أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعديلات جديدة تهدف إلى تخفيف الأثر المالي للرسوم الجمركية المفروضة على قطاع السيارات، وذلك في محاولة لدعم الصناعة المحلية وتقليل الأعباء على الشركات الأمريكية.​

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض رسوم إضافية على السيارات المستوردة كاملة الصنع، والتي تخضع حاليًا لرسوم بنسبة 25%، مما يمنع التراكم الضريبي على هذه المركبات.

كما تشمل التعديلات إمكانية تعويض الشركات المصنعة عن الرسوم المزدوجة التي تم دفعها سابقًا، مثل تلك المفروضة على الصلب والألمنيوم.​

بالإضافة إلى ذلك، ستقوم الإدارة بمراجعة الرسوم الجمركية المقررة على قطع غيار السيارات المستوردة، والتي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 3 مايو. وبموجب الخطة المعدلة، قد تحصل الشركات الأمريكية على تعويضات عن الرسوم المدفوعة على الأجزاء الأجنبية تصل إلى 3.75% من قيمة السيارة في السنة الأولى، وتنخفض إلى 2.75% في السنة الثانية، قبل أن يتم إلغاؤها تدريجيًا.​

الولاية الـ 51 .. ترامب يطالب الشعب الكندي بانتخابهترامب: لا خطوط حمراء في الرسوم الجمركية.. ولا أسعى لولاية ثالثة

تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل العبء المالي على الشركات المصنعة الأمريكية التي تعتمد على المكونات المستوردة، وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق المحلي. كما تأتي هذه التعديلات في سياق جهود الإدارة لتعزيز التصنيع المحلي وتحفيز الشركات على توسيع عملياتها داخل الولايات المتحدة.​

من جهته، صرح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن هذه المبادرة تعكس التزام الإدارة بدعم الشركات الأمريكية والعمال المحليين، مشيرًا إلى أن هذه التعديلات تمثل إنجازًا مهمًا في سياسة الرئيس التجارية.​

تجدر الإشارة إلى أن هذه التعديلات تأتي في ظل انتقادات من بعض الأوساط الاقتصادية، التي حذرت من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى زيادة أسعار السيارات للمستهلكين، خاصة في فئة السيارات ذات الأسعار المعقولة.​

ومع ذلك، تأمل الإدارة الأمريكية في أن تسهم هذه التعديلات في تحقيق توازن بين حماية الصناعة المحلية وتخفيف الأعباء على المستهلكين.​

طباعة شارك دونالد ترامب قطاع السيارات الشركات الأمريكية وول ستريت جورنال الإدارة الأمريكية الرسوم المزدوجة الولايات المتحدة هوارد لوتنيك الرسوم الجمركية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب قطاع السيارات الشركات الأمريكية وول ستريت جورنال الإدارة الأمريكية الولايات المتحدة هوارد لوتنيك الرسوم الجمركية الشرکات الأمریکیة الرسوم الجمرکیة هذه التعدیلات

إقرأ أيضاً:

لا طعم للعيد بمناطق سيطرة قسد في سوريا بسبب ارتفاع الأسعار

القامشلي – قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى، تعالت أصوات الباعة في الأسواق وسط غياب القدرة الشرائية، في مشهد يختزل حالة الركود وارتفاع الأسعار، رغم التحسن في قيمة الليرة السورية.

في حيرة، وقفت السيدة حفصة العلي مترددة أمام أسعار المواد الغذائية والألبسة، وتقول للجزيرة نت: "ترددت لثلاثة أيام قبل العيد على أسواق القامشلي، قادمة من قرية رحية البني سبعة جنوب المدينة، لكنني أعود خالية الوفاض. الأسعار مرتفعة، وراتب زوجي العامل لدى الإدارة الذاتية لا يتجاوز 100 دولار، بالكاد يكفينا للطعام اليومي وبعض الحاجات الضرورية. غالبا لن نشتري ضيافة العيد ولا ألبسة للأطفال".

ورغم إعلان الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا (التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ويغلب عليها المكون الكردي) عن تسهيل التبادل التجاري مع الداخل السوري، فإن الوقائع على الأرض تكشف عن ممارسات تتناقض مع تلك التصريحات.

ممارسات تُناقض القرارات الرسمية

سبق أن أعلنت الإدارة الذاتية عن إلغاء جميع الرسوم الجمركية بين مناطقها وباقي المناطق السورية، وذلك في إطار تشجيع حركة التبادل التجاري وكسر العزلة الاقتصادية.

إلا أن شهادات متقاطعة أدلى بها عدد من سائقي شاحنات نقل البضائع من مختلف المناطق السورية إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، أكدت للجزيرة نت أن إدارة معبر دير حافر شرق حلب وساحة الطبقة في ريف الرقة تفرضان رسوما بمسميات متعددة، منها ما يُعرف بـ"رسم مخالفة أنظمة وقوانين"، دون توضيح طبيعة هذه المخالفات أو وجود نص قانوني يجيز تلك الغرامات، وغالبا ما تُحصّل هذه الرسوم دون أي وثيقة أو وصل رسمي.

إعلان

ويقول هاني محمد، سائق شاحنة نقل كبيرة، إن إدارة المعبر "تفرض على كل شاحنة من نوع قاطرة ومقطورة مبلغ 400 دولار، و250 دولارا على كل سيارة من نوع إنتر، بغض النظر عن وزن الحمولة أو نوع البضائع أو كميتها، ما يشكّل مخالفة صريحة للمعايير الجمركية الدولية، التي تربط الرسوم بحجم الشحنة ونوعها وقيمتها السوقية".

الغرامات تُحصَّل في المعابر دون إيصالات رسمية أو تبريرات قانونية واضحة (الجزيرة) السرقة الموصوفة

أما مهران كوكي، الذي يعمل تاجرا متنقلا في بيع الألبسة، فيصف الوضع بـ"السرقة الموصوفة"، قائلا: "مركبتي صغيرة، أشتري البضائع من منبج أو حلب، وفي ساحة الطبقة يتم فرض مبلغ 500 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 50 دولارا، كرسوم خدمية على كل مركبة، دون أي وصل يثبت الدفع، ما يزيد غموض هذه المبالغ ومدى قانونيتها".

ويؤكد رامين إدريس، موزّع مواد غذائية لصالح شركة خاصة، أن "الضرائب والغرامات تُفرض بشكل اعتباطي. قبل أيام، فُرض علينا مبلغ مليون ونصف المليون ليرة، بحجة أن مادة الطحين المستورد لم يتبقّ على انتهاء صلاحيتها سوى شهر". ويضيف "الغريب أن الطحين أُدخل إلى مستودعاتنا، ودفعنا الضريبة، ووزعنا قيمتها على سعر الكيلوغرام الواحد، ما يجعل المستهلك يتحمّل فرق الأسعار. وإذا كانت الحجة هي سلامة الطحين، فلماذا لم تتم مصادرته؟".

ويشرح رامين كيف تنتقل آثار هذه الضرائب إلى المستهلك النهائي "كتجار جملة، نوزّع الضريبة على كل طرد، ونسترد المبلغ من أصحاب المولات التجارية والباعة، الذين بدورهم يفرضون الزيادة على كل قطعة ضمن الطرد. أي أن المستهلك يدفع أضعافا مضاعفة للضرائب، وهو الخاسر الوحيد".

احتجاجات سائقي الشاحنات

على خلفية هذه الإجراءات، قرّر عدد من سائقي الشاحنات المحمّلة بالبضائع قبل نحو 20 يوما الامتناع عن دفع الرسوم كحركة احتجاجية. وبدلا من الاستجابة لمطالبهم أو فتح حوار معهم، أغلقت الإدارة الذاتية طريق المعبر أمامهم ومنعتهم من العبور لمدة يومين، ما اضطرهم في النهاية إلى الرضوخ ودفع الضريبة لاستكمال عملهم.

إعلان

وقال أحد السائقين للجزيرة نت، مفضلا عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية "هذه الرسوم ليست جمركية، بل جزية تُفرض علينا. قرار إلغاء الجمارك مجرد حبر على ورق. نحن ندفع مجبرين حتى لا تتوقف أعمالنا. لا نقابة تدافع عنا، ولا مؤسسات لحماية المستهلك تهتم لأمرنا. لا خيار أمامنا سوى الالتزام فقط".

قرارات مزدوجة

يرى العديد من التجار أن ما يجري يعكس وجود قرارات غير معلنة تُطبّق على الأرض، على خلاف ما يُنشر رسميا. ويقول علوان علي، تاجر جملة وموزع مواد تنظيف وألبسة، إن "ما يجري يؤكد وجود قرارات خفية هي الأساس في فرض الرسوم والإتاوات، في مقابل إصدار قرارات علنية للرأي العام دون متابعة تنفيذها، مثل قرارات الإعفاء وغيرها. ويعتقد هؤلاء أن المواطن لا يدرك ما يجري".

ورفض علوان تزويدنا بصورة عن الغرامة، قائلا "أنا أحترم القانون، لكن أغلب القوانين مبهمة، وما يُطبق هو عكس ما يُعلن عنه. الزبائن يطالبوننا بخفض الأسعار نتيجة إلغاء الجمارك -ظاهريا-، لكن واقعيا نحن ندفع، ونقع في إشكالات مع المشترين".

التجار يعجزون عن خفض الأسعار بسبب تراكم الضرائب غير المعلنة على السلع (الجزيرة) تحسّن الليرة دون انعكاس اقتصادي

رغم التحسن الطفيف الذي طرأ مؤخرا على الليرة السورية أمام الدولار، فإن المواطنين لا يشعرون بأي تحسّن اقتصادي ملموس. وفي حديثها للجزيرة نت، قالت هبة رياض، وهي من أهالي حمص النازحين إلى الحسكة، إن الأهالي "لا يشترون سوى الحاجيات الضرورية، بسبب الأسعار المرتفعة وفقدانهم الثقة بإمكانية انخفاضها، خاصة أن التجار يحمّلون المشترين كل تكاليف الرسوم والضرائب، سواء كانت رسمية أو غير رسمية".

وحسب إحصائيات محلية من أسواق الحسكة، فإن نسبة الفقر في مناطق الإدارة الذاتية تتجاوز 80%، بينما لا يتجاوز الدخل اليومي للعمال المياومين 2 إلى 3 دولارات فقط.

دعوات خجولة للمساءلة والمحاسبة

بين الحين والآخر، تُثار تساؤلات حول أوجه صرف الواردات المالية للإدارة الذاتية، لكنها تظل محاولات خجولة، كما يرى الصحفي جان شكر، الذي يقول "لا يوجد شرح واضح لآليات فرض الرسوم ولا لطريقة التصرف بها. ومع غياب ثقافة الشفافية والمحاسبة، وفي ظل الغلاء الفاحش، فإن مثل هذه القرارات المجحفة تتسبب بشكل مباشر في تعميق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية".

إعلان

ويضيف شكر، رغم كثرة الانتقادات التي تطال الإدارة الذاتية بشأن سياساتها الاقتصادية، فإن "هوامش الحرية مفقودة، والخوف موجود، والناس سئمت من الحديث، في ظل الإحجام عن أي تعديلات حقيقية تمس جوهر معيشة الأهالي".

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: نظام الأسد اختطف مئات الأطفال السوريين وفصلهم عن ذويهم قسراً
  • السلطات السورية تصدر توضيحا هاما بشأن معلومات متداولة حول الرسوم الجمركية على السيارات
  • اليابان: تقدم في محادثات الرسوم الجمركية مع واشنطن
  • وول ستريت جورنال: وثائق تبرز كيف اختطف نظام الأسد آلاف الأطفال
  • وفد صيني وأميركي يبحثان الرسوم الجمركية الاثنين في لندن
  • وول ستريت جورنال: إيران تسعى لإعادة بناء قدراتها العسكرية وتسعى لأستيراد آلاف الأطنان من المواد المنتجة للصواريخ الباليستية لدعم وكلاءها الحوثيين
  • الرئيسان الكوري والأمريكي يتفقان على العمل للتوصل إلى اتفاق مربح للطرفين بشأن الرسوم الجمركية
  • لا طعم للعيد بمناطق سيطرة قسد في سوريا بسبب ارتفاع الأسعار
  • آفاق العلاقات السورية ـ الأمريكية
  • اليابان: المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية لا تزال مستمرة