الحمى القلاعية… وباء بيطري يتحوّل إلى أزمة اقتصادية تهدد الثروة الحيوانية والأمن الغذائي
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
دق نقيب الاطباء البيطريين الدكتور ايهاب شعبان، ناقوس الخطر خوفاً من "الانتشار المتسارع لمرض الحمّى القلاعية في عدد من المناطق اللبنانية. وحرصاً من نقابة الأطباء البيطريين على حماية الثروة الحيوانية وصون الأمن الغذائي، اكد ضرورة أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر خلال هذه المرحلة الحساسة".
تحذير شعبان استدعى تحركاً سريعاً من وزارة الزراعة التي اكدت في بيان اليوم تسجيل حالات مؤكّدة من مرض الحمّى القلاعية في عدد من مزارع المواشي، طالبة من البلديات والمستوردين، ونقابات النقل الالتزام التام بالمعايير الموضوعة في هذا الاطار، منعاً لانتشار الوباء، ومؤكدة انها وبالتنسيق مع وزارة الداخلية والقضاء المختص والأجهزة الأمنية، ستتخذ أقصى الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورّطه في تهريب أو نقل المواشي بشكل غير شرعي، لما يشكّله ذلك من خطر مباشر على الأمن الصحي الحيواني في لبنان.
هذه التحركات السريعة تعكس حجم الخطر الصحي، لكنها في الوقت نفسه تكشف جانباً أكثر تعقيداً، إذ لم يعد المرض مجرد حدث بيطري، بل أزمة اقتصادية متصاعدة تضرب قطاع الثروة الحيوانية وتؤثر على أسعار اللحوم والألبان، وعلى استقرار الأمن الغذائي ككل. ما هو هذا المرض؟
الحمى القلاعية، أو داء الحافر والفم، مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات مشقوقة الحافر. ورغم أن انتقاله إلى البشر نادر للغاية، فإن تأثيره على القطعان كبير، حيث ينتشر بسرعة هائلة بين الحيوانات، محدثاً تراجعاً حاداً في الإنتاج الحيواني، ومسبباً خسائر مالية مباشرة للمربين.
الأعراض السريرية… خسائر تبدأ من داخل الحظائر
تظهر الإصابة بأعراض واضحة تشمل ارتفاع الحرارة وفقدان الشهية، إضافة الى تقرحات مؤلمة في الفم واللسان تُعطّل قدرة الحيوانات على تناول الطعام، مصحوباً بإفراز لعابي غزير ورائحة ، اضافة الى تورّم الأقدام وظهور فقاعات تجعل الحركة مؤلمة وتؤدي إلى العرج، وانخفاض حاد في إنتاج الحليب واللحوم.
وبحسب الاطباء البيطريين فان هذه الأعراض لا تمثل جانباً صحياً فقط، بل تشكل نقطة انطلاق لخسائر اقتصادية فورية تبدأ من تراجع الإنتاج وتنتهي بتراجع القيمة السوقية للحيوانات المصابة.
فهذا المرض يملك قدرة عالية على الانتشار خصوصاً وانه ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، كما انه ينتشر من خلال الأدوات والملابس ووسائل النقل. كما ينتقل مباشرة بين الحيوانات عبر اللعاب والإفرازات التنفسية، او بطريقة غير مباشرة عبر الأعلاف أو الأدوات الملوثة، ما يجعل السيطرة عليه مهمة شديدة التعقيد.
علاج غير متوفر… والوقاية هي السلاح الوحيد
وبحسب الاطباء البيطريين لا يوجد علاج نوعي للفيروس، ما يجعل الإجراءات الوقائية هي الأساس، عبر عزل الحالات المصابة، والتطعيم الدوري للقطعان، إضافة الى تطهير الحظائر والمعدات بشكل صارم، وتقييد حركة الحيوانات بين المناطق، كما يمكن الوصول الى حد اللجوء إلى الإعدام الصحي للحد من الانتشار.
الأبعاد الاقتصادية… وجه الأزمة الأكثر خطورة
تتعدى ابعاد هذا الوباء تراجع إنتاج الحليب، انخفاض أوزان الحيوانات، وتأخر فترات التسمين، الى خسائر أكبر على المدى المتوسط بسبب تراجع معدلات الخصوبة والنمو، ما يعني ارتفاع كلفة التربية والعلاج، وانخفاض العائد من البيع، اضافة الى خسارة جزء من القطيع في حال الإعدام الإجباري.
كما ستؤدي هذه المشاكل الى ارتفاع أسعار اللحوم بسبب نقص المعروض، وارتفاع ايضاً في أسعار الألبان ومنتجاتها.
وعليه فان الحمى القلاعية ليست أزمة بيطرية يمكن عزلها داخل الحظائر، بل حدث اقتصادي واسع التأثير يمسّ أسعار الغذاء وسلاسل الإمداد وميزانيات الأسر. إعلان حالة الطوارئ يعكس فهماً واضحاً لخطورة المشهد: السيطرة على الوباء ليست فقط حماية للثروة الحيوانية، بل هي حماية لاقتصاد كامل، ودرع ضروري لصيانة الأمن الغذائي. وكانت وزارة الزراعة اصدرت بيانا في هدا الاطار، اضغط هنا للاطلاع المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة بعد إنتشار مرض الحمّى القلاعية... بيانٌ عاجل لوزارة الزراعة Lebanon 24 بعد إنتشار مرض الحمّى القلاعية... بيانٌ عاجل لوزارة الزراعة
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحمى القلاعیة وزارة الزراعة الأمن الغذائی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
تحصين أكثر من 124 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع بأسيوط
أعلن اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، أن المحافظة تواصل تنفيذ الحملة القومية الثالثة للتحصين ضد مرضي الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع بوتيرة متسارعة وجهود ميدانية مكثفة، مؤكداً أن ما تحقق منذ انطلاق الحملة في 25 أكتوبر 2025 وحتى نهاية أسبوعها السادس يعد إنجازًا يعكس وعي المربين وتكاتف مؤسسات الدولة لحماية الثروة الحيوانية وتعزيز الأمن الغذائي.
وأوضح محافظ أسيوط أن مديرية الطب البيطري بأسيوط بقيادة الدكتور جمال سيد مدير عام المديرية نجحت من خلال فرق التحصين على مدار ستة أسابيع في تحصين 124، 092 رأس ماشية من الأبقار والجاموس، عبر 1، 755 لجنة انتشرت في مختلف القرى والنجوع دون توقف، وهو ما يعد دليلًا على وعي المربين واستجابتهم السريعة لرسالة الوقاية، وحرصهم على استقرار إنتاجهم الحيواني.
وأشار المحافظ إلى أن جهود التوعية صاحبت الحملة منذ يومها الأول، حيث جرى تنظيم 192 ندوة إرشادية في مراكز المحافظة المختلفة، استهدفت تعزيز ثقافة التحصين لدى المربين وشرح أساليب الوقاية والتعامل السليم مع الأمراض الوبائية مضيفًا أن هذه اللقاءات أسهمت في بناء جسور ثقة بين الطبيب البيطري والمربي، وترسيخ قناعة بأن صحة الحيوان هي خط الدفاع الأول عن استقرار الأسرة الريفية.
ولتعزيز الرقابة الصحية، قامت لجان التقصي البيطري بتنفيذ 1، 600 زيارة ميدانية شملت 4، 800 منزلًا، لمتابعة الحالة الصحية للماشية ورصد أي أعراض مبكرة لأي إصابة، وأسفرت هذه الجولات عن تعزيز سرعة الاستجابة وتوجيه التدخلات البيطرية للمناطق الأكثر احتياجًا، بما يضمن وصول الخدمة لكل رب أسرة ومربي بشكل عادل ومنظم.
واختتم اللواء هشام أبوالنصر تصريحاته قائلاً سنواصل العمل بنفس القوة خلال الأسابيع المقبلة، واثقين أن أسيوط قادرة على تقديم نموذج ناجح في حماية الثروة الحيوانية ودعم الاقتصاد الريفي، بما يضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا لأسرنا ومزارعينا.