أحمد شعبان (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تدعم مرضى السرطان جنوب غزة الإمارات.. نزاهة تنسف ادعاءات القوات المسلحة السودانيـة

ثمن دبلوماسيون ومحللون مبادرات الإمارات للتخفيف من تداعيات الأزمة الإنسانية في السودان، ودعمها المتواصل للجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء النزاع الدائر منذ أبريل 2023، مشيدين بتحركات الدولة داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لدفع الأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والالتزام بآليات التسوية السلمية.


وأوضح الدبلوماسيون والمحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي سارعت لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للسودانيين المتضررين من النزاع، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، مؤكدين أن التداعيات الكارثية المترتبة على النزاع المسلح تفتك بالفئات الأكثر ضعفاً، وبالأخص الأطفال والنساء، حيث يواجه ملايين المدنيين مخاطر المجاعة وسوء التغذية الحاد.
وطالبت الإمارات، خلال مؤتمر لندن لدعم السودان، طرفي النزاع برفع أي قيود مفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية، وعدم استغلال الإمدادات الغذائية والإغاثية لأغراض عسكرية أو سياسية، مؤكدة التزامها الراسخ بتوفير حياة كريمة للمدنيين، من دون النظر لأي اعتبارات عرقية أو دينية، مطالبة بزيادة الضغط الإقليمي والدولي على الأطراف التي تعمل على تأجيج الصراع بهدف تحقيق مكاسب سياسية.
دور مهم
وأوضح مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، السفير جمال بيومي، أن السودان يشهد أوضاعاً مأساوية خطيرة أدت إلى انتشار المجاعة بصورة مخيفة، مشدداً على أهمية الدور الذي تقوم به الإمارات في دعم وإغاثة الشعب السوداني، عبر توفير الإمدادات الغذائية اللازمة لمواجهة التداعيات الكارثية المترتبة على النزاع المسلح.
وذكر بيومي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تُعد إحدى الدول الفاعلة التي تحركت بإيجابية كبيرة لدعم الشعب السوداني منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، عبر إرسال عشرات القوافل الإنسانية والإغاثية التي استهدفت الوصول السريع إلى النازحين واللاجئين بهدف الحد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، إضافة إلى جهودها السياسية والدبلوماسية الرامية لوقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لتسهيل إيصال المساعدات الغذائية إلى المحتاجين، سواء داخل السودان أو دول الجوار التي تستضيف ملايين اللاجئين السودانيين.
وأشار إلى أن الثقل الإقليمي والدولي للإمارات يعزز الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السودانية، شريطة أن يستجيب طرفا النزاع لدعوات الدولة المتكررة لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وغير مشروط.
وكانت الإمارات قد قدمت، على مدى العامين الماضيين، مقترحات ومبادرات عديدة لإنهاء النزاع الدائر في السودان. 
وفي هذا الإطار، أكدت الدولة أمام الاجتماع الافتراضي الوزاري لمجلس الأمن والسلام للاتحاد الأفريقي، في نوفمبر الماضي، دعمها المتواصل لإيجاد حل سلمي للأزمة السودانية. 
كما وجهت أكثر من دعوة، عبر أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية من دون أي قيود أو عراقيل، وحماية المدنيين والبنية التحتية.
تحديات وصعوبات
اعتبر الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، الدكتور عمرو الديب، أن المساعدات الإماراتية للسودان منذ اندلاع النزاع، كان لها دور مهم في تخفيف تداعيات الحرب على المدنيين، مشيداً بتواصل دور الدولة الإنساني على مدى عامين كاملين رغم التحديات والصعوبات.
وقال الديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الدور الإنساني للإمارات واضح للعالم كله، من خلال مبادرات وحملات إنسانية تجوب مشارق الأرض ومغاربها، ما يتجسد بوضوح في غزة وسوريا ولبنان واليمن والسودان، وغيرها من المناطق التي تشهد أوضاعاً إنسانية حرجة. وأضاف أن ما يميز المساعدات الإماراتية للشعب السوداني هو أن هدفها إنساني فقط، وليس هناك أي أهداف أخرى، وتأتي في إطار التوجه الإنساني الراسخ في سياستها الخارجية، موضحاً أن قيمة المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الدولة للسودان تجاوزت قيمتها 600 مليون دولار، ما يجعلها الشريك الإنساني الأبرز للمنظمات الأممية والدولية.
وأشار الديب إلى أن الإمارات تحرص على استمرار دعمها الإنساني والإغاثي للشعب السوداني، وذلك في إطار دورها المهم والمؤثر في جميع القضايا الإقليمية والدولية، مشدداً على أهمية جهودها السياسية والدبلوماسية لإحلال الاستقرار والسلام في السودان.
وأفاد بأن الأزمة السودانية تحتاج إلى تكثيف جهود الدول الإقليمية الفاعلة، وعلى رأسها الإمارات، للمساعدة في التوصل إلى حلول سياسية سريعة تُنهي الأزمة التي يُعانيها الشعب السوداني، جراء النزاع المسلح الدائر منذ أبريل 2023، مؤكداً أن الادعاءات الباطلة التي تروجها القوات المسلحة السودانية ضد الدولة لن تؤثر على دورها الإنساني والدبلوماسي الداعم لتطلعات ملايين السودانيين.
بصمات واضحة
قال المحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي، إن الإمارات صاحبة بصمات واضحة في العديد من مبادرات الوساطة والسلام التي شهدتها بعض دول العالم في السنوات الأخيرة، ما يعكس التزامها الراسخ بدعم الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، ومن هنا تأتي تحركاتها ومواقفها الإيجابية تجاه الأزمة السودانية.
وأوضح الجليدي لـ«الاتحاد» أن هناك أجندات مختلفة في الملف السوداني تتعارض مع مبادرات مهمة وقوية لإحلال السلام، مؤكداً أن الإمارات تبذل كل ما في وسعها لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً، إضافة إلى مبادراتها الإنسانية والإغاثية للتخفيف من التداعيات الكارثية المترتبة على النزاع المسلح. وأشار إلى أن نحو 30 مليون سوداني يُعانون أزمة متفاقمة، ويحتاجون إلى مساعدات إغاثية بشكل فوري، ما يضع العالم أجمع أمام مسؤولية إنسانية كبيرة، موضحاً أن الإمارات سارعت لتقديم الدعم الإغاثي الحقيقي للأشقاء السودانيين، وتعاونت مع الوكالات الأممية والمنظمات الدولية لتلبية الاحتياجات الإنسانية لجميع أبناء السودان من دون أي تمييز أو تفرقة.
وكانت الإمارات قد حذرت، أمام مجلس الأمن الدولي، من مخاطر المجاعة التي تفتك بالفئات الأكثر ضعفاً، مشيرة إلى سوء الأوضاع الإنسانية في شمال دارفور، وتحديداً في مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام، داعية المجتمع الدولي إلى استخدام جميع الأدوات المتاحة لمواجهة الوضع الكارثي في السودان.
وفي السياق، خصصت الدولة مساعدات إغاثية بنحو 30 مليون دولار لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار، ووقعت اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي لتقديم مساعدات غذائية طارئة للنازحين داخلياً. وشاركت الإمارات في الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين الإنسانيين التابع للاتحاد الأوروبي حول السودان، والذي عُقد في مارس الماضي، وأكدت خلاله التزامها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الجهود الدبلوماسية لتخفيف تداعيات الصراع المشتعل في السودان، إضافة إلى تخصيص تمويلاً بقيمة 70 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية في السودان.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات السودان الشعب السوداني المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الإنسانیة الإنسانیة والإغاثیة الأزمة السودانیة النزاع المسلح أن الإمارات فی السودان لـ الاتحاد

إقرأ أيضاً:

"مؤسسة غزة الإنسانية" تحت المجهر الإسرائيلي.. من يُموّلها؟

يثير الغموض حول تمويل "مؤسسة غزة الإنسانية" تساؤلات في إسرائيل، وسط تكتم رسمي واتهامات من معارضين، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية بالقطاع وتفشل الخطط الجديدة في احتواء المجاعة. اعلان

تُثير "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تأسست مؤخراً وتُشرف على توزيع مساعدات في قطاع غزة، موجة تساؤلات داخل إسرائيل بشأن الجهة التي تموّل عملياتها، في ظل غياب أي شفافية حول مصادر تمويلها أو آليات عملها.

ورغم الدعم المعلن للمؤسسة من قبل أطراف أميركية وإسرائيلية، إلا أن الغموض يلفّ هويتها وطريقة إدارتها، ما دفع صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى وصف الملف بأنه "لغز يحير شركات التسويق الكبرى في إسرائيل".

وتُقدَّر عمليات المؤسسة بعشرات ملايين الدولارات شهرياً، وتشير صور المساعدات المُوزعة حديثاً إلى أن محتوياتها مصدرها شركات إسرائيلية، ما يعزز الشكوك حول تمويل حكومي مباشر أو غير مباشر.

وبحسب الصحيفة، تُدار المبادرة من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي شركة أميركية مسجلة في جنيف – سويسرا، وتنفذ العمليات اللوجستية عبر شركة "سيف ريتش سوليوشنز" (SRS) الأميركية. غير أن مصادر إسرائيلية أكدت عجزها عن التواصل مع الشركة الأميركية، فيما صرّح أحد التنفيذيين في شركة إسرائيلية كبرى بأن ممثلين عن GHF أعربوا عن نيتهم تكليف شركته بإدارة توزيع الغذاء إلى غزة، لكنهم لم يمتلكوا التمويل اللازم للبدء.

وقدّرت المؤسسة تكلفة الوجبة الواحدة بـ1.30 دولار، وتهدف لإطعام 1.2 مليون شخص، ما يرفع قيمة المشروع الشهرية إلى نحو 143 مليون دولار. وتشمل التكاليف المستلزمات الغذائية، ومواد النظافة، والإمدادات الطبية، إضافة إلى مصاريف التعبئة والنقل، ما يجعل القيمة الحقيقية أعلى بكثير، وفق الصحيفة.

Relatedما هي بنود وقف إطلاق النار المحتمل في غزة؟اليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو جُرحوا في غزة منذ 7 أكتوبر... والأهوال تتجاوز الوصفتصعيد دامٍ في غزة: عشرات القتلى والجرحى وأوامر إخلاء جديدةصمت رسمي

في المقابل، رفضت وزارتا الدفاع والمالية الإسرائيليتان، إضافة إلى الخارجية الأميركية، الإفصاح عن أي معلومات تتعلق بتمويل المشروع، أو تقديم ضمانات مالية لتغطية المساعدات، الأمر الذي عمّق الشكوك داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.

زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان، ذهب أبعد من ذلك، قائلاً في منشور على منصة "إكس" إن "أموال المساعدات تأتي من الموساد ووزارة الدفاع الإسرائيلية"، متهماً الحكومة بتمويل المساعدات على حساب المواطنين.

وقال ليبرمان في تصريح لصحيفة هآرتس: "ليست لدي أدلة قاطعة، لكنني أعرف هذه الأنظمة جيداً. يبدو واضحاً أن إسرائيل، أو جهات تابعة لها، هي التي دفعت بهذا المشروع، مستخدمة كيانات مسجلة في الخارج لتغطية دورها المباشر".

واعتبر ليبرمان أن "إسرائيل أصبحت تموّل المساعدات التي كانت تغطيها جهات دولية سابقاً"، في ما وصفه بأنه "إجراء فوضوي وغير احترافي"، متسائلاً عن الهدف الحقيقي من استبعاد الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية من العملية.

فشل ميداني ومجاعة مستمرة

وعلى الأرض، تزايدت مؤشرات فشل النموذج الإسرائيلي الجديد لتوزيع المساعدات، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. فقد شهد أحد مراكز توزيع المساعدات في جنوب القطاع تدافعاً واسعاً من قبل سكان جائعين، ما أدى إلى إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الحشود، وإصابة عدد منهم، بحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وتأسست "مؤسسة غزة الإنسانية" في فبراير/شباط 2025، معلنة أن هدفها هو "تخفيف الجوع في غزة" مع ضمان "عدم وقوع المساعدات في يد حركة حماس"، وبدأت أنشطتها الميدانية فعلياً في مايو/أيار.

ووفق تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز، فإن فكرة تسليم إدارة المساعدات إلى شركات مدنية غير خاضعة للرقابة جاءت من دوائر إسرائيلية، سعياً لتجاوز قنوات الأمم المتحدة، والاعتماد على مؤسسات لا تُلزمها الشفافية المالية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • ناشطة مصرية: أول زيارة لي كانت إلى جنوب السودان أثناء الأزمة قبل 10 سنوات
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • بعد توليه رئاسة الحكومة السودانية.. من هو كامل إدريس؟
  • الأوضاع الإنسانية في السودان.. حقيقة أم مزايدات سياسية؟
  • "مؤسسة غزة الإنسانية" تحت المجهر الإسرائيلي.. من يُموّلها؟
  • جهود أممية للتصدي لتفشي الكوليرا السودان والاحتياجات الإنسانية تتزايد
  • جنوب السودان تحيي اليوم الدولي لحفظة السلام وسط استمرار التوترات ونداءات ملحة لإنهاء النزاع
  • إنهم الآن يذوقون من الكأس ذاتها التي أرادوا أن يذيقوها للسودان
  • صحف عالمية: تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة