تمكنت شركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي ناشئة تدعى Hugging Face، ومقرها نيويورك، من جمع تمويلات تقدر بـ 235 مليون دولار وحازت على تقييم قدره 4.5 مليار دولار من بعض أكبر شركات التكنولوجيا.

وفقا لتقرير موقع CNBC الإخباري كل الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا تقريبا ساهموا في الشركة الناشئة ومن الأسماء اللامعة  جوجل، أمازون، إنفيديا، Salesforce، أيه إم دي AMD، شركة إنتل Intel، آي بي إم IBM و كوالكوم.

Hugging Face

وصرحت Hugging Face إن الجميع ساهموا في جولتها الأولى لجمع التمويلات وقال كليمنت ديلانج، الرئيس التنفيذي لشركة Hugging Face، إن الأموال ستركز على توظيف المواهب لتكون قادرة على المنافسة بقوة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح التركيز الأساسي لشركات التكنولوجيا حاليا.

وصلت الشركة الناشئة التي تعمل على نماذج الذكاء الاصطناعي إلى تقييمات عالية حيث تسعى الشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية إلى جني الأرباح من طفرة الذكاء الاصطناعي الأخيرة، والتي بدأت شرارتها أواخر العام الماضي عندما قامت مايكروسوفت بدعم شركة OpenAI الأمريكية مخترعة برنامج الدردشة الآلي ChatGPT الخاص بها.

Hugging Face

يعكس التقييم الكبير لشركة Hugging Face وقائمة الداعمين البارزين كيف اكتسب مجال الذكاء الاصطناعي قوة وزخما عالميا في الأشهر الأخيرة وأصبحت هناك تكتلات عملاقة للدفع بمزد من التطوير في هذا الاتجاه، خاصة بعد أن أصدرت شركة Meta الشركة الأم لفيسبوك نموذج Llama ، والذي يمكن استخدامه مجانًا للغالبية العظمى من الشركات.

تعمل شركات ناشئة أخرى ذات قيمة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل OpenAI أو Cohere، بشكل مختلف عن "ميتا" ونموذجها الجديد، إذ تعمل بشكل مباشر على تطوير النماذج اللغوية الكبيرة وتحمي النتائج باعتبارها سرًا تجاريًا، ثم تفرض رسومًا على المستخدمين للوصول إلى هذه البيانات من خلال واجهات برمجة التطبيقات، أو واجهات برمجة التطبيقات (APIs).

تعمل شركة Hugging Face منهجية مختلفة قليلا عن باقي الشركات السائدة، حيث تتيح منصة يمكن من خلال لمطوري الذكاء الاصطناعي مشاركة التعليمات البرمجية والنماذج ومجموعات البيانات واستخدام أدوات المطورين الخاصة بالشركة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر بسهولة أكبر. 

قامت شركة Hugging Face بتطوير بعض النماذج بالفعل، مثل BLOOM، ولكن منتجها الأساسي هو منصة موقع الويب الخاص بها، حيث يمكن للمستخدمين تطوير برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم باستخدام الأدوات المختلفة التي تتيحها الشركة، يمكنك تحميل النماذج وأوزانها، كما تقوم أيضًا بتطوير سلسلة من الأدوات البرمجية تحت بند "المكتبات" والتي تتيح للمستخدمين تشغيل نماذجهم بسرعة، أو القيام بتنظيف البيانات ومسحها، أو تقييم أداء المنتجات. 

Hugging Face

تبدو منصة Hugging Face مشابهة في عملها من حيث الموضوع والممارسة لواجهة GitHub التي استحوذت عليها مايكروسوفت Microsoft في عام 2018، ومن خلالها ينشر المبرمجون من جميع أنحاء العالم مشاريعهم أثناء عملهم عليها.

تعتقد شركة Hugging Face وفقا لرؤية المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي ديلانجو بأن معظم الشركات التي تعمل مع برمجيات وآليات الذكاء الاصطناعي سوف ترغب في تطوير نماذجها أو تقنياتها الخاصة، وسوف تحتاج إلى أدوات للقيام بذلك، وبالتالي يأمل أن يعتمد مطورو برامج الذكاء الاصطناعي على Hugging Face بشكل يومي لإنجاز عملهم، مضيفا أن أحد أسباب قيام الشركات الكبرى بضخ استثمارات كبيرة للشركة هو أن موظفيها يستخدمون المنصة بشكل مستمر.

قال ديلانج: "يستخدم مطورو الذكاء الاصطناعي Hugging Face طوال اليوم وكل يوم".، متوقعًا أن ينمو عدد مطوري البرمجيات الذين يعملون مع نماذج الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة، "ربما في غضون 5 سنوات، سيكون لديك ما يقرب من 100 مليون مطور برامج ذكاء اصطناعي".

عشان متخسرش كتير.. احذف بطاقة الفيزا من جوجل بلاي بهذه الطريقة جوجل تزيل تطبيقات Cleaner الشهيرة من متجر "بلاي"

على الرغم من أن معظم التركيز حاليا في مجال التكنولوجيا على النما1ج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT أو Llama التي تركز على إنشاء النص، إلا أن Hugging Face تعمل بطريقة أشمل وأعم من ذلك لأنها هي المركز الذي من خلاله يسمح للمطور بتنفيذ برمجيات جديدة وتجريبها، سواء كانت برمجيات لإنشاء نصوص أو لتوليد الصور والموسيقى وغيرها من الإبداعات.

كما صرحت الشركة أن Hugging Face تستضيف 500000 نموذج مختلف للذكاء الاصطناعي، و250000 مجموعة بيانات، ولديها 10000 عميل يدفعون في مقابل خدماتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمازون إنفيديا إنتل كوالكوم الذكاء الاصطناعي مجال الذکاء الاصطناعی فی مجال

إقرأ أيضاً:

هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟

منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.

واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟

وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.

أفكار وادي السيليكون تُراهن على نمو سنوي يتجاوز 20% في الناتج المحلي الإجمالي (شترستوك)

هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.

ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.

من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلات

ويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.

وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.

لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".

إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعة

وإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.

ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.

شركات الذكاء الاصطناعي تعتقد أن أنظمتها ستبدأ بإنتاج أفكار جديدة ذاتيًا (شترستوك)

لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.

وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.

أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟

لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.

وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.

رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.

لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.

هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟

"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.

الديناميكيات الاقتصادية التقليدية قد تنهار مع تسارع الذكاء الاصطناعي الذاتي التحسين (شترستوك)

وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.

مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.

إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟

التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.

وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.

مقالات مشابهة

  • إطلاق النسخة الخامسة من برنامج "رواد التقنية" لتمكين الشركات الناشئة
  • وضع الدراسة في ChatGPT.. بديلا للمدرسين بالذكاء الاصطناعي بين يدي الطلاب
  • بنك مصر يحصد جائزتي أفضل بنك في ائتمان الشركات والمسؤولية المجتمعية
  • التكامل بين الشركات الناشئة والكبيرة.. شراكة استراتيجية للنهوض بقطاع التجارة والتجزئة
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • بدعم نقدي يبلغ 10 آلاف دينار ودعم لوجستي لمدة عام منصة زين تحتضن شركة أفانسر “”Avancer AI ضمن برنامج زين المبادرة
  • بسبب الوضع الكارثي في غزة.. المفوضية الأوروبية تقترح تعليق تمويل الشركات الإسرائيلية الناشئة
  • إصدار أول دليل لمستشاري الشركات العائلية في دبي
  • أورنج الأردن وGIZ تقدمان برنامجاً متخصصاً لتعزيز المعرفة المالية لدى الشركات الناشئة
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟