحت الاحتلال، ولم تُبرز التحديات البنيوية العميقة التي واجهت الدولة الأفغانية الناشئة.
وركزت التغطيات الإعلامية الغربية على القصص التي تخدم الرواية الرسمية، من قبيل بناء المدارس، وتعزيز حقوق المرأة، ومشاريع التنمية، مقابل تجاهل متعمد لقضايا الفساد المستشري، والإقصاء السياسي، والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها القوات الأجنبية.
وكثيرًا ما تبنّى الإعلام الغربي سردية تبريرية للحرب، مروّجًا للبيانات الرسمية، متغاضيًا عن التكلفة الإنسانية الفادحة.
ففي تغطية معركة قندوز عام 2009، مثلًا، انصرفت صحف أميركية وغربية كبرى إلى الاحتفاء بـ"نجاح الضربات الجوية في القضاء على طالبان"، في حين لم تحظَ المجازر التي أودت بحياة مدنيين، منهم أطفال إلا بإشارات هامشية في صفحات داخلية وبصيغ مترددة.
إعلانوتشير تقديرات مكتب الصحافة الاستقصائية إلى أن الولايات المتحدة نفذت أكثر من 13 ألف هجوم بطائرات بدون طيار في أفغانستان بين عامي 2015 و2020، أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 10 آلاف شخص، وكان شهر سبتمبر/أيلول 2019 الأعلى من حيث كثافة الغارات، بواقع نحو 1110 ضربات جوية خلاله.
كما أن ملف سجون وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) السرية في أفغانستان، وما ارتُكب فيها من ممارسات تعذيب ممنهجة، ظل غائبًا عن التغطيات الإعلامية الأميركية والبريطانية فترة طويلة، ولم يُفتح إلا تحت ضغط تقارير المنظمات الحقوقية، وبعد سنوات من الصمت.
تغطية الانسحاب الأميركيمع الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية في أغسطس/آب 2021، ركّز الإعلام الدولي على مشاهد الفوضى في مطار كابل، وحالة الذعر التي سادت البلاد.
وغابت التحليلات العميقة التي تبحث في أسباب فشل المشروع الغربي في أفغانستان، وتُحمّل القوى الدولية مسؤولية الانهيار السياسي والعسكري، واكتفى كثير من الإعلام بتصوير الوضع على أنه فشل أفغاني داخلي، دون الإشارة إلى الإخفاق الإستراتيجي للسياسات الغربية.
وفي هذا السياق، يعتقد الأستاذ في علم النفس السياسي ريتشارد ليشمان، أن "التغطية الإعلامية ضيقة للغاية وتركز فقط على مشاهد الأفغان الذين يحاولون المغادرة والفوضى في المطار". ويضيف أن هذا الأمر "لا يعطي الصورة الحقيقية لما جرى في آخر 20 عامًا".
عقب أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من تطورات في أفغانستان، إلى جانب بعض التغطيات الموضوعية التي تعكس الواقع الأفغاني، اتسمت معظم التغطيات الإعلامية العربية بتكرار السرديات الغربية دون تمحيص أو قراءة نقدية.
فقد افتقرت غالبية القنوات العربية -باستثناء بعض القنوات والمنصات الإعلامية- إلى تحقيقات ميدانية مستقلة، وغيّبت التنوع الثقافي واللغوي والديني في البلاد، وكذلك المبادرات المدنية والتعليمية التي تنبض بها المجتمعات المحلية.
واللافت أن الخطاب الإعلامي العربي، في مجمله، تبنّى رواية "الحرب على الإرهاب" كما صاغتها المؤسسات الغربية، دون مراعاة تعقيدات المجتمع الأفغاني أو التحقق من الميدان.
وهو ما أدى إلى نقل صورة مشوهة وغير متوازنة عن الواقع، كما يشير الكاتب الأفغاني عبد الله قاضي زاده، الذي يؤكد أن "الإعلام العربي باستثناءات نادرة منها قناة الجزيرة لم يكن مستقلاً في تغطيته لأفغانستان، بل كان إما تابعًا للخطاب الغربي أو كان أداة لأجندات إقليمية تسعى إلى تصفية حسابات سياسية".
وتجلّى هذا التسييس في طريقة تناول الملف الأفغاني، حيث استخدمته بعض المنصات الإعلامية العربية أداة دعائية، ففي حين سعت بعض القنوات إلى تحميل دول إقليمية مسؤولية تدهور الوضع في أفغانستان، جعلت أخرى من أفغانستان نموذجًا لفشل المشروع الأميركي.
وقدّمت بعض وسائل الإعلام العربية أفراد حركة طالبان والمجاهدين الأفغان في بعض الحالات كتهديد يمثّل "خطر الإسلام السياسي"، بينما ذهبت منصات أخرى إلى تلميع صورة طالبان كحركة "معتدلة تغيرت عما كانت عليه في فترة حكمها الأول 1996-2001".
وبين الشيطنة والتلميع، غابت الرواية المتزنة والتحليل المهني، وتحول الملف الأفغاني إلى مرآة تُعْكس عليها صراعات إقليمية لا علاقة لها بالواقع المحلي.
في كلتا الحالتين، غاب الصحفي الحقيقي، وحضر الخطاب الدعائي، مما جعل من معاناة الشعب الأفغاني مادة للاستثمار السياسي، لا موضوعًا للبحث والإنصاف الإعلامي.
إحدى أبرز إشكاليات التغطية الإعلامية للشأن الأفغاني هي الاختزال المفرط، إذ غالبًا ما قُسّم المجتمع إلى طرفين فقط: الجلاد، المتمثل في طالبان والجماعات المسلحة، والضحية، ممثلة في النساء والأطفال واللاجئين.
إعلانوتجاهل هذا التبسيط التنوع الغني في المجتمع الأفغاني من نخب فكرية ومبادرات مدنية وشبابية ونسائية، وأسهم في تشويه صورة البلاد وتكريس الصور النمطية.
ومن العوامل التي عززت هذه الصورة النمطية، ضعف التمثيل المحلي داخل غرف التحرير الدولية، ففي المؤسسات الإعلامية الكبرى، نادرًا ما يُمنح الصحفيون الأفغان فرصة لصياغة الرواية أو التحرير، بل يُكتفى بدورهم كمترجمين أو مساعدين ميدانيين.
ويقول الصحفي المخضرم نور الله صافي -اسم مستعار- الذي عمل مع بي بي سي في كابل "نحن نعرف الواقع، لكن الكلمة الأخيرة للمحرر في لندن أو واشنطن".
هذا التهميش تواكب مع ظاهرة "الصحفيين المظليين" الذين يُرسلون مؤقتًا لتغطية الأحداث دون معرفة كافية بالبلاد، مما يفضي إلى تقارير سطحية ومختزلة تعكس تصورات مسبقة بدلًا من الواقع المعقّد.
ويصف الباحث سيد سرور هاشمي هذه التغطيات بأنها "منزوعة العمق والدقة، وتسيء إلى فهم السياق الأفغاني".
رغم مرور نحو 4 سنوات على سيطرة طالبان، لا تزال غالبية التغطيات الغربية والعربية تتأرجح بين الشيطنة الكاملة والتبرير المطلق، دون مقاربة مهنية متوازنة.
فبعض المؤسسات الإعلامية الغربية والعربية تتجاهل التحولات الميدانية في أفغانستان تحت حكم طالبان، مثل تحسن الأمن وانخفاض معدلات العنف، والتقليل الكبير من تجارة المخدرات وتماسك الإدارة المركزية وتحسن نسبي في بعض المؤشرات الاقتصادية، مثل استقرار العملة الأفغانية وانخفاض التضخم.
ويرى الباحث عبد الله عارف، أن "الإنصاف يقتضي الإشارة إلى هذه الحقائق، حتى مع وجود انتقادات جوهرية لأداء طالبان في ملفي السياسة والحقوق".
في المقابل، تتبنى بعض وسائل الإعلام في دول عربية وإسلامية خطابا مبالغا في التعاطف مع حركة طالبان، تتجاهل فيه جملة من الانتهاكات الجوهرية، من أبرزها غياب أي دستور للبلاد، واحتكار السلطة من فئة واحدة، ومنع المشاركة السياسية الفاعلة ورفض مبدأ الانتخابات.
وتصف الناشطة الحقوقية الأفغانية، مریم محمودي، هذا التناول الإعلامي بأنه "تبنٍّ للرواية الرسمية على حساب الوقائع الميدانية".
ما تغفله غالبية التغطيات الإعلامية، سواء في الغرب أو العالم العربي، هو وجود "الصوت الثالث" في أفغانستان ذلك التيار الشعبي الواسع الذي لا ينتمي إلى حركة طالبان ولا إلى النظام السابق بل يطالب بإصلاحات جذرية وبناء منظومة حكم عادلة وشاملة لجميع مكونات الشعب الأفغاني.
يتكوّن هذا التيار من شرائح واسعة من علماء الشريعة والمثقفين، والأكاديميين، والصحفيين، والناشطين المدنيين، الذين يرفضون العنف والحرب الأهلية والإقصاء والفساد والاستبداد، وينادون بانتقال سلمي تدريجي نحو حكم يعكس الإرادة الشعبية ويكفل الحقوق والحريات في إطار الدستور والقانون.
يقول الكاتب والصحفي شمس رحماني "نحن الأغلبية الصامتة، نحمل همّ البلاد ونطمح إلى بناء مستقبل يتجاوز الاستقطاب والتشظي"، وتغييب هذه الأصوات يعمّق من ضبابية المشهد ويمنع المجتمع الدولي من إدراك الواقع الأفغاني في تعدده وتعقيده.
التحديات الأخلاقية والمهنيةلم تكن التغطية الإعلامية الدولية والعربية للشأن الأفغاني بمنأى عن التحيزات الأيديولوجية والسياسية، إذ غلب على كثير منها غياب التوازن، وضعف التمثيل المحلي في غرف الأخبار، واللجوء إلى الصور النمطية السهلة.
هذه العوامل مجتمعة ساهمت في إنتاج رواية سطحية ومبسطة لواقع معقد يعانيه مجتمع بأكمله.
في هذا السياق، يرى المراقبون أن مسؤولية المؤسسات الصحفية لا تقتصر على نقل الخبر، بل تتعداه إلى ضرورة تمثيل وجهات النظر المختلفة، وتوفير مساحة للصحفيين المحليين، ومساءلة السرديات السائدة بتحليل نقدي جاد.
ويقول بصير أحمد دانشيار، أستاذ الإعلام بجامعة هراة سابقا ونائب رئيس منظمة حماية الصحفيين الأفغان للجزيرة نت، "يصطدم بتحديات ميدانية خطِرة؛ إذ يواجه الصحفيون الأفغان اليوم ضغوطًا مضاعفة، سواء من السلطات القائمة أم بسبب ضعف الحماية الدولية. وقد اضطر عدد كبير منهم إلى مغادرة البلاد أو التوقف عن العمل، مما أضعف الحضور المستقل في المشهد الإعلامي المحلي".
إعلانإن قصور الإعلام في تقديم صورة شاملة عن أفغانستان لا يُعد فقط إخفاقًا مهنيًا، بل جزءًا من ظلم معرفي مستمر، وتجاوز هذا الخلل يتطلب إعادة بناء الثقة، وتوسيع هامش الحرية للصحفيين المحليين، والإنصات للأصوات التي طالما همشت.