المسلة:
2025-08-12@13:05:51 GMT

العراق بين عقلية الحكم وحكم العقل

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

العراق بين عقلية الحكم وحكم العقل

28 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:

محمد حسن الساعدي

الملتقى الذي عقد في السليمانية مؤخراً، تحدث السيد عمار الحكيم وهو سياسي ورجل دين عن ملف السلاح في العراق،حيث اكد على أن السلاح ينبغي أن يتم حصره بيد الدولة،وهو أمر مختلف عليه في الاوساط السياسية والحزبية،إذ أن هناك عدد من القوى التي تمتلك السلاح في العراق وهي تقوده خارج أطار الدولة،وهنا لا نتحدث عن قوى الحشد الشعبي التي قارعت وساندت ووقفت في سبيل تحرير أرضها من داعش،وحسب قوله فان مسألة حصر السلاح بيد الدولة ليست بالأمر الهين،وهي مسألة تحتاج تكاتف القوى السياسية جميعها وبدون استثناء سواءً من كان داخل أطار الدولة والحكومة أو من كان خارج أطر الحكومة،على أن يتفق الجميع بأن يكونوا مواطنين يخضعون لسلطة الدولة والقانون لا سلطة السلاح.

حصر السلاح ليد الدولة يحتاج الى وقفة جادة من الجميع،فهو يواجه تحديات سياسية وأمنية وقانونية معقدة وقد يستغرق هذا الامر وقتاً طويلاً من أجل تنفيذه والانتهاء منه، فمظاهر السلام المنتشرة لا تعكس سوى ضعف بسط القانون وسيطرة الحكومة،وبالرغم من كل الجهود الامنية التي تبذلها السلطات والقوى الامنية في هذا المجال، الا انه من الممكن أن يحترق الاخضر واليابس من خلال مشاجرة بين عشيرتين أو شخصين في أحد النواحي الشرقية لمدينة بغداد،وقد يسقط فيها قتلى وجرحى وعلى أتفه الاسباب، ما يعني ان العقلية العراقية ما زالت تحكمها عقلية العشيرة أو الجهل الذي غير مجرى العلاقة بين المواطنين،وتقلل فرص التعايش السلمي فيما بينهم.

التأخر في عملية حصر السلاح بيد الدولة كلما تأخرت،كلما سيطرت العقلية الجاهلة بالسيطرة على الحياة في العراق،وأخذت مدياتها تتسع لتحكم وتسيطر على مجريات الحياة في مدن متعددة منه ما قد يؤثر على الوضع الامني برمته ويهدد السلم الاهلي،خصوصاً مع الاحداث السريعة والغير مستقرة التي تفرضها المنطقة على العراق وتجعله تحت التهديد لأكثر من صورة ومرة، والتهديدات المستمرة التي يطلقها الكيان الاسرائيلي بين الحينة والاخرى هي الاخرى تلقي بظلالها على المشهد وتجعله أكثر سخونة ومهدد بالتصعيد.

حكومة السوداني اتخذت التدابير اللازمة وموقفاً حازماً بهذا الاتجاه،وعقدت الكثير من الجلسات الحوارية مع القوى السياسية من أجل دعم الحكومة بهذا الاتجاه،وبحسب الاخبار فأن الحكيم وبعض قوى الاطار التنسيقي كان لهم دور فاعل ومهم في تقوية الدولة وتهدئة التوترات ومنع الضربات الامريكية والاسرائيلية على العراق، وهو بحد ذاته نصراً في حكم العقل ومنع سيطرة عقلية الحكم والتي أستطاعت أن تكون حلقة وصل بين الدول المتصارعة وأقامت حوارات مهمة بين هذه الدول من أجل أدارة الازمة وقيادة الازمة نحو إبعاد المنطقة من أي خطر وتهديد .

الخطاب المتشدد والطائفي الذي تعالى ضد العراقيين عموماً كان عاملاً مساعداً في تهدئة الموقف وإبعاد العراق من المواجهة وذلك من خلال استشعار القوى السياسية بأن هذا الخطاب قد يعيد أحداث عصابات داعش الى الواجهة،خصوصاً مع التصريحات النارية التي يطلقها البعض والتي تحرض ضد النظام السياسي في البلاد لذلك العقلية السياسية العراقية استخدمت حكم العقل بدل عقلية الحكم في إدارة الازمة،وأن هذه الجهود ستساهم في فرض القانون وتحييد أي تهديد يمكن أن يسبب عدم استقرار في البلاد،خصوصاً مع الاستقرار السياسي الذي حظي بدعماً أقليمياً ودولياً وبرز ذلك من خلال المؤتمرات التي تقام في العراق وآخرها القمة العربية المزمع أقامتها في بغداد قريباً، وهو بهد ذاته نصراً لحكم العقل لاعقلية الحكم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

من صنع القنبلة النووية هو «الخوف».. والثقة فقط هي التي تضمن عدم استخدامها ثانية

ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني -

شهد العالم دخول «العصر النووي» قبل 80 عاما، وتحديدا في 6 أغسطس من عام 1945، حين ألقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتها الذرية على المدينة الشهيرة «هيروشيما» في اليابان، مما خلف عددا من القتلى المدنيين يتراوح ما بين 70 ألفا و140 ألف قتلوا أغلبهم بشكل مباشر والباقي كانوا ضحايا الإصابات حتى نهاية ذلك العام.

ومرة أخرى عاد الحديث عن هذه الذكرى المدوية والقوة التدميرية الكبيرة، حينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأول من أغسطس الحالي عن نية بلاده نشر غواصتين، وغالبا من طراز «أوهايو» التي تحمل صواريخ باليستية، وذلك ردا على ما وصفه «بالتصريحات الاستفزازية كثيرا» للرئيس الروسي السابق «دميتري ميدفيديف».

ومن المحتمل جدا أن يكون تصريح دونالد ترامب تصريحا فارغا، ولكن بحديث عن غواصات «أوهايو» فالولايات المتحدة الأمريكية تضم في أسطولها الحربي 14 وحدة منها، والواحدة قادرة على حمل ما يصل إلى 90 رأسا حربيا، وكل واحدة من تلك الرؤوس قادرة على التسبب بأضرار تفوق بعشرة أضعاف القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، وبعدها بثلاثة أيام على مدينة «ناجازاكي».

وبعد 80 عاما من ذكرى حادثة هيروشيما وما خلفته من كارثة مدوية، لا يزال العالم إلى اليوم يستعمل السلاح النووي كأداة للتهديد في ظل الحروب.

قبل صنع السلاح النووي في أربعينيات القرن الماضي، كان هناك اعتقاد سائد بأنه من المستحيل أن يتم صنع سلاح نووي، وذلك لأن كمية اليورانيوم والتي ترمز بـ «235» كبيرة جدا ومن الصعب توفرها، ولكن تغيرت هذه النظرية في عام 1940 وتحديدا في شهر مارس، حينما قام العالمان الفيزيائيان اللاجئان «رودولف بيرلز و«أوتو فريش» بالكشف عن سرٍّ عُرف لاحقا باسم «فريش » بيرلز»، وقد كانا يعملان في جامعة برنجهام.

وقد أظهر السر والذي كان بهيئة مذكرة، أنه يمكن صناعة قنبية نووية باستخدام كمية بسيطة من يورانيوم «235»، ولكن ظل الموضوع سرا خوفا من أن تكون ألمانيا النازية بصنع القنبلة النووية قبلهما.

وقد وردت في مذكرتهما: «إذا ما افترضنا أن ألمانيا تمتلك هذا السلاح، أو مجرد أنها ستمتلكه، فسيكون الرد الأكثر فاعلية هو التهديد المضاد بقنبلة مثيلة، واضح جدا أن البدء في إنتاج هذه القنبلة سيكون متأخرا جدا إذا كانت ألمانيا تمتلكه بالفعل، لذلك فإن موضوع صنعه أمر ضروري للغاية».

رفعت مذكرة كل من «رودولف بيرلز و «أوتو فريش» إلى الحكومة البريطانية كوسيلة تحذير، وقد استجاب رئيس الوزراء حينها «ونستون تشرشل» للمذكرة، وقام بإنشاء لجنة «مود» بعد شهر من التحقيقات بشأن الإمكانيات العسكرية للطاقة الذرية.

وقد أصدرت اللجنة تقريرا سريا في يوليو عام 1941 أوصى في البدء بصناعة القنبلة النووية والتعاون بين بريطانيا مع الولايات المتحدة الأمريكية لإنتاج القنبلة، وقد اشتهرت عبارة وردت في هذا التقرير تقول: «لن تخاطر أية دولة في الوقوع في مصيدة الهزيمة، ويجب امتلاك سلاح بهذه الإمكانيات الكبيرة».

فعليا تم استعراض الإمكانيات التدميرية للسلاح النووي في هيروشيما، ثم ناجازاكي، وكان لذلك وقعٌ كبير دفع العديد من الدول إلى تبنّي منطق لجنة «مود».

فقد قام الاتحاد السوفييتي، مدفوعًا بالخوف من احتكارٍ أمريكي للسلاح النووي، باختبار قنبلتها الأولى في عام 1949، وانضمت بريطانيا إلى «النادي النووي» في عام 1952، ثم فرنسا عام 1960، وبعدها الصين عام 1964.

ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل قد طورت قدراتها النووية بحلول أوائل السبعينيات، رغم أنها ما تزال تتبع سياسة «الغموض النووي»، أما الهند وباكستان فقد أعلنتا امتلاكهما للسلاح النووي عام 1998، في حين أجرت كوريا الشمالية أول اختبار لها عام 2006.

ورغم أن الدوافع القومية والرغبة في المكانة الدولية ساهمت في انتشار السلاح النووي، إلا أن الخوف ظلّ المحرك الأبرز، سواء الخوف من تفوّق استراتيجي دائم بيد الخصوم، أو، كما في حالة كوريا الشمالية، الخوف من هجوم خارجي.

وهكذا، لم يكن دور «الخوف» في القصة النووية يقتصر فقط على نشر السلاح، بل كان أيضا عنصرا أساسيا في الحد من استخدامه، وأبرز مثال على ذلك ما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر عام 1962.

فكما أوضحتُ في مواضع أخرى فإن الخوف المشترك من كارثة نووية هو ما دفع الرئيس الأمريكي آنذاك «جون كينيدي» ونظيره السوفيتي «نيكيتا خروتشوف» إلى تطوير نوع من التعاطف المتبادل والثقة، وهو ما كان سببا محوريا في التوصل إلى حل سلمي لتلك الأزمة.

لكن، رغم أن الخوف النووي، وما نتج عنه من سياسة «الردع»، كانا من أدوات الحماية من الحرب، إلا أن بناء مستقبل آمن للبشرية على أساس الخوف وحده هو أمر هشّ للغاية.

فالعالم ربما تجنّب استخدام السلاح النووي منذ أغسطس 1945، بفضل دبلوماسية حذرة وشيء من الحظ الجيد، ولكن السؤال المطروح: «إلى متى؟ إلى متى سيصمد هذا الحظ الجيد؟ وهل يكفي ليمنع، مرة أخرى، مزيجا كارثيا من الحظ السيئ والمغامرات الطائشة من التسبب في استخدام السلاح النووي مجددًا؟».

لقد شكّلت التهديدات الروسية باستخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا، إضافة إلى الصراع العسكري الذي اندلع في مايو 2025 بين الهند وباكستان، وكلاهما دولتان نوويتان، مؤشرات مقلقة على أن التهديد النووي لا يزال قائما بقوة فوق رؤوس البشرية.

صحيح أن الحرب الباردة اتسمت بجو من الريبة الشديدة والخوف النووي، إلا أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي آنذاك كان لديهما على الأقل قنوات تواصل موثوقة وبعض آليات الضبط المشترك.

فقد تم توقيع اتفاقيات للحد من التسلح بعد أزمة الصواريخ الكوبية، ونجحت في الحدّ من التنافس النووي بين القوتين خلال الستينيات والسبعينيات، واستمر ذلك حتى بدايات الثمانينيات.

أما اليوم، فقد انهار نظام الحد من التسلح تقريبا بالكامل، كما أن قنوات التواصل الموثوقة بين القوى النووية الكبرى باتت شبه معدومة، وبات من الصعب تصور وجود آفاق جادة لتنظيم التنافس النووي بين روسيا والولايات المتحدة والصين.

وبهذه المناسبة، أي مرور 80 عاما على دخول العالم «العصر النووي»، أصدرت هيئة نوبل، وهي تجمع لعدد من الحائزين على جائزة نوبل وخبراء في الشأن النووي بجامعة شيكاغو، «إعلان 2025 من أجل الوقاية من الحرب النووية»، وجاء فيه: «لا يمكن بناء الأمن في نهاية المطاف على أساس الخوف».

فإذا كانت القنبلة النووية وُلدت من رحم الخوف، فإن ضمان عدم استخدامها مستقبلا يتطلب استبدال الخوف بالثقة.

وبعد مرور عشرة أعوام على بدء العصر النووي، أصدر ألبرت أينشتاين والفيلسوف برتراند راسل بيانًا وقّعه أحد عشر شخصا من الشخصيات البارزة، وكان الهدف من البيان، في جوهره، هو بناء الثقة بين الشرق والغرب، وقد ختم البيان بكلمات شهيرة تقول: «نحن نناشدكم كبشر إلى بشر، تذكروا إنسانيتكم، وتناسوا كل ما عداها،

إن استطعتم فعل ذلك، فقد فتحتم الطريق إلى جنة جديدة، وإن لم تفعلوا، فأنتم تسيرون نحو خطر الموت الجماعي».

واليوم، نجد أنفسنا أمام نفس الخيار الذي طرحه البيان قبل عقود، طريق يؤدي إلى الفناء، وآخر يقود إلى النجاة من خلال الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة.

وفي اليابان، نجد تجسيدًا لهذا الحس الإنساني كل عام في أغسطس، حينما تُقام الفعاليات التذكارية للسلام في مدينتي هيروشيما وناغازاكي، ففي هذه الفعاليات، يتم تذكّر الضحايا ومن لا يزال يعاني من آثار القصف النووي، ويُوجَّه الأمل نحو مستقبل خالٍ من السلاح النووي.

قد تكون القنبلة النووية وُلدت من «الخوف»، لكن بناء الثقة، وهو ما يمكن أن ينشأ من هذا الخوف ذاته، هو وحده الكفيل بضمان ألّا تُستخدم هذه القنبلة مجددا.

نيكولاس جون ويلر أستاذ العلاقات الدولية بقسم العلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة برنغهام

نقلا عن آسيا تايمز

مقالات مشابهة

  • الحكم بالإعدام لمتهم مشارك مع قوات التمرد بود مدني
  • بعد لبنان وغزة.. هل يدخل العراق في سجال سحب السلاح من الحشد الشعبي وحصره في مؤسسات الدولة؟
  • العراق.. تصريحات السوداني بشأن "حصر السلاح" تثير الجدل
  • قنبلة ليتل بوي السلاح النووي الذي دمر ثلثي هيروشيما
  • الوراثة السياسية: سرطان السلطة من معاوية إلى اليوم
  • انفجار صور.. الشرارة التي قد تشعل بركان لبنان.. .!!
  • من صنع القنبلة النووية هو «الخوف».. والثقة فقط هي التي تضمن عدم استخدامها ثانية
  • رئيس الوزراء العراقي: حصر السلاح بيد الدولة لا تفاوض عليه والحكومة ملتزمة بإنهاء وجود التحالف الدولي
  • العراق: لا تهاون في حصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد
  • رئيس الوزراء العراقي يفاجئ المليشيات الشيعية في العراق بخصوص سلاحها