بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات لترامب بسبب السخرية
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
(CNN)-- نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي لنفسه مرتديا زي بابا الفاتيكان، في ظل استمرار الحداد على البابا فرنسيس، وقبل أيام قليلة من اجتماع المجمع لاختيار من سيخلفه. وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات من مجموعة تمثل الأساقفة الكاثوليك في نيويورك، ومن الإيطاليين.
وأثارت الصورة، التي نشرت ليلة الجمعة على موقع ترامب "Truth Social"، وأعاد البيت الأبيض نشرها في وقت لاحق على حسابه الرسمي منصة "إكس"، تويتر سابقا، دهشة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الفاتيكان الذي لا يزال في فترة الحداد الرسمي لمدة تسعة أيام بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل/نيسان الماضي.
وتمثل وفاة بابا وانتخاب آخر مسألة ذات إجلال بالغ للكاثوليك، الذين يعتبرون البابا "نائب المسيح على الأرض". وهذا ينطبق بشكل خاص على إيطاليا، حيث تحظى البابوية باحترام كبير حتى لدى غير المتدينين من الإيطاليين.
وكانت الصورة التي يظهر فيها ترامب مرتديا زيا أبيض وتاجا مدببا، أو قبعة أسقف، محورا للعديد من الأسئلة خلال الإحاطة اليومية للفاتيكان، السبت. وأعربت تقارير إخبارية إيطالية وإسبانية عن أسفها لرداءة ذوقها ووصفتها بأنها مسيئة، نظرا لأن فترة الحداد الرسمي لا تزال قائمة.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق ذو الميول اليسارية ماتيو رينزي إن الصورة مخزية. وكتب رينزي على موقع "إكس"، إن "هذه صورة تُسيء إلى المؤمنين، وتهين المؤسسات، وتُظهر أن زعيم العالم اليميني يستمتع بالتهريج". وأضاف رينزي: "في الوقت نفسه، يواجه الاقتصاد الأمريكي خطر الركود ويفقد الدولار قيمته. يسبب السياديون الضرر في كل مكان".
ورفض المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، التعليق.
وفي الولايات المتحدة، اتهم مؤتمر ولاية نيويورك الكاثوليكي، الذي يمثل أساقفة الولاية في العمل مع الحكومة، ترامب بالسخرية. وكتب المشاركون فيه: "لا يوجد في هذه الصورة شيء ذكي أو مضحك يا سيدي الرئيس. لقد قمنا للتو بدفن البابا فرنسيس المحبوب، والكرادلة على وشك الدخول في مجمع رسمي لانتخاب خليفة جديد للقديس بطرس. لا تسخر منّا".
كما نشرت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية ذات الميول اليسارية الصورة على صفحتها الرئيسية، السبت، مع تعليق يتهم ترامب بـ"جنون العظمة المرضي".
وعندما سُئلت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، للرد على الانتقادات، قالت: "سافر الرئيس ترامب إلى إيطاليا لتقديم واجب العزاء في البابا فرنسيس وحضر جنازته، وكان مدافعا قويا عن الكاثوليك والحرية الدينية".
كما دافع جاك بوسوبيك، وهو مؤثر بارز من أقصى اليمين وحليف لترامب شارك مؤخرا في صلاة كاثوليكية في مارس/آذار الماضي، في منتجع ترامب بفلوريدا، عن الرئيس الأمريكي.
وكتب على موقع "إكس": "أنا كاثوليكي. لقد كنا نمزح بشأن اختيار البابا القادم طوال الأسبوع. وهذا يسمى بحس الفكاهة"، حسب قوله.
وتأتي هذه الحلقة بعد أن قال ترامب مازحا الأسبوع الماضي إنه مهتم بالمنصب الشاغر. وأضاف الرئيس، الذي تزوج ثلاث مرات، وهو ليس كاثوليكيا، للصحفيين: "أود أن أكون البابا. سيكون هذا خياري الأول".
وتحدث السيناتور ليندسي غراهام، الحليف المقرب لترامب، عن ذلك على "إكس"، وقال: "كنت متحمسا لسماع أن الرئيس ترامب منفتح على فكرة أن يكون البابا القادم. سيكون هو حقا المرشح الحصان الأسود، لكنني أطلب من المجمع البابوي والمؤمنين الكاثوليك أن يبقوا منفتحين على هذا الاحتمال!". وأضاف: "الجمع بين منصبي البابا والرئيس الأمريكي لأول مرة العديد من الإيجابيات. ننتظر الدخان الأبيض... ترامب الثامن والعشرون!".
كما تحدث نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، وهو كاثوليكي وكان من آخر المسؤولين الأجانب الذين التقوا بالبابا فرنسيس قبل وفاته، مازحا بشأن أن يصبح وزير الخارجية ماركو روبيو في منصب البابا، واقترح أن يضيف روبيو هذا اللقب إلى قائمة طويلة من الألقاب التي يحملها، بما في ذلك مستشار الأمن القومي والقائم بأعمال الأرشيف.
وبالإضافة إلى قيامه بترشيح نفسه للمنصب، رشح ترامب أيضا الكاردينال تيموثي دولان، رئيس أساقفة نيويورك.
وقال: "ليس لدي أي تفضيل. أود أن أقول، لدينا كاردينال من مدينة نيويورك، وهو جيد جدا. لذا سنرى ما سيحدث".
ودولان، البالغ من العمر 75 عاما، هو واحد من 10 كرادلة أمريكيين سيصوتون في المجمع الكنسي.
ويرجع السبب في انعقاد اجتماعات الكرادلة بسرية، مع عزل الكرادلة طوال مدة الاجتماعات، هو منع القوى العلمانية الخارجية من التأثير على اختيارهم، كما حدث في القرون الماضية.
وتوجد مقولة قديمة عن الترويج المبالغ فيه في الحملة الانتخابية لمنصب البابا، تقول: "إذا دخلت المجمع المقدس كبابا، تخرج منه كاردينالا".
وبينما حضر ترامب جنازة فرنسيس، تصادم هو وفانس مع الأساقفة الأمريكيين بشكل عام، ومع فرنسيس خاصة، بشأن موقف الإدارة المتشدد من الهجرة وجهودها لترحيل المهاجرين جماعيًا. قبل دخوله المستشفى في فبراير/شباط بسبب التهاب رئوي، أصدر فرنسيس توبيخا شديد اللهجة لخطة الإدارة للترحيل الجماعي.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البابا فرنسيس الفاتيكان دونالد ترامب الرئیس الأمریکی البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
ترامب يهدد باعتقال مرشح بلدية نيويورك: لا نحتاج إلى شيوعي (شاهد)
في تصعيد جديد للحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمعسكر التقدمي في الحزب الديمقراطي، هدد ترامب علناً باعتقال المرشح الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، زهران ممداني، إذا ما رفض التعاون مع سلطات الهجرة والجمارك الفيدرالية، متهماً إياه بـ"الشيوعية" و"التطرف السياسي".
وقال ترامب، خلال زيارة لمركز احتجاز المهاجرين الجديد في فلوريدا، والمعروف باسم "ألكاتراز التمساح"، إن إدارته "لن تتساهل مع أي مسؤول محلي يعرقل جهود الدولة في مواجهة الهجرة غير القانونية".
وأضاف موجهاً تهديده المباشر: "إذا فاز هذا الرجل ورفض التعاون مع السلطات، فسيتعين علينا اعتقاله. نحن لا نحتاج إلى شيوعي في هذا البلد. وإذا وُجد شيوعي، فسأراقبه عن كثب نيابة عن الأمة".
Donald Trump is now threatening to arrest Zohran Mamdani, and apparently, "a lot of people are saying he's here illegally."
The US president gets his Intel from Twitter trolls. pic.twitter.com/b5SqHnMRIm — Mukhtar (@I_amMukhtar) July 1, 2025
من عضو مغمور إلى مرشح مهيمن
جاءت تصريحات ترامب بعد أيام من إعلان لجنة الانتخابات في نيويورك فوز ممداني بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية المدينة، في سباق انتخابي حاسم تم عبر نظام التصويت التفضيلي.
وقد حصل ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، على 56% من الأصوات في الجولة الثالثة، متجاوزاً بذلك السياسي المخضرم أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، والذي حظي بدعم واسع من اللوبي المؤيد للاحتلال الإسرائيلي.
وممداني، وهو مسلم من أصول أوغندية، كان حتى وقت قريب وجهاً غير معروف في مجلس ولاية نيويورك. وقد استطاع أن يحول حملته إلى حركة جماهيرية جذبت الناخبين الشباب والتقدميين، رافعاً شعار "إدارة المدينة كنموذج يُحتذى به للحزب الديمقراطي، ورفض فاشية ترامب".
رفض التعاون مع سلطات الترحيل
في خطاب فوزه، تعهد ممداني باتخاذ مواقف صارمة ضد سياسات الهجرة المتشددة، قائلاً: "لن أسمح بتحول نيويورك إلى ساحة لتنفيذ عمليات الترحيل الجماعي. هذه المدينة ستكون ملاذاً آمناً لكل من فر من القمع والفقر، وسنرفض فاشية دونالد ترامب".
وهاجم ترامب ممداني بسبب هذه التصريحات، مشيراً إلى "أن هناك من يقولون إنه في البلاد بشكل غير قانوني"، رغم عدم وجود أي دليل يدعم ذلك، بحسب تقارير إعلامية مستقلة.
وكانت بعض الأصوات اليمينية قد طالبت بالتحقيق في جنسية ممداني، وهو ما اعتُبر حملة تشويه منظمة بحقه.
ووصف ترامب المرشح الديمقراطي بأنه "شيوعي مجنون بنسبة 100%"، وهو توصيف أثار استياء قطاع واسع من الديمقراطيين، لكنه وجد صدىً لدى الجناح الجمهوري المتشدد.
وقد توعد ذراع الحملات الانتخابية للجمهوريين في الكونغرس بجعل ممداني رمزاً "للتطرف الديمقراطي"، في إطار الاستعداد لانتخابات التجديد النصفي المقبلة.
ويواجه ممداني أيضاً هجوماً من بعض أعضاء حزبه بسبب مواقفه المنتقدة لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، والتي وصفها بأنها "جريمة ضد الإنسانية تستوجب الإدانة".
وقد رد على اتهامات بمعاداة السامية قائلاً: "دعمي لحقوق الإنسان لا يعني كراهية أحد. انتقادي لإسرائيل لا يعني كراهيتي لليهود".
منافسة مرتقبة مع إريك آدامز
من المقرر أن يواجه ممداني رئيس بلدية نيويورك الحالي، إريك آدامز، في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبلة، بعد أن قرر الأخير الترشح كـ"مستقل"، عقب تورطه في قضية فساد تم إسقاطها لاحقاً من قبل وزارة العدل الأمريكية.
ويحظى ممداني بدعم قوي من حركات العدالة الاجتماعية وتجمعات الشباب واليسار التقدمي في نيويورك، خاصة في أحياء مثل كوينز وبروكلين، التي صوتت بغالبيتها له.
وفي فيديو نُشر بعد إعلان فوزه، قال: "نحن نعيد بناء الحزب الديمقراطي ليكون حزب الناس. سنعيد الثقة إلى جمهورنا بأن السياسة يمكن أن تكون أداة للتغيير، لا أداة للقمع".