كيف أصبح الظاهرة رونالدو العدو الأول في بلد الوليد؟
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
يقترب البرازيلي رونالدو نازاريو دي ليما من بيع نادي بلد الوليد لكرة القدم، الذي هبط رسميا إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني بسبب نتائجه السيئة هذا الموسم.
ومع تبقي 4 مباريات في الليغا، يحتل بلد الوليد المركز الأخير برصيد 16 نقطة فقط، أي نصف عدد نقاط لاس بالماس، أول الفرق التي هبطت.
وفي آخر 15 مباراة خاضها الفريق القادم من شمال غرب إسبانيا، خسر 14 مرة مقابل تعادل واحد فقط ودون أي فوز.
ففي عام 2018 أصبح رونالدو الملقب "بالظاهرة" مالكا لبلد الوليد مقابل 30 مليون يورو، وبعد مرور 5 سنوات ونصف سيشهد الفريق هبوطه الثالث في المواسم الخمسة الأخيرة.
رونالدو مذنباأصبح رونالدو العدو الأول في المدينة، ولم يظهر في الملعب منذ 19 أغسطس/آب الماضي مع عدم تحقيق العديد من الوعود بعد 7 سنوات في النادي.
ويستذكر سيرجيو، أحد المشجعين، "عندما وصل رونالدو، كانت الفرحة كبيرة، ولم يكن الأمر سيئا للغاية لمدة عامين"، ويضيف "رونالدو حضر كل المباريات، وكان يتصرف كأي رئيس عادي".
لكن مع مرور الوقت بدأت المشاكل وعانى رونالدو من صعوبات في تحقيق تقدم مع النادي الذي هبط الفريق إلى الدرجة الثانية في نهاية موسم 2020-2021، كما أن البرازيلي أراد أن يصبح ملعب خوسيه زوريا ملكا للنادي لكنه لم ينجح في القيام بذلك.
إعلانخلال مباراة برشلونة السبت الماضي، ألقى مشجعو بلد الوليد 60 ألف ورقة نقدية مزيفة من فئة 500 يورو، تحمل صورة رونالدو ورسالة كتبت على كل ورقة نقدية "رونالدو عد إلى المنزل".
خلافات متكررةخلال المواسم الأخيرة، أصبح اهتمام مهاجم ريال مدريد وإنتر ميلان السابق محل تساؤل دائم، خاصة بعد أن صرح علنا باهتمامه برئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم (قبل أن يستقيل في مارس/آذار الماضي)، الأمر الذي أثار استياء الجماهير التي بدأت تلاحظ غيابه الممنهج عن الملاعب.
ففي بداية الموسم، خلال مباراة ريال بلد الوليد ضد خيتافي، لعب رونالدو الفائز مرتين بجائزة الكرة الذهبية مباراة تنس خيرية وبثها مباشرة على قناته على منصة تويتش، فاستفز ذلك جماهير بلد الوليد التي احتجت برفع مضارب وكرات وشباك عملاقة في المدرجات ودعوا مالك النادي إلى مغادرته.
وفي تطور مثير للقلق لجماهير ريال بلد الوليد، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لرئيس النادي رونالدو وهو يغادر أحد المطاعم في مدريد في حالة سكر، مما أضاف وقودا إلى نار إحباط الجماهير بعد خسارة الفريق الأخيرة أمام برشلونة.
وطالبت رابطة مشجعي ريال بلد الوليد ببيع النادي بعد تصرفات رونالدو (48 عاما) الغريبة في نهاية الأسبوع، وكتبوا على منصة "إكس" منشورا مرفقا بصورة الرئيس أمام المطعم "هذا هو الرئيس الحالي وأكبر مساهم في نادي بلد الوليد".
وأوضحت "التقط الفيديو لرونالدو في اليوم نفسه الذي هزم فيه النادي في 8 مباريات متتالية لأول مرة في تاريخه الذي يقرب من 100 عام".
ولم يعلق رونالدو حتى الآن على مقطع الفيديو الذي ظهر فيه وهو يغادر مطعم مدريد عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وزعمت تقارير إعلامية أن عملية بيع نادي ريال بلد الوليد وصلت إلى مراحلها النهائية بعد أن وقع البرازيلي على اتفاق مسبق لنقل الملكية، وبحسب صحيفة دياريو آس قد يكون شهر يونيو/حزيران المقبل حاسما.
إعلانوتشير صحيفة "آس" إلى أن العروض المطروحة حاليا بالكاد تصل إلى 40 مليون يورو، ويُرجّح أن تكون مجموعات استثمارية من المكسيك الأقرب لشراء الفريق، على الرغم من وجود مجموعة محلية من رجال الأعمال مهتمة أيضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ریال بلد الولید
إقرأ أيضاً:
من صلاح إلى رونالدو.. «صدامات» هزّت «البريميرليج»!
معتز الشامي (أبوظبي)
حين خرج محمد صلاح إلى العلن متهماً نادي ليفربول بـ«إلقائه تحت الحافلة»، لم يكن مجرد خلاف عابر بين نجم ونادٍ، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الصدامات العلنية التي شهدها الدوري الإنجليزي بين لاعبين من الصف الأول وأنديتهم.
تاريخ «البريميرليج» يؤكد أن النجوم، عندما يشعرون بالتهميش أو الخذلان، لا يترددون في تحويل أزماتهم إلى قضايا رأي عام، لكن السؤال الذي يفرض نفسه دائماً: ماذا يحدث بعد كسر الخط الأحمر؟ وهل توجد فعلاً طريق عودة؟
وتاريخ «البريميرليج» يقول إن الذهاب للحرب مع النادي قد ينتهي بالرحيل، أو الإقصاء، أو حتى المصالحة النادرة، أما محمد صلاح، بدخوله هذا المسار العلني، يضع نفسه أمام مفترق طرق حاسم: إما احتواء الأزمة، أو كتابة فصل جديد في سجل الصدامات التي لا تُنسى!
في نيوكاسل يونايتد عام 2025، تحولت العلاقة بين ألكسندر إيزاك والنادي إلى حرب مفتوحة، المهاجم السويدي اعتقد أنه حصل على «وعد مرن» بعقد مُحسّن، لكن تغيّر الإدارة ومحاولة الالتزام بقواعد الربحية والاستدامة المالية أطاحا بتلك الوعود، بينما شعور إيزاك بالإحباط بلغ ذروته مع اهتمام ليفربول، واختار التصعيد ورفض السفر في الجولة الآسيوية، ثم الامتناع عن التدريب واللعب.
ووصف إيدي هاو ما حدث بـ«الإضراب»، وحاول احتواء اللاعب، لكن موقف النادي كان حاسما، لا بيع، غير أن إيزاك لم يتراجع، وفي الأسبوع الأخير من سوق الانتقالات أعلن صراحة أنه لن يلعب مجدداً، النهاية جاءت بانتقال قياسي إلى ليفربول مقابل 125 مليون جنيه إسترليني، صفقة أنهت الأزمة، لكنها خلّفت آثاراً سلبية على جميع الأطراف.
في مانشستر يونايتد عام 2022، لم يكن كريستيانو رونالدو مجرد لاعب ساخط، بل أسطورة شعرت بأنها فقدت مكانتها. بعد عودته التاريخية، وجد نفسه خارج حسابات إريك تن هاج، وبدأ موسمه بدور ثانوي، رفضه المشاركة بديلاً ضد توتنهام كان مقدمة للعاصفة، قبل أن تأتي مقابلة بيرس مورجان الشهيرة.
رونالدو هاجم الإدارة والمدرب والبنية التحتية للنادي، وأكد أنه «تعرض للخيانة»، رد يونايتد جاء قانونياً هذه المرة، ببدء إجراءات بسبب خرق العقد، وبعد أيام، أُعلن فسخ التعاقد بالتراضي دون أي تعويض، وغادر رونالدو أوروبا إلى النصر السعودي، في واحدة من أكثر النهايات صخباً في تاريخ أولد ترافورد.
في أرسنال، كانت أزمة بيير-إيمريك أوباميانج مختلفة في طبيعتها، ولم تكن خلافات فنية أو رغبة في الرحيل، بل سلسلة خروقات انضباطية، تأخر، غياب غير مبرر، ومشاكل تتعلق بالبروتوكولات الصحية.
ميكيل أرتيتا تصرّف بهدوء، لكن الحسم كان قاسياً، وسحب شارة القيادة، ثم استبعاد كامل من الفريق، أوباميانج لم يلعب مجدداً بقميص أرسنال، وتدرب منفرداً حتى رحيله بالتراضي إلى برشلونة، رسالة النادي كانت واضحة، لا أحد فوق القواعد.
في تشيلسي 2017، بدأت الشرارة بعرض صيني مغرٍ، ثم خلاف مع الطاقم الفني. العلاقة بين أنطونيو كونتي ودييجو كوستا تدهورت تدريجياً، قبل أن تتفجر عندما أبلغه المدرب برسالة نصية أنه خارج خططه.
كوستا رفض العودة للتدريبات، وبقي في البرازيل، بينما فرض عليه النادي غرامات مالية، الصفقة مع أتلتيكو مدريد تمت لاحقا، لكن الأزمة تركت أثراً عميقاً، بل واعتُبرت أحد أسباب توتر علاقة كونتي بإدارة تشيلسي وصولاً إلى إقالته لاحقاً.
قصة كارلوس تيفيز مع مانشستر سيتي عام 2011 تحمل استثناءً نادرًا، اتهامه برفض المشاركة ضد بايرن ميونيخ أدى إلى إيقافه، تغريمه، وسحب الشارة، ثم نفيه خارج الفريق، وبعد أشهر من القطيعة، عاد الطرفان إلى طاولة المصالحة، واعتذر تيفيز علنا، وقَبِل مانشيني الاعتذار، وساهمت عودة الأرجنتيني في انتفاضة سيتي وتحقيق لقب الدوري، في دليل على أن طريق العودة ممكن، ولكن بشروط صارمة.