لماذا تطرح بعض الأوساط الإيرانية فرضية التخريب وراء انفجار الميناء؟
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
طهران- رغم أن التحقيقات الأولية بشأن انفجار ميناء "الشهيد رجائي" الواقع بمدينة بندر عباس الإيرانية لم تتضح بعد، فقد طرحت بعض الأوساط الإيرانية احتمالية أن الانفجار قد يكون ناتجًا عن عمليات تخريبية، نظرا للظروف السياسية المحيطة بهذا الحادث.
الحادث المشابه إلى حد كبير لكارثة مرفأ بيروت التي وقعت عام 2020، جاء نتيجة اندلاع حريق في إحدى الحاويات التي كانت تحتوي على "بضائع خطرة ومواد كيميائية"، وتحول الحريق بسرعة إلى انفجار ضخم أدى إلى تصاعد سحابة فطرية ضخمة برتقالية اللون، وهو ما أثار الذعر في المنطقة وأدى إلى تدمير جزء من الميناء.
???? بالصور.. الخسائر الناجمة عن انفجار ميناء رجائي
شهد ميناء “الشهيد رجائي” في مدينة بندر عباس، جنوب إيران، يوم السبت، انفجارًا ضخمًا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 36 شخصًا وإصابة نحو 800 آخرين، بحسب ما أفادت به تقارير إعلامية رسمية. وقد خلف الحادث أضرارًا جسيمة في الميناء والمناطق… pic.twitter.com/jth451zsuy
— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) April 27, 2025
تغريدة عراقجيقبل وقوع الانفجار، نشر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تغريدة على منصة "إكس" عبر فيها عن قلقه من "أي استفزازات أو محاولات تخريب" قد تهدف إلى عرقلة المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.
إعلانوأكد عراقجي، في تغريدته، أن "أجهزتنا الأمنية في حالة تأهب قصوى"، محذرًا من أن بعض الأطراف قد تسعى لعرقلة هذه المفاوضات باستخدام أساليب متعددة، وارتبطت هذه التغريدة بشكل واضح بالتحذيرات الإيرانية التي سبقت الانفجار، مما جعل فرضية التخريب تبرز بشكل قوي بين الأوساط السياسية الإيرانية، التي ربطت هذا الحادث بمحاولات لعرقلة التقدم في المفاوضات النووية.
وفي وقت الحادث الذي أسفر حتى مساء اليوم الأحد عن 40 قتيلا، كانت الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة قد اختتمت في سلطنة عمان، مع حديث إيراني عن خلافات مع واشنطن في القضايا الرئيسية والتفاصيل، حسب تصريحات لوزير الخارجية عراقجي أمس، ما أثار مزيدًا من التساؤلات حول إمكانية أن يكون الانفجار في ميناء رجائي مدبرًا بهدف التأثير على هذه المحادثات.
الباحث مصطفى نجفي، المعروف بقربه من قيادات رفيعة في النظام الإيراني، مثل الجنرال محسن رضائي، أشار إلى أن انفجار ميناء "الشهيد رجائي" في إيران جاء في التوقيت نفسه للتفجير الذي استهدف قائدًا عسكريًّا روسيًّا بالقرب من موسكو.
وقال نجفي، عبر قناته على منصة "تليغرام"، إنه من الممكن أن يكون هذا التزامن بين الانفجارات في روسيا وإيران مرتبطًا بزيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى كل من موسكو ومسقط، ما يعزز فرضية وجود أطراف ترغب في إفساد المحادثات بين الأطراف المعنية.
على الرغم من أن إخماد الحريق في ميناء الشهيد رجائي كان على وشك الانتهاء، إلا أن عدة حاويات انفجرت واشتعلت النيران مرة أخرى. pic.twitter.com/wvAeaHzZ1C
— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) April 27, 2025
فرضيات التخريبوفي سياق تحليل الأوساط الإيرانية، تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الانفجار قد يكون محاولة لإرسال رسالة إلى الطرفين المعنيين بالمفاوضات، سواء كان ذلك من أطراف داخلية أو خارجية. وإذا كان هذا الحادث ناجمًا عن تخريب، فإن الهدف المحتمل من ورائه هو الضغط على إيران في المفاوضات النووية، عبر محاولة إظهار ضعف طهران في تأمين أهم منشآتها الحيوية.
إعلانبينما يشير البعض الآخر إلى أن التفجير قد يكون محاولة لعرقلة تقدم المفاوضات بشكل عام وليس فشلها، إذ يمكن أن يكون الهدف هو إظهار أن هناك أطرافًا أخرى تراقب عن كثب سير هذه المفاوضات، ويجب أن تؤخذ مصالحها بعين الاعتبار.
مكانة إيران في المفاوضاتالباحث صلاح الدين خديو، في تحليله للوضع، أشار إلى أن انفجار ميناء "الشهيد رجائي" يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير على مكانة إيران في المفاوضات النووية. وإذا كانت إيران تحت ضغط اقتصادي أميركي، فإن هذا الحادث قد يعزز الموقف الأميركي في المفاوضات، ويُعرقل قدرة إيران على تقديم تنازلات.
ووفقًا لخديو، فإن وجود هكذا حادث في هذا التوقيت يعكس تدهورًا أمنيًّا في إيران قد يؤثر على مصداقية طهران في أعين المجتمع الدولي، مما قد يضعف موقفها في التفاوض مع واشنطن.
من جهته، يبرز الناشط السياسي أحمد زيد آبادي فرضية أن الانفجار قد يكون نتيجة لعمليات تخريبية قامت بها إسرائيل أو جماعات إرهابية محلية، مضيفا في مقال له نشر في صحيفة "اقتصاد بويا" أن "تزامن الحادث مع المفاوضات النووية هو تزامن غير مألوف قد يكون مدبرًا".
واستشهد بذلك بما أشار إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" مؤخرًا، حيث قال إن "نتنياهو لن يجرني إلى حرب قد يخوضها مع إيران"، موضحًا أن هذا التصريح قد يكون دلالة على أن إسرائيل ربما تُشجع على القيام بعمليات تخريبية دون أن يكون هناك تدخل مباشر من القوات العسكرية.
الجوانب الاقتصادية والسياسيةفي الوقت الذي تشير فيه بعض الأوساط إلى تورط أطراف خارجية، هناك من يذهب إلى أن الحادث قد يكون مدبرًا من قبل أطراف داخلية في إيران، فالباحث محسن زينلي بور يرى أن الحادث يمكن أن يكون خطوة من قبل جماعات داخلية مستفيدة من الوضع الراهن، خاصة تلك التي تتضرر مصالحها الاقتصادية إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي يخفف من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
إعلانوذكر زينلي، في تحليله، أن وقف العمل مؤقتًا في ميناء "الشهيد رجائي" سيتسبب في عرقلة واردات السلع الأساسية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، وهو ما سيعود بالفائدة على بعض الجهات التي تستفيد من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وفيما يتعلق بالتقارير الغربية التي ربطت الحادث بتعامل غير صحيح مع شحنة من الوقود الصلب المخصص للصواريخ، نفى المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إبراهيم رضائي هذه التقارير بشكل قاطع.
وأكد رضائي، في منشور له على منصة "إكس"، أن الحادث لا علاقة له بأنشطة الدفاع الإيراني، مشيرًا إلى أن التحقيقات ما زالت جارية لفهم السبب الحقيقي وراء الحادث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المفاوضات النوویة الشهید رجائی انفجار میناء فی المفاوضات هذا الحادث أن یکون قد یکون إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب: إيران تشارك في المفاوضات الخاصة بحرب غزة والرهائن
اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه للسياسة الخارجية بأكمله في كامب ديفيد لساعات يوم الأحد لمناقشة الاستراتيجية الأميركية بشأن الأزمة النووية الإيرانية والحرب في غزة، بحسب ما قاله مسؤولان أميركيان ومصدر آخر مطلع لموقع "أكسيوس".
وصرّح مسؤول أميركي رفيع المستوى لموقع "أكسيوس" بأن الرئيس ترامب يرى أن الأزمتين (الملف النووي الإيراني وحرب غزة) مترابطتان، وجزء من واقع إقليمي أوسع يسعى لتشكيله.
وحسبما ذكر مسؤولون أميركيون فإن الاجتماع في كامب ديفيد تضمن عدة جلسات سياسية.
وقال مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي إن الجهود المبذولة لدفع "حماس" إلى تخفيف موقفها من المقترح الأميركي للتوصل إلى اتفاق، تُحرز بعض التقدم في الأيام الأخيرة، ويعود ذلك جزئيا إلى تزايد ضغط الوسطاء القطريين.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله: "لا نتوقع تحقيق تقدما هذا الأسبوع، ولكن هناك بالتأكيد تقدم، ونحن أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كنا نعتقد".
وكانت "رويترز" قد قالت إن ترامب صرّح الإثنين أمام صحفيين في البيت الأبيض بأن إيران تشارك في مفاوضات تهدف إلى ترتيب اتفاق بين إسرائيل و"حماس" لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة داخل القطاع.
وأضاف ترامب أن "غزة الآن في خضم مفاوضات ضخمة بيننا وبين حماس وإسرائيل، وإيران مشاركة بالفعل، وسنرى ما سيحدث مع غزة. نحن نريد استعادة الرهائن".
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الإثنين، أنه من المتوقع أن ترد "حماس" في الأيام المقبلة على المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، في الأيام القليلة القادمة، وسط اعتقاد الوسيط القطري أن زيادة الضغط على الحركة من الممكن أن يؤدي إلى تقدم في إيقاف حرب غزة.
ووفقا لهآرتس فإذا ردت حماس بالإيجاب فإن ويتكوف سيأتي إلى المنطقة خلال الايام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن جميع الاتصالات تتم من دون المرور على إسرائيل.
وأضافت "هآرتس" أن المسؤولين في قطر أعربوا عن تفاؤلهم بأن جهودهم ستنجح ويمكن تحقيق تقدم في المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة.
وينص مقترح ويتكوف على هدنة 60 يوما ومبادلة 28 من أصل 56 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة مقابل أكثر من 1200 أسير ومعتقل فلسطيني، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.
وتقول "حماس" إنها لن تفرج عن الرهائن المتبقين إلا إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب، بينما يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم إنهاء الحرب إلا بعد نزع سلاح الحركة والقضاء عليها في غزة.