يواصل التعليم في اليمن التراجع بوتيرة مقلقة، حيث كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن واقع مأساوي تعيشه الفتيات اليمنيات، مشيرًا إلى أن نحو 1.5 مليون فتاة لم تلتحق بالتعليم خلال العقد الماضي، في واحدة من أكثر الأزمات التعليمية حدة على مستوى العالم.

وذكر الصندوق في تقرير حديث له أن الفقر والعنف والنزوح وانهيار الخدمات الأساسية ساهمت جميعها في إقصاء ملايين الفتيات عن المقاعد الدراسية، مؤكدًا أن هذا الغياب لا يحرمهن فقط من فرص التعليم والعمل في المستقبل، بل يعرضهن لمخاطر جسيمة مثل زواج الأطفال والحمل المبكر، وما يرافق ذلك من مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد حياتهن.

ويأتي هذا التحذير في وقت تشير فيه تقارير محلية إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات زواج القاصرات، خاصة في أوساط الأسر النازحة التي فقدت مصادر دخلها وتعاني من ضعف الوصول إلى التعليم والخدمات الصحية، ما يدفع الكثير منها إلى تزويج بناتها في سن مبكرة كخيار اضطراري في مواجهة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار التقرير إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل بالشراكة مع منظمة اليونيسف و"اتحاد نساء اليمن" على تنفيذ مبادرات تستهدف الحد من ظاهرة زواج الأطفال، أبرزها فصول محو الأمية للفتيات، والتي تشمل الفتيات اللواتي أجبرتهن الحرب أو النزوح أو العنف الأسري على مغادرة المدرسة.

ويستفيد من هذه المبادرات أكثر من 738 فتاة في 22 فصلًا دراسيًا موزعة على خمس محافظات يمنية. إلا أن هذه الجهود تواجه تهديدًا بالإغلاق الوشيك بسبب نقص التمويل الحاد، وهو ما وصفه الصندوق الأممي بأنه "انتكاسة كارثية" لبرامج الحماية والتنمية الموجهة للفتيات في اليمن.

في هذا السياق، أطلق الصندوق نداءً عاجلًا لتوفير 70 مليون دولار لتمويل استجابته في اليمن لعام 2025، إلا أن التمويل المتوفر حتى الآن لا يتجاوز ربع المبلغ المطلوب، ما يُنذر بحرمان آلاف النساء والفتيات من برامج حيوية تشمل التعليم والدعم النفسي والرعاية الصحية الأساسية.

ويحذر الصندوق من أن استمرار هذا العجز المالي سيقود إلى تفاقم معاناة النساء والفتيات، وسيقضي على آمالهن في استعادة جزء من حياتهن الطبيعية في بلد تحوّل فيه التعليم إلى رفاهية نادرة.

ويأتي هذا التحذير الأممي في سياق أزمة مركبة تعصف باليمن، حيث تسبب النزاع المسلح بانهيار مؤسسات الدولة، ودمار البنية التحتية، وتفشي الفقر والجوع، مما فاقم الأعباء على الأطفال والفتيات بشكل خاص.

وبينما تزداد التحديات التي تواجه الفتيات اليمنيات في سبيل الحصول على التعليم، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة وغير كافية لمواجهة حجم الكارثة، في وقت يحتاج فيه اليمن إلى تحرك عاجل وجاد لإعادة الأمل إلى جيش من الفتيات اللاتي حُرمن من أبسط حقوقهن الإنسانية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

رئيس صندوق المأذونين : لا نعقد زواجًا مخالفًا للقانون .. الطبيب هو الحكم

قال د. إبراهيم سليم رئيس صندوق المأذونين إن هناك حالات صحية تمنع الزواج حفاظًا على الطرف الآخر، مضيفًا:"لو في ضرر على الزوجة أو الزوج، الطبيب هو اللي بيقرر... ودار الإفتاء أجازت زواج المجنون لكن بضوابط طبية."

رئيس صندوق المأذونين يكشف أغرب قصص من كواليس الزواج والطلاقمأذون شرعي: زواج ذوي الهمم جائز بشروط قانونية وشرعية محددةإبلاغ الزوجة الأولى شرط للزواج الثاني... وبعضهم يتعاون طواعية

وذكر سليم خلال برنامج اخر النهار موقفًا لرجل حاول الزواج مجددًا، وقال له:"لازم نبلّغ الزوجة الأولى رسميًا بالبريد،وفعلاً هما وافقوا وجُم مضوا بكل رضا."

حالات الطلاق الصعبة... الأطفال أكثر من يدفع الثمن

وتحدث الدكتور عن أصعب المواقف التي يمر بها كمأذون، وهي عند الطلاق، خاصةً حين يكون هناك أطفال، وقال بتأثر:"لما الطفل يبكي وهو عايز أبوه وأمه مع بعض،بتكون لحظات مؤلمة جدًا."

طباعة شارك صندوق المأذونين دار الإفتاء برنامج اخر النهار

مقالات مشابهة

  • اليمن.. بدء جولة جديدة من حملة التحصين ضد شلل الأطفال تستهدف أكثر من مليون و345 ألف طفل
  • بعد دورها بمسلسل فات الميعاد.. غفران محمد: «مفيش حاجة اسمها زواج فتاة من رجل مطلق»
  • حملة تطعيم واسعة ضد شلل الأطفال تستهدف أكثر من مليون طفل في اليمن
  • تحذير أممي من ارتفاع عدد الجوعى في اليمن إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل
  • رئيس صندوق المأذونين : لا نعقد زواجًا مخالفًا للقانون .. الطبيب هو الحكم
  • تقرير يكشف طرد إيران لنحو نصف مليون أفغاني خلال 16 يوما منذ الصراع مع إسرائيل
  • الرقابة المالية توافق على إنشاء شركة صندوق استثمار عقاري تابعة لمجموعة بيت الخبرة
  • مدير مراسم الخارجية يستقبل الممثل المقيم لـ«صندوق الأمم المتحدة للسكان» في ليبيا
  • أمير جازان يطّلع على التقرير السنوي لفرع صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة لعام 2024
  • ياسمينة بادو تنتقد ابن كيران على خلفية تصريحات قالت إنه شبه فيها "الفتيات دون زواج بطائر اللقلق"