وزير الأوقاف يناقش رسالة دكتوراة بجامعة عين شمس
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
شارك الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في مناقشة رسالة دكتوراه في الفلسفة، بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، قسم العلوم الإنسانية البيئية بجامعة عين شمس، للباحث فضيلة الشيخ/ سيد حسن محمد علي الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، والتي جاءت بعنوان: "برنامج لتفعيل الأدوار الاجتماعية والبيئية والوطنية للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في ضوء التحول الرقمي".
بدأ اللقاء باستقبال حافل لمعالي الوزير وسط أجواء من الحفاوة والترحيب، وحضر المناقشة كلٌّ من: الأستاذ الدكتور حاتم عبد المنعم أحمد أستاذ علم الاجتماع الريفي المتفرغ بكلية الآداب جامعة أسيوط (مشرفًا أصيلًا)؛ والأستاذ الدكتور شرف الدين أحمد آدم أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس (مشرفًا مشاركًا)؛ والأستاذ الدكتور علي سيد علي مسلم أستاذ التخطيط والتنمية بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان (مناقشًا).
تخلل المناقشة العلمية تأكيد السيد الوزير على أهمية موضوعيّة البحث وإنصافه، مشيدًا بموضوعية الباحث، فرغم أنه أزهريّ وابنٌ للأزهر الشريف ويكتب عن منظمة أزهرية مهمة، إلا أنه كان منصفًا في الوقوف عند مواضع الضعف والحاجة إلى التطوير، معربًا عن اعتزازه به ابنًا كريمًا من أبناء وزارة الأوقاف، قائلًا: "يسعدني أن يكمل كل أبناء وزارة الأوقاف مسارهم العلمي، ويضربون بسهم في كافة العلوم والمعارف، فمن خلال هذا النموذج الكريم الذي أناقشه اليوم، أتوجه بالتشجيع والدعم لكل أبناء وزارة الأوقاف؛ لإكمال مسارهم العلمي الرفيع، وإحراز أعلى الدرجات العلمية، للمشاركة الفعالة في معالجة أمور وطنهم من خلال المدخل العلمي الرصين".
كما أكد وزير الأوقاف على دور الأزهر الشريف في الحفاظ على الوحدة الوطنية على مدى العصور، وكان دوره متجذرًا ومثمرًا قام به علماؤه الأجلّاء على مدى قرون بإخلاص دون كلل أو ملل، كما كان للأزهر دور اجتماعي رفيع خاصة مع الطلاب الوافدين، وكما أسهم في تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخها من خلال فتح أبوابه على مرّ العصور لأهل مصر قاطبة.
وأعلن معالي الوزير موافقته وإشادته بالمقترحات التي أوصى بها الباحث وتوصَّل لها من خلال رسالته العلمية، والتي من أبرزها: ضرورة تفعيل الأدوار الاجتماعية والبيئية والوطنية للمنظمة، وإعادة التفكير بشأن الخطط والاستراتيجيات الخاصة بها، والعمل على الاستفادة من المنصات الإلكترونية للمنظمة وتطويرها وفقا لمعايير الجودة، كما أشار إلى أنها مقترحات ثمينة وقيِّمة تستحق أن تكون ثمرة هذه الدراسة العلمية الجادة، موجِّهًا للباحث شكره الجزيل عليها راجيًا له التوفيق والسداد.
وبعد المناقشة البناءة للباحث في رسالته، قررت اللجنة بالإجماع منح الباحث درجة (الدكتوراه) في الفلسفة، تخصص العلوم الإنسانية البيئية، مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات والمراكز البحثية العربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف التحول الرقمي جامعة عين شمس الدرجات العلمية درجات خريجي الأزهر الدراسات العليا أستاذ علم الاجتماع الخدمة الاجتماعية الطلاب الوافدين الدراسات العليا والبحوث الأوقاف المصرية وزارة الأوقاف المصرية خدمة الاجتماعية من خلال
إقرأ أيضاً:
ليس مجرد سفر..ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش فلسفة عبادة الحج
عقد ملتقى المرأة بالجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي من برامجه الموجهة للمرأة والأسرة، تحت عنوان"فلسفة العبادة في الإسلام..الحج نموذجاً"، بحضور د. سمحاء عبد المنعم، أستاذ مساعد ورئيس قسم الفقه بجامعة الأزهر، ود. هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، وأدار الحوار د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
أوضحت د. سمحاء أبو العطا، أن الحج ليس مجرد سفر إلى مكان مقدس، بل هو رحلة يتشابك فيها الجسد بالروح، والسلوك بالعقيدة، حيث نمتثل لأوامر الشرع، وإن خفيت علينا حكمته، وهو ما يُسمى بالعبادات التعبدية، فالحج يُربّي في المسلم طبع التسليم، حين يُقبّل حجرًا أو يشير إليه، وحين يقف بعرفة في زمن محدد، ويبيت بمزدلفة ومنى، وكلها أفعال لا تُفسَّر بالعقل وحده، بل تُفهَم في ضوء العبودية الخالصة.
وأشارت رئيس قسم الفقه بجامعة الأزهر، إلى أن مناسك الحج تروي قصصًا رمزية تنطق بالتسليم والثبات والإيمان العميق، فلبس الإحرام إضافة إلى أنه رمز للتجرد والتخلي عن الدنيا وزينتها، فهو يُمثل كفن معنوي يُذكر الحاج بالموت وفناء الدنيا، ورمي الجمرات رمز لمعركة متكررة ضد وساوس الشيطان، وشهوات النفس، ورفض الاستسلام للضعف البشري والنفس الأمّارة بالسوء، والطواف عكس عقارب الساعة هو جزء من الانسجام الكوني العظيم، كما تدور الأرض حول الشمس، والقمر حول الأرض، في إشارة إلى أن الإنسان يعيش منسجمًا مع الكون، لا متصادمًا معه ولا متعاليًا عليه.
وتابعت: السعي ليس مجرد خطوات، بل قصة خالدة تُجَسِد معنى التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، كذلك فإن تكرار السعي يغرس في القلب يقينًا بأن الله لا يُضيع سعي من أحسن الظن به، ولا يُخيّب رجاء من يداوم طرق بابه، كما أن محظورات الإحرام لم تُشرع فقط لتُجتنب، بل هي تدريب على ضبط النفس، وبناء الضمير الإيماني، والتحكم في الشهوات، والتجرد من زينة الدنيا.
من جانبها بينت د. هبة عوف، أن العبادات في الإسلام هي أعظم ما يربط الإنسان بخالقه، ومنها الحج إلى بيت الله الحرام، حيث البقاع المقدسة والمشاعر المشرفة في مهبط الوحي ومنبع الرسالة، فالحج فريضة شرعية وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، ففي الحج تسكب العبرات وتقال العثرات وتكفر السيئات وتغفر الزلات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، ويجود رب الأرض والسماوات بكفالة التبعات؛ لذلك، ما أجمل أن يستشعر الحجاج عظمة هذه الفريضة، فهي ليست رحلة سياحية، وإنما رحلة إيمانية مفعمة بالمعاني السامية والأهداف النبيلة، وفرصة عظيمة للتوبة، وفتح صفحة جديدة مع الله سبحانه وتعالى.
وأضافت أستاذة التفسير بجامعة الأزهر: الحجاج ضيوف الرحمن وزواره، وهم وفد بيت الله وعماره، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم، لو لم يحبهم الله ما دعاهم ولا في بيته لقيهم وحفظهم وهداهم، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: "ثلاثة في ضمان الله عز وجل، رجل خرج من بيته إلى مسجد من مساجد الله عز وجل"، والحج بداية رحلة القرب من الله تعالى، بدأها الله سبحانه وتعالى من عنده بالحب والوصال والنداء والدعوة، فأمر سيدنا إبراهيم بالنداء، {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}، فنادى إبراهيم عليه السلام، فأسمع الله سبحانه وتعالى صوته للجميع، فأجابوه، ولبوا نداءه من بطون الأمهات وأصلاب الرجال، فاستحقوا أن يباهي بهم ملائكته، قائلاً لهم: هؤلاء عبادي جاؤوني شُعثًا غُبرًا من كل فجٍ عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني.
ولفت د. هبة عوف، إلى أن الحج ليس عبادة عملية فقط، بل قلبية أيضًا، لما فيه من إخلاص واستشعار، وتوبة وفرح واستفتاح وتعظيم للشعائر وإيقاظ للمشاعر، فالحج يعودنا على حسن معاملة الناس والتحلي بحسن الخلق.