أفاد مصدر طبي للجزيرة بأن قصفا مدفعيا ثقيلا على مدينة الفاشر أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 75، موازاة مع احتدام المعارك واضطرار مؤسسات إغاثية لإغلاق أبوابها.

من جهتها، قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن قوات الدعم السريع تواصل القصف بالمدفعية الثقيلة على مخيم "أبو شوك" للنازحين وحي درجة أولي غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية مقر قيادة الفرقة السادسة بالجيش السوداني في الفاشر، وأعقبت القصف بهجوم بري.

كما أفادت مصادر عسكرية للجزيرة نت بأن الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة المشتركة تمكنا من التصدي لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع اليوم الاثنين على مدينة الفاشر.

وأوضحت أن هذا الهجوم يُعتبر الأشد من نوعه على المنطقة، التي تُعد المعقل الأخير للقوات المسلحة السودانية في دارفور، حيث يواجه السكان أوضاعا بالغة الصعوبة والتعقيد.

وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، للجزيرة نت، إن المواجهات كانت عنيفة، حيث استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة على 3 محاور.

وأكد أن الجيش السوداني والقوة المشتركة نجحا في الاستيلاء على 17 سيارة عسكرية وتدمير أخرى، بالإضافة إلى مقتل 245 عنصرا من قوات الدعم السريع وجرح 133 آخرين.

إعلان

وأشار مصطفى إلى أن قواتهم تصدت للهجوم بدقة، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المهاجمين وهروب آخرين، مضيفا "نحن مستمرون في جهودنا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وسنواصل هذه العمليات لتضييق الخناق على المليشيات في كافة المحاور".

من جهته، قال المتحدث باسم مخيم زمزم للنازحين، جنوبي الفاشر للجزيرة، إن قوات الدعـم احتجزت 40 من العاملين في منظمة إغاثة دولية بينهم أطباء وعمال إغاثة، أثناء إجلائهم من المخيم.

ومنذ أكثر من عام، تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة الفاشر، التي تقع على بُعد أكثر من 800 كيلومتر (500 ميل) جنوب غرب العاصمة الخرطوم، حيث شنت هجمات متكررة على المدينة ومخيمين رئيسيين للنازحين الذين يعانون من المجاعة في محيطها.

وتأتي أعمال العنف الأخيرة في المدينة بعد أقل من شهر من الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على مخيم زمزم للنازحين، الذي يبعد 15 كيلومترا جنوب المدينة.

وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 1500 شخص ونزوح مليون آخرين إلى مدينة الفاشر، وفقا لبيانات لجنة النازحين المحلية.

توقف تكايا

من جهة أخرى، أعلنت غرفة تكية الفاشر، التي تدير المطابخ الجماعية، اليوم الاثنين، عن توقف مؤقت لتقديم الوجبات بسبب القصف المدفعي العنيف وخروج جميع الأسواق في المدينة عن الخدمة.

وتعد تكايا الفاشر الوحيدة التي لا تزال تعمل في المدينة، وهي مصدر أساسي لإغاثة مئات الآلاف من الأشخاص المحاصرين، حيث توفر لهم وجبات منتظمة، بالإضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي في ظل تفاقم المجاعة التي فشلت منظمات الإغاثة الدولية في معالجتها.

وقال مسؤول التكايا محي الدين شوقار، للجزيرة نت، إن صعوبة الحركة نتيجة القصف المدفعي العنيف وخروج الأسواق عن الخدمة دفعتهم إلى اتخاذ قرار التوقف المؤقت عن تقديم الوجبات، مضيفا أن إيقاف العمل حتى تتحسن الأمور فرضه الحفاظ على أرواح العاملين.

إعلان

وأعرب العديد من النازحين في مدينة الفاشر عن قلقهم العميق إزاء توقف تكايا الفاشر عن تقديم الوجبات.

ويقول أحمد السالم -أحد النازحين- للجزيرة نت، إن هذه التكايا تمثل مصدر الغذاء الأساسي لمئات الأسر، خاصة النساء والأطفال في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.

وأضاف أن هذا القرار سيزيد معاناة الجميع، حيث لا توجد بدائل متاحة في الوقت الراهن، خاصة مع الحصار المفروض على المدينة.

وفي حديثها للجزيرة نت، قالت ليلى حسن -إحدى النازحات- إن توقف التكايا عن الخدمة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والنفسية بين النازحين، مما يزيد من معاناتهم.

وأضافت "كانت هذه التكايا بمثابة ملاذ للجميع، ودعت الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استمرار تقديم الوجبات، محذرا من أن أي تأخير سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية".

في السياق ذاته، قال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة إن قوات الدعم السريع اقتحمت مدينة "الخِوَي"، في ولاية غرب كُردفان.

وأسفر الصراع المستمر في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 14 مليونا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع مدینة الفاشر للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟

أثارت الأنباء الواردة عن سيطرة قوات "الدعم السريع" السودانية على المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، الكثير من الأسئلة عن تداعيات الخطوة أمنيا وسياسيا، وما إذا كانت ستسبب صداما عسكريا بين مصر وقوات حفتر التي ساعدت في الأمر.

وأعلن الجيش السوداني أن قواته أخلت "المثلث الحدودي" بين مصر والسودان وليبيا، بعد هجوم من قبل قوات الدعم السريع، وأن انسحابه تكتيكيا.

"اتهام رسمي لحفتر"
واتهم الجيش السوداني رسميا القوات التابعة للقيادة العامة في شرق ليبيا برئاسة، خليفة حفتر بدعم الهجوم، واصفا الخطوة من قبل حفتر بأنها بادرة مستهجنة وغير مسبوقة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، معتبرا إياها تعديا سافرا على السودان وأرضه وشعبه وامتدادا للمؤامرة الدولية والإقليمية تحت سمع وبصر العالم ومنظماته"، وفق بيان رسمي.

في المقابل، أعلنت قوات "الدعم السريع" أنها قامت بالسيطرة على منطقة المثلث الحدودي الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، بعدما كبَّدت الجيش السوداني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما استولت على عشرات المركبات القتالية"، وفق مزاعمهم.

من جهتها، نفت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، الاتهامات التي وجهها الجيش السوداني لقوات حفتر، واصفا إياها بمجرد "مزاعم وإشارات تمس أطرافا إقليمية ودولية"، مؤكدة أن "ليبيا حريصة على تجنيب المنطقة مزيدا من التوتر ومعالجة أي إشكالات بالطرق السلمية وآليات التشاور الثنائي".



واستدركت الحكومة الموالية لحفتر: "حماية حدودنا وأراضينا واجب مقدس وعقيدة أساسية لقواتنا المسلحة وعدم المساس بأمننا القومي حق وواجب"، وموقف ليبيا والجيش الوطني داعم لوحدة السودان وإيقاف الحرب والجلوس لطاولة الحوار لبناء السودان الآمن"، وفق بيانها.

من جهتها، أكدت حكومة الدبيبة أن "القوات التي ساعدت الدعم السريع في السيطرة على المثلث الحدودي (قوات حفتر) لا تتبع لسلطة وزارة الدفاع الليبية، ولا تأتمر بأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، في غشارة أن ما حدث تصرف فردي من حفتر يتحمل مسؤوليته.

"صمت مصري"
ورغم أن المنطقة حدودية مع مصر وأن قوات الدعم السريع نشرت صورا ومقاطع مصورة لقواتها خلال توغلها داخل الأراضي المصرية إلا أن الحكومة المصرية والجيش هناك التزم الصمت حتى اللحظة ولم يصدر أي بيان يتناول الاحداث العسكرية هناك، وسط تساؤلات عن هذا الصمت.

والسؤال: هل تسبب أحداث المثلث الحدودي صداما عسكريا وسياسيا بين مصر وقوات حفتر؟ وما مصير الأخير حال تخلت عنه القاهرة؟

من جانبه، رأى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي المصري، اللواء محمد صلاح أبو هميلة، أن "الدولة المصرية تتابع عن كثب التطورات في السودان، لارتباطها بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، وأن ما حدث في المثلث الحدودي لن يكون له تأثيرات أمنية كونها محاولة فقط من "الدعم السريع" للتغطية على خسائرها الميدانية الأخيرة، خصوصاً في العاصمة الخرطوم".



وتابع في تصريحات صحفية لـ"الشرق الأوسط" أن "الحكومة المصرية حريصة على دعم المؤسسات الوطنية في السودان، دون الانخراط في دعم طرف على حساب الآخر"، وفق قوله.

"دور إماراتي مزدوج"
في حين، أكد الأكاديمي من الشرق الليبي عاطف الأطرش أن "وجود الدعم السريع في هذا المثلث ينذر بمخاطر حقيقية على أمن مصر وحدودها الغربية والجنوبية، وحفتر وإن كان حليفاً لمصر فيبدو أنه يُدار من مراكز نفوذ متشابكة قد تتعارض مع المصلحة المصرية المباشرة".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى "دولة الإمارات تلعب دوراً مزدوجاً وخطراً في الملف السوداني، وقد تتسبب سياساتها في توتير العلاقة بين القاهرة وحفتر، لذا فالأيام المقبلة قد تشهد ضغوطاً مصرية على حفتر للانسحاب أو تحجيم وجود الدعم السريع أو من خلال تحركات استخباراتية وعسكرية مصرية أكثر حزماً في المنطقة"، وفق تقديراته.

من جانبه، قال الباحث المصري في شؤون المغرب العربي، أحمد المساري إن "ما حدث في المثلث الحدودي يمس الأمن القومي المصري ولن تسكت عنه القوات المسلحة المصرية وستقوم باستهداف أي مجموعات تتوغل داخل الأراضي المصرية سواء من ميليشيات "حميدتي" أو حتى قوات حفتر المتواطئة معها".

وأوضح لـ"عربي21" أن "تقارب حفتر مع الدعم السريع يتناقض مع تحالفه مع مصر كون القاهرة تدعم الجيش السوداني برئاسة البرهان، وهذا الملف سبب إشكالات كثيرة بين حفتر والقاهرة، وتم توجيه اللوم له والتوبيخ من قبل الرئاسة المصرية لكنه تحجج بأنه يقع تحت ضغوط إماراتية وأنه مجرد ترانزيت لدعم "حميدتي"، وفق كلامه.

وتابع: "إن لم يتراجع حفتر عن تحالفاته ودعمه لمجموعات الدعم السريع ربما يصطدم مع الدولة المصرية بل وقد يصطدم مع قوات الجيش المصري الحدودية وهذا لن يكون في صالحه أبدا كون مصر هي الحامي والضامن له منذ سنوات"، كما رأى.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
  • ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟
  • سقوط ضحايا بالفاشر وتصعيد عسكري بالمثلث الحدودي.. السودان يواجه تهديدات متعددة الأبعاد
  • الشمالية: سنتصدى لتوغل حفتر والدعم السريع في المثلث بكل قوة
  • السودان.. لجنة إغاثية تتهم (الدعم السريع) بقتل 8 أشخاص في الفاشر
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا بعد انسحاب الجيش السوداني
  • الآن.. اشتباكات عنيفة غرب مدينة عتق بمحافظة شبوة
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • شبكة أطباء السودان: 179 قتيلاً جراء قصف الدعم السريع على الفاشر في مايو