المقاتلات الأمريكية تجدّد الغارات على ميناء رأس عيسى.. ومليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن نفطية
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
شنّت المقاتلات الأمريكية، الجمعة، غارات جوية استهدفت مواقع وثكنات تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، جنوب غربي اليمن.
وأفادت مصادر ميدانية بأن المقاتلات الأمريكية نفّذت أربع غارات على مواقع تابعة للمليشيا في ميناء رأس عيسى النفطي بمديرية الصليف، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
تأتي هذه الغارات في وقتٍ تواصل فيه المليشيا المدعومة من إيران احتجاز نحو 15 سفينة في الميناء ذاته، مطالبةً إياها بالتوجه إلى الأرصفة المجاورة لتفريغ المشتقات النفطية بوسائل بدائية، وذلك رغم الحظر الذي تفرضه واشنطن على شحن الوقود إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وفي بيان صادر يوم الخميس، ذكرت الهيئة البحرية البريطانية، أن "مسلحين تابعين لمليشيا الحوثي صعدوا إلى متن السفن، وأطلقوا أعيرة نارية، وأجبروها على التوجه إلى الأرصفة الجانبية لتفريغ حمولتها".
وأشارت الهيئة إلى أن "هذه الحوادث المبلّغ عنها تؤكد التهديد المتزايد الذي تتعرض له السفن التي تزور الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حيث يُحتمل احتجازها أو منعها من المغادرة بأمان".
وكانت المقاتلات الأمريكية شنّت في 17 أبريل/نيسان الماضي، غارات على ميناء رأس عيسى أدت إلى تدمير منظومة التفريغ بشكل كامل، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
وفي 15 مارس/آذار الماضي، أطلقت الولايات المتحدة عملية جوية واسعة استهدفت اجتماعات ولقاءات لقيادات المليشيا، إلى جانب مخازن أسلحة، وورش ذات استخدامات عسكرية، ومنصات لإطلاق الصواريخ، وشبكات اتصالات.
وشملت الضربات الجوية كذلك أنفاقاً وتحصينات تابعة للمليشيا في مناطق متفرقة، أبرزها في محافظتي صعدة وصنعاء.
وامتدت العمليات لتشمل غارات استهدفت تحصينات للمليشيا في جزيرة كمران بالبحر الأحمر، والتي تشهد تصعيداً عسكرياً قبالة سواحل محافظة الحديدة، غربي البلاد.
وأكدت الولايات المتحدة أن هذه العمليات تهدف إلى حماية مصالحها ومصالح إسرائيل في البحر الأحمر، وضمان أمن الملاحة الدولية، في ظل التصعيد الحوثي المستمر واستهداف السفن التجارية، مشددة على أنها لا تسعى إلى التدخل في الحرب اليمنية التي اندلعت عقب انقلاب مليشيا الحوثي في سبتمبر/أيلول 2014.
ورغم هذا الإقرار الأمريكي الصريح، تواصل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً رفض الاستفادة من هذه العمليات وانشغال المليشيا، لتحريك الجبهات الداخلية واستكمال تحرير البلاد من قبضة الأخيرة، بهدف تخفيف معاناة السكان الذين يدفعون ضريبة الصمت الحكومي لأكثر من عقد.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: المقاتلات الأمریکیة میناء رأس عیسى
إقرأ أيضاً:
كرت تفاوض: حكومة المليشيا: مقاربات وخيارات
بكل الحسابات والتقديرات السياسية ، فإن ما (تهورت) مليشيا الدعم السريع المتمردة وحلفاءها بإعلانه (27 يوليو 2025م) ليس تشكيلة حكومية ، أو سلطة ذات قيمة أو أثر ، أو حتى رسالة اعلامية آنية ، وإنما المقصد والهدف هو وضع (شرط جديد في حلقات التآمر السياسي والاجندة الخبيثة)، وهى خطوة تتطلب من الحكومة خطوات تصعيدية أكثر من التعامل مع ردود الافعال ، بل لابد من وضع أجندة..
لقد استبقوا إجتماع الرباعية في واشنطن ليكون هذا الجند ضمن سياقات نقاشاتها واهتماماتها أو على الأقل إثارة المخاوف أو طرح خيارات علي طاولة التفاوض ، وعلينا أن نشير للآتي:
أولا: ليس في إمكان مليشيا الدعم السريع المتمردة وبعد كل انتهاكاتها وجرائمها أن تكون جزءا في اي معادلة سياسية أو حوار وطني ، ولا يمكن القبول بها داخليا أو خارجيا ، وهذا خيار قاس على الداعمين لها من القوى الاقليمية وبعض الاطراف الدولية المتآمرة ، ولهذا اقترحوا هذه الخطوة ، بعد أن فشلت مخططات سحب الاعتراف من الحكومة السودانية ، فلم يعد امامهم سوى تكوين خيال (مآته) أو (همبول)..
وثانياً: هذه خطوة ضمن سياقات حديث الأطراف ، وبعد ان تداعت قدرات المليشيا المجرمة عسكرياً ولم يعد الحديث عن سيطرة عسكرية وارداً تم التعجيل بفكرة حكومة المليشيا للقيام بذات مهمة المليشيا دون وجه عسكري وإنما اطراف كلهم من خارج الميدان العسكري ، وحتى حميتي هناك حديث عن اعتذاره ولم يكن الأمر سوى تأجيل دخوله المسرح ، من جديد..
وثالثاً: فمن واضح أن المليشيا المتمردة قطعت العشم في اى دور لمجموعة دكتور حمدوك (صمود) ، فقد اخذت منهم غالب مسمياتهم ، وبدلاً عن الحديث من خلالهم ، فإن المليشيا وداعميها شكلوا هيكلاً وهمياً جديداً..
هذا الواقع السياسي الجديد كان حاضراً في الكثير من دوائر القرار في كثير من الدول العربية والافريقية والمحافل الدولية ، ولذلك جاءت ردة الفعل مباشرة ، رافضة ومستنكرة خطوة المليشيا ، بل اضافت تلك البيانات وردود الافعال ثلاثة نقاط مهمة:
– دعم سيادة ووحدة السودان واراضيه..
– تأكيد الاعتراف بالحكومة السودانية ومؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية..
– الترحيب بحكومة الدكتور كامل ادريس رئيس الوزراء كواجهة مدنية وقائدة للانتقال المدني..
ومع تفاوت المواقف بين القوة والوضوح وبين الاحاديث المواربة ، فإن مواقف بعض الأطراف السياسية السودانية تكشف المستور..
– نشرت احزاب (الأمة القومي والحزب الشيوعي السوداني) بيانات رافضة لحكومة المليشيا المجرمة ، ولكن المثير للدهشة اعلانهم عدم اعترافهم بحكومة السودان كذلك ، وهذا هو الموقف والمنطلق الذي تسعى إليه القوى المتآمرة ضد السودان ، اى المساواة بين مؤسسات الدولة وتشكيل مليشي بربري..
وبكل الحسابات فإن حزب الأمة القومي شريك في حكومة المليشيا ، ورئيسه فضل الله ناصر طرف فاعل ، ولكن لماذا وقع الحزب الشيوعي في هذا الفخ ؟ هل مجرد معاداتهم للجيش السوداني سبب واجه لتأييد هذا المخطط التآمري الاستعماري..
على القوى الوطنية استعادة رؤيتها والمصالح الكبرى وتجاوز رهانات افعال (الناشطين)..
– قصور الأحزاب والتيارات السياسية والوطنية في توصيف ما يجري والتعامل معه بموقف واحد ، يتجاوز حالة الاستقطاب إلى وحدة وطنية جامعة..
لقد ادى تباعد الأطراف الاقليمية إلى افشال مخطط بعض أطراف الرباعية ، لكن المؤامرة قائمة ، والسعي مستمر ، في محاولات تليين المواقف ، مما يقتضى تحرك اسرع من الحكومة السودانية والقوى السياسية والمجتمعية ، واول الخطوات: كشف ابعاد ومخططات القوى المعادية للسودان وتحركاتها ، وعلى وزارة الخارجية السودانية عقد مؤتمر صحفي عاجل لكشف ما جرى وفضح المواقف الاماراتية والاطراف وتنوير البعثات المقيمة بالسودان ، وهذا على الأقل لقطع الطريق أمام تحركات اخرى ، فقد وصل العاصمة البريطانية لندن امس وفد من مجموعة صمود ، وهم فى القياس رافعة سياسية للمليشيا المتمردة وخطابها ، مما يستدعي رسالة حاسمة من السلطة السياسية في البلاد..
وثانيها: توافق القوى السياسية والمجتمعية السودانية على بيان واحد ، من نقاط ثلاث (لا مساس بوحدة السودان وارضه وشعبه ، لا مساس بمؤسسات الدولة السودانية وعلى راسها الجيش السوداني ، وكامل الدعم والمساندة الانتقال السياسي وحكومة دكتور كامل ادريس)..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
30 يوليو 2025م