عبد اللطيف: التعاون المصري الياباني أسفر عن نماذج تعليمية رائدة
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
استجابة لدعوته لزيارة مصر، استقبل محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السيدة آبي توشيكو، وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية؛ التي تقوم بزيارة مصر للمرة الأولى، وذلك لبحث تعزيز سبل التعاون في المشروعات التعليمية المشتركة وآفاق التعاون المستقبلية.
وفي مستهل اللقاء، رحب الوزير محمد عبد اللطيف بالحضور، مشيدًا بالعلاقات المصرية اليابانية التي تعد نموذجًا فريدًا للتعاون الاستراتيجي القائم على الرؤية المشتركة وخاصة في قطاع التعليم، مشيرًا إلى أن التعاون المصري الياباني أسفر عن نماذج تعليمية رائدة، من أبرزها المدارس المصرية اليابانية التي تمثل تجربة فريدة في دمج الجوانب الأكاديمية بالتنمية الشخصية والسلوكية، من خلال تطبيق أنشطة "التوكاتسو" اليابانية، والتي تساهم في تنمية شخصية الطالب وبناء قيم الانضباط والعمل الجماعي، حيث يوجد حاليًا 55 مدرسة مصرية يابانية، وسيتم افتتاح 15 مدرسة جديدة في سبتمبر المقبل.
كما أشاد الوزير محمد عبد اللطيف بالشراكة الفعالة في مجال التعليم الفني، من خلال دعم إنشاء وتشغيل مدارس التكنولوجيا التطبيقية، بالتعاون مع مؤسسات صناعية يابانية رائدة مثل تويوتا وكاسيو وياماها، وهو ما يُعد نموذجًا ناجحًا لربط التعليم بسوق العمل الفعلي، مشيرًا إلى أن هناك 90 إطارًا خاصا بهذه المدارس كما أن هناك 1270 مدرسة تسعى الوزارة للتعاون مع الجانب الياباني في تطويرها.
وثمّن الوزير محمد عبد اللطيف هذه الشراكة؛ مؤكدًا على التطلع نحو مزيد من التعاون المستقبلي والبناء، سواء من خلال التوسع في البرامج الحالية، أو استحداث مجالات تعاون جديدة تُسهم في تعزيز جودة التعليم.
ومن جانبها، أعربت السيدة آبي توشيكو، وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية عن امتنانها لدعوة السيد الوزير محمد عبد اللطيف لها وثمنت نتائج زيارته الايجابية لليابان في شهر فبراير الماضي، مؤكدة أن العلاقات اليابانية المصرية تُعد نموذجًا متميزًا للتعاون الدولي القائم على التفاهم العميق والرغبة المشتركة في النهوض بالتعليم.
كما أكدت على اعتزازها الكبير بالشراكة مع جمهورية مصر العربية، لا سيما في مجال تطوير التعليم قبل الجامعي، والذي يعتبر أحد الركائز الأساسية لبناء الإنسان.
ووجهت السيدة آبي توشيكو الشكر للوزير محمد عبد اللطيف على دعمه ورعايته لنظام التعليم الياباني وأنشطة "التوكاتسو" في مصر، مشيدة بالتقدم الملموس في مجالات التعاون بين البلدين، وعلى رأسها المدارس المصرية اليابانية، التي تمثل تجربة ناجحة في تطبيق فلسفة التعليم الياباني، وخاصة أنشطة "التوكاتسو"، الهادفة إلى تنمية شخصية الطفل وتعزيز قيم الانضباط والعمل الجماعي، معربة عن تطلعها لتبادل الخبرات مع مصر للتوسع في هذه التجربة في إفريقيا.
وقد ناقش اللقاء الخطوات التمهيدية لعرض النموذج الناجح للمدارس المصرية اليابانية في مؤتمر "تيكاد 9" وكيف أفاد وأثر على المجتمع المصري بشكل كبير، وأحدث نقلة في التصور الذهني لأولياء الأمور وليس فقط الطلاب، وكذلك السعي نحو تقديمه في إفريقيا كما تم تقديمه للمجتمع المصري.
كما تناول اللقاء تعزيز التعاون في مجال تطوير التعليم الفني والتوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع الشركات اليابانية في التخصصات ذات الاهتمام المشترك مثل الصناعة والذكاء الاصطناعي والتشييد والبناء، والتعاون مع وزارة التعليم اليابانية في الإشراف على هذه المدارس، وبرامج التدريب والمناهج الدراسية، والعمل على تدريب الطلاب وتأهيلهم وفقًا للمعايير والاشتراطات اليابانية لتوفير فرص عمل للخريجين في الشركات اليابانية الدولية، وكذلك أن تصبح مصر بخريجيها من التعليم الفني أساسًا للشركات اليابانية التي تنمو وتتوسع في قارة إفريقيا.
وتطرق اللقاء كذلك إلى التعاون في إمكانية إجراء أبحاث مشتركة عن التعليم الياباني والتعليم بشكل عام في مصر بالتعاون بين مؤسسة "إديو-بورت"، والمركز القومي للبحوث التربوية، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، وكذلك التعاون في تطوير المناهج الدراسية بما يتواكب مع أحدث الاتجاهات التعليمية العالمية خاصة في مجالات العلوم والرياضيات، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية متقدمة لبناء قدرات المعلمين المصريين، بالإضافة إلى الاستفادة من برنامج "ساكورا للعلوم" لخريجي التعليم الفني.
كما ناقش اللقاء سبل التعاون في تدريب المعلمين للحصول على دبلومة "التوكاتسو" بالتعاون مع الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) ليتم تأهيلهم للعمل بالمدارس المصرية اليابانية، إلى جانب التعاون مع الجانب الياباني في مجال دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تطوير برامج الدمج والتأهيل، وتقديم نماذج تعليمية متقدمة، ومشاركة الجانب الياباني في إدارة مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة العاشر من رمضان لنقل الخبرات اليابانية في مجال الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي ختام اللقاء، وجهت وزيرة التعليم اليابانية الدعوة للوزير محمد عبد اللطيف لزيارة إحدى مراكز دعم ذوي الاحتياجات الخاصة خلال حضور مؤتمر "تيكاد 9"، للاستفادة من الخبرات اليابانية عند التوسع في مراكز التأهيل على مستوى الجمهورية.
وحضر اللقاء من الجانب الياباني السيد إيواي فوميو، سفير اليابان لدى جمهورية مصر العربية، والسيد كاواشيما شيزوكي، السكرتير الثاني بسفارة اليابان في مصر، والسيد كوندو جون، سكرتير وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا، والسيد كيتاياما كوجي، المدير العام للشؤون الدولية، والسيد شومان آي، كبير الإخصائيين في التعاون التعليمي الثنائي، وإدارة الشؤون الدولية.
كما شارك في الاجتماع الدكتور هاني هلال، الأمين العام للشراكة المصرية اليابانية للتعليم (EJEP)، ومن جانب وزارة التربية والتعليم حضر الدكتور أيمن بهاء الدين البصال، نائب الوزير، والدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والدكتورة هانم أحمد، مستشار الوزير للتعاون الدولي والاتفاقات، والدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، والأستاذة نيفين حمودة، مستشار الوزير للعلاقات الاستراتيجية والمشرف على المدارس المصرية اليابانية، والدكتورة هالة عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، والسيدة أميرة عواد، منسقة الوزارة للعلاقات الدولية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزير التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم الفني المدارس المصرية التربية والتعليم والتعليم الفني المصري الياباني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني العلاقات المصرية اليابانية مدارس التكنولوجيا التطبيقية المدارس المصریة الیابانیة الوزیر محمد عبد اللطیف الاحتیاجات الخاصة التعلیم الیابانی الجانب الیابانی التعلیم الفنی وزیرة التعلیم الیابانیة فی التعاون فی التعاون مع فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
عاجل - السيسي يضع الذكاء الاصطناعي في صلب التعليم: خطوة نحو بناء الإنسان المصري المستقبلي
في خطوة استشرافية تعكس وعي القيادة المصرية بأهمية التحديث الشامل لمجالات التنمية البشرية، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بدراسة إدراج مادة الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية في المناهج الدراسية. هذه التوجيهات جاءت خلال اجتماع موسّع جمع بين الرئيس السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، حيث تم استعراض مشروعات قومية ترتبط ببناء الإنسان، وتحديث التعليم، والنهوض بالمنظومة الصحية، والتحول الرقمي، في إطار رؤية "مصر 2030".
هذه المبادرة تمثل نقطة تحول محورية، لا في قطاع التعليم فحسب، بل في النظرة الوطنية الشاملة تجاه المستقبل الرقمي وسوق العمل المتغير، الذي يتطلب من الأجيال القادمة إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي ومهارات الثورة الصناعية الرابعة.
الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية: استجابة للتحديات المستقبليةمع التغيرات المتسارعة في سوق العمل العالمي، أصبحت التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، ضرورة لا غنى عنها لأي نظام تعليمي يسعى لبناء أجيال قادرة على المنافسة والإبداع. وفي هذا السياق، جاء توجيه الرئيس السيسي بدراسة إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية في المناهج الدراسية كخطوة متقدمة تهدف إلى ترسيخ مفاهيم التكنولوجيا في المراحل التعليمية المبكرة.
يتماشى هذا التوجه مع توجهات عالمية مشابهة بدأت في العديد من الدول المتقدمة، حيث أصبح تعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي جزءًا من مناهج المدارس الابتدائية والثانوية، لضمان تنشئة جيل يمتلك المهارات الرقمية والقدرة على التعامل مع أنظمة التعلم الآلي، وتحليل البيانات، والتفكير الحسابي.
وقد أعرب عدد من الخبراء التربويين عن دعمهم لهذه الخطوة، معتبرين أن تعليم الذكاء الاصطناعي لا يعني فقط تعلّم التقنيات، بل يعزز أيضًا التفكير النقدي، والقدرة على حل المشكلات، والإبداع في استخدام التكنولوجيا.
ربط الذكاء الاصطناعي بمشروع "بناء الإنسان المصري"توجيهات الرئيس السيسي جاءت ضمن إطار أوسع لاستراتيجية قومية شاملة لبناء الإنسان المصري، والتي تعمل عليها المجموعة الوزارية للتنمية البشرية. وتتضمن الخطة رفع كفاءة القدرات الثقافية، والتعليمية، والصحية، والبدنية، والاجتماعية، مع التركيز على التأهيل المهني والتكنولوجي للأجيال القادمة.
وفي هذا السياق، تم الإعلان عن مشروع إنشاء 300 مركز متكامل للتنمية البشرية في المحافظات، وزيادة عدد الحضانات للأطفال دون سن السادسة، لضمان تنشئة سليمة تبدأ من الطفولة المبكرة، وتمتد حتى التعليم المتخصص المرتبط بمتطلبات العصر.
ويتكامل مشروع إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج مع التوجه نحو تحول رقمي شامل في المنظومة الصحية والتعليمية، يشمل إنشاء سجلات صحية إلكترونية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية، وتطوير منصة وطنية موحدة لتبادل المعلومات.
الصحة والتعليم والتحول الرقمي: أذرع متكاملة لتحقيق رؤية مصر 2030لم يقتصر الاجتماع الرئاسي على مناقشة التعليم فقط، بل شمل أيضًا تقييم شامل لما تحقق في ملف الصحة، حيث تم استعراض خطط تطوير البنية التحتية الصحية، وتوسيع مظلة التأمين الصحي الشامل، وإنشاء وتجهيز مستشفيات جديدة، وتحسين الخدمات الصحية في مختلف المحافظات.
كما ركز الاجتماع على تطوير المنظومة الصحية الرقمية، والتي تشكل ركيزة أساسية لتحسين جودة الخدمات وتقليل العبء على المواطن، بالتوازي مع الخطط التعليمية التي ستتيح مستقبلًا تخريج كوادر طبية وتقنية قادرة على إدارة هذا التحول الرقمي.
ولم تغب قضايا السكان عن طاولة النقاش، حيث تم عرض مخرجات استراتيجية "بداية" السكانية، والتي نجحت في خفض معدل الزيادة السكانية السنوي لأول مرة بشكل ملحوظ.
خاتمة: التعليم والتقنية في قلب السياسة الوطنية
يُظهر توجيه الرئيس السيسي بإدراج الذكاء الاصطناعي في التعليم التزامًا استراتيجيًا نحو خلق بيئة تعليمية مواكبة لمتطلبات العصر، تؤسس لجيل مصري قادر على التفاعل مع التكنولوجيا، بل وصناعتها وتطويرها. وربما يكون هذا القرار أحد أكثر التوجيهات تأثيرًا في رسم ملامح مستقبل مصر التعليمي والاقتصادي.
إن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتكامله مع التحول الرقمي في الصحة، وتخطيط النمو السكاني، يؤكد أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو بناء الإنسان من خلال التعليم والمعرفة، وهو المسار الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة الشاملة.