مليشيا الدعم السريع تهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
لم تعد تهديدات مليشيا الدعم السريع محصورة في البر السوداني، ولا مقتصرة على ارتكاب المجازر في مدن مثل الجنينة ومدني وزالنجي، بل تطورت هذه التهديدات لتشمل أمن الإقليم بأسره. آخر مظاهر هذا التصعيد الخطير كان وصول الطائرات المسيّرة التابعة للمليشيا إلى الشواطئ الغربية للبحر الأحمر، في سابقة تعكس تحولاً نوعياً في نشاطها العسكري وامتداداً لمدى تهورها.
البحر الأحمر في مرمى النيران
البحر الأحمر، هذا الممر المائي الحيوي الذي تمر عبره 10% من تجارة العالم، بات الآن في مرمى مليشيا لا تخضع لأي قواعد دولية، ولا تعترف بأي مواثيق، وتتلقى الدعم من أطراف إقليمية باتت معروفة. إن وصول المسيّرات إلى سواحله الشرقية لا يعني فقط قدرة تقنية متقدمة، بل يكشف عن نية مبيتة لاستعراض القوة وربما ابتزاز دول الإقليم والعالم، تماماً كما تفعل التنظيمات الخارجة عن القانون.
المليشيا المتهورة.. كل شيء متوقع
لا يمكن استبعاد أي سيناريو حين يتعلق الأمر بمليشيا الدعم السريع. فقد سبق أن انتهكت الأعراف الدولية، وارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وتورطت في عمليات تهريب وسلب واستغلال للموانئ والمطارات. هذه المرة، يبدو أن عينها على البحر الأحمر، ليس فقط كممر استراتيجي، بل كأداة ضغط وتهديد.
وجود مثل هذا الفاعل غير المنضبط قرب البحر الأحمر يهدد الملاحة التجارية، ويخلق بيئة خصبة للقرصنة، أو حتى لاستهداف ناقلات النفط والسفن المدنية.
المطلوب: موقف إقليمي ودولي حازم
ما يحدث الآن يتطلب تحركاً حقيقياً، لا مجرد بيانات قلق. إن تهديد البحر الأحمر من قبل مليشيا الدعم السريع يجب أن يُنظر إليه كخطر على الأمن القومي العربي والدولي، ويستوجب ردعاً فورياً، سواء عبر الممرات الدبلوماسية أو عبر آليات حماية الملاحة البحرية. فالتراخي اليوم يعني فتح الباب أمام فوضى إقليمية بحرية، تماماً كما حدث في اليمن سابقاً.
الخلاصة
عندما تصبح مليشيا مرتزقة تتحرك من داخل دولة منتهكة السيادة قادرة على تهديد أحد أهم الممرات البحرية في العالم، فهذه ليست مجرد أزمة سودانية، بل تهديد لأمن البحر الأحمر برمته، وعلى الجميع أن يتحرك قبل أن تصل الطائرات المسيّرة إلى ما هو أبعد من السواحل.
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
علومات عن توافقات بين جوبا ومليشيا الدعم السريع المتمردة حول أبيي
أبيي..
كشف تقرير جديد لمجلس الأمن الدولي عن زيادة فى عدد قوات جنوب السودان وقوة من مليشيا الدعم السريع المتمردة فى منطقة أبيي ، واشار تقرير انطونيو بيرتش الامين العام للامم المتحدة عن خرق هذه الأطراف لإتفاقية 2011م الموقعة بين السودان وجنوب السودان..
وهذا التقرير يأتى مصداقاً لمعلومات عن توافقات بين جوبا ومليشيا الدعم السريع المتمردة حول أبيي ، حيث عقد د.فرانسيس دينق اجتماعات مع قائد المليشيا حميدتي ، وتواردت انباء عن وعد حميدتي التنازل عن أبيي مقابل دعمهم..
وقد اشارت تقارير كثيرة إلى موقف حكومة جنوب السودان المتغافل عن مشاركة واسعة لأبناء الجنوب بالقتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع المتمردة واخرهم القوة التى تقاتل الآن في فضاء كردفان ، بالإضافة لمحاولة انشاء مطار ومستشفى فى بحر الغزال وانسياب المعدات والوقود إلى المليشيا..
د.ابراهيم الصديق على
13 مايو 2025م..