محافظ هيئة الحكومة الرقمية يختتم زيارته لأمريكا بسلسلة اجتماعات مثمرة
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
اختتم معالي محافظ هيئة الحكومة الرقمية المهندس أحمد بن محمد الصويان، والوفد المرافق له زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي شملت سلسلة من الاجتماعات الثنائية المثمرة مع كبار المسؤولين في منظمات دولية، وجامعات مرموقة، وشركات تقنية عالمية، بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجالات الحكومة الرقمية، والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، دعمًا لأهداف رؤية المملكة 2030 نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام.
وضمن مساعي تعزيز الشراكات الدولية، التقى معاليه، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لي جونهوا، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون المشترك، وناقش مع مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير الدكتور عبدالعزيز بن محمد الواصل أوجه التعاون واستعرض أبرز إنجازات المملكة الرقمية على المستوى الدولي.
وفي إطار المشاركة في الجلسات الحوارية، أكد الصويان خلال جلسة بعنوان “ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الاقتصادات الناشئة” في جامعة (هارفارد)، أن الذكاء الاصطناعي يمثل قوة دافعة لتحول الحكومة الرقمية، ويسهم في تسريع التنمية في الاقتصادات الناشئة، مشيرًا إلى استثمارات المملكة في الذكاء الاصطناعي لتطوير الخدمات الحكومية وتعزيز النمو الشامل، كما شارك في جلسة رفيعة المستوى بعنوان “المسارات الرقمية لتوفير فرص العمل” ضمن اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2025.
اقرأ أيضاًالمملكةوزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل وفدًا من معهد الحوار السويدي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وعقد معاليه عددًا من الاجتماعات مع رؤساء تنفيذيين لكبرى الشركات التقنية العالمية، من بينها (Oracle) و(Cohere) و(Amazon)، لبحث فرص توسيع تبني الحوسبة السحابية في القطاع الحكومي، واستعراض حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى جانب استكشاف مجالات التعاون في تقنيات الحوسبة والابتكار الرقمي.
وفي سياق دعم الكفاءات الوطنية، التقى معاليه عددًا من الطلبة السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور الملحق الثقافي الدكتورة تهاني البيز، وعُقدت لقاءات مع مبتكرين ورواد أعمال سعوديين في جامعتي (هارفارد) و(MIT)، للاطلاع على مشاريعهم الابتكارية وبحث آفاق نمو الاقتصاد الرقمي.
واختُتمت الزيارة بتنظيم ورشة عمل بالتعاون بين هيئة الحكومة الرقمية والبنك الدولي، عُقدت في واشنطن، لاستعراض تجربة المملكة الرائدة في الحكومة الرقمية، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية السعودية، ونخبة من خبراء البنك الدولي، وشملت الزيارة جولات ميدانية إلى مراكز الأبحاث والابتكار للاطلاع على أحدث التقنيات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الذکاء الاصطناعی الحکومة الرقمیة
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)