إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و….)
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
حدث الناس من المنبر… يسمعونك في ملل
حاضر … يسمعونك في سخط …. وينتظرون الهروب….
أحك للناس حكاية …. يندفعون إليك …
وأعظم أهل الحكايات هم العرب ….
(حكايات …. في أيام الفاشر؟؟؟)
نعم … ونعود بعد الحكايات لتجد إنها من أيام الفاشر … فاشر الآن
……..
وقالوا
حج معاوية …. ولما أنقضى الحج طلب أن يؤتى بإمرأة يقال لها.
وجاءت..
ولما دخلت أنطلق جزء جديد من حرب صفين
فالمرأة/ الفصيحة جدا/ تدخل …. ومعاوية يقول لها
مرحبا يا أبنة حام
(ويعني إنها سوداء)
قالت: لست لحام أن عبتني … إنما أنا إمرأة من بني كنانة..
قال: كيف كان مسيرك إلينا؟
قالت: خير مسير …. كأنني طفل أو ربيبة معشر مكرمة
قال: أتعلمين لم بعثت إليك؟
قالت: لا يعلم الغيب إلا الله
قال: بعثت إليك لأسألك …. علام أحببت عليا وأبغضتني … واليته وعاديتنى؟
قالت: أو تعفيني …
قال: لا أعفيك
قالت: أما إذ أبيت فإني أحببت عليا لفصله فى القضاء وعدله بالسواء .. وعاديتك لحكمك بالهوى وجورك في القضاء وقتال من هو أولى بالأمر منك
ومعاوية يغضب ويقول
: ألهذا أنتفخ بطنك وعظم ثدياك وربت عجيزتك؟
قالت: بهند والله كان يضرب المثل في هذا …. لا .. بي
(وهند هي أم معاوية)
ومعاوية يروغ قائلا
: ياهذه أربعي فإنا لم نقل إلا خيرا… فإنه أن عظم بطن المرأة تم خلق وليدها…وإن عظم ثدياها تم رضاع وليدها .. وإن ربت عجيزتها رزن مجلسها …
والمرأة الغاضبة تهدأ
ثم قال
: والله لا أنسى وإنت بين الناس يوم صفين على جمل أورق تخطبين الناس بأفصح لسان تحضينهم على قتالي
قالت: وأنا والله أذكره .. وإن شئت أعدته عليك
قال: عودي …
والمرأة تنطلق وكأنها في قلب معركة صفين تهدر في الناس بأفصح خطاب وتقود الحرب
حتى سكتت وهي تلهث
ومعاوية يقول لها
: أما والله لقد أشركت عليا في كل دم سفكه
فضحكت وقالت
: بشرك الله بخير يا معاوية … مثلك من بشر بخير وسر جليسه
قال: ا… وسرك ذلك؟
قالت: نعم … فوالله ما علمته سفك دماً حراماً قط …
قال: حاجتك؟
قالت: ا…وتعطينى؟
قال: نعم
قالت حاجتي مائة ناقة حمراء وفحلها وراعيها
قال: ا… فإن أعطيتك … اأبلغ عندك مبلغ علي؟
قالت: ماء .. ولا كصداء .. ومرعى .. ولا كالسعدان .. وفتى ولا كمالك …
سبحان الله
(والصداء بركة يضرب بصفائها المثل …. والسعدان أطيب المراعي … ومالك هو أبن نويرة…)
وأعطاها ثم قال
: والله لو طلبتها من علي بن أبي طالب ما أعطاك منها واحدة
قالت: لا والله … ولا وبرة من مال المسلمين
……
والحكاية يثبتها الإنجليز في منهج مدارس الدول العربية إيقاظا للفتنة القديمة …. سنة/ شيعة
والحكاية من يشير إليها من الكتاب يقول
: والمرأة ذهبت. ولم تعتقل بتهمة إشانة سمعة أم أمير المؤمنين …
……
وأيام الحجاج شاعر يهجوه … وفي هروبه لا يمر بمكان إلا وكتب على حيطانه هجاءه هذا
ويعتقل …
وفي طريق العودة لا يمر بشىء كتبه إلا جعلوه يمسحه بأصابعه. ولما أكلت الحيطان أصابعه جعلوه يمسك ماكتب بلسانه … ثم بلحم وجههه
……
قال الكاتب شحرور
العرب لم يشيدوا المباني لأن من يشيدها عادة هم العبيد …. يشيدونها للملوك الطغاة
والعربي قصره هو فرسه والحرية هي حياته كلها
……
ودارمية والفصاحة الجرأة هي السوداني
وحتى بقية الحكايات هي السوداني
وما كسر عنق الدعم هو أنه جعل السوداني يرى بحواسه الخمسة أن بعضهم يريد أن يجعله عبدا
(عبدا للعبيد) … والسوداني عندها يكنس الجنجويد وشذاذ أفريقيا حتى الفاشر …. بعد أن تمكنوا من حلقوم السودان
والسودان القادم بعد الحرب يقام على الأخلاق هذه ….
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ميزان الناس لا ينصفك
سعيد بن حميد الهطالي
إن ميزان البشر ميزانٌ أَعْوَر، يَثْقُل فيه الظاهر، ويُهْمَل فيه الباطن؛ فلا تتوقّع الإنصاف من عيون لا تراك إلا من خلال نظرتها الضيقة، لا تعرف من حكايتك إلا العناوين العريضة، ولا تقرأ سوى سطورك المبتسمة. هم ينظرون إلى غلاف كتابك، وأنت تكتب فصولًا من الألم، تنزف حبرها من أعماقك. يسبحون على سطح بحرك، وأنت تغوص في أعماق أساك وحدك!
هم لا يرون منك إلا ما انعكس على مرآة أذهانهم وتصوراتهم الظاهرة، يحكمون على ظاهرك من خلال ابتسامة زائفة علّقتها على شفتيك، أو ما دفنته في قلبك من خذلان وألم وهزائم مريرة، لا يدركون شيئًا عن صراعات خضتها وحدك، عن معارك دارت في أعماقك، احتملتها في داخلك دون أن تبوح بها، لا يدركون حجم الحمل الذي أثقل كتفيك وأنت تتظاهر بالثبات، ولا الألم الذي خبأته تحت ابتسامتك كي لا ترى الدنيا في عينيك دمعة ضعف أو نظرة انكسار!
لا أحد منهم يعرف عدد المرات التي بلعت فيها خيبتك وحدك، وبنيت من خذلانك جُدرًا تحميك من الانهيار، لا يعلمون شيئًا عن صبرك الطويل، عن محاولاتك التي خضتها لتصلح ما انكسر فيك، ولا عن الأحلام التي دفنتها مضطرًا كي تستمر.
الناس لا تقرأك كاملًا، بل تكتفي بما يظهر من العنوان، يرونك تضحك فيقولون: ما أهنأه! يرونك تمشي بثبات فيظنون أن الطريق أمامك مفروش بالزهور والورود، ولا أحد منهم يدري كم من مرة انهارت بك الأرض فجمعتَ حطامك بصمت ومضيت!
ربما تنهض كل صباح وفي قلبك حروب لا تهدأ، لكنك تلبس وجهًا هادئًا كي لا تُقلق أحدًا، وربما تقف في طابور الحياة كأيّ شخص، فيما الداخل منك مثقوب من تعب قديم، وهمٍّ مقيم، ودمعةٍ ما زالت محبوسة في المآقي تنتظر رحمة الله!
تخيّل رجلًا وُلد في دنيا تخلو من ظلال الإخوة وأصداء العمومة، نما وحيدًا في كنف والديه، عاش طفولته بصمت وهو يرقب رقصات الفرح بين الأشقاء، بينما هو يكتفي بالتماس دفء الأم وحنان الأب، تمضي به الحياة، حتى إذا انصرم شطر رحلتها، انفرط عقد وجوده بغياب الوالد، فينطفئ جزء من داخله لم يعد يضيء، يتقدّم به الزمان، وتنقضي السنون دون أن يُرزق بولد يملأ الدار ضجيجًا، فلا يسمع صوتًا يناديه "أبي"، ولا يرى امتداد اسمه في أحد.
وفي غمرة هذا العزاء، يلقاه الناس بوجهٍ مشرقٍ متجلّد، يرون ملامحه الهادئة فيظنونها رضا، ويرون صمته فيحسبونه اطمئنانًا، ويسقطون من حساباتهم أن الإنسان قد يكون أطلالًا تحت قناع البسمة، وأن خلف سكونه مقبرة من الصمت دفن فيها ما لا يُقال، وما لا يُعوّض!
هكذا هم الناس، يخلطون بين الصبر والرضا، حين يحسبون تحمّلك للألم قبولًا به، وتجلّدك أمامهم نسيانًا له، ويقدّرون الفراغ بالامتلاء، إذا لم يروا دموعك، ظنّوا بأن عينيك لا تعرف البكاء، وإذا لم يسمعوا شكواك، ظنّوا أن قلبك لا يعرف الجرح. تلك هي المأساة: حين نحكم على البحر من خلال أمواجه، دون أن نغوص في أعماقه.
ميزان الناس هشّ، مائل، لا يُنصفك لأنه لا يزن إلا ما يظهر، أما ما يختلج في سراديب الروح فلا مكيال له إلا في يد الخالق، فكن رحيمًا بكل من تقابله، فربما يحمل في صدره مقبرة من الأحلام التي لم تُدفن بعد، وأطيافًا من الأشواق التي لم تعرف طريقها إلى النور.
فلا تنتظر منهم عدلًا، ولا تسعَ جاهدًا لتبرير نفسك في كل موقف، فمن يعرفك حقًا سيعرف أن الصمت أحيانًا لغة الأقوياء، وأن الهدوء أحيانًا غبار المعارك التي خضتها وحيدًا، ولا تنسَ أن الله يعلم، والله يُنصف، والله يرى حقيقتك كاملة، وهو وحده من يرى الحكاية من بدايتها إلى منتهاها.
وإن ضاق صدرك من الأحكام المسبقة، ومن ألسنة لا تعرف عنك سوى ما يظهر على السطح، تذكّر أن الكفة الراجحة في ميزان البشر لا تُحدّد قيمتك الحقيقية، قيمتك عند الله، عند من يعرفونك حق المعرفة، عند نفسك التي عرفت كم مرة قاومت لتبقى واقفًا.
لا تُرهق قلبك في السعي لإرضاء من لا يُبصرونك حقًا، ولا تُفسّر صمتك لمن اعتادوا الضجيج، عش مع الله، واتكئ على يقينك بأن كل لحظة ألم، وكل تنهيدة خذلان، وكل صبر طال، له حساب محفوظ عند العزيز العليم.
رابط مختصر