محمد بن رامس الرواس
يقول المثل الصيني القديم: "الصورة عن ألف كلمة"، لكن اليوم في غزة، بات هذا الرقم ترفًا لغوياً لا يليق بالواقع، فالأرض تنزف يوميًا، وتقاوم بفطرتها وعزمها وصمودها وبسالة سكانها، أصبحت الصورة فيها عن مليون كلمة… بل ربما أكثر.
في غزة، لم يعد الحبر كافيًا، ولا البيان مجديًا، فحين تعجز اللغة عن احتواء وجع الأم التي تحتضن جثمان رضيعها، أو صراخ طفلة تخرج من تحت الركام، تصبح الصورة وحدها الوثيقة الأصدق، والراوي الأكثر بلاغة، والشاهد الذي لا يُمكن تزوير شهادته.
ما يجري في القطاع المحاصر ليس فقط حربًا عسكرية، بل إبادة جماعية ممنهجة، تُنفذ أمام عدسات الكاميرات، وعلى مرأى من العالم الذي يراقب ويصمت، وكأنَّ الألم الفلسطيني قدر لا يستحق حتى التضامن. لكن غزة، بإيمانها وبحجم الخسائر بها تفرض وجودها بالصورة، بالصوت في العلن، وبالدمع الذي يسيل بلا استئذان في الخفاء.
لقد فاقت الصور القادمة من غزة كل النصوص، تجاوزت اللغة والسياسة والتحليل، صورة البيت الذي كان فصار حفنة تراب، صورة المعلم الذي استُشهد وهو يحتضن تلاميذه، صورة الصحفي الذي استمر في بثّه المباشر حتى اللحظة الأخيرة… كل صورة من هذه الصور تحمل رواية كاملة، وأحيانًا تختصر مجلدات من الصمت الدولي والتخاذل الأممي.
هذه الصور التي تُنشر اليوم من غزة ليست توثيقًا عابرًا للحظة ألم؛ بل هي أرشيف حيّ للإنسانية المتخاذلة، ووثيقة إدانة لأخلاق العصر الحديث وشهادة بصرية على بقاء الروح رغم احتراق الجسد. بل إنها كما يصفها أحد المصورين من داخل القطاع، "الصرخة التي لا تحتاج إلى ترجمة".
لم تعد الصور بحاجة إلى تعليقات ولا شعارات ولا تحليلات سياسية، يكفي أن تُعرض كما هي كي تقول: هنا غزة… وهنا جريمة العصر وأنتم أيها العالم الشهود على كل جدارية من الدمار، على كل بقعة دم على كل وجه مفجوع وعلى كل عين لا تزال تبحث عن مفقود تحت الأنقاض، تحكي بوضوح ما عجزت عنه خطابات الأمم ونشرات الأخبار.
غزة تُعلّم المجتمع الدولي الصامت على الجرائم بحقها أنَّ العدالة لا تصنعها القوة فقط؛ بل إن الكاميرا يمكن أن تكون بندقية الحقيقة وأن صورة واحدة قد تُوقظ ضمائر الكثير من الناس في زمن الخذلان.
لهذا، فإنَّ الصورة في غزة ليست عن ألف كلمة كما يقول الصينيون، بل عن مليون كلمة تصرخ وتبكي وتُعاتب وتُطالب، في زمنٍ اعتادت فيه العيون أن ترى، ثم تُغمض كأنها لم ترَ شيئًا.
ختاماً.. تبقى الصورة في غزة أكثر من مجرد لقطة زمنية؛ إنها نبض شعب ومرآة للضمير الإنساني حين يتصدّع، وهي ليست عدسة عابرة؛ بل سلاح الحقيقة في وجه التزييف والظلم وذاكرة الأجيال التي لن تنسى.
في غزة، لا تموت القصص… بل تُروى بالدم، وتُخلَّد بالصورة. وفي زمن الخرس العالمي، تظل الكاميرا آخر من يقف على خطوط النار توثق، وتصرخ حتى تكاد تتكلم!!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صورة عبلة كامل داخل المستشفي تثير الجدل| حقيقة أم ذكاء اصطناعي؟
أثار تداول صور للفنانة القديرة عبلة كامل على مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا بين جمهورها، بعدما زعم بعض النشطاء أن الصور التقطت لها داخل المستشفى، ما أثار الشكوك حول حالتها الصحية بعد غياب طويل عن الأضواء.
صورة عبلة كامل داخل المستشفي بالذكاء الاصطناعي ليلة لن تتكرر.. كاتي بيري نجمة تتلألأ تحت أضواء الأهرامات في أولى حفلاتها بمصر دليل مرضى القلب لمواجهة فيروسات الشتاء والحفاظ على الصحة أبرز الأمراض التي تهدد مرضى القلب خلال فصل الشتاء مع دخول فصل الشتاء.. تحذير لمرضى القلب من مخاطر البرد "عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة" حقيقة صورة عبلة كامل داخل المستشفيوانتشر الخبر بسرعة بين المتابعين، الذين أعربوا عن قلقهم البالغ على الفنانة المحبوبة، وتفاعل معه عدد كبير من رواد السوشيال ميديا عبر التعليقات والمشاركات، متمنين لها السلامة والشفاء العاجل، إلا أن هذه الصور لم تخلُ من بعض التضارب، حيث بدأ البعض يشكك في صحتها ويطرح تساؤلات حول مصداقية هذه اللقطات.
وبعد إجراء تحقيق بسيط وفحص الصور، تبين أن الصور المتداولة تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وليست حقيقية، ما يعني أنها لم تُلتقط داخل المستشفى ولا تعكس أي أزمة صحية حقيقية للفنانة.
صورة عبلة كامل داخل المستشفي بالذكاء الاصطناعيعلاج عبلة كامل على نفقة الدولةوالجير بالذكر أعلنت الدولة عن علاج الفنانة القديرة عبلة كامل على نفقتها بالكامل، تكريمًا لها ولمسيرتها الطويلة في إثراء السينما والدراما المصرية، والقرار يأتي بعد تعرضها لمشكلة صحية مؤخرًا استدعت رعاية طبية دقيقة وفورية من فريق متخصص، شملت تغطية جميع تكاليف العلاج والمتابعة لضمان راحتها وسلامتها.
تفاصيل الحالة الصحية لعبلة كامل
وقال الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، إن الفنانة عبلة كامل بصحة جيدة وتعيش حياتها بهدوء في منزلها، مؤكدًا أن ابتعادها عن الساحة الفنية هو قرار شخصي بحت وليس له أي علاقة بحالتها الصحية. وأضاف أن رعاية الدولة للفنانين الكبار تشمل كل من يحتاج إلى دعم طبي، ومن بينهم الفنانة عبلة كامل، تقديرًا لمكانتهم وإسهاماتهم الكبيرة.
صورة عبلة كامل داخل المستشفي بالذكاء الاصطناعيأخر ظهور لعبلة كاملواكتسب خبر ظهور عبلة كامل مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي اهتمامًا واسعًا، بعد تداول صور لها برفقة أبناء شقيقها، ما أثار موجة من البهجة والحنين بين جمهورها الذي اشتاق لرؤيتها بعد سنوات من الغياب عن العمل الفني. وكانت الصور سببًا في انتشار شائعات عن اعتزالها الفن، لكن الواقع أكد أنها بخير وتستمتع بأوقاتها العائلية بعيدًا عن الأضواء.
ونشر ابن شقيقها صورة لها عبر حسابه على إنستجرام معلقًا عليها: "عمتي حبيبتي"، لتنتشر الصورة بسرعة ويصبح اسم عبلة كامل من أكثر الكلمات تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي في دقائق.
الفنانة عبلة كامل تُعد واحدة من أعظم نجوم الفن المصري، وساهمت أعمالها في تشكيل وجدان الجمهور على مدار عقود، تاركة إرثًا فنيًا خالدًا، والآن، تأتي هذه الخطوة لتؤكد محبة وتقدير الدولة والفنانين والجمهور على حد سواء لهذه المسيرة الاستثنائية.