صحيفة صدى:
2025-08-12@13:28:02 GMT

لعنة الصراحة

تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT

لعنة الصراحة

في عالمٍ يفيض بالمجاملات، ويُدار بأقنعة اجتماعية مصقولة، تبدو الصراحة وكأنها عملٌ متهور أو حتى نوعٌ من الجنون.

الصراحة، التي تُعد في أصلها فضيلة أخلاقية، أصبحت اليوم عبئاً ثقيلاً على من يتمسّك بها، وأشبه بلعنة تطارد صاحبها أينما حلّ، حتى في أقرب دوائر العلاقات الإنسانية.

أما عن مفهوم الصراحة فهي القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار والحقائق بوضوح، دون تزويقٍ أو خداع.

وهي لا تعني الوقاحة أو التجريح، بل تعني ببساطة قول الحقيقة، سواء كانت مريحة أو موجعة، في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب.

الإنسان الصريح لا يجيد التلاعب بالكلمات، ولا يحب اللعب على الحبال الرخوة للعلاقات الاجتماعية المعقدة.

فالإنسان الصريح هو ذلك الشخص الذي يعيش بوجهٍ واحد.

يقول ما يعنيه، ويعني ما يقوله. يتعامل مع الآخرين بشفافية، ويرفض المواربة والتلميح.

ولا يتقن فنون النفاق ولا يملك مهارات “السياسة الاجتماعية”.

وهذا ما يجعله في الغالب، موضع سوء فهم، أو هدفاً سهلاً للاتهامات بالفظاظة أو الغرور أو حتى الغباء الاجتماعي.

وفي زمنٍ أصبح الكذب نوعاً من الذكاء، والتصنّع وسيلة للنجاة، يجد الإنسان الصريح نفسه في معركة دائمة.

تُساء نواياه، وتُرفض صراحته بحجة “أنها تجرح”، وتُقابل مواقفه بالاستغراب أو بالاستبعاد.

الصراحة تُكلّف صاحبها أصدقاء، وفرص عمل، وحتى علاقات أسرية.

لأنه ببساطة لا يستطيع أن يقول ما لا يشعر، ولا يحب أن يشارك في حفلات المجاملات الاجتماعية المصطنعة.

والصراحة حين يتعلق الأمر بالحب، تكون الصراحة في كثير من الأحيان عائقاً مع الأسف الشديد فالإنسان الصريح يواجه صعوبة في بناء علاقات عاطفية، لأنه لا يبيع الأوهام، ولا يُجيد قول ما يُراد سماعه.

في عالم يفضل فيه البعض الشريك الذي “يُجيد التمثيل قليلاً” و”يعرف كيف يكذب بلطف”، يبدو الصريح صادماً، وغير جذاب، وربما حتى قاسيًا.
وهذا ما يجعل مسيرته نحو إيجاد شريك حياة حقيقي، أطول وأصعب.

همسة
إلى كل إنسان صريح
لا تندم على وضوحك، ولا تعتذر عن حقيقتك.
نعم، الصراحة قد تكون لعنة في بعض المواقف، لكنها في جوهرها هدية نادرة.
لكن!
تذكّر أن القليل من الناس يملكون شجاعة أن يكونوا حقيقيين في عالم مزيف.
تمسك بصراحتك ووضوحك، ولكن لا تنسى أن تختار اللحظة والطريقة المناسبة لقول الحقيقة
فالصراحة فن، وليست مجرد اندفاع.
.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

عارضات لا وجود لهنّ.. الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الموضة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أثار عدد أغسطس/ آب 2025، من مجلة فوغ الأمريكية عناوين الصحف، ليس فقط بسبب غلافه الذي تصدّرته الممثلة آن هاثاواي التي عادت إلى دائرة الضوء بعد تصويرها لجزء ثانٍ من فيلم The Devil Wears Prada، بل لسبب آخر: إعلانات شركة الأزياء الأمريكية Guess. 

للوهلة الأولى، لا يبدو أنّ هناك ما يثير الانتباه: امرأة ذات بشرة بيضاء، وشعر أشقر مموّج، ووجنتين متوردتين، وأسنان مثالية تكشف عنها بابتسامة عريضة، تعرض فستانًا مخطّطًا طويلًا مع حقيبة يد متناسقة. وفي صورة أخرى، ترتدي بدلة قصيرة مطبّعة بالزهور مع رباط يحدد خصرها.

لكن في سطر صغير مطبوع على الصفحة، يتبيّن أن العارضة أُنشِئت باستخدام الذكاء الاصطناعي. وقد طوّرت الحملة وكالة سيرافين فالورا، وهي وكالة تسويق بريطانية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تأخذ من لندن مقرًّا لها، سبق وأن ظهر عملها في مجلات مثل Elle وThe Wall Street JournalوHarper's Bazaar. 

وقد أشعل النقاش حول الصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي مستخدم تيك توك @lala4an، إذ حصد مقطع الفيديو الذي نشره عن إعلان Guess أكثر من 2.7 مليون مشاهدة.

أثار استخدام عارضات الذكاء الاصطناعي في الحملة، التي نُشرت في مجلة فوغ ومجلات أخرى، جدلا كبيرا. Credit: Seraphinne Vallora

أثار ظهور عارضات ذكاء اصطناعي في مجلة فوغ جدلاً واسعًا حول تأثير ذلك على العارضات الحقيقيات اللواتي يسعين لتمثيل أكبر وتنوّع أوسع، وعلى المستهلكين، خصوصًا الشباب الذين يواجهون معايير جمال غير واقعية.

وعلّق أحد مستخدمي تيك توك: "الأمر جنوني، فليس هناك نقص في الأشخاص الراغبين بالعمل في عرض الأزياء"، ليُضيف آخر: "كنا نقارن أنفسنا بعارضات معدّلات بالفوتوشوب.. والآن بنساء لا وجود لهن"؟ 

أعرب البعض عن قلقهم من أن الاستخدام المتزايد لعارضات الذكاء الاصطناعي قد يدفع العارضات المحترفات الحقيقيات إلى فقدان وظائفهن.Credit: Seraphinne Vallora

دعا البعض إلى مقاطعة Guess وفوغ، فيما لم ترد Guess على طلب CNN للتعليق. وأكدت كوندي ناست أنّ عارضة الذكاء الاصطناعي لم تظهر من قبل في المحتوى التحريري لفوغ، لكن نسخًا دولية مثل فوغ سنغافورة عرضت شخصيات افتراضية في أعداد سابقة.

"ما زلنا نوظف عارضات"

ترى فالنتينا غونزاليس وأندريا بيتريسكو، المؤسِّستان (25 عامًا) لوكالة سيرافين فالورا، أن الجدل حول حملة Guess في غير محلّه. وقالت بيتريسكو في مقابلة مع  CNN: "يظن الناس أن هذه الصور صُنعت بالكامل بالذكاء الاصطناعي، وهذا غير صحيح. لدينا فريق عمل، وما زلنا نوظف عارضات حقيقيات."

وأضافتا أنّ مؤسس Guess، بول مارسيانو، تواصل معهما لإنشاء عارضات ذكاء اصطناعي للعلامة. وبعد مراجعة تصاميم عدّة، اختار مارسيانو عارضة شقراء رقمية (فيفيين) وأخرى سمراء (أناستاسيا) لتطويرهما، وظهرت الاثنتان في إعلانات Guess التي نُشرت في فوغ ومجلات أخرى، بحسب غونزاليس.

ولإنشاء الحملة، استعانت الوكالة بعارضة حقيقية تم تصويرها على مدار أسبوع وهي ترتدي أزياء Guess في الاستوديو. وأوضحت غونزاليس أن هذه الصور ساعدت على تحديد كيف سيبدو اللباس على العارضة الافتراضية: "كنا بحاجة لمعرفة الوضعيات التي تبرز المنتج بأفضل شكل، وكيف يظهر على امرأة حقيقية. لا يمكننا إنشاء صورة من دون فكرة واضحة عن الزوايا الأكثر جاذبية."

وأوضحت بيتريسكو أنّ الذكاء الاصطناعي يمنح الشركات خيارات أكثر، ويوفر الوقت والمال مقارنة باستخدام عارضة حقيقية. وأوضحت أن سيرافين فالورا بدأت كعلامة مجوهرات، لكن بسبب نقص الميزانية لتوظيف عارضات، ابتكرتا عارضة افتراضية خاصة بهما.

مقالات مشابهة

  • «قد تكون مميتة في بعض الحالات».. مختص يشرح أسباب خطورة «حمامات الثلج»
  • عارضات لا وجود لهنّ.. الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الموضة
  • الخارجية: نعمل على أن تكون كوت ديفوار بوابة الصادرات المصرية لغرب أفريقيا
  • الأرصاد: فرصة تكون سحب ركامية يصاحبها سقوط أمطار
  • صلاح يفشل في كسر لعنة «ويمبلي» والنهائيات
  • طقس اليوم صحو إلى غائم جزئياً مع فرصة تكون بعض السحب الركامية شرقاً
  • هل يتخلص فليك من «لعنة» الموسم الثاني مع برشلونة؟
  • أمين الفتوى: الكلمة قد تكون كسب حلال أو حرام
  • ميزات جديدة في iOS 26 قد لا تكون لاحظتها
  • نهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. هل تكون بـ"تبادل الأراضي"؟