موقع النيلين:
2025-06-22@14:30:00 GMT

الهدف: إيقاف سيلان نهر العودة الى السودان

تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT

في المشهد السوداني الراهن، يبدو واضحًا أن هناك هدفًا خفيًا لكنه فج في ملامحه: إيقاف سيلان نهر العودة الطوعية من المواطنين إلى ديارهم المحررة.
كل ما يحدث من أفعال متتالية، من مليشيا الدعم السريع، ومن قوى قحت، ومن خلفهم الداعم الإقليمي المعروف – الإمارات – يصب في هذا الاتجاه.
ما الأدلة؟
أولاً، الاستهداف الممنهج للمرافق الحيوية والخدمية، كالمياه والكهرباء والمستشفيات والأسواق.

هذا ليس مجرد عبث عشوائي في زمن الحرب، بل هو عمل مدروس الغرض منه جعل الحياة مستحيلة، ودفع الأهالي إلى الإحباط واليأس من العودة إلى منازلهم.
ثانيًا، التصعيد الإعلامي المريب، مثل الإعلان المسبق عن انطلاق الطائرات المسيّرة قبل تنفيذ هجماتها.
هذا السلوك مخالف لكل أبجديات العمل العسكري المحترف، الذي يعتمد على السرية والمباغتة. إذن، لماذا يعلنون؟ ببساطة: لإرهاب الناس. يريدون أن يخبروا الجميع أن الموت قد يأتيك في أي لحظة حتى بعد التحرير، وحتى في مناطق سيطرة الجيش.
ثالثًا، جرائم قتل المدنيين المتكررة، والتي باتت تُعلن بصفاقة وسفور عبر قنواتهم وصفحاتهم، دون حتى محاولة إخفائها أو تبريرها.
لا أحد يدين نفسه بهذه السذاجة إلا إذا كان الهدف هو شيء آخر: ترهيب ممنهج، تحطيم الروح المعنوية للناس، وتحويل فكرة العودة إلى حلم بعيد المنال.
لماذا كل هذا؟
الجواب واضح:
هناك رغبة محمومة للضغط على الحكومة السودانية، وعلى الشارع السوداني، لإجبارهم على التنازل.
تنازل عن ماذا؟
تنازل عن مطاردة الإمارات قانونيًا وأخلاقيًا.
تنازل عن رفض التفاوض مع مليشيا الإبادة.
تنازل عن حق القصاص للشهداء والمغتصبات والمهجرين.
إنهم يريدون أن يقولوا:
“الحياة لن تعود لكم إلا إذا قبلتم الصفقة. إلا إذا جلستم معنا. إلا إذا سامحتم ممولي الخراب.”
لكن هيهات.
فكما أن النهر مهما وضعت أمامه السدود لا يتوقف عن محاولة التدفق، فإن عودة السودانيين إلى وطنهم المحرر مسألة وقت، طال الزمن أو قصر.

وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: تنازل عن إلا إذا

إقرأ أيضاً:

مخلب أمريكا

الولايات المتحدة أنشأت «إسرائيل» لتكون مخفرًا متقدمًا لها في المنطقة، تؤمّن مصالحها وتنفّذ استراتيجياتها. محمد حسنين هيكل.

يشنّ الكيان الصهيوني عدوانًا على إيران، فتردّ الأخيرة، فيُصوّرها الإعلام والدبلوماسية الغربية على أنها المعتدية. يصدر مؤتمر الدول الصناعية السبع بيانًا يدين إيران، ويمنح الدولة المجرمة حق الدفاع عن نفسها، في الوقت الذي يُحرَّم فيه على إيران امتلاك القنبلة النووية، رغم توقيعها على معاهدة حظر الانتشار النووي. أما الكيان الصهيوني، الذي يمتلك ما بين 90 إلى 200 رأس نووي ولم يوقّع أصلًا على تلك المعاهدة، فلا يجرؤ أحد على مجرد الإشارة إليه.

كما هو معلوم، فإن الهدف من إنشاء الكيان الصهيوني كان إضعاف العالم العربي، وإشغاله بالصراعات، والسيطرة على منابع النفط والممرات المائية. لكن هذه الأهداف تطوّرت مع الزمن، وتبدّلت أولويات كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

يُعلن الكيان الصهيوني، ووراءه الولايات المتحدة، أن الهدف من الحرب على إيران هو إنهاء مشروعها النووي. وإن قبلت إيران بتفكيك برنامجها وعادت صاغرة إلى طاولة المفاوضات وفق الشروط الصهيونية والأميركية، فإن الحرب ستتوقف. لكن هذه كذبة لا تُصدَّق؛ فاستسلام إيران لن يشفع لها.

قد تُعلَّق الحرب مؤقتًا، لكن مشروع استنزافها سيستمر بلا هوادة. ألم نشهد ما حدث للقذافي، حين سلّم برنامجه النووي كاملًا على متن سفينة إلى الولايات المتحدة، فكان مصيره القتل؟ وهل نُسي صدام حسين، الذي سمح لمفتشي الأسلحة بتفتيش كل شبر في العراق، ثم أُعدم لاحقًا؟

هذه الحرب لا علاقة لها لا بالمشروع النووي الإيراني، ولا بالديمقراطية، ولا بحماية سكان المنطقة من النفوذ الإيراني. حين مات مليون طفل عراقي في ظل الحصار والحرب، قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت: «الثمن مستحق». واليوم، تُزهَق أرواح مئات المدنيين في غزة يوميًا بالقنابل والأسلحة الأميركية، وبعد أكثر من عشرين شهرًا، ما زالت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع إيقاف المجزرة.

الهدف الحقيقي من الحرب هو إسقاط الدولة الإيرانية، وإنهاء نظامها السياسي، ودفعها إلى مصير الدولة الفاشلة. هذا ما يتفق عليه الأميركيون والصهاينة، وإن اختلفت غاياتهم.

فبالنسبة للولايات المتحدة، إيران دولة متمرّدة على النظام العالمي الذي تتسيّده واشنطن، لم تُفلح العقوبات في إخضاعها، وتحافظ على علاقات استراتيجية مع الصين وروسيا. لذا، تسعى أميركا إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يضمن هيمنة قاعدتها الإقليمية الكيان الصهيوني في مواجهة النفوذين الصيني والروسي المتصاعدين، وترسل رسالة تحذيرية مفادها أن أي دولة تختار التحالف مع الصين أو روسيا سيكون هذا مصيرها.
ومع انهيار إيران، ستسقط تلقائيًا ورقة الحوثيين في اليمن، وتُطوى معها القضية الفلسطينية.
أما الكيان الصهيوني، فيسعى إلى فرض سيادته على المنطقة قبل أفول الهيمنة الأميركية. إنه يدرك أن الإمبراطورية تتهاوى، ويرى اللحظة فرصة ذهبية قد لا تتكرر لتصفية كل تهديد وجودي. فإيران، في نظره، هي آخر حجر في دومينو المقاومة، بعد أن أُضعفت حماس، وتراجعت قدرات حزب الله، وتم تحييد الأسد.

ومع انهيار إيران، ستسقط تلقائيًا ورقة الحوثيين في اليمن، وتُطوى معها القضية الفلسطينية.
الهدف إذًا هو تدمير إيران من الداخل، وقلب نظامها السياسي، كما حدث في دول أميركا الجنوبية، والعراق، وليبيا. وتُنفَّذ الخطة على مراحل: تبدأ بالعقوبات، ثم الاغتيالات، تليها الحرب الإعلامية، فاختلاق المبرر لإشعال الحرب، ثم إسقاط النظام، وفرض استعمار جديد، وفوضى شاملة، ونهب للثروات، مع دخول المتعهدين الأميركيين، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.

لقد وقعت إيران في الفخ، ولن يشفع لها إلا قوة ردّها؛ فهي تخوض معركة وجود، لا خيار لها فيها سوى المواجهة حتى النهاية.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • إيقاف ثنائي بوكا جونيورز الأرجنتيني 4 مباريات
  • نحن على شفا كارثة في الشرق الأوسط ولا بد من إيقاف ترامب
  • غرب المنصورة: إيقاف الأعمال وإزالة الدور الثالث لعقار مخالف بمنطقة شارع الثانوية ومراجعة بحى الجامعة
  • أوغلو: الأوروبيون يريدون تكريس نوع من الوصاية على الملف الليبي  
  • 10 أيام على إيقاف استقبال طلبات المحامين الورقية.. اعرف موعد التقديم الإلكترونى للقضايا
  • محلل تركي: الأوروبيون يريدون تكريس نوع من الوصاية على ليبيا
  • عراقجي يشدد على إيقاف العدوان الصهيوني ومحاسبة “إسرائيل” قبل الحديث عن الحلول الدبلوماسية
  • في هذه الحالات ينصح المرور بتخفيف السرعة أو إيقاف المركبة
  • فضل الله: الخطاب الاستفزازي والاقصائي يخدم من يريدون إبقاء الوطن مهتزا وغير مستقر
  • مخلب أمريكا