مجلس النواب يجدد التأكيد على ثبات الموقف اليمني المساند لغزة
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
وحيا المجلس في بيان صادر عنه اليوم، المسيرة المليونية التي خرجت يوم أمس الجمعة في العاصمة صنعاء، والتي تجسدت فيها إرادة الشعب اليمني الأبي، تحت شعار يزلزل عروش المتغطرسين "ثابتون مع غزة.. رغم أنف الأمريكي وجرائمه".
وأشار إلى أن تزامن هذه المسيرة المليونية المباركة، مع خروج مسيرات مماثلة في عشرات الساحات بمختلف محافظات الجمهورية، هو خير دليل على عظمةِ هذا الشعبِ وإصرارِه على عدم التخلي عن الأشقاء في غزة، مهما اشتدتِ الضغوطُ وتصاعدَ العدوانُ الأمريكي السافر.
ولفت المجلس إلى أن الحشود المليونية جسدت بصدق تطلعات أبناء الشعب اليمني وصموده الأسطوري وتصميمه الراسخ على المضي قدماً في دعم غزة وفلسطين، متحدياً بذلك الغطرسةَ الأمريكية وعجز المجتمع الدولي.
وأكد المجلس أن هذه المسيرات تبعث برسالة واضحة إلى العالم أجمع بأن اليمن، أرض العروبة والإباء، لن يتراجع ولن يلين أمام قوى الاستكبار والظلم والغطرسة الصهيونية.. لافتا إلى أن العدوان الأمريكي الآثم، بعد فشله الذريعِ في أن يثني اليمن عن موقفه المبدئي، لجأَ إلى ارتكاب جرائم وحشية بحقِ المدنيين، ضارباً عرض الحائط بكلَ الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وأعلن ثبات وصمود الشعب اليمني واستعداده الكامل لمواجهة أي تحركات أمريكية أخرى، والتصدي لكل من تسول له نفسه أن يربط مصيره بهذا العدوان الغاشم.
ودعا مجلس النواب في هذا السياق إلى تصعيد المقاطعة السياسية والاقتصادية بشكل فعال ومؤثر، لتشمل كل من يتقاعس عن مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.. مؤكداً أن الموقف اليوم يستوجب من الجميع الارتقاء إلى مستوى وحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الجميع.
كما دعا المجلس إلى توحيد كافة المواقف الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة.. مشيداً الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها مدينتا تعز وسيئون في حضرموت، والتي رفع آلاف المشاركين فيها أصواتهم عالياً للتنديد بحرب الإبادة التي يتعرض لها إخواننا في غزة، معبرين عن سخطهم إزاء الصمت العربيِ والإسلاميِ المخزيِ تجاه ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من مجازر بشعة.
وثمن الخروج الجماهيري الذي شهدته العديد من عواصمِ ومدن العالم.. مؤكداً على ضرورة الاستمرار في تنظيم المسيرات الجماهيرية الحاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتنديد بجرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة بحق المدنيين.
ونوه بأهمية وحدة الموقف مع القضية الفلسطينية ورفض العدوان الإسرائيليِ المتواصل على قطاع غزة.
وطالب مجلس النواب مجددا الأحرار في المجتمعِ الدولي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية في التحرك والعمل على وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطينيِ، والعمل الجاد من أجل حمايتهم، وأن تعود القضية الفلسطينية إلى الصدارة لتحظى بدعم الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم.
في سياق متصل، رحب مجلس النواب بالإدانة الصادرة عن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي للرئيس الأمريكي ترامب لارتكابه جرائم بحق المدنيين في اليمن، والمطالبة في رسالتهم الموجهة لوزير الدفاع بتقديم تفسير لعشرات المدنيين الذين قضوا في الضربات الأمريكية في اليمن، مؤكدين أن ادعاءه بأنه صانع سلام تبدو جوفاء.
ودعا الأحرار في الهيئات التشريعية والدستورية في الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم إلى التحرك العاجل لمحاسبة ترامب ووزير دفاعه لارتكابهم سلسلةَ مجازر في اليمن، ومنها استهداف حي وسوق فروة في مديرية شعوب بالعاصمة صنعاء، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين، وهي جرائم مكتملة الأركان بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وحمل المجلس إدارة الرئيس الأمريكي ترامب المسؤوليةَ الكاملة عن استهداف مصالح ومقدرات الشعب اليمني، وانتهاك سيادته، وتهديد حياة المدنيين الآمنين.
وأكد على أن وقف التصعيد في المنطقة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بوقف العدوان وإنهاء الحصار على قطاع غزة، والتحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من كارثة إنسانية محققة ورفع الظلم الواقع عليه.
كما أكد مجلس النواب أنه لا مبرر على الإطلاق لشن العدوان الأمريكي على اليمن بسبب موقفِهِ الإنساني المساند والداعم لإنقاذ غزة من المجازر الوحشية التي يرتكبها مجرمو الحرب الصهاينة منذ السابع من أكتوبر 2023م.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشعب الیمنی مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
المؤتمر العفاشي .. جناح العمالة وورقة العدو التخريبية في اليمن
في الوقت الذي يعيش فيه اليمن مرحلة تاريخية فارقة، تزداد فيه وضوحًا ملامح المؤامرة على سيادة الوطن واستقلاله، تبرز من جديد أدوار مشبوهة لأطراف داخلية استمرأت الارتهان والعمالة للخارج، وعلى رأسها ما يُعرف بالمؤتمر العفاشي، بقياداته المرتبطة بالمحور الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي، والذي لعب لعقود دور الأداة في يد الوصاية، وتحوّل اليوم إلى أداة تخريبية ضد مصالح اليمن وأمنه.
يمانيون / تقرير
هذا التقرير الصحفي يتناول أبعاد الدور الذي لعبه النظام العفاشي وقياداته على مدى 33 عامًا من الهيمنة على الحكم، حيث حوّلوا اليمن إلى دولة مشلولة، منهوبة الإمكانات، محروقة المسارات التنموية، رغم غياب أي حصار أو حرب في تلك الفترة، كما يتطرق إلى التحالف العضوي بين هذا التيار العفاشي وقوى العدوان الخارجي، وارتباطهم بالمشروع الأمريكي _ الصهيوني الذي يستهدف اليمن وجودًا وهويةً.
وتأتي أهمية هذا التقرير في كونه يوثّق ويربط بين محطات تاريخية ومعاصرة، ويكشف خيوط المؤامرة التي حيكت على مدى عقود، ويضع بين أيدي الرأي العام رؤية متكاملة لطبيعة الصراع القائم، الذي لم يكن يومًا مجرد صراع سياسي داخلي، بل هو صراع بين معسكر الاستقلال ومعسكر التبعية، بين مشروع الدولة ومشروع العمالة.
المؤتمر العفاشي .. 33 سنة من الفساد والعمالة
طوال أكثر من ثلاثة عقود، أحكمت منظومة الحكم التابعة لعلي عبدالله صالح عفاش سيطرتها على مفاصل الدولة، ممسكة بزمام السلطة السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن، دون وجود أي عوائق خارجية كالحصار أو الحرب. ومع ذلك، لم يُثمر هذا الاستقرار النسبي أي ازدهار اقتصادي أو تنمية حقيقية.
فبدلًا من بناء دولة مؤسسات، اتجه النظام العفاشي إلى ترسيخ سلطة الفرد والعائلة والمقربين، حيث جُيّرت موارد البلاد لمصالح شخصية وتحالفات خارجية، فُتحت الأسواق اليمنية للسلع الأجنبية على حساب الإنتاج المحلي، ودُمّرت الزراعة والصناعة الوطنية، وتحوّلت اليمن إلى سوق استهلاكية بامتياز، تخضع لشروط الدول الممولة والمانحة.
وفي ظل غياب الرؤية التنموية، لم تُشيّد بنى تحتية قوية، وبقيت الخدمات الأساسية في أدنى مستوياتها، فيما كان يُنهب المال العام ويُهرّب النفط، وتُبنى القصور الفارهة داخل البلاد وخارجها لقيادات المؤتمر ورجال النظام السابق.
حُرِمَ اليمنيون من أدنى مقومات الدولة الحديثة، رغم ما كانت تملكه البلاد من موارد طبيعية وثروات نفطية وإمكانات بشرية، وتحولت البلاد إلى سوق استهلاكية مفتوحة لبضائع الخارج، وقد مارس نظام عفاش سياسة الإفقار والتجهيل الممنهج للشعب، لضمان بقاء سلطته واستمرار الهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي، بالتوازي مع توطيد أواصر العمالة للخارج، خصوصًا للمملكة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، عبر صفقات ومساعدات مشروطة هدفت إلى إبقاء اليمن ضعيفًا ومفتتًا.
العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي .. مشروع تدمير شامل
مع انطلاق العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن في مارس 2015، ظهرت حقيقة المشروع الذي طالما ارتبط به النظام العفاشي وحلفاؤه، كانت سنوات الحرب استمرارًا لنهج الهيمنة ذاته، ولكن بأدوات أكثر عنفًا ووضوحًا.
استُهدفت البنية التحتية اليمنية بشكل ممنهج، مطارات، موانئ، مدارس، مستشفيات، محطات كهرباء، شبكات الاتصالات والمياه ، لم يسلم منها شيء، دُمرت مقدرات الدولة، وسُرقت الثروات النفطية والغازية في المحافظات المحتلة، فيما حُرِم ملايين الموظفين من رواتبهم منذ نقل البنك المركزي إلى عدن بإيعاز من تحالف العدوان.
ورغم امتلاك اليمن ثروات هائلة، تم تجويع الشعب وتجفيف موارد الدولة لصالح شركات ومصالح خارجية، بتواطؤ من أدوات العمالة في الداخل، وعلى رأسها بعض قيادات في المؤتمر الشعبي العام العفاشية المرتبطة بالخارج.
العفافيش .. جناح العمالة ومفتاح الفوضى في الداخل
ما تبقى من جناح النظام العفاشي، لا يزال يمارس أدوارًا تخريبية واضحة، متنقلًا بين العواصم الخليجية والغربية، باحثًا عن دور في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
قيادات هذا الجناح المنهزم اختارت طريق الارتهان، وشاركت في رسم وتنفيذ مشروع تقسيم اليمن ونهب ثرواته، مستفيدة من غطاء الشرعية الزائفة التي يمنحها تحالف العدوان، أما في الداخل، فتمارس خلاياهم أنشطة تهدف لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار، عبر التضليل الإعلامي، وإشاعة اليأس، ومحاولات ضرب الجبهة الداخلية من خلال دس الفتن.
العفافيش باتوا اليوم يمثّلون الامتداد الوظيفي لأجهزة الاستخبارات السعودية والإماراتية والأمريكية، وهم أحد أبرز وجوه المشروع المعادي لليمن، في صورة معارضة عميلة لم تعُد تخجل من ارتباطاتها ولا من خطابها المتصهين.
المؤتمر الوطني المناهض للعدوان .. موقف وطني مشرّف يرفض الارتهان
في مقابل جناح العمالة والخيانة داخل المؤتمر الشعبي العام، برزت قيادات وطنية شريفة من داخل المؤتمر اختارت الوقوف مع الوطن في وجه العدوان، ورفضت أن تكون جزءًا من مشروع الوصاية الأجنبية أو أدواته العميلة.
هذا التيار، المعروف بـالمؤتمر الوطني المناهض للعدوان، أعلن منذ اللحظة الأولى انحيازه الصريح إلى صف السيادة الوطنية والحرية والاستقلال، رافضًا أن يُختطف الحزب العريق من قبل فصيل عائلي ارتبط بالخارج وسخّر تاريخه لخدمة أجندات استعمارية.
قيادات هذا الجناح الوطني لم تنجرّ وراء المال الخليجي، ولم تسعَ للمناصب مقابل بيع الوطن، بل وقفوا بشجاعة إلى جانب الشعب اليمني في معركته ضد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وشاركوا بفعالية في الجبهة السياسية والإعلامية والشعبية دفاعًا عن كرامة اليمن ووحدته.
ويؤكد المؤتمر الوطني المناهض للعدوان أن لا علاقة له بالفصيل العفاشي العميل، لا سياسيًا ولا وطنيًا، وأن مشروعه هو بناء دولة يمنية مستقلة ذات سيادة، بعيدة عن الوصاية الأجنبية، ملتزمة بخيار الشعب، وشريكة في معركة التحرر والبناء.
إنّ تمييز الصفوف اليوم ضرورة وطنية وأخلاقية، فليس كل من ينتسب إلى المؤتمر الشعبي العام يحمل نفس التوجه. هناك من باع الوطن في فنادق الرياض وأبو ظبي، وهناك من حمل روحه على كفه وواجه العدوان في صنعاء والحديدة ومأرب والجبهات.
وللإنصاف فإن الجناح الوطني للمؤتمر أثبت أن المواقف الشريفة لا ترتبط بالأشخاص، بل بالانحياز للحق، ورفض العمالة، والتضحية في سبيل الكرامة والسيادة.
خاتمة
المؤتمر العفاشي ليس مجرد تكتل سياسي عابر، بل هو أحد أبرز أجنحة العمالة التي ساهمت في إيصال اليمن إلى هذا المستوى من التدهور والانهيار، سواء من خلال عقود من التخريب أو من خلال التواطؤ مع العدوان الحالي.
اليمنيون اليوم على وعي متزايد بحقيقة المعركة؛ معركة السيادة والتحرر من الهيمنة والوصاية، وهم يدركون أن النصر يتطلب مواجهة العدوان الخارجي والخيانة الداخلية في آنٍ واحد.
وفي معركة التحرر والاستقلال، لم يعد مقبولًا التغافل عن أدوار المؤتمر العفاشي وقياداته العميلة، التي أجرمت في حق اليمن ماضيًا وحاضرًا، وتُحاول اليوم، عبر أدوات جديدة، استكمال ما فشل فيه العدوان عسكريًا، ولذلك فإن المعادلة واضحة ، إما يمن مستقل ، أو يمن تابع مرتهن بيد عفافيش العمالة والاحتلال.