لماذا يتشفّى بعض مرتزِقة “الإصلاح” بجرائم العدوان الأمريكي على المدنيين في اليمن [الحقيقة لا غير]
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
يمانيون../
جرائمُ العدوان الأمريكي لا تكسرُ إرادَةَ الأحرار والشرفاء، بل تزيدُهم إصرارًا وثباتًا، وهذا ما يؤكّـده الشعبُ اليمني على لسان عدد من المواطنين الجرحى الذين تعرضوا مع أسرهم ومنازلهم للعدوان الأمريكي مؤخّرًا.
العدوّ الأمريكي الذي لا يفهم ثقافة وطبيعة الشعب اليمني، يعتقد أنه بالمزيد من الجرائم يحقّق أهدافه الإجرامية، ويعتقد أنه سيُخضِعُ الشعبَ اليمني، وأنه سيوقف التأييدَ والدعم لغزة، وأنه سوف يوفِّرُ الأمانَ لكيان العدوّ الإسرائيلي، وما يحصل هو العكسُ تمامًا؛ لأَنَّ المجرمَ ترامب كمَّن يحاولُ إيقافَ النار بصَبِّ الزيت عليها.
وكل جريمة جديدة يرتكبها العدوان الأمريكي، تثبت حقد العدوّ الأمريكي وفشله، وتزيد الشعب اليمني وعيًا وإصرارًا وتحَرّكًا في ميادين الجهاد، لمواجهة العدوّ الأمريكي الذي يستهدف منازل المواطنين ويرتكب بحقهم جرائمَ وحشية.
الواضح أن هناك هستيريا أمريكيةً غير مسبوقة، وهي ليست جديدةً على الشعب اليمني؛ لأَنَّ العدوَّ الأمريكي يقتفي أثرَ العدوان السعوديّ على اليمن الذي أُعلِنَ من واشنطن في 26 مارس 2015م، حتى في الأهداف وفي مستوى وطبيعة الجرائم بحق المدنيين، فما قصفه العدوان السعوديّ قبل عشر سنوات، يأتي العدوُّ الأمريكي اليومَ ليقصفَه من جديد.
الشعب اليمني -بالرغم من كُـلّ ما يخسره- لن يتراجع عن الحق، ولن ينجح العدوّ الأمريكي في إجبار الشعب على الركوع والاستسلام، حتى ولو ارتكب أنواعَ الجرائم، ومارس التدميرَ الشاملَ والإبادة، لن يتراجَعَ الشعبُ اليمني عن موقفه ولن يُثنِيَه ذلك.
أصحاب الفطرة السليمة، عندما يرون الخطر والإجرام، لا يهربون من مواجهة هذا الخطر بالاستسلام، بل بالجهاد في سبيل الله، وبالعزم على أخذ الثأر، وبالمزيد من التمسك بالمبادئ والثوابت التي ينتصرون بها على أعداء الله ورسوله والمؤمنين.
وما دام العدوّ الأمريكي يسعى من خلال جرائمه لإجبار الشعب اليمني على التخلي عن موقفه تجاه غزة وأهلها، يكون رد الفعل الطبيعي والإنساني والديني على لسان أبناء اليمن هو التمسك بالموقف والإصرار عليه، إلى أن يصل العدوّ الأمريكي إلى مرحلة ما بعد الإحباط والفشل واليأس.
هذه مجزرة وحشية كبيرة ارتكبها العدوان الأمريكي بحق مركز إيواء الأفارقة في محافظة صعدة، حَيثُ تعرض عشرات اللاجئين والمهاجرين الأفارقة -الذين يتقاطرون إلى اليمن من خلال منافذ التهريب؛ بهَدفِ الوصول إلى مملكة الشر والعدوان السعوديّة- لحمم الصواريخ والقنابل المحرمة دوليًّا التي يستخدمها العدوّ الأمريكي الإجرامي، والتي أَدَّت إلى استشهاد وجرح العشرات منهم.
مشاهد المجزرة دامية وقاسية، وإن دلّت على شيء فَــإنَّما تدل على الوحشية والاستباحة من قبل العدوّ الأمريكي الذي يستبيح دماء المسلمين والعرب.
هذه مشاهد لجرحى مجزرة إيواء الأفارقة، بعد أن تم نقل العشرات منهم إلى المستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة لتلقي العلاج. المشاهد توضح وجوه أُولئك الجرحى، وتؤكّـد أنهم ليسوا قيادات “حوثية” كما يزعم ويدّعي العدوّ الأمريكي الذي أصبحت يداه ملطَّختَين بدماء المستضعفين والأبرياء، وليسوا صواريخ بالستية وطائرات مسيرة، بل مهاجرون أفارقة يبحثون عن لقمة العيش، ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لا حول لهم ولا قوة.
استهدف المجرم ترامب مركز إيواء الأفارقة ليقول للأمريكيين في الداخل، وأمام العالم، إنه دمّـر مخازن سلاح في اليمن، واستهدف مواقع عسكرية، لكن الواقع يشهد أن العدوّ الأمريكي يمارس عدوانًا وحشيًّا وظالمًا على الشعب اليمني، وانتهاكًا سافرًا لسيادة اليمن.
دماء الأبرياء تفضح العدوّ الأمريكي أمام العالم، وتفضح طبيعة الأهداف التي يستهدفها الأمريكي كُـلّ يوم، في إطار عدوانه على الشعب اليمني؛ إسنادًا لكيان العدوّ الإسرائيلي، ليستمر في ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة.
غزة تنتحب وتذرف الدموع، وتنزف الدماء، وتقابلها جرائم العدوان الأمريكي التي تُرتكب بحق الشعب اليمني في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، الذي يشارك غزة الدماء والتضحية، ويمضي في نفس الدرب والمعركة والقضية، ويواجه نفس الأعداء؛ ولهذا فَــإنَّها تعتبر توأم جرائم ومجازر غزة، التي لم تتوقف منذ عام ونصف عام من العدوان الإسرائيلي.
هذه الطفولة في اليمن تشارك الطفولة في غزة ذات المظلومية، وتتعرض لذات الإجرام والوحشية، ففي غزة عدوان إسرائيلي بحماية أمريكية، وفي اليمن عدوان أمريكي بدافع الحقد على الشعب اليمني المساند لأشقائه في غزة، وأيضاً لحماية للعدو الإسرائيلي من صواريخ وطائرات اليمن.
من المؤسف أنه بعد كُـلّ جريمة أَو مجزرة يرتكبها العدوان الأمريكي، في العاصمة صنعاء أَو أية محافظة يمنية، تخرج أصواتُ العملاء والمرتزِقة والخونة المتواجدين في فنادق دول العدوان لتتشفى وتبارك مجازر وجرائم العدوان الأمريكي.
وفيما يخُصُّ الجريمةَ التي ارتكبها العدوان الأمريكي بحق منزل المواطن نبيل الخامري، انطلقت أبواق المرتزِقة، لا سِـيَّـما مرتزِقة حزب “الإصلاح”، يباركون ارتكاب تلك الجريمة، ولما علموا أن صاحب المنزل المستهدف هو صهر المرتزِق حميد الأحمر، رجعوا يتحدثون عن أخطاء غارات العدوان الأمريكي.
لو لم يكن المنزل لشخص له علاقة بالمرتزِق حميد الأحمر، لكانت الجريمة لدى مرتزِقة “الإصلاح” مبرّرة، وأنها ضربة أمريكية موفقة ومسددة في نظرهم؛ لكن لأَنَّه على صلة بالمرتزِق الأحمر خفت حملتُهم، وتراجعت حماستُهم، ولم تعد جريمة العدوان الأمريكي في اليمن عدالة إلهية، كما يقول بعضهم!
هذا أحد مرتزِقة “الإصلاح” في فنادق إسطنبول يصف كُـلّ ما يرتكبه العدوان الأمريكي من جرائم ومجازر بحق الشعب اليمني بأنها عدالة إلهية؛ مرتزِقة “الإصلاح” الذين تاجروا بالدين والقضية الفلسطينية وبالوطن والوطنية خلال سنوات طويلة، اليوم يصفون العدوان الأمريكي على الشعب اليمني بالعدالة الإلهية.
أصبح المرتزِقة يفرحون بما يجري في اليمن، يفرحون حتى بما يصيبُ أطفال اليمن، الذين طالهم العدوانُ الأمريكي وهم في عمر الزهور، وأصبحوا جرحى تحت أنقاض المنازل التي يستهدفُها العدوان الأمريكي نفسه.
موقفُ اليمن موقف شعبي ورسمي؛ فهل هذا جزاء من يناصر المظلومين في غزة؟ لكنّ من يزعم ويدّعي أنه إسلامي وأنه مع غزة، يتكتل مع العدوان الأمريكي والإسرائيلي لقتل وإبادة من يناصر غزة. ما لكم كيف تحكمون؟! هل يعتقد المرتزِقة أن الشعبَ اليمني لا يفكر ولا يعلم أنهم مع العدوان؟
هذا نموذج بسيط عن موقف مرتزِقة “الإصلاح” الذين يدّعون أنهم إسلاميون، وطبيعة تفاعلهم مع العدوان الأمريكي على اليمن، وكذلك الجرائم التي يرتكبها العدوّ الأمريكي بحق النساء والأطفال في اليمن.
ولذلك، من المهم جِـدًّا أن يسمع ويتابع كُـلّ أبناء الشعب اليمني، وأن يدققوا فيما يسمعونه، ليعرفوا أكثر فأكثر أي نوع من العملاء والخونة ابتُلي به هذا البلد. هؤلاء العملاء خلال عقود من الزمن كانوا يقدمون أنفسهم في ثياب الملائكة والوعّاظ ورجال الدين والوطنيين، واليوم أحداث غزة وما يرتكبه العدوّ الأمريكي من جرائم ومجازر في اليمن تكشف حقيقتهم.
ومن المهم للأحرار من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية أن يعرفوا أي نوع من هؤلاء المرتزِقة والعملاء الذين رفضهم الشعب اليمني بثورة 21 سبتمبر المباركة، والذي ما يزال يقف اليوم بالمرصاد لكل العملاء والخونة والمرتزِقة.
رهان العملاء والخونة الذين يعيشون الوهم على العدوان الأمريكي بشكل معلَن ومكشوف في هذه المرحلة ليس كما كان حالهم عندما أيَّدوا العدوان الأمريكي السعوديّ قبل عشر سنوات؛ لأَنَّ المرحلة لم تعد ضبابيةً كما في السابق، بل أصبحت مكشوفة، والظروف تغيَّرت والأحداث تبلورت، وأصبح الجميعُ بين خيارَينِ لا ثلاثَ لهما: إما مع الأحرار وأصحاب الحق، أَو مع الباطل وأصحابه من المرتزِقة والعُمَلاء والخونة.
عباس القاعدي| المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی على الشعب الیمنی الأمریکی الذی فی الیمن المرتز ق ا العدو ن العدو فی غزة
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: اليمن سيستمر في موقفه المتكامل رسميًا وشعبيًا وعلى كل المستويات نصرة للشعب الفلسطيني
الثورة نت /..
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن اليمن سيستمر في موقفه المتكامل رسميًا وشعبيًا وعلى كل المستويات نصرة للشعب الفلسطيني.
وأوضح السيد القائد في كلمته اليوم حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن الشعب اليمني يُدرك أهمية موقفه المساند للشعب الفلسطيني سواء في القربة إلى الله أو ما يترتب على ذلك من نتائج في تدبير الله.. مؤكدًا أن حالة الاستسلام والخضوع لأعداء الله تزيد من يتجهون في ذلك ذلًا وهوانًا وانحطاطًا.
وقال “من يتجهون إلى الاستسلام والخضوع يزدادون رعبًا وخنوعًا واستسلامًا، وعواقب ذلك خطيرة عليهم في الدنيا والآخرة، ومن نعمة الله وتوفيقه وفضله العظيم أن يتحرك شعبنا في إطار هذا الموقف المتكامل لنصرة الشعب الفلسطيني”.
وجددّ التأكيد على أن “موقف اليمن له نتائجه المهمة على المستوى التربوي والنفسي والعملي وفي بناء واقع اليمن كبلد قوي، يسعى للارتقاء على المستوى المعنوي والعملي، وعلى مستوى تطوير قدراته وإمكاناته وقد لاحظنا أهميته وآثاره خلال عشرين شهرًا”.
وأضاف “قدمنا التضحيات في سبيل الله تعالى وفي ما يستحق منا تقديم هكذا تضحيات، لكنها مثمرة ولها نتيجتها وأهميتها”.. لافتًا إلى الأنشطة التي يواصل الشعب اليمني إقامتها دعمًا ونصرة لفلسطين من مسيرات مليونية وفعاليات وندوات وكذلك أنشطة التعبئة العامة.
وتحدث قائد الثورة على دور الجبهة اليمنية المساندة لغزة وكل فلسطين في معركة الفتح “الموعود والجهاد المقدس”.. مؤكدًا أن جبهة الإسناد من يمن الإيمان والجهاد مستمرة بالعمليات العسكرية والقصف إلى عمق فلسطين المحتلة.
وقال “في هذا الأسبوع نفذت العمليات بـ11 صاروخًا باليستيًا وفرط صوتي وطائرة مسيرة على أهداف للعدو في حيفا ويافا وأسدود، ومن عملياتنا لهذا الأسبوع خمسة صواريخ كانت باتجاه مطار اللد الذي يسميه العدو الإسرائيلي باسم المجرم بن غوريون في يافا المحتلة”.
وأضاف “كان من أبرز عملياتنا في هذا الأسبوع عملية مساء الثلاثاء والتي كانت عملية قوية ومؤثرة وناجحة بفضل الله سبحانه، ومن نتائجها إحداث إرباك وتخبط واضح في المنظومة الدفاعية للعدو الإسرائيلي، الذي أطلق العديد من الصواريخ الاعتراضية بعضها تزامن مع إقلاع إحدى الطائرات من مطار اللد”.
وأشار إلى أن أعمدة الدخان شُوهدت من محيط المطار، ما يعني وصول الصاروخ إلى هدفه.. مؤكدًا أن عملية مساء الثلاثاء أجبرت ملايين المغتصبين والصهاينة اليهود على الهروب إلى الملاجئ وتفعيل صافرات الإنذار في مئات المدن والبلدات المغتصبة.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العمليات اليمنية لهذا الأسبوع تأتي في إطار العمل المستمر الهادف لفرض حصار جوي على العدو الإسرائيلي، وتسعى قواتنا لتحقيق الحصار الجوي ردًا على تصعيد العدو الإسرائيلي وارتكابه جرائم الإبادة.
وجددّ التأكيد على أن الحصار البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، مستمر والملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي وهو متوقف عن الملاحة في مسرح العمليات.. معبرًا عن الأسف في أن هناك أنظمة عربية وإسلامية وعبر البحر الأبيض المتوسط توصل البضائع للعدو الصهيوني من خلال السفن.
واستهل السيد القائد كلمته بالحديث عن العدوان الإسرائيلي الإجرامي المستمر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 20 شهرًا، وحصيلة جرائمه هذا الأسبوع التي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 2400 معظمهم نساء وأطفال.. مشيرا إلى أن نسبة الإبادة من السكان في قطاع غزة وصلت إلى قرابة تسعة بالمائة وهي نسبة عالية جدا ربما لا سابقة لها فيما قد جرى من الحروب في العصر الحديث.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي سعوا لتحويل توزيع المساعدات الإنسانية على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى وسيلة إبادة.. مبينًا أن العدو الأمريكي يعمد إلى هندسة عملية الإبادة بالتجويع مع الإبادة بالقتل من خلال مصائد الموت ومراكز الإعدام.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي تنكر لكل القوانين والأعراف من خلال تحويل مسألة توزيع المساعدات إلى مصائد للموت ومراكز للإعدام.. معتبرًا عملية التجويع جريمة كبيرة جدا تتنافى مع كل القيم والأخلاق.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يتحكم بعملية التوزيع، فما إن يجتمع الجائعون من أبناء الشعب الفلسطيني حتى يقوم بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر.. وقال “المشاهد لعمليات إطلاق النار بشكل عشوائي وجماعي للمنتظرين للمساعدات هي مشاهد مأساوية جدا تكشف فظاعة الجريمة”.
وأكد أن العدو الإسرائيلي يجعل الشعب الفلسطيني بين حالة من حالتين: إمام الموت جوعًا أو الذهاب لمراكز يسميها بمراكز توزيع المساعدات لقتلهم.
وبين أن استهداف المنتظرين للمساعدات هي من أبشع الجرائم ومن أسوأ أشكال الاستغلال.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة منذ أكثر من 100 يوم ليجعل من مراكزه مصائد للإبادة ومراكز للإعدام.
وأضاف “اليهود الصهاينة يواصلون الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى وأداء طقوسهم التلمودية ورقصاتهم الساخرة وعباراتهم المعبرة عن عدائهم للإسلام والمسلمين، ويوسعون من أعمالهم العدوانية الهادفة إلى تهويد مدينة القدس، لإنشاء مغتصبات استيطانية في مناطق متفرقة من المدينة”.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي يواصل عمليات الهدم والإخلاء واستهداف ممتلكات الشعب الفلسطيني، ويركز على استهداف القدس كما في حي الشيخ جراح ومنطقة سلوان وجبل المكبر والعيساوية وغيرها.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يكثف أيضًا من مساعيه الهادفة إلى الاستيلاء على المسجد الإبراهيمي بقدسيته المهمة للمسلمين، ويريد أن يحوله إلى كنيس يهودي ومستمر في كل أشكال الانتهاكات والاعتداءات بشكل يومي في الضفة الغربية المحتلة.
وتطرق إلى استمرار العدو الإسرائيلي في جرائم القتل والاختطاف وهدم وتجريف ومصادرة الأراضي واغتصابها والاعتداء عليها.. مبينا أن عمليات التهجير مستمرة من عدة مخيمات في الضفة الغربية، ويحاصر كيان العدو مدن وبلدات الضفة الغربية ويقوم بإنشاء أعداد كبيرة جدا من الحواجز العسكرية التي تفصل فيما بينها.
وأوضح أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، منذ بداية العدوان إلى اليوم، وعلى مدى أكثر من 615 يوماً، بلغت أكثر من 192 ألف ما بين شهيد ومفقود، وجريح.
ولفت السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي يضع قيودًا كثيرة على حركة الفلسطينيين في بلدات الضفة الغربية المحتلة ويعمل على تقطيع أوصال المدن والبلدات فيها.. مؤكدًا أن قرار العدو الإسرائيلي بإنشاء 22 مغتصبة جديدة في الضفة يعني مصادرة مساحة كبيرة منها.
وتابع “على المستوى العملي يعد إنشاء المغتصبات الجديدة في الضفة إنهاءً فعليا لفكرة حل الدولتين “وفق الرؤية التي تتبناها الأمم المتحدة وغيرها”.. مشيرًا إلى أن كيان العدو أنهى فكرة “حل الدولتين” تمامًا لأنه لم يكن يريدها من الأساس وإنما تعاطى معها كأسلوب خداع لفترة زمنية محددة.
كما أكد سعي العدو الإسرائيلي لإحكام سيطرته الكاملة على كل فلسطين ومتجه إلى ما وراء ذلك في إطار مخططه الصهيوني العدواني المعروف، وما يقوم به في الضفة الغربية يظهر جليًا أنه لا مبرر للسلطة الفلسطينية في سياساتها السلبية تجاه المجاهدين في الضفة الغربية.
وبين أن السلطة الفلسطينية تتبنى اتجاها ليس له أي مؤشرات ولا دلائل على نجاحه وما نتج عنه في أرض الواقع يثبت أنه مسار فاشل.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لا يريد السلام ولا يريد أن يسلم الشعب الفلسطيني شيئا من أرضه بل يتجه عمليا إلى حسم المسألة بشكل كامل.
وجددّ قائد الثورة التأكيد على أن الخيار الصحيح والفعال والوحيد هو خيار المقاومة، وما عداه ليس إلا الاستسلام والضياع والخسارة لكل شيء.. مضيفًا “لابد من الجهاد في سبيل الله والمقاومة والتحرك العملي لردع العدو الإسرائيلي والسعي لإبطال آماله وأهدافه”.
ونوه بمواصلة المجاهدين في قطاع غزة التصدي بكل بسالة وفاعلية للعدو الإسرائيلي وإلحاق الخسائر المباشرة بعصاباته، حيث نفذت كتائب القسام أكثر من 16 عملية متنوعة من استهداف لآليات وقنص لأولئك الجنود المجرمين، وهناك كمائن نوعية وناجحة ومحكمة وحصيلة خسائر العدو خلال هذا الأسبوع تشهد على فاعلية تلك العمليات ومدى تأثيرها.
وذكر أن حصيلة خسائر العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع تبين تأثير العمليات والبسالة والتماسك والثبات العظيم للمجاهدين.. مشيرًا إلى أن سرايا القدس نفذت عمليات بطولية ومن ضمنها الاستهداف للعدو إلى عسقلان برشقة صاروخية، وبقية فصائل المقاومة لها دورها ومشاركتها وإسهامها في التصدي للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأوضح أن الإسرائيلي على مستوى العمليات البرية على قطاع غزة لجأ إلى الاستعانة بمجموعات من المجرمين الخونة، وتعاون الخونة مع كيان العدو يدل على فشله في تحقيق أهدافه.
وتحدث السيد القائد عن تصعيد العدو الإسرائيلي لاعتداءاته على الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة عيد الأضحى.. مؤكدًا أن كيان العدو يصعد ويواصل عدوانه على لبنان بكل أشكال الاعتداءات.
وأشار إلى أن جرائم العدو الإسرائيلي المستمرة في لبنان تكشف أنه لا يوثق به ولا حتى بالضامنين عليه وأن خيار المقاومة هو خيار حتمي.. وقال “يفترض بكل اللبنانيين أن يلتفوا أكثر وأكثر حول المقاومة في لبنان وحول حزب الله باعتباره الضمانة الحقيقية لدفع الخطر الإسرائيلي”.
وأكد أن العدو الإسرائيلي نفذ أيضًا في سوريا غارات جوية واستهدف بعض المناطق بالقصف المدفعي، ونفذ عمليات توغل وإنشاء حواجز وعمليات تجريف لبعض الأماكن الزراعية في الجمهورية العربية السورية.
وبين أن جرائم العدو الإسرائيلي في غزة والأقصى ولبنان وسوريا، تكشف تنصله عن أي خيارات أخرى للتسوية، وأن الشراكة الأمريكية تحفز العدو الإسرائيلي على التصعيد والاعتداءات وتجاوز القوانين والأعراف.
وأفاد السيد القائد بأن التخاذل العربي والإسلامي من أكبر ما شجع العدو الإسرائيلي على مواصلة الجرائم والاعتداءات، وأن الأنظمة العربية والإسلامية في معظمها لا تقدم أقل القليل للشعب الفلسطيني ولا تتخذ أي مواقف عملية في مقابل استمرار الإبادة.
وقال “الأمة في تخاذلها تجاه الشعب الفلسطيني تفرط في مسؤولية إنسانية ودينية وأخلاقية، وفي قضايا تهمها، كما أن الأمة مهددة في أمنها ودينها ودنياها ومصالحها، وبما يشكل خطورة كبيرة عليها وتتعاظم هذه الخطورة نتيجة التخاذل”.
وبين أن التجاهل للمخاطر التي تتهدد الأمة غير مبرر إطلاقا، لأن بوسع الأمة أن تفعل الشيء الكثير.. معبرًا عن الأسف لموقف الأنظمة العربية ومعظم الأنظمة الإسلامية التي لا يصل إلى موقف كثير من البلدان غير الإسلامية التي اتخذت خطوات عملية.
وأضاف “تفريط الأمة إلى هذا المستوى له عواقبه المحتومة في وعيد الله سبحانه وتعالى، خاصة وبعض الأنظمة العربية والإسلامية متواطئة مع العدو الإسرائيلي وتصنف الحركات المجاهدة في فلسطين بالإرهاب”.
وأكد قائد الثورة، أن حالة الأمة العربية والإسلامية خطيرة جدا واتجهت اهتماماتها نحو حسابات المصالح بالمفهوم الخاطئ.. مضيفًا “إذا لم يعي أبناء الأمة ولم يتجهوا بجدية للنهوض بمسؤولياتهم تجاه ما يحدث على الشعب الفلسطيني فالحالة خطيرة”.
وتابع “بوسع الأمة على مستوى أنظمتها وبلدانها أن تقدم الشيء الكثير للشعب الفلسطيني بدلا من تقديم تريليونات الدولارات للأمريكي”.. معتبرًا التخاذل والتفريط حالة خطيرة جدًا لأن هذا التفريط له دوره الكبير في تشجيع العدو الإسرائيلي على الجرأة.
وأردف قائلًا “مستوى التخاذل هو ما يكشف الحالة المؤسفة جدًا لمعظم الأنظمة، وهي حالة متفشية أيضا في أوساط الشعوب، وحالة الإفلاس الإنساني والأخلاقي هي حالة خطيرة جدا في واقع أمتنا”.. مؤكدا أن الأمة بحاجة ماسة للتربية الإيمانية التي ترتقي بها في تعزيز الثقة بالله لأهميتها في ميدان العمل.
ومضى بالقول “مهما يكن هناك من مناسبات وشرائع وفرائض لكن الأمة الإسلامية تؤديها بشكل منفصل تمامًا عن أهدافها التربوية”.
وفي سياق حديثه عن موسم الحج أوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن فريضة الحج من أعظم الفرائض الدينية، وأهم الشعائر الإسلامية، ولها أهدافها التربوية، ولها أيضاً أهداف واسعة ومهمة في دين الله سبحانه وتعالى.. معتبرًا عيد الأضحى مناسبة دينية تقدّم لنا الدروس المهمة في التسليم لأمر الله فوق كل شيء، وهو ما تحتاج إليه الأمة.
وقال “هناك فجوة كبيرة جدًا في مسألة الالتزام بتعليمات الله في واقع الأمة، ولهذه الفجوة أثرها السلبي على الأمة في واقعها وحياتها، وكل إخلال بتوجيهات الله له نتائجه وآثاره السيئة وهذه المشكلة خطيرة علينا كأمة مسلمة”.
وأضاف “كان للحج أهميته وفاعليته في حيوية الأمة، وقوتها، وعزتها، وتوحدها، وتعاونها، واليوم تؤدَّى هذه الفريضة بكل برودة، بشكلٍ منفصل عن غاياتها، وأهدافها، وآثارها، وبشكل مجمَّد، يفقدها الكثير، ويفرِّغها من مضمونها المهم، فتبقى أشبه ما يكون بطقوس معينة لها أثر محدود في مستوى معين، في وقت نرى الأمة في أمسِّ الحاجة للاستفادة من الفريضة، ليكون لها أثرها في الواقع التربوي، ما يتطلب الالتفاتة الجادة والواعية وإصلاح العلاقة بهدى الله وبتعليماته وإصلاح النظرة إليها حتى تكون صحيحة لترتقي بنا”.
ولفت السيد القائد إلى أن المناسبات الدينية ترفع مستوى الشعور بالمسؤولية لمن يتأثر بها ويستفيد منها.. مؤكدًا أن إخلال الأمة بمسؤولياتها ترك فراغا في الساحة العالمية لصالح قوى الشر والإجرام والظلم ثم تحولت إلى ضحية.
وتابع “لم يبق للأمة دورها على المستوى العالمي لتكون هي الأمة التي تنشر الخير في العالم وتواجه الشر وتتصدى له ولظلمات الطاغوت، وإنما أصبحت ساحة الأمة ساحة للظلم وللمنكرات وهي حالة مؤسفة جدًا”.
واستطرد قائلًا “ينبغي لكل من يتحركون في إطار النشاط التوعوي والتبليغي في أوساط الأمة أن يعيدوا الأمة من خلال القرآن الكريم للاهتداء بهدى الله، كما ينبغي للمناسبات الدينية أن تكون محطات تتزود منها الأمة تربويًا وأخلاقيًا وترتقي بها إيمانيًا، وكذا الاستفادة من التاريخ واقتباس الدروس حيث مرّت بنا ذكرى ما يسمى بالنكسة وهزيمة حزيران 1967م”.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي تمكن في حزيران 1967 من إلحاق الهزيمة بثلاثة جيوش عربية مسنودة عربيًا واحتل آنذاك بقية فلسطين وأجزاء من دول عربية أخرى خلال ستة أيام فقط.. مبينًا أن هزيمة حزيران كان لها تأثيرها السيء جدا على المستوى النفسي والمعنوي وبشكل غير مبرر على الأنظمة العربية.
وأفاد بأن العرب اجتمعوا بعد هزيمة حزيران 1967 في السودان وأعلنوا لاءاتهم الثلاث “لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف”، لكنهم اتجهوا عكس ذلك تمامًا، ولم يعالجوا وضعهم ولم يشخصوا بدقة الأسباب التي كانت وراء هزيمتهم ولم يعملوا على معالجتها واتجه أكثرهم لخدمة العدو.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “لو اتجه العرب لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بشكل جاد وتسليحه وتدريبه وتأهيله ودعمه لكان هذا الخيار فعالًا ومؤثرًا؟، لكن العرب لم يستفيدوا من نموذج المقاومة الفلسطينية ولا المقاومة اللبنانية التي حققت نجاحات وانتصارات كبيرة وعظيمة ومهمة”.
وأكد أن معظم الأنظمة العربية كانت مواقفها سلبية تجاه حركات المقاومة والجهاد في فلسطين وفي لبنان وصنفت في نهاية المطاف بالإرهاب.. مضيفًا “هناك درس واضح الآن فالجيوش العربية انهزمت خلال ستة أيام هزيمة مدوية مع أنها كانت في وضع مريح وليست محاصرة كما هو حال غزة اليوم”.
كما أكد فشل العدو الصهيوني في القضاء على المقاومة في قطاع غزة على مدى أكثر من 600 يوم رغم الإمكانات العسكرية الكبيرة جدًا والدعم الأمريكي، كما فشل في تحقيق أهدافه المعلنة بالرغم من الفارق الكبير جدًا في الإمكانات مع المقاومة.
وحث أبناء الأمة العربية على أخذ العبرة من صمود المقاومة الفلسطينية ليقدموا لها الدعم الصادق.. مؤكدًا أن هناك تخاذل كبير من العرب وتجاهل وعمى وعدم استفادة سواء من دروس التاريخ أو من الحقائق والوقائع اليوم.
واعتبر السيد القائد، المقاومة في قطاع غزة، درسًا كبيرًا يوضح فعلًا أن هناك نموذج ناجح وهو جدير بتقديم كل أشكال الدعم له.. مبينًا أن تقديم الدعم الكامل للمقاومة في قطاع غزة كفيل بأن يكون له أثره الكبير في ميدان الصراع مع العدو الإسرائيلي.
وتطرق في سياق كلمته إلى المظاهرات التي خرجت في المغرب والأردن وتونس وفرنسا وأمريكا وإسبانيا وكندا وهولندا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا.. لافتًا إلى أن الإجراءات التي أعلنت عنها بعض الدول الأوروبية ضد البعض من المجرمين الصهاينة هي إجراءات محدودة ورمزية.
وقال “البعض في الغرب يحاول أن يغطي على سمعته ببعض الإجراءات المحدودة ضد بعض المجرمين الصهاينة كما هو حال بريطانيا”.. مؤكدًا أن بريطانيا التي لها الدور الأول والوزر الأكبر في ما جرى ويجري للشعب الفلسطيني، تقوم ببعض الإجراءات الشكلية والمحدودة.
ولفت إلى أن الإجراءات الجادة ضد ما يرتكبه العدو الإسرائيلي هي واضحة من مثل الإيقاف لأي تعاون عسكري مع العدو بما في ذلك بيع السلاح أو هبته.. مشيرًا إلى أن المقاطعة الاقتصادية والسياسية هي إجراءات عملية واضحة وحقيقية.
ودعا السيد القائد الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم غد الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات.. وقال ” أدعو شعبنا العزيز بدعوة الله وبدعوة المسجد الأقصى إلى الخروج المليوني يوم الغد في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات بحسب الترتيبات والإجراءات المعتادة”.
وعبر عن الأمل في أن يكون الخروج يوم غد واسعا وهذا من الوفاء لله وللشعب الفلسطيني وللإسلام وللقرآن.. مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني في مرحلة صعبة جدًا ولا بد أن تكون كل الأنشطة مستمرة ويكون الصوت عاليًا والحضور كبيرًا.
كما أكد أن “الاستمرار والثبات هو خيارنا، لأن هذا أساس في مسؤولياتنا الإيمانية والدينية”.
وأشار إلى أن الاستمرار في المسيرات المليونية جهاد في سبيل الله وأداء لفريضة مقدسة وهو من الوفاء ومن القيم الإنسانية والأخلاقية.. مؤكدًا أن اليمن سيستمر في موقفه المتكامل رسميا وشعبيا وعلى كل المستويات في نصرة الشعب الفلسطيني.
واختتم قائد الثورة كلمته بالقول “من الشكر لنعمة الموقف، هو الاستمرار والاستقامة والثبات والجد بدون كلل ولا ملل ولا فتور ولا تهاون، وكذا الوعي الدائم بعظمة وأهمية أن نقف هذا الموقف بما يرضي الله وبما فيه الشرف والفضل في الدنيا والآخرة”.