«تريندز» يستعرض رؤيته الاستشرافية لمستقبل الاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في حلقة نقاشية بعنوان «قراءة استشرافية في مستقبل النظام الاقتصادي العالمي»، نظمتها مؤسسة بحر الثقافة، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025.
استعرض مدير الجلسة، الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، رؤية المركز حول استشراف مستقبل الاقتصاد العالمي.
وأكد الأهمية البالغة لهذا الاستشراف في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، مشيراً إلى التحديات التي فرضتها التعريفات الجمركية والحروب التجارية والأوبئة والعقوبات على الترابط العالمي، وما نتج عنها من احتدام في التنافس الاقتصادي.
وأوضح الدكتور العلي، أن التحوّل نحو عالم مجزأ ينذر بتراجع التجارة العالمية، وتقطع سلاسل الإمداد، وتباطؤ تدفقات الاستثمار، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي. وفي هذا السياق، سلط الضوء على الدور المتزايد للدول القادرة على بناء جسور بين الشرق والغرب، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وأهمية المعارف والتقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في استشراف توجهات الاقتصاد العالمي. وأعرب عن فخر «تريندز» باعتماد شعار «استشراف المستقبل بالذكاء الاصطناعي» لهذا العام، مؤكداً حرص المركز على تقديم تقارير استشرافية دقيقة ومفيدة لصناع القرار والباحثين.
وقدّم عبدالعزيز الشحي، الباحث الرئيسي ونائب رئيس قطاع البحوث في «تريندز»، رؤيته حول مستقبل الاقتصاد العالمي، مركزاً على مفهوم العولمة وتداعيات الضرائب الجمركية وتوقعاته بشأن تأثيرها على النظام العالمي. وأوضح كيف أدت العولمة إلى تشابك الاقتصادات، لكنه أشار إلى التراجعات الحالية المدفوعة بالحمائية والتوترات الجيوسياسية. كما تناول تأثير الضرائب الجمركية على ارتفاع تكاليف الإنتاج والتجارة، واحتمالية نشوب حروب تجارية واضطرابات في سلاسل الإمداد.
كما قدم الشحي توقعات متنوعة لمستقبل النظام العالمي، تتراوح بين تراجع الرئيس ترامب عن الضرائب، وحصول مفاوضات واتفاقيات وإعادة هيكلة العولمة وظهور تكتلات اقتصادية إقليمية. وقد استعرض أمثلة واقعية لتوضيح أفكاره، مؤكداً أهمية الدراسات المتخصصة التي يقدمها «تريندز» في مساعدة صناع القرار على التعامل مع هذه التحولات.
تعاون بحثي
في إطار تعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية، وقّع «تريندز» مذكرتي تفاهم وتعاون، الأولى مع الشبكة العربية العالمية «Global Arab Network»، بغرض التعاون في المجالات البحثية والاستشارية والدراسات الاستراتيجية، ووقع المذكرة الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»، والإعلامي غسان إبراهيم مدير الشبكة.
أما مذكرة التفاهم الثانية، فقد جرى توقيعها مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، لتعزيز التعاون في مجالات التدريب وتبني المبادرات التي تخدم المجتمع وتعزز قيم الأخوة الإنسانية، وتعزيز دور البحث العلمي، وترسيخ قيم التسامح والتعايش والحوار والتفاهم بين الثقافات، وقد وقعها الدكتور محمد العلي، وسعادة الدكتور خالد غانم الغيث الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية.
كما أُقيم في جناح «تريندز» حفل توقيع كتاب «استخدام نظرية الألعاب في تطوير استراتيجيات مكافحة الإرهاب: المقاربات والأهداف» للدكتور خالد راشد الزيودي، الذي أصدره «تريندز». بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل حلقة بودكاست مميزة استضافت البروفيسورة كاي غالاغر، وأدارتها ميرة الزعابي، لتضاف إلى سلسلة النقاشات الثرية التي يستضيفها الجناح.
واستقطب جناح المركز نخبة من المسؤولين والكتاب والباحثين والإعلاميين وجمهور المعرض المتطلع للمعرفة. وقد اطلع الضيوف على مختلف الأنشطة والفعاليات التي ينظمها «تريندز» في المعرض، وعبّروا عن تقديرهم للجهود التي يبذلها في إنتاج بحوث ودراسات معمقة تساهم في فهم القضايا المعاصرة، وتقديم رؤى قيمة لصناع القرار والباحثين والجمهور العام.
ورشة عمل
شهد اليوم الثالث نشاطاً مكثفاً لـ«تريندز»، تمثل في تقديم ورشة عمل قيمة بعنوان «الإعلام في مواجهة التطرف: دور محوري وتحديات مستمرة»، والتي أدارها الخبير الإعلامي غسان إبراهيم، المدير التنفيذي والمؤسس لمركز الشبكة العربية العالمية.
وتناولت الورشة، التي حضرها عبدالله بن عقيدة المهيري، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للمناصحة، والدكتور عبدالرحمن الشميري، رئيس تحرير صحيفة الوطن، وباحثون وإعلاميون، الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، واستراتيجيات الإعلام الاستباقي في هذا السياق، بالإضافة إلى التحديات الجسام التي تواجه الإعلام في سعيه لمواجهة التطرف، بما في ذلك انتشار الأخبار الكاذبة وصعوبة الوصول إلى الفئات المستهدفة وتطور خطاب التنظيمات المتطرفة.
كما تم خلال الورشة تسليط الضوء على الدور المتزايد للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصراع، وأهمية تعزيز التعاون لتحقيق نتائج فعالة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الاقتصاد العالمي تريندز الإمارات مركز تريندز للبحوث والاستشارات مركز تريندز معرض أبوظبي الدولي للكتاب معرض أبوظبي للكتاب محمد العلي الاقتصاد العالمی
إقرأ أيضاً:
كيف طور ترامب رؤيته لإيران طوال عقد من الزمان؟
واشنطن- تبنَّت واشنطن منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 إستراتيجية عدائية عسكرية واضحة للتعامل مع النظام الإيراني تعتمد على احترام طهران 3 خطوط حمراء، وتدرك الأخيرة أن تخطي أي منها سيؤدي بواشنطن لمهاجمتها عسكريا.
وهذه الخطوط:
منع إيران أو عرقلتها شحن النفط عبر مضيق هرمز اقتراب طهران من الحصول على سلاح نووي وجود تهديد عسكري حقيقي من إيران لأحد حلفاء واشنطن الخليجيين.ومنذ ظهوره مرشحا رئاسيا عام 2025، لم يخرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نص واشنطن تجاه إيران، إلا أنه كرر في كل مناسبة أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وقَّع على أسوأ صفقة في التاريخ، قاصدا الاتفاق النووي لعام 2015، وتعهد بالانسحاب من الاتفاق، والضغط على إيران لتوقيع اتفاق جديد حال وصوله للبيت الأبيض.
محاولات للضغطوفعلا، انسحب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي، وجاء الانسحاب مخالفا وعلى النقيض من نصائح وتصورات أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت مرارا أن الاتفاق كان أفضل السبل لاحتواء الخطر الإيراني. وسعت واشنطن لعقد صفقة جديدة، ولجأت لاتباع سياسة الضغط القصوى، ولم تلب طهران نداء التفاوض من جديد.
وتوترت علاقات واشنطن وطهران خلال فترة حكم ترامب الأولى، حيث هاجمت ناقلات نفط في الخليج وخليج عُمان، وأخرى إماراتية ونرويجية قرب مضيق هرمز، ثم أسقطت إيران مُسيَّرة أميركية متطورة فوق مياه الخليج، واستهدفت هجمات صاروخية وبالمُسيَّرات منشآت لشركة أرامكو المؤسسة الحكومية التي تدير الثروة النفطية في السعودية.
إعلانوواجه ترامب معضلة تمثَّل أحد أبعادها في رغبته الظهور كرئيس قوي قادر على اتخاذ قرارات مهمة عند الضرورة، لكنه أيضا ظل محافظا على تعهداته بعدم توريط واشنطن بأي حروب شرق أوسطية جديدة، خاصة مع مطالبته الدائمة بعودة القوات الأميركية لأرض الوطن، كما لم ترد واشنطن على هجمات طهران على منشآت أرامكو.
كما تبنى نهجا متوازنا وسطيا ولجأ للبديل الوسط، بمعنى عدم بدء حرب تقليدية والاكتفاء بالقيام بهجمات إلكترونية أو فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية طالما لم يقع ضحايا أميركيون نتيجة هجمات إيران.
وذكر ترامب لاحقا أنه أمر بوقف الطائرات المتجهة لقصف أهداف داخل إيران عقب إسقاط طهران المُسيَّرة في الخليج العربي، وذلك خوفا من وقوع أعداد كبيرة من الضحايا الإيرانيين.
وأصبحت واشنطن -خلال حكم ترامب الأول، وحكم جو بايدن بعده- تتحدث بصوت واحد تجاه هذه القضية، واختصارها أن "نضمن ألا يكون لدى إيران مسار يؤدي لامتلاكها السلاح النووي، لا الآن، ولا في أي وقت على الإطلاق".
ووصل التصعيد بين طهران وواشنطن أقصى مراحله بداية 2020 مع تصفية الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، خارج مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
حيث استغل ترامب تصفية سليماني ليظهر كقائد قوي، وبرمزية كبيرة دخل الغرفة الشرقية في البيت الأبيض لإلقاء كلمة انتظرها بشغف الشعبان الأميركي والإيراني، وتابعتها باهتمام وترقب العواصم العالمية، عقب مهاجمة إيران قواعد عسكرية عراقية تشمل آلاف الجنود الأميركيين.
وأكد الرئيس الأميركي عدم وقوع خسائر بصفوف جنوده والقواعد العسكرية العراقية التي تعرضت لضربة صاروخية إيرانية ردا على مقتل سليماني.
ومن جانبها، حققت طهران ما تريده من القصف، إذ أخبرت العراق بداية بأنها ستوجه ضربة صاروخية، وأوصلت رسالة بهذا المعنى لواشنطن. ولهذا لم يقع ضحايا أميركيون أو عراقيون، وهو ما لم ترده إيران أيضا لعدم توفير مبرر لترامب لضربها، وكرسالة لتخفيض التصعيد.
ومن ناحية أخرى، لم يتردد ترامب خلال قمة الرياض في مايو/أيار 2017 بمطالبة الدول العربية والإسلامية بضرورة مواجهة التهديدات الإيرانية.
إعلانوخلال كلمته أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019، كشف ترامب أن بلاده تعمل مع شركائها في المنطقة العربية لتكوين تحالف إستراتيجي إقليمي، وقال "أميركا تعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن ومصر لتكوين تحالف إستراتيجي إقليمي حتى تستطيع دول الشرق الأوسط أن تدفع بالازدهار والاستقرار والأمن في جميع أرجاء منطقتها".
ولم يتطرق إلى تفاصيل هذا التحالف أو آلياته أو طبيعته، لكنه أشار إلى إيران واصفا نظام حكمها بـ"الدكتاتورية الفاسدة". وأضاف "الزعماء الإيرانيون زرعوا بذور الفوضى والموت والدمار، إنهم لا يحترمون جيرانهم ولا حدودهم، ولا حقوق السيادة للدول".
كما انتقد ترامب -خلال خطاب حالة الاتحاد 2019- سجل بلاده في قضايا الشرق الأوسط، منوها بأنها "باتت تقاتل في المنطقة منذ 19 عاما تقريبا، حيث قتل نحو 7 آلاف عسكري أميركي وقرابة 52 ألفا من الجرحى والمعاقين، وتكلفة تقدر بـ7 تريليونات دولار".
وفي الوقت ذاته، تضمنت رؤية واشنطن لردع إيران وجود نحو 35 ألف جندي أميركي في دول الخليج بصورة شبه دائمة، ويتوزعون في عدة قواعد عسكرية، منها العديد الجوية في قطر، والدعم البحري في البحرين، والظفرة الجوية في الإمارات، ومعسكر الرفجان في الكويت.
ولم يغير ترامب من وضع هذه القوات، وذهبت فكرة الناتو العربي أدراج الرياح.
رؤية جديدةومع عودته للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، كرر ترامب أن هجمات حركة حماس على إسرائيل لم تكن لتحدث لو كان رئيسا، حيث إنه نجح في إفلاس إيران ووقف دعمها المالي لحلفائها الإقليميين، بينهم حماس.
وبين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان هذا العام، اتخذ الرئيس الأميركي سلسلة إجراءات لإجبار إيران على التفاوض على اتفاق نووي جديد، ملوحا بالتصعيد العسكري عند الضرورة.
وفي فبراير/شباط الماضي، وقَّع ترامب مذكرة رئاسية للأمن القومي أعادت حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران، وذلك بحرمانها من القدرات اللازمة لتطوير برنامج نووي أو صاروخي، إضافة لفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران، بما في ذلك استهداف صادراتها النفطية.
وعلى النقيض انخرط ترامب دبلوماسيا، وبعث في مارس/آذار 2025 رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يحث فيها على التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد ليحل محل اتفاق عام 2015 الذي انسحب منه ترامب عام 2018، وشدد على تفضيله للدبلوماسية، محذرا من عمل عسكري محتمل إذا فشلت المفاوضات.
إعلانوبداية، رفضت إيران المبادرة، لكنها وافقت لاحقا على إجراء محادثات غير مباشرة بوساطة عُمان، وعقدت بالفعل 5 جولات، مثَّل أميركا فيها صديق ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وتزامنا مع مسار التفاوض، استخدم ترامب باستمرار التهديد بالقوة العسكرية للضغط على إيران، وحذَّرها من قصف "لم تشهد مثله من قبل" إذا لم تبرم صفقة.
وبعد مهاجمة إسرائيل أهدافا إيرانية فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، وتدمير أجزاء من المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، ومقتل كثير من المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين، أشاد ترامب بالعملية الإسرائيلية ووصفها بـ"الممتازة" و"الناجحة للغاية" مؤكدا أن إسرائيل لديها "أفضل المعدات العسكرية وأكثرها فتكا في أي مكان في العالم".
وكرر ترامب اعتقاده بأن إيران يجب أن "تبرم اتفاقا الآن" بشأن برنامجها النووي لتجنب تصعيد أكبر، وحذَّرها من عدم عقدها اتفاقا نوويا "قبل ألا يتبقى شيء" مشيرا إلى تصعيد العمل العسكري إذا لزم الأمر.