العملة تنهار والمركزي يتهم الصرافين: من يوقف نزيف الريال اليمني؟
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
شمسان بوست / متابعات:
يبدو البنك المركزي اليمني عاجزاً أمام مسار انهيار الريال وكأنه يشاهد تدهوره متهماً الصرافين بالمسؤولية. فماذا في التفاصيل؟ ففي الوقت الذي وصل فيه اضطراب سوق الصرف إلى ذروته في عدن ومناطق إدارة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مع انهيار سعر صرف الريال وتخطيه عتبة 2600 ريال مقابل الدولار، قررت “جمعية الصرافين” إيقاف صرف العملات الأجنبية، في محاولة منها لوقف هذا الانهيار غير المسبوق.
وأصدرت الجمعية تعميماً موجهاً لشركات ومنشآت الصرافة والشبكة الموحدة للأموال يقضي بوقف عمليات بيع وشراء العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني بصورة كاملة حتى إشعار آخر، إضافة إلى وقف أي تعاملات نقدية بالعملات الأجنبية تجاه الريال اليمني للمصلحة العامة، مثلما قالت الجمعية وتجنباً للعواقب كافة.
في السياق، يرى الباحث الاقتصادي والمالي وحيد الفودعي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “قرار جمعية الصرافين إيقاف التداول لا يُعد حلاً جذرياً بقدر ما هو انعكاس لحالة الارتباك في إدارة السوق، فمثل هذه القرارات المؤقتة قد تُخفف من حدة المضاربة آنياً، لكنها لا تُعالج جوهر المشكلة المتمثل في غياب السياسة النقدية الفاعلة والرقابة السيادية على السوق”، مضيفاً أن نجاح أي قرار يتوقف على ما إذا كان جزءاً من حزمة إصلاحات متكاملة أم مجرد ردة فعل. وإذا بقيت الإجراءات تُدار من خارج الإطار المؤسسي الرسمي، فإن أثرها سيكون مؤقتاً، وربما سلبياً على المدى المتوسط.
وتسارعت عملية انهيار العملة المحلية في اليمن خلال اليومين الماضيين، إذ وصل سعر الصرف في عدن إلى حدود 2600 ريال للدولار، ونحو 680 مقابل الريال السعودي. ويأتي التطور وسط توقعات تشير إلى استمرار الانهيار الذي قد يتجاوز الألف الثالث خلال 30 يوماً، في حال استمرت المؤسسات النقدية الحكومية في موضع المتفرج لما يحصل، وهو مؤشر واضح لعجزها التام عن التدخل لضبط سوق صرف العملة المحلية، ورمي الكرة في ملعب الصرافين الذين توجه لهم الانتقادات كثيراً بالمضاربة بالعملة المحلية، بدليل بيان الجمعية الممثلة لهم بوقف صرف العملات الأجنبية.
وقال مصرفيون ومراقبون وخبراء اقتصاد إن الوضع الحالي يؤكد أن الحكومة، ممثلة بالبنك المركزي في عدن، لم تعد عاجزة عن التدخل فقط، فقد رفعت الراية البيضاء بشكل رسمي وسلم الأمر لشركات ومنشآت الصرافة المتحكمة بشكل كلي بسوق الصرف وإدارة السياسة النقدية التي تعتبر من صلب ومهام البنك المركزي.
لكنّ للكاتب والمحلل الاقتصادي في عدن عبدالرحمن أنيس، رأياً آخر في هذا الخصوص، حيث يشير في تصريح لـ”العربي الجديد”، إلى أن البنك المركزي اليمني قد رمى الكرة قبل فترة في ملعب الصرافين منذ اتخاذ قرار التعويم الذي يعني ضبط سعر صرف العملة وفق احتياج السوق، وبالتالي توقف البنك عن التدخل لإنقاذ العملة وضخ الدولار في السوق.
ويعتبر قرار جمعية الصرافين في عدن التدخل الوحيد حتى الآن لمواجهة أكبر انهيار تشهده العملة المحلية في اليمن، مقابل صمت تام غير مسبوق من البنك المركزي اليمني والحكومة، علماً أن البنك الذي يرى خبراء اقتصاد ومصرفيون أن تدخله يتطلب ضخ الدولار في السوق كلما استدعى الأمر ذلك وارتفع سعر الصرف، وهذا ليس بإمكان البنك المركزي في الوقت الحالي نظراً للظروف الراهنة التي تشهدها البلاد. بحسب أنيس، فإن سعر صرف الريال سيظل يتصاعد ما لم يكن هناك تدخل خارجي بتوفير شحنات وقود مجانية أو دعم البنك المركزي في عدن بمنحة مناسبة يمكن أن تعيد التوازن إلى سوق الصرف.
من جانبه، يبيّن الباحث وحيد الفودعي أن تخلّي البنك المركزي اليمني عن دوره، كما يرى البعض، فيه قدر من التبسيط؛ فإذا كان هناك تنسيق بينه وبين جمعية الصرافين لإيقاف التداول مؤقتاً بهدف كبح جماح المضاربات، فإن ذلك جزء من إدارة الأزمة، لا دليل على الانسحاب، فيما يكمن التحدي الحقيقي في تحويل هذه الإجراءات من ردات فعل مؤقتة إلى سياسة نقدية متماسكة تستعيد السيطرة المؤسسية على السوق. ووفق الفودعي، “كل تراجع في سعر العملة يعني تآكلاً مباشراً في القدرة الشرائية للمواطن، وارتفاعاً في معدلات الفقر، واتساع فجوة الثقة بين الناس والحكومة، وكذا على مستوى التوافق الحكومي، فاستمرار الانهيار يُقوّض الشرعية الاقتصادية التي تُبقي الحكومة قائمة، ويُعزز مناخ السخط الاجتماعي”.
وبينما يتهمه الكثيرون بجزء كبير من المسؤولية عن الوضع الحاصل في عدن ومحافظات أخرى في الجنوب اليمني، حمّل المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في الائتلاف الحكومي الذي قال إنه يتابع الأوضاع عن كثب عقب تهاوي سعر صرف الريال بشكل غير مسبوق؛ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الحكومة المعترف بها دولياً أحمد عوض بن مبارك، مسؤولية انهيار الأوضاع الخدمية والمعيشية للمواطنين، مؤكداً أن وزراء “الانتقالي” يعتزمون عقد مؤتمر صحافي في قادم الأيام، لتوضيح الأسباب الحقيقية لهذه الانهيارات المتواصلة.
ويؤكد المحلل الاقتصادي وفيق صالح، لـ”العربي الجديد”، أن الهبوط المستمر في قيمة العملة اليمنية ألقى بتداعيات سلبية على الوضع المعيشي للمواطنين، وأحدث اضطرابات في أسعار السلع والمواد الغذائية، علاوة على تأثيراته المختلفة على زعزعة الثقة بالاقتصاد الكلي وهروب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتراجع الإنتاج المحلي.
وبالتالي، فإن الحلول الشاملة لأزمة الريال اليمني تبدأ بمعالجة الانقسام النقدي، ونقص الإيرادات وتعزيز الحوكمة في الجهاز المصرفي الرسمي، عبر إعادة الثقة لهذا القطاع ومكافحة السوق السوداء، وتنفيذ سياسات نقدية صارمة، تمنع حدوث أي تلاعب بالعملة من الكيانات الخارجة عن القانون، بحسب صالح الذي يتحدث عن أن وقف بيع وشراء العملات الأجنبية، إجراء يهدف إلى تقليل حدة المضاربة بالعملة وكبح عملية الطلب على شراء النقد الأجنبي من السوق المصرفية، خصوصاً بعدما اقترب سعر صرف الدولار الواحد من تجاوز حاجز 2600 ريال. فهذه الخطوة، صحيح أنها قد تنجح في وقف عملية التداول بالعملات الصعبة، بشكل مؤقت، مما يخفف الضغط على قيمة الريال اليمني، إلا أن هذا النجاح أيضاً مرهون بتنفيذ حزمة من الحلول الشاملة، مثل توفير احتياجات السوق من النقد الأجنبي، وتنفيذ سياسات صارمة للسيطرة على الأنشطة المصرفية والمالية، وتحجيم دور السوق السوداء.
أما من وجهة نظر الفودعي، فإن أهم حل هو استعادة تصدير النفط المتوقف بسبب هجمات الحوثيين، والذي أفقد الموازنة أكثر من 60% من الإيرادات بالعملة الصعبة كانت ستعزز من الاحتياطيات وتدعم البنك المركزي اليمني في تدخلاته النقدية في سوق الصرف وكبح جماح التضخم. ويردف أنه لا يمكن كسر حلقة الانهيار إلا عبر استعادة البنك المركزي وظيفته الأساسية في إدارة السوق، ووقف التوسع غير المنضبط في الكتلة النقدية، وربط السياسة المالية والنقدية بسياسات واقعية تتواءم مع هيكل الاقتصاد اليمني الهش.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: البنک المرکزی الیمنی العملات الأجنبیة العملة المحلیة جمعیة الصرافین الریال الیمنی سوق الصرف سعر صرف فی عدن
إقرأ أيضاً:
سعر الدينار الكويتي والعملات العربية اليوم 31/5/2025 في البنك المركزي المصري
استقر سعر الدينار الكويتي اليوم 31 مايو 2025 في البنوك المصرية، وحقق سعر الدينار الكويتي في البنك المركزي المصري نحو 161.99 جنيه للشراء، و162.47 جنيه للبيع وسعر الدينار الكويتي يتأثر بعوامل اقتصادية وسياسية أهمها أسعار النفط مما يجعل الأسعار تتغير باستمرار،
أسعار العملات اليومية مقابل الدينار الكويتي اليوم
وسجل سعر اليورو الأوروبي اليوم مقابل الدينار الكويتي 348.941 دينار.
وسجل سعر الجنيه الإسترليني اليوم مقابل الدينار الكويتي 415.597 دينار.
وسجل سعر الين لياباني اليوم مقابل الدينار الكويتي 2.1490 دينار.
وسجل سعر الريال السعودي اليوم مقابل الدينار الكويتي 81.667 دينار.
سعر الدينار الكويتي في البنك الأهلي المصريسعر الدينار الكويتي في البنك الأهلي المصري نحو 161.7 جنيه للشراء، 162.9 جنيه للبيع.
سعر الدينار الكويتي في بنك مصرسعر الدينار الكويتي في بنك مصر نحو 161.9 جنيه للشراء، و163.04 جنيه للبيع.
سعر الدولار مقابل الدينار الكويتي اليوم
بلغ 1 دولار أمريكي يساوي 0.307 دينار كويتي
و5 دولار أمريكي يساوي 1.533 دينار كويتي
و10 دولار أمريكي يساوي 3.066 دينار كويتي
25 دولار أمريكي يساوي 7.666 دينار كويتي
50 دولار أمريكي يساوي 15.333 دينار كويتي
و100 دولار أمريكي يساوي 30.665 دينار كويتي
و500 دولار أمريكي يساوي 153.325 دينار كويتي
1000 دولار أمريكي يساوي 306.650 دينار كويتي
و5000 دولار أمريكي يساوي 1،533.250 دينار كويتي
و10000 دولار أمريكي يساوي 3،066.500 دينار كويتي
سعر الدينار الكويتي مقابل العملات الأجنبية اليوم 31/5/2025
ويُسجل الدينار الكويتي مقابل الدولار الأمريكي في مصرف الكويت 306.250 فلس/وحدة
ويُسجل الدينار الكويتي مقابل اليورو في مصرف الكويت 348.941 فلس/وحدة
ويُسجل الدينار الكويتي مقابل الجنيه الإسترليني في مصرف الكويت 415.597 فلس/وحدة
ويُسجل الدينار الكويتي مقابل الين لياباني في مصرف الكويت 2.1490 فلس/وحدة فرنك
ويُسجل الدينار الكويتي مقابل السويسري في مصرف الكويت 373.248 فلس/وحدة
ويُسجل الدينار الكويتي مقابل الريال السعودي في مصرف الكويت 81.667 فلس/وحدة
أسعار صرف الدينار الكويتي في البنوك المصرية
الدينار الكويتي في البنك المركزي المصري 162.89 جنيه مصري للشراء، 163.30 جنيه مصري للبيع
الدينار الكويتي في البنك الأهلي المصري 162.30 جنيه مصري للشراء، 163.36 جنيه مصري للبيع
الدينار الكويتي في بنك مصر 162.32 جنيه مصري للشراء، 163.36 جنيه مصري للبيع
سعر دينار كويتى فى المركزى بـ جنيه مصري
1 دينار كويتى | 164.58 جنيه مصري |
5 دينار كويتى | 822.89 جنيه مصري |
10 دينار كويتى | 1،645.78 جنيه مصري |
25 دينار كويتى | 4،114.45 جنيه مصري |
50 دينار كويتى | 8،228.9 جنيه مصري |
100 دينار كويتى | 16،457.8 جنيه مصري |
150 دينار كويتى | 24،686.7 جنيه مصري |
200 دينار كويتى | 32،915.6 جنيه مصري |
250 دينار كويتى | 41،144.5 جنيه مصري |
300 دينار كويتى | 49،373.4 جنيه مصري |
500 دينار كويتى | 82،289 جنيه مصري |
700 دينار كويتى | 115،204.6 جنيه مصري |
1000 دينار كويتى | 164،578 جنيه مصري |