جامعة الموصل تنفي تأجير واجهاتها للمستثمرين: ملكيتها تعود للبلدية.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي

إقرأ أيضاً:

مصر… تعود لتضبط البوصلة من قلب العروبة، ،

الرحمة لأرواح الدبلوماسيين القطريين الذين قضوا في حادثٍ مروّع أثناء مشاركتهم في مفاوضات شرم الشيخ. مأساة اختلطت فيها دماء الأشقاء برائحة البحر الأحمر، لتصبح رمزًا لمعنى الوفاء العربي المشترك، وشاهدة على أن طريق السلام لا يُعبد إلا بالتضحيات.

من تلك اللحظة، بدا أن القدر أراد لمصر أن تتصدر المشهد مجددًا. فبينما كانت الكاميرات تنقل صور الحادث المفجع، كانت القاهرة تُعدّ مشهدًا مغايرًا للعالم: قمة تاريخية تُعقد في شرم الشيخ بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة عشرين دولة من الشرق والغرب، ليُعلنوا من أرض الكنانة نهاية أطول الحروب في غزة، وبداية خريطة جديدة للسلام في المنطقة.

لم يكن المشهد وليد صدفة، بل نتاج رؤية استراتيجية لمصر التي تعرف متى تصمت، ومتى تتكلم. فالصمت هنا لم يكن ضعفًا، بل حكمةً دفينة في تاريخ دولةٍ عاشت آلاف السنين، وتعلم أن لحظة النهوض لا تحتاج إلى ضجيج، بل إلى إتقان إدارة التوقيت والمكان.

في شرم الشيخ، عادت "أم الدنيا" لتقول كلمتها الهادئة الواثقة: نحن لا نصنع الحرب، بل نصنع نهاياتها.

لقد نجحت القاهرة في أن تُحوّل الاتهامات بالتقاعس عن دعم غزة إلى إشادةٍ عالمية بقدرتها على جمع الخصوم على طاولة واحدة. جلس خليل الحية، القيادي في حماس، يتحدث بثقة أمام وسائل الإعلام، تحت حماية مصرية، في العاصمة التي خرج منها ذات يوم من حاولوا اغتياله. في تلك اللحظة تحديدًا، أدرك الجميع أن القاهرة لا تحمي الأشخاص فقط، بل تحمي فكرة البقاء نفسها، وتحمي روح المقاومة من الاندثار.

منذ أيام جمال عبد الناصر وصوت العرب يجلجل من الميكروفون الحديدي في ميدان التحرير، كانت مصر دائمًا تعرف موقعها في معادلة الشرق الأوسط. واليوم، تعود من نفس الإذاعة، من صوت العرب وإذاعة الشرق الأوسط، لتُخاطب العالم مجددًا يوم الإثنين القادم، أمام حشدٍ من زعماء الأرض، لتقول: هنا القاهرة… قلب العروبة النابض.

لقد راهن كثيرون على أن الدور المصري انتهى، وأن القاهرة فقدت بريقها السياسي في عواصف الربيع العربي، لكنّ التاريخ لا يرحم من يجهل جغرافية المكان. فمصر ليست دولة عادية تُقاس بحجم اقتصادها أو عدد سكانها، بل بحجم تأثيرها في محيطها. من ضفاف المتوسط إلى أعماق إفريقيا، ومن سيناء حتى حدود ليبيا والسودان، تظل مصر مركز التوازن حين تضطرب البوصلة.

الجغرافيا وحدها لا تكفي، لكن عبقرية المكان تتكامل مع إرادة القيادة. وقد برز ذلك بوضوح في طريقة إدارة القاهرة لملف غزة، حيث لم تنجرّ خلف العواطف، ولم تُساوم على مبادئها، بل نسجت خيوطًا دقيقة بين الإنسانية والسياسة. فتحت معابرها وقت الحاجة، ورفضت التهجير بكل حزم، وأرسلت رسائلها الصارمة لإسرائيل بأن أمن مصر القومي يبدأ من حماية الشعب الفلسطيني، لا من مقايضة دمائه.

اليوم، يتحدث العالم عن القاهرة بوصفها العاصمة التي أوقفت الحرب. لم يكن ذلك مجرد إنجاز دبلوماسي، بل استعادة لهيبة الدور العربي الغائب منذ عقود.فحين عجزت واشنطن عن فرض شروطها، وحين فشلت أنقرة والدوحة في الإمساك بخيوط الحل، كانت القاهرة هي النقطة التي تلاقت عندها كل الأطراف.

في حديثه الأخير، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنّه "يتطلّع إلى زيارة مصر لحضور التوقيع الرسمي لاتفاق غزة"، جملة بسيطة لكنها تحمل في مضمونها اعترافًا غير معلن بأن الشرق الأوسط لا يستقر إلا حين تكون مصر في الصورة.

أمّا في شوارع غزة، فقد رفع الفلسطينيون صور الرئيس السيسي إلى جانب العلم المصري. تلك ليست دعاية سياسية، بل انعكاس طبيعي لتاريخ طويل من التضامن والمصير المشترك. يعرف الغزيون أنّ وراء الحدود الجنوبية ثمة دولة لم تفرّط يومًا فيهم، مهما تبدّلت الظروف.

أما على الجانب الإسرائيلي، فقد كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نجاح مصر في وقف النار أعادها إلى المشهد الإقليمي كقوة لا يمكن تجاوزها. إنه اعتراف من الخصم قبل الصديق، بأن القاهرة قادرة على تحويل الهزيمة إلى فرصة، والدم إلى حوار.

لكن ما يميز اللحظة الراهنة ليس فقط انتصار الدبلوماسية المصرية، بل نضج رؤيتها الجيوسياسية. فالقاهرة تدرك أن معركة غزة ليست مجرد نزاع حدودي، بل اختبار للمعادلة الكبرى بين الشرق والغرب. ولذلك، جاءت القمة الدولية في شرم الشيخ لتعيد صياغة مفهوم السلام، ليس بوصفه استسلامًا أو هدوءًا هشًّا، بل كاستحقاق إنساني شامل يعيد التوازن إلى المنطقة.

إنّ مصر اليوم لا تبيع المواقف، بل تُعيد تعريفها. هي الدولة التي واجهت الإرهاب، وتصدّت لأوبئة الفيروسات، وبنت عاصمة جديدة في قلب الصحراء، وتُشيّد الآن شبكة من المدن الذكية، وتستعد لتكون محور الربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا. وفي كل هذه المسارات، يبقى صوت القاهرة هو الميزان الذي يضبط إيقاع العالم العربي حين يختلّ.

وحين يتحدث الناس عن “عودة مصر”، فإنهم في الحقيقة يتحدثون عن عودة المنطق والتاريخ. فالدولة التي حملت أوزار الأمة لعقود، تعرف جيدًا أن زعامة المكان لا تُشترى، بل تُنتزع بالثبات والموقف. واليوم، تقف مصر شامخة من جديد، تُعلن من شرم الشيخ أنّها لا تُملي الشروط، لكنها تضع الأسس، ولا تبحث عن المجد، لكنها تصنعه.

من رحم الألم، ولدت لحظة الفجر. ومن رماد الحرب في غزة، تخرج القاهرة لترسم أفقًا جديدًا للسلام. سلامٌ لا يقوم على إذلال، بل على إدراكٍ عميق أن الشعوب وحدها هي التي تملك الحق في الحياة، وأن الأمن لا يتحقق بالحصار، بل بالعدل.

وهكذا، حين تنطلق يوم الإثنين القادم إذاعة صوت العرب من القاهرة لتبث للعالم "هنا القاهرة… من قلب العروبة النابض"، سيكون خلف المايكروفون صوت التاريخ ذاته، يخبرنا أن مصر، حين تنهض، لا تنهض لنفسها فقط، بل لتُعيد للبشرية توازنها القديم، وتذكّر الجميع أن الشرق لا يُدار إلا من هنا… من القاهرة.. .، ، !!

-- محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

مقالات مشابهة

  • “مجلس أدنوك للمستثمرين” يعزز الثقة في “أدنوك للحفر”
  • الخطوط الأفريقية تنفي ما يتداول حول وجود مشاكل في تأمين أسطولها الجوي
  • كوبا تنفي المشاركة في حرب أوكرانيا
  • قوات الدعم السريع تنفي استهداف ملجأً للنازحين بالفاشر
  • مصر… تعود لتضبط البوصلة من قلب العروبة، ،
  • حماس تنفي مشاركتها في مراسم توقيع الاتفاق مع إسرائيل في مصر
  • نائب يكشف طرفي النزاع حول منصب قائممقام الموصل: القرار يأتي جاهزاً من بغداد
  • حشود النازحين تعود إلى غزة عبر شارع الرشيد
  • حماس تنفي وجود بنود سرية في اتفاق غزة
  • "مجلس أدنوك للمستثمرين" يعزز الثقة في "أدنوك للحفر"