نتيجة حرب ترامب على اليمن كانت عكسية
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
محمد حسن زيد
بعقليةِ الحريصِ على تحقيقِ ربحٍ مالي سهلٍ ظن ترامب أن القوةَ العسكريَّةَ الأمريكية أدَاةٌ مهمَّةٌ لممارسة الضغوط أثناء المفاوضات في حروبه التجارية التي فتحَها مع العالم، لكنه لم يدخل البيتَ الأبيضَ إلا وهو يعلمُ أنها مكلفةٌ جِـدًّا.
وبالتالي؛ لا بد من تقليص ميزانيتها؛ كونها سببًا رئيسًا لوصول ديون أمريكا إلى أرقام فلكيةٍ يصعب أن نتخيلها، لكنه كلاعب “بوكر” محترف أراد أن يلوِّحَ بالقوة العسكرية الأمريكية كورقةٍ رابحة؛ فبحث عن أضعفِ نقطة ممكنة ليستعرضَ فيها قوةَ أمريكا فوجد اليمن!
بلدٌ مدمّـر لم ينفض غُبارَ الحروب والصراعات منذ العام 2011م.
اليمن التي ظنها ترامب أضعفَ نقطة تحوَّلت إلى تحدٍّ عظيم ومعضلة خطيرة، الطائرات الشبحية الاستراتيجية لم يكن لها التأثيرُ المرجو، بل أصبحت هدفًا قريبَ المنال بعد إسقاط أكثرَ من عشرين طائرة “درون – إم كيو9″، ثم طائرة “إف 18”.
حاملةُ الطائرات العملاقة ووَحْشُ البحار الفتاكة “ترومان”، لم تكن بمنأىً عن مشاهدَ من مسلسل الإذلال؛ فقد نابها الجزءُ الأخطرُ في تاريخها، وفرَّت هاربةً إلى شمالي البحر الأحمر، بعد أن استعانت بأُخرى أكبرَ منها ظلت بعيدةً ومتواريةً عن الأنظار اليمنية وسط َالمحيط الهندي.
وفيما بنكُ الأهداف المتاحة أصبحت الأسواقَ والموانئ المدنية والمقابرُ وبعضُ المنازل السكنية، ظهر العملاءُ عاجزين جبناءَ يبحثون فقطْ عن المال والمناصب الجاهزة، واتضح أن لا إمْكَانيةَ لديهم في تحقيق أيِّ اختراق عسكري.
ليس هذا فحسب، بل ظل اليمن -وهو تحَت أقسى الضربات الأمريكية- مُستمرًّا في إسناد غزة، وفارضًا قواعد اشتباك لم يشهد التاريخ أن سبقهُ إليها أحدٌ من العالمين، في معركةٍ أدخل ضمنها أسلحةً أكثر فتكًا وأبعد مدىً، وبما يستجيب لكل مراحلها.
هُنا؛ وجد ترامب نفسه مضطرًّا لإعلان وقف العدوان على اليمن؛ فصدم الإعلانُ العدوَّ قبل الصديق، وباتت الحقيقةُ جليةً؛ أن نتيجةَ حرب ترامب على اليمن جاءتْ بنتائجَ عكسيةٍ تمامًا؛ فهيبةُ أمريكا تآكلت أكثرَ، ومَن راهنوا عليها خائفون أكثر، وأعداؤها آمنون أكثر.
ومن نافلة القول: إن كانت الولاياتُ المتحدة الأمريكية قد عجزت عن تركيعِ اليمن، وهي بكامل قوتها وجبروتها وغطرستها؛ كيف بها سترفعُ عينَيها غدًا أمامَ الصين أَو روسيا أَو إيران؟!
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أمريكا.. ترامب يهدد بنقل «المشردين» وإجراءات سريعة لمكافحة الجريمة في العاصمة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن نيته نقل المشردين “بعيداً” عن واشنطن، عقب أيام من طرحه فكرة وضع العاصمة تحت سلطة الحكومة الفيدرالية، مستنداً إلى ما وصفه بارتفاع معدل الجريمة في المدينة.
وأكد ترامب في منشور على منصته الاجتماعية “تروث سوشال” أنه سيجعل العاصمة “أكثر أماناً وجمالاً مما كانت عليه في أي وقت مضى”، مضيفاً أن المشردين يجب أن يغادروا فوراً، مع توفير أماكن إقامة لهم، ولكن “بعيداً عن العاصمة”، كما أكد أن المجرمين في المدينة سيتم سجنهم بسرعة، مشيراً إلى أن الإجراءات ستتم بسرعة كبيرة.
هذا وتحتل واشنطن المرتبة الخامسة عشرة بين أكبر المدن الأميركية من حيث عدد المشردين، وفق إحصاءات العام الماضي، ويقضي آلاف الأشخاص لياليهم في الملاجئ أو الشوارع، رغم انخفاض أعدادهم عن مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.
وكان ترامب هدد سابقاً بنشر الحرس الوطني في إطار حملة صارمة لمكافحة الجريمة في العاصمة، رغم أن إحصاءات الشرطة أظهرت انخفاضاً بنسبة 26% في الجرائم العنيفة خلال النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالعام السابق. كما أظهرت بيانات وزارة العدل أن معدلات الجريمة في المدينة عام 2024 كانت الأدنى منذ ثلاثة عقود.
رئيسة بلدية واشنطن موريل بوزر علقت على تصريحات ترامب في مقابلة مع قناة “إم إس إن بي سي”، مؤكدة عدم وجود ارتفاع في معدلات الجريمة، ووصفت أي مقارنة للحالة في المدينة بدولة مزقتها الحرب بأنها “مبالغ فيها وكاذبة”.
يأتي تهديد ترامب بنشر الحرس الوطني بعد أسابيع من قيامه بنشر عناصر الحرس في لوس أنجلوس ردّاً على تظاهرات عقب مداهمات لتوقيف مهاجرين غير نظاميين، رغم اعتراض المسؤولين المحليين. ويكرر ترامب اقتراح استخدام الحرس الوطني التابع للجيش للسيطرة على مدن يسيطر عليها مسؤولون ديمقراطيون معارضون لسياساته.