بين إعادة الإعمار والاحتلال الكامل.. نتنياهو يصعد ويدفع غزة نحو سيناريو العزل التام
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
في الوقت الذي تسعى فيه مصر، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وعدد من القوى الدولية، إلى التمهيد لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة ووضع حد للكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك، يصعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خطابه العسكري، معلنًا اتخاذ قرارات باحتلال كامل للقطاع، في موقف يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني ويقوض أي أفق للتسوية.
وفي هذا السياق، أشار أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، إلى المفارقة بين ما تبذله الدولة المصرية من جهود بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الفاعلة من أجل تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وبين ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، من قرارات تتعلق باحتلال كامل للقطاع.
وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، "أن ما صدر من تصريحات إسرائيلية بتوسيع العمليات ومحاولة توسيع نطاق المنطقة العازلة وإعادة احتلال القطاع، هي تصريحات لا بد أن تؤخذ من زاويتين".
وأوضح أن الزاوية الأولى تتعلق بوجود مزايدات كبيرة داخل إسرائيل على المستوى العسكري بشأن طبيعة العملية العسكرية الجارية في غزة، مضيفًا أن هناك تجاذبًا واضحًا بين المستويين العسكري والسياسي داخل الحكومة الإسرائيلية حول أهداف هذه العملية، سواء كانت تهدف إلى احتلال كامل للقطاع أو توسيع النطاق العسكري فقط، مشيرًا إلى أن "إسرائيل موجودة الآن على أكثر من 40% من قطاع غزة، ووسّعت المنطقة العازلة إلى هذه المسافة".
أما الزاوية الثانية، وفقًا لفهمي، فتتعلق بتقدير الفوائد التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من توسيع عملياتها العسكرية أو التوجه نحو احتلال القطاع بالكامل، قائلًا إن هذا المسار يرتبط بتصور سياسي واضح مفاده أن إسرائيل لا تملك مقاربة سياسية للتعامل مع القطاع، حيث تسود حالة من التضارب في التصريحات والمواقف بين القيادتين السياسية والعسكرية، ولا يوجد توافق حقيقي بينهما.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول، ببراعة سياسية، أن يُصدر للجمهور الإسرائيلي صورة بأنه يتفاوض من أجل إطلاق سراح المحتجزين، في حين أن الموقف الإسرائيلي الرسمي لا يزال متعنتًا في التعامل مع المقترحات الخاصة بوقف إطلاق النار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو غزة قطاع غزة إسرائيل احتلال کامل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي لـ ماكرون: يجب تعزيز إدخال المساعدات إلى غزة وبدء إعادة الإعمار
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالا هاتفيًا من الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس أعرب عن تقديره العميق لما تشهده العلاقات الثنائيةبين مصر وفرنسا من تطور نوعي، خاصة عقب الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة في أبريل 2025، وهو ما انعكس إيجابًا على تنامي التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيسين بحثا سبل مواصلة دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، عبر تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري، وزيادة حجم التبادل التجاري الذي شهد تقدمًا ملموسًا خلال الأشهر الماضية، فضلًا عن التعاون في قطاعات الصناعة والسياحة والنقل.
وتناول الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها قطاع غزة، حيث أعرب الرئيس عن تقدير مصر للدعم الفرنسي للجهود المصرية التي أفضت إلى التوصل إلى اتفاق وقف الحرب، مؤكدًا ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.
وشدد الرئيس على أهمية تعزيز إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والبدء الفوري في مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
من جانبه، أعرب الرئيس ماكرون عن تقديره للدور المحوري الذي تضطلع به مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، خاصة في تثبيت اتفاق وقف الحرب في غزة.
وتطرق الاتصال إلى تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، حيث أكد السيد الرئيس رفض مصر القاطع للانتهاكاتالإسرائيلية، مشددًا على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وزيادة الضغط الدولي لوقف هذه الانتهاكات، ودعمالسلطة الفلسطينية في الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها.
واتفق الرئيسان على أن الجهود الراهنة يجب أن تفضي إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى إقامة الدولةالفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الرئيس دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه،ورفضها لأي محاولات تهدد أمنه، معربًا عن مساندة مصر لجهود إنهاء الحرب واستعادة السلم والاستقرار فيالسودان الشقيق.
وتبادل الزعيمان التهنئة بمناسبة العام الميلادي الجديد، متمنيين لشعبي مصر وفرنسا دوامالاستقرار والرخاء.