تحول في موقف ترامب تجاه روسيا.. ضغوط داخلية وخطط لعقوبات جديدة
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
كشفت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، نقلًا عن مصادر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن كبار مساعديه بدأوا في بلورة خطط لمعاقبة روسيا بسبب ما وصفوه بـ"تباطؤ موسكو المتعمد" في تحقيق تقدم حقيقي على مسار السلام في أوكرانيا، في ما يعدّ تحولًا ملحوظًا في موقف الرئيس الأمريكي تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ووفق ما أفاد به المسؤولون للمجلة، فإن ترامب، الذي أبدى مرارًا مواقف داعمة لبوتين خلال فترات سابقة، فاجأ الدوائر السياسية بتصريحات شكك خلالها في نية روسيا إنهاء الحرب المستمرة منذ 2022، ملمحًا إلى إمكانية فرض عقوبات أمريكية جديدة على موسكو، وذلك بعد ساعات فقط من حديثه عن "بوادر انفراجة" وارتياحه النسبي تجاه مسار المفاوضات الجارية.
أشارت المجلة إلى أن فريق ترامب في البيت الأبيض لا يملك تصورًا دقيقًا حول ما إذا كان الرئيس سيُقدم فعليًا على تلك الخطوة، خاصة أن قراراته غالبًا ما تتسم بالمفاجأة وعدم الاتساق. ومع ذلك، فقد بدأ بعض مستشاريه بالفعل التشاور مع وزارة الخزانة الأمريكية حول خيارات العقوبات المحتملة.
وتحدث المسؤولون عن وجود تيار داخل الإدارة، يقوده كل من وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز، يدفع في الخفاء نحو اتباع نهج أكثر حزمًا في التعامل مع روسيا. وأكدوا أن ترامب، خلال الشهور الماضية، وافق على إبرام صفقات تتعلق بالطاقة والمعادن مع بوتين، ما يجعل الانعطافة الحالية ملفتة وغير متوقعة.
وفي تصريحات للمجلة، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض على أن الرئيس ترامب لا يتوانى عن الوقوف "في وجه بوتين أو أي شخص آخر"، معتبرة أن "قوة الرئيس أدت إلى اقتراب هذه الحرب من نهايتها عبر المفاوضات"، حسب تعبيرها.
ورغم ذلك، لم تغفل المجلة الإشارة إلى تاريخ ترامب الحافل بتفادي المواجهة مع بوتين، إذ كان قد تبنى خلال سنوات حكمه رواية الكرملين حول العديد من الملفات، بما في ذلك إلقاء اللوم على أوكرانيا في اندلاع الحرب، فضلًا عن تشكيكه في تقارير أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، والتي لطالما نفى بوتين مسؤولية بلاده عنها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا ترامب بوتين كييف موسكو
إقرأ أيضاً:
روسيا تعتزم إرسال وفد لإسطنبول لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا
كشفت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، عزمها إرسال وفد إلى مدينة إسطنبول التركية لإجراء جولة جديدة مع أوكرانيا، موضحة أن وفدها سيحمل معه مذكرة تفاهم ومقترحات أخرى لوقف إطلاق النار.
وقالت الوزارة الروسية، في بيان، إن مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي سيترأس وفد بلاده في الجولة الجديدة من المباحثات التي تعتزم إسطنبول استضافتها في الثاني من حزيران /يونيو المقبل.
وكانت روسيا اقترحت عقد جولة ثانية من المباحثات مع أوكرانيا في إسطنبول الأسبوع المقبل، لكن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها قال إن كييف ترغب في الحصول على وثيقة توضح مقترحات روسيا بشأن التوصل إلى اتفاق سلام قبل إرسال وفدها.
وأضاف سيبيها في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان، "حتى يكون الاجتماع القادم المزمع موضوعيا وذا مغزى، لابد من الحصول على وثيقة مسبقا حتى يتسنى للوفد الذي سيحضر مناقشة المواقف ذات الصلة".
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه من المتوقع أن تناقش روسيا وأوكرانيا قائمة شروط وقف إطلاق النار الأسبوع المقبل في إسطنبول.
وأضاف بيسكوف في حديثه للصحفيين، "في الوقت الحالي، يركز الجميع على المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. ويجري العمل على وضع قائمة شروط لهدنة مؤقتة"، حسب وكالة رويترز.
وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق أن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن مطلبا بأن يتعهد قادة دول الغرب كتابيا بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا.
وفي وقت سابق الجمعة، أوضح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، أن قلق روسيا بشأن توسع حلف شمال الأطلسي شرقا "مشروع"، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تريد أوكرانيا في التحالف العسكري الذي تقوده.
وتعليقا على تصريح كيلوج، قال بيسكوف إن بوتين دأب على تأكيد موقف روسيا الرافض لتوسع حلف الأطلسي شرقا، مردفا بالقول "يسرنا أن هذه التوضيحات التي قدمها الرئيس يتم استيعابها، بما في ذلك في واشنطن. وهذا بالطبع أمر يرضينا فيما يتعلق بدور الوساطة الذي لا تزال واشنطن تلعبه".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق اليوم الجمعة، إن روسيا تبذل قصارى جهدها لضمان ألا تسفر المحادثات المقترحة في إسطنبول الاثنين المقبل عن أي نتائج.
وأضاف في منشور له على منصة "إكس": "لكي يكون أي اجتماع ذا مغزى، يجب أن يكون جدول أعماله واضحا، ويتعين إجراء الاستعدادات الملائمة للمفاوضات".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، عقدت مباحثات مباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا بمدينة إسطنبول التركية من أجل بحث وقف إطلاق النار، إلا أن المباحثات التي توسطت بها تركيا لم تصل إلى تلك النتيجة.
وأسفرت المباحثات المباشرة التي تعد الأولى من نوعها منذ ربيع 2022، عن اتفاق الجانبين على تبادل ألف أسير مقابل ألف أسير، كما جرى مناقشة قضايا وقف إطلاق النار واجتماع محتمل على مستوى القادة.