التفاصيل..رصد التباين الفلكي بين نصفي الكرة الأرضية في ليالي مايو
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
تعيش الأرض في هذا الوقت من السنة، تباينًا فلكيًا بين نصفي الكرة الأرضية، ففي نصفها الشمالي تصبح الليالي أكثر دفئًا لكنها تتطلب البقاء مستيقظا لفترات أطول لمراقبة السماء، ما يجعل من شهر مايو فرصة لمشاهدة مجموعة من الأجرام السماوية اللافتة، ومع اختفاء كوكبة الجبار تبدأ كوكبات الصيف الباهرة في الظهور شيئًا فشيئًا.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة م. ماجد أبو زاهرة بأنه في أعلى الأفق الغربي يظهر كوكب المريخ بلون برتقالي خافت إلى جانب كوكبة "التوأمان"، ويستمر في انتقاله نحو كوكبة "الأسد" مرورًا بـ"السرطان". المريخ يبتعد عن الأرض
وابتعد المريخ كثيرًا عن الأرض حتى تجاوزت المسافة بينهما 225 مليون كيلومتر، ما يجعل رؤيته بالتفاصيل شبه مستحيلة عبر التلسكوب، ليبدو فقط كنقطة حمراء صغيرة.
إلا أن اقترانه بالقمر في الثالث من مايو، ومروره عبر عنقود خلية النحل "النثرة" النجمي خلال الأيام التالية يقدمان عرضًا رائعًا.
وأشار أبو زاهرة إلى أن كوكبة "الأسد" تحتل الأفق الجنوبي الغربي، وتتميز بشكلها المميز الذي يشبه علامة استفهام مقلوبة، ويتوسطها نجم قلب الأسد اللامع، وفي نصف الكرة الجنوبي تظهر الكوكبة مقلوبة في أثناء عبورها السماء من الشرق إلى الغرب.
في حين تظهر مجموعة نجوم المغرفة الكبرى مقلوبة في الأفق الشمالي من النصف الشمالي.
وتُعد هذه النجوم من كوكبة الدب الأكبر، ويُمكن باستخدام الامتداد لمقبض المغرفة تحديد موقع النجم العملاق "الساطع"، ألمع نجوم كوكبة الراعي التي تهيمن على السماء الشرقية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رصد التباين الفلكي بين نصفي الكرة الأرضية في ليالي مايو - متداولة
وقال رئيس فلكية جدة: إلى الجنوب الشرقي من كوكبة الراعي، تظهر كوكبة العذراء التي تتضمن نجم السماك الأعزل كألمع نجومها.
وتضم الكوكبة مجموعة العذراء من المجرات على بُعد يزيد على 50 مليون سنة ضوئية، ومن ضمنها المجرة الضخمة 87 التي كشفت صورها الأولى عن قرص الغبار الساخن المحيط بثقبها الأسود المركزي.
وتحت قدمي العذراء توجد كوكبة الميزان التي تشهد في الثاني من مايو، مرور الكويكب "فيستا" في أقرب نقطة له إلى الأرض، ويُمكن رؤيته بسهولة باستخدام المناظير وسيواصل الكويكب تحركه السريع خلال الشهر، ويمكن متابعته لعدة ليالٍ متتالية.
ويحل القمر في طور البدر المكتمل في الثاني عشر من مايو، ورغم جماله إلا أن ضوئه الساطع يخفي الكثير من الأجرام السماوية الخافتة، لذلك يُعد النصف الثاني من الشهر فرصة مثالية لرصد أعماق السماء.
وأضاف رئيس الجمعية الفلكية بجدة: من أبرز الظواهر المنتظرة في هذا الشهر، زخات شهب الدلويات التي تبلغ ذروتها بين الخامس والثامن من الشهر، وتُعد هذه الزخات من بقايا مُذنب هالي، وفي النصف الجنوبي من الأرض يُمكن مشاهدة مما يصل إلى 40 شهابا في الساعة في المناطق المظلمة.
أما في ساعات الفجر فستتاح الفرصة لرؤية كوكبي الزهرة وزحل في الأفق الشرقي، حيث يظهران قريبين من بعضهما في بداية الشهر، ثم يفترقان لاحقًا، وسيمر هلال القمر بين الكوكبين في 22 و23 و24 من مايو في مشهد فلكي بديع يستحق المشاهدة والرصد.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس جدة شهر مايو مايو الجمعية الفلكية بجدة فلكية جدة الكرة الأرضية من مایو
إقرأ أيضاً:
في مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية.. لا صوت يعلو فوق صوت التلبية والدعاء
في قلب عرفات، تبلغ الروحانية ذروتها وتتشوق القلوب إلى المغفرة، بدت مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية وكأنها واحة من السكينة وسط الزحام، يغمرها هدوء خاص وتعلو فيها نداءات التلبية والدعاء دون انقطاع.
منذ الساعات الأولى من اليوم، تتردد في الأرجاء أصوات التلبية كأنها لحن سماوي متواصل: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك..."
وما بين ترديد التلبية ورفع الأكف بالدعاء، تغمر الخشوع الوجوه، وتنساب الدموع بهدوء، لتشكل مشهدًا قلّما يتكرر في العمر.
رغم وجود الآلاف في المخيمات، إلا أن كل حاج بدا وكأنه في عالمه الخاص، يناجي ربه بقلبه قبل لسانه، وكأن لا شيء يحيط به سوى رحمات السماء. حالة روحانية خالصة، تعزل الحاج عن ضجيج الأرض، وتوصله بمناجاة السماء.
لا صوت يعلو فوق صوت التضرع، ولا حركة تتقدم على لحظة الرجاء. الدعوات تتنوع، لكن الهدف واحد: القبول والرضا والمغفرة. وتتشابه النظرات المرتفعة إلى السماء، مهما اختلفت المحافظات والانتماءات.
بين دعوات فردية وجماعية، تسود في المخيمات حالة من الصفاء، حيث لا مجال للجدال أو الانشغال بشيء سوى التقرّب إلى الله. تتردد الأدعية بخشوع، بعضها للآخرة، وبعضها للأهل والوطن، وأخرى تكشف عن أمنيات إنسانية بسيطة لكنها عميقة.
وزيرة التضامن تطمئن على حجاج الجمعيات الأهلية وتوجه بتوفير كامل الخدمات داخل المخيمات بمشعر عرفات
التضامن: نجاح خطة تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى عرفات
محافظ الإسماعيلية يتابع حجاج الجمعيات الأهلية بالمحافظة أولًا بأول ويطمئن على سلامتهم
بدء تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى مشعر عرفات
وزيرة التضامن تتابع تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية إلى مشعر عرفات
ورغم الطابع الروحي الطاغي، لم تغب الجوانب التنظيمية التي وفرتها وزارة التضامن الاجتماعي، بدءًا من الإعاشة والرعاية الصحية، مرورًا بمشرفين يرافقون الحجاج على مدار الساعة، وحتى تنظيم الدخول والخروج من عرفات بانتظام وهدوء.
المشاهد الإنسانية كانت حاضرة بقوة، من حاجٍ يرفع يديه باكيًا، إلى أخرى تتأمل السماء بصمت طويل، وكأنها تبوح بسرٍ لا يُقال. الكل في خلوته القلبية، والكل يحمل ما بين قلبه ولسانه أمنية يأمل أن تلامس أبواب السماء المفتوحة في هذا اليوم العظيم.
كلما اقترب الغروب، ازدادت الخشوعات عمقًا، وازدادت الدعوات حرارة. اللحظات الأخيرة من يوم عرفة بدت كما لو أنها توقفت فيها عقارب الزمن، فالكل ينتظر رحمة، أو مغفرة، أو لحظة قبول.
في مخيمات حجاج الجمعيات، يغيب صوت الدنيا، وتعلو نداءات القلوب، وتذوب المسافات بين الأرض والسماء.