تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
يؤثر التغير المناخي والجفاف بشكل كبير على الثروة الحيوانية في العراق، إذ انخفضت أعداد الجواميس في البلاد إلى أقل من النصف خلال 10 سنوات بسبب تراجع تدفق الماء في نهري البلاد الرئيسيين، دجلة والفرات، ما يعرض سبل عيش العديد من المزارعين ومربي الماشية للخطر.
ويعاني العراق من سنوات من الجفاف المستمر، إضافة إلى أزمة المياه التي تعود إلى عدة أسباب، أهمها أنه يحصل على أكثر من 70% من إيرادات المياه من خارج حدوده.
ومع تنفيذ دول الجوار، خصوصا تركيا وإيران مشاريع إستراتيجية كبرى كالسدود، بات لا يتلقى أقل من 50% من إيراداته المائية.
وتصنف الأمم المتحدة العراق من البلدان الخمسة الأكثر تأثرا بالتغيير المناخي في العالم، ويؤكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الآثار الاقتصادية خصوصا في قطاع الزراعة، والبيئية والصحية الناجمة عن تحولات المناخ، تمثل التهديدات الأخطر التي يواجهها العراق.
ويقول خبير الأهوار العراقي جاسم الأسدي لوكالة رويترز إن عدد الجواميس في العراق انخفض منذ عام 2015 من 150 ألف رأس إلى أقل من 65 ألفا.
ويشير إلى أن هذا التراجع يعود في معظمه إلى أسباب طبيعية، مثل غياب المراعي الخضراء، والتلوث، والأمراض، إضافة إلى عزوف المزارعين عن تربية الجاموس بسبب قلة العائد المادي في ظل التغير المناخي. كما أدى الانخفاض الحاد في إنتاج المحاصيل وارتفاع أسعار الأعلاف إلى صعوبةٍ في إطعام المزارعين لحيواناتهم.
وتؤثر حالة الجفاف المستفحلة وندرة المياه على المزارعين ومربي الماشية، ويقول المزارع صباح إسماعيل (38 عاما)، الذي يربي الجاموس في محافظة ذي قار في جنوب العراق لرويترز إن معظم الناس غادروا وبقينا نحن في عدد قليل من البيوت".
وأضاف أن "الوضع بات صعبا…كان لدي من 120 إلى 130 جاموسة، والآن لا أملك سوى 60 جاموسا والباقي نصفه مات ونصفه تم بيعه بسبب الجفاف".
إعلانمن جهته، أعرب عبد الحسين صبيح (39 عاما)، وهو أحد مربي الجاموس، عن مخاوفه من فقدان مزيد من الجواميس بسبب شُح المياه وملوحتها.
ويقول خبراء الأهوار العراقيون إن الأسباب الجذرية لأزمة المياه التي تدفع المزارعين إلى مغادرة الريف هي تغير المناخ وبناء السدود في تركيا وإيران وتقنيات الري القديمة وغياب خطط الإدارة طويلة الأجل.
وتقع الأراضي العراقية الصالحة للزراعة في منطقة الهلال الخصيب التي تقوم على الزراعة وتربية الماشية منذ آلاف السنين. وعانت المنطقة في العقود الأخيرة من بناء السدود على نهري دجلة والفرات، وانخفاض معدل هطول الأمطار ما هدد أسلوب حياة المزارعين، مثل إسماعيل، ودفع العديد منهم إلى الانتقال إلى المدن.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن ملايين العراقيين باتوا أيضا يواجهون صعوبة في الحصول على مياه الشرب جراء الجفاف والتغيرات المناخية التي تتفاقم في البلاد.
وتشير السلطات العراقية إلى تراجع المخزون المائي الإستراتيجي إلى 7.5 مليارات متر مكعب، فضلا عن تراجع إيرادات المياه في نهري دجلة والفرات وروافدهما لكثرة السدود المقامة على منابعهما في تركيا وإيران، وانخفاض معدل سقوط الأمطار على عموم العراق إلى أدنى مستوياتها، الأمر الذي تسبب في وجود تداعيات كارثية للأزمة على كافة الأصعدة.
وتسعى الحكومة العراقية إلى تنفيذ مشاريع لمواجهة أزمة النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب والري، تعتمد على اتفاقيات مع دول الجوار وصيانة السدود والخزانات القائمة، وأخرى تتعلق بحملات توعية المواطنين والمزارعين من أجل ترشيد استهلاك المياه، ومحاولة تلافي الخسائر في القطاع الزراعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ الثروة الحیوانیة
إقرأ أيضاً:
معهد تيودور بلهارس يعقد ندوة عن آثار تغير المناخ على الصحة البيئية
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بقضية التغيرات المناخية؛ إدراكًا لتأثيراتها المباشرة على الأمن البيئي والصحي والتنمية المستدامة.
وأوضح أن الوزارة تعمل على دعم المراكز البحثية الوطنية وتشجيع الدور العلمي لمؤسسات البحث والابتكار؛ لتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وإيجاد حلول قائمة على البحث العلمي المتقدم، بما يُسهم في حماية صحة المواطن المصري والحفاظ على الموارد البيئية والمائية.
تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050وأشار الوزير إلى أن الوزارة مستمرة في دعم البرامج البحثية المتخصصة، خاصة تلك المعنية بالتغيرات المناخية، باعتبارها ركيزة أساسية في تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، ونشر الوعي العلمي والتقني في هذا المجال.
وفي هذا الإطار، نظم البرنامج البحثي للتغيرات المناخية بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث فعاليات الندوة السنوية الخامسة تحت عنوان: “آثار تغير المناخ على الصحة البيئية والتنمية المستدامة”، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد عبد العزيز، القائم بأعمال مدير المعهد ورئيس مجلس الإدارة.
افتتحت الندوة بكلمة الدكتورة ناهد محمد إسماعيل، المشرف الفني على البرنامج، حيث أكدت أهمية هذه اللقاءات العلمية في استعراض تطورات ملف التغير المناخي على المستوى الدولي، وآليات التكيف والتخفيف من آثاره، ودور البحث العلمي في دعم سياسات الدولة في هذا المجال.
من جانبه، استعرض الدكتور أحمد عزام، القائم بأعمال رئيس قسم بحوث البيئة، الخطة البحثية للقسم، التي تتناول حماية البيئة المائية، ودراسة تأثيرات التغيرات المناخية على الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور أحمد عبد العزيز أن الحكومة المصرية تبنت مجموعة من السياسات الوطنية لمواجهة تحديات التغير المناخي، من أبرزها: إنشاء المجلس الوطني للتغيرات المناخية عام 2015 برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 في عام 2022؛ لتنسيق الجهود بين جميع القطاعات.
وأوضح مدير المعهد أن الاستراتيجية تضمنت خمسة أهداف رئيسية، من بينها تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة، مؤكدًا أن معهد تيودور بلهارس كان ولا يزال من المؤسسات الوطنية الرائدة في هذا المجال، من خلال تنفيذ مشروعات بحثية حول تأثير التغيرات المناخية على جودة المياه والتنوع البيولوجي وانتشار الأمراض، فضلًا عن إنشاء البرنامج البحثي للتغيرات المناخية الذي ينظم لقاءات علمية دورية مع الخبراء المحليين والدوليين.
تضمّنت الندوة مجموعة من العروض العلمية المتخصصة التي ناقشت تأثيرات التغيرات المناخية على البيئة والصحة العامة من مختلف الجوانب، وقد تناولت الدكتورة ناهد محمد نور الدين من مركز بحوث الصحراء، أهمية الغطاء الأخضر ودوره الحيوي في الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وقدمت الدكتورة سلوى محمد داحش من معهد بحوث الحشرات الطبية بوزارة الصحة، عرضًا علميًا حول تأثير التغيرات المناخية على الأمراض المتوطنة والأمراض المنقولة عبر العوائل الوسيطة، كما تناول الدكتور ياسر حسن إبراهيم من المركز القومي للبحوث العلاقة بين ملوثات الهواء وتغير المناخ وتأثير ذلك على صحة الإنسان.
وفي السياق ذاته، ومن معهد تيودور بلهارس للأبحاث استعرضت الدكتورة مروة تميم أحمد، الأستاذ الباحث بقسم بحوث البيئة، تأثير التغيرات المناخية على الفطريات والسموم في مصادر المياه العذبة، مع تقديم رؤية مستقبلية لسيناريوهات التطور المحتملة، كما قدمت الدكتورة سوزان عز الدين محمود، الباحث بقسم بحوث البيئة، عرضًا حول جهود الدولة المصرية في مواجهة آثار التغيرات المناخية على مختلف القطاعات، تلاها محاضرة للدكتور حسن السيد كيلاني، الباحث بالقسم ذاته، تناول فيها العلاقة بين التغيرات المناخية وتلوث المياه وانعكاساتها على البيئة.
وفي ختام الفعاليات، قدّم الدكتور أحمد عبد العزيز الشكر لأعضاء اللجنة المنظمة وفريق البرنامج البحثي للتغيرات المناخية، على رأسهم الدكتورة ناهد محمد إسماعيل المشرف الفنى على البرنامج والدكتورة سارة سيد محمود المدير الإدارى للبرنامج، إلى جانب السادة الباحثين وأعضاء شعبة بحوث البيئة والرخويات الطبية، مؤكدًا استمرار المعهد في دعم البحث العلمي التطبيقي للمساهمة في مواجهة التغيرات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.