دير البلح.. ذاكرة المدينة الصغيرة بين إرث الحضارة وتهديد الإبادة.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
الكتاب: دير البلح دراسة في تاريخ وحضارة المكان والسكان.
الكاتبة: سلوى دياب المصري.
الناشر: دار الكلمة، غزة -فلسطين، 2023م
عدد الصفحات: 216 صفحة
مدينة باتت في مرمى الاستهداف الإسرائيلية هذه الأيام الصعبة من حرب الإبادة والتجويع الذي يتعرض له قطاع غزة، إنها مدينة دير البلح المدينة العريقة بتاريخها، التي احتضنت لأكثر من عام ونصف أبناء المدن الفلسطينية المجاورة لها بين زقاق مخيمها، وعلى ساحل شاطئها الذهبي، وتحت ظلال نخيلها المثمر، عاش الفلسطيني النازح والجائع، ينتظر ما تجود به من من خير.
تقع مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة على طول الساحل شرق البحر الأبيض المتوسط وعلى مسافة عشر كيلو مترات شمال مدينة خانيونس، وعلى مسافة ستة عشر كيلو جنوب مدينة غزة، وتبلغ مساحة المدينة نحو 14.735 دونما، تراوحت المساحة المبنية منها 8000 دونم تقريباً، تبعد دير البلح عن مدينة القدس 92 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي، يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المتأخر حين كانت حصنا من حصون المملكة المصرية الحديثة.
استقبلت دير البلح كل من وطأة أرضها مسيحي ومسلم وأراد الإقامة بها، فكانت بحق مدينة السلام، ففي منتصف القرن الرابع الميلادي قام الراهب المسيحي هيلاريوس ببناء دير مسيحي هناك، ويعرف اليوم بمقام الخضر، نمت المدينة بمواقعها الجغرافي المتميزة على طريق البريد لدولة المماليك بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، وباتت المدينة بمثابة أبرشية لكنيسة الروم الأرثوذكس في القدس في عهد العثمانيين حتى أواخر القرن التاسع عشر.
مدينة باتت في مرمى الاستهداف الإسرائيلية هذه الأيام الصعبة من حرب الإبادة والتجويع الذي يتعرض له قطاع غزة، إنها مدينة دير البلح المدينة العريقة بتاريخها، التي احتضنت لأكثر من عام ونصف أبناء المدن الفلسطينية المجاورة لها بين زقاق مخيمها، وعلى ساحل شاطئها الذهبي، وتحت ظلال نخيلها المثمر، عاش الفلسطيني النازح والجائع، ينتظر ما تجود به من من خير.مر بالمدينة خط السكة الحديد الذي كان يمتد من القنطرة في مصر إلى مدينة حيفا، ومنها إلى بيروت، ومن فروعه خدمت يافا، القدس، عكا، مرج بن عامر، كانت موجودة أصلاً في فلسطين منذ العهد العثماني، وازدهرت تلك الخطوط المدن والقرى الفلسطينية بأكملها ومنها دير البلح.
تأتي أهمية هذه الدراسة باستمرار السياسة الإسرائيلية المستهدفة للمخيمات الفلسطينية الشاهد الرئيس على بقاء وديمومة قضية اللاجئين الفلسطينيين، والمحاولات الإسرائيلية الحثيثة لاقتلاع الفلسطيني من أرضه، وهدم ما تبقى من حجارة المخيمات في قطاع غزة التي تعرضت لإبادة للمكان بعد إبادة الإنسان، حيث جرى تدمير التراث المادي للقرى والمدن الفلسطينية، بشن حرب إسرائيلية متواصلة على التاريخ والتراث والحضارة الفلسطينية، تمثل هذه الدراسة وثيقة تاريخية حضارية تفند المزاعم الإسرائيلية بكل ما يتعلق بفلسطين، بين ثنايا صفحاته شهادات حية عن المستوى العمراني والاجتماعي لريف ومخيم دير البلح، لتسهم الكاتبة في إبراز التاريخ الثقافي الإنساني الذي حاول الاحتلال سحقه منذ سنوات النكبة، وحتى حرب الإبادة الجماعية .
أصول التسمية:
أول الأسماء التي أطلقت على مدينة دير البلح اسم الداروم ثم الدارون، وهما في الكنعانية والآرامية يعنيان الجنوب، أقام فيها القديس هيلاريون 278-372م أول دير في فلسطين سمي بالدارم فسميت دير البلح نسبة لهذا الدير، وقد دفن القديس في الحي الشرقي للمدينة، هذا وقد فتحها المسلمون دير البلح 13 هـ على يد عمرو بن العاص، وفي زمن الحروب الصليبية ذكرت دير البلح باسم الداروم، وكانت احدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية، وقام فيها عموري قلعة لها أربعة أبراج للدفاع عنها، وسميت دير البلح بهذا الاسم منذ أواخر القرن التاسع نسبة إلى بستان النخيل الواقع غرب المدينة، وكانت تعرف محلياً بدير مار جرجس أو دير الخضر، وكذلك دير داروم في السجلات العثمانية(ص19).
شارك أهالي دير البلح في حرب عام 1948م عبر الهجوم على مستوطنة كفار داروم جنوب شرق دير البلح، ونزح إليها أعداد كبيرة من لواء غزة جنوب فلسطين، والقليل من لواء اللد ويافا، واستقروا على ساحل دير البلح، وعددهم 24 ألفاً، ومن أشهر المعارك جرت على أراضي دير البلح معركة التبة 86، بتاريخ 22/12/1948م، جنوب دير البلح، تمكن الاحتلال من السيطرة على التبة، وعزل حامية غزة، وفصل مدينة غزة عن المنطقة الساحلية الجنوبية.
يوم الثلاثاء الأحمر في دير البلح:
عند محاصرة جمال عبد الناصر ومحمد نجيب ومن معهم من المقاومين المصريين في منطقة الفالوجا، حتى تدخل الصليب الأحمر وأشرف على فك حصارهم واعادتهم لمصر سالمين، فمن هنا جاءت مجموعة من المقاومين المصريين وقامت بمهاجمة مغتصبة كفار داروم وأثناء زحفهم نحو المغتصبة بين سنابل القمح الطويلة، رأتهم احدى المجندات الإسرائيلية، وأطلقت النار عليهم حتى سقطوا جميعهم شهداء، فهب الأهالي لنجدة المقاومين المصريين بعد أن غادرت المجندة، فقام الأهالي بانتشال الجثث وسحبها من المكان إلى أقرب بيت هناك، فاستشهد أكثر من عشرين شهيداً، وفي الخامس من عشر من مايو عام 1948م، ألقت الطائرات البراميل المتفجرة فوق بيوت الأهالي لتفريق جموع اللاجئين، فقتلت العشرات من المواطنين ودوابهم في سوق دير البلح " سالت الدماء في الشارع التجاري ودفن الكثير من الشهداء في الحفر التي أحدثتها تلك البراميل، كما اختلطت الخضروات والفواكه، وقد استشهد في تلك المجزرة ما يزيد على المائتي شهيد فضلا عن الجرحى خلال القصف"
كما قاوم أهالي دير البلح الاحتلال في حرب عام 1967م، ولكن الاحتلال استولى عليها وعلى خيراتها، وعلى ينابيع المياه التي تشكل مصدر ري فائق الأهمية، مما أدى إلى الأضرار بزراعة الحمضيات المحلية، وفرضت سلطات الاحتلال قيود على البناء مما أغلق التوسع المنظم لأهالي دير البلح (ص30).
الاستيطان في دير البلح:
بلغ عدد المستوطنون في غزة 6آلاف مستوطن أقاموا في تسعة عشر مستوطنة داخل القطاع تركز معظمها في تجمعين أساسيين:
ـ التجمع الاستيطاني الشمالي، يضم ثلاث مستوطنات تقع على طول حدود غزة الشمالية ( دوجيت، نسنايت، إيلي سيناي)، وهي الأسماء المتداولة لإعادة بناءها على حساب ضم أراضي بيت حانون، بيت لاهيا، جباليا.
ـ التجمع الاستيطاني الجنوبي، يضم 11 مستوطنة ويسمى تجمع غوش قطيف ويقع على الثلث الجنوبي لساحل غزة في المنطقة الغنية بالمياه العذبة.
زخرت دير البلح بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية التي تدل على أهمية هذه المدينة وحضارتها، وقد وجدت أعمدة من الرخام الأبيض في جدران بعض المنازل القديمة، وتشبه هذه الأعمدة تلك الموجودة في منطقة الحرم القدسي الشريف في القدس.أما على أراضي دير البلح، فأقيمت مستوطنة كفار داروم على حدود المدينة، التي فصلت المنطقة الوسطى عن جنوب القطاع عام 1971م، إلى جانب مستوطنة كيسوفيم الواقعة بين خانيونس ودير البلح، ومازالت دير البلح محط أطماع الجمعيات الاستيطانية كجمعية نحلاً التي طالبت منذ بداية الحرب إعادة بناء المستوطنات التي تم تفكيكها في اطار خطة إعادة الانتشار التي نفذها رئيس الوزراء الإٍسرائيلي أرئيل شارون عام 2005م.
مخيم دير البلح:
يعد أصغر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، يقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمال غرب مدينة دير البلح، بلغت مساحته حوالي 156 دونماً لكنها تقلصت إلى 132 دونما، ضم حوالي 9000 نسمة، وتعود جذور معظم أولئك اللاجئين للقرى الواقعة وسط فلسطين وجنوبها الذين هجروا من مدنهم وقراهم قسرا، وأجبروا على تركها، ويوجد حاليا أكثر من 20000 لاجئ يعيشون في ظروف معيشية غاية في المعاناة، من الحرمان في بيئة تعيسة، صيفهم خانق، شتاؤهم قاس، بيوتهم صغيرة، متلاصقة ومنخفضة، لازمهم الفقر طيلة حياتهم، اعتشوا على ما تقدمه لهم الأونروا من مواد تموينية رديئة، اكتسوا من عتيق ملابس المانحين، وتعلموا في مدارس بائسة كبؤس بيوتهم، وأكثر فقراً، ولكنهم كانوا أكثر ترابطا وأقوى عزماً، فهم أبناء جيل النكبة الذين انتزعوا حقهم في الحياة بإرادة صعبة وعزيمة قوية، كان جيلاً خارقا لم يعرف للهزيمة طريقاً، لم يسمح لقسوة اللجوء أن تحول بينه وبين طموحاته.
المعالم الأثرية والتاريخية:
زخرت دير البلح بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية التي تدل على أهمية هذه المدينة وحضارتها، وقد وجدت أعمدة من الرخام الأبيض في جدران بعض المنازل القديمة، وتشبه هذه الأعمدة تلك الموجودة في منطقة الحرم القدسي الشريف في القدس.
تلة أم عامر: سميت بذلك نسبة إلى أنثى الضبع، ومن كثرة الضباع التي كانت تعيش في تلك المنطقة، وتبلغ مساحة موقع تلة أم عامر أكثر من خمسين دونماً، وفيها أهم المعالم المعمارية والأثرية، ويحتوي كنيستين، ومدافن، وقاعة المعمودية، وغرف للطعام، وصهاريج، وأفران طينية، وقنوات توصيل وصرف المياه، بالإضافة إلى لوحات فسيفسائية ومخطوطات اغريقية مزخرفة برسوم هندسية.
قلعة دير البلح:
أنشأها عموري ملك القدس الصليبي 1173م، بدأ الاهتمام الصليبي في التوجه جنوباً لأقصى حد ليقفوا عند الداروم دير البلح ليتخذوا منها رأس حربة، وقاعدة متقدمة تواجه القوى الإسلامية فأقام بها الملك عموري، اتخذ عموري من الداروم مقراً لقيادته العسكرية والإدارية ليلتقي بالسفراء العرب مثل بدران بها عندما يريد عقد أو إبرام معاهدات معهم، ودمرها صلاح الدين الأيوبي عام 1177م، أهمية القلعة تكمن أنها قريبة من شاطئ البحر في منطقة البركة، تستكشف كل من هو قادم إليها من شاطئ البحر، وتطل على شمال قطاع غزة(ص89).
كما أجريت العديد من الحفريات الأثرية على شاطئ دير البلح كشفت عن أعظم مقبرة تاريخها يرجع إلى العصر البرونزي 1200-1550ق.م والمنسوب إلى الملوك الفلسطينيين، وهي عبارة عن توابيت مصنوعة على شكل إنسان، محفورة من حجر الكركار أو الطين الأحمر، اكتشف كميات كبيرة من الأواني المصنوعة من الألباستر، وتماثيل فرعونية صغيرة وأختام وحلى ذهبية وغيرها من الأشياء التي سرقتها إسرائيل مع كل اجتياح تتعرض له مدينة دير البلح.
بدأ التنقيب في مقبرة دير البلح بين عامي 1972 -1982م، لمصلحة دائرة الآثار في الجامعة العبرية بالقدس، وجمعية استشكاف إسرائيل، وقامت بسرقة معظم المكتشفات الأثرية، وهي معروضة اليوم في متحف الروكفلر ومتحف إسرائيل في القدس، تقدم رواية إسرائيلية لتاريخ مزعوم لها في دير البلح أشبه بالأساطير اليونانية.
نظم موشيه دايان عام 1971م، حملة تنقيب غير شرعية من الآثار في المنطقة قبل الانتفاضة الأولى، وأقدمت فيه إسرائيل على سرقة معظم القطع الأثرية التي وجدت على شواطئ قطاع غزة، وقد ضم كل المكتشفات التي وجدها إلى مقتنياته الشخصية التي احتفظ بها حتى وفاته، ومنها مجموعة كبيرة من آثار دير البلح جميع تلك المقتنيات بيعت من قبل ورثته لمتحف إسرائيل.
موقع المدفع:
اكتشف عام 2020 م على سواحل البحر المتوسط المقابلة لساحل المدينة سفينتين حربيتين بريطانيتين مليئتين بالقذائف سفينة من نوعHMS M15 والمدمرةHMS Staunch, أغرقتها غواصةy.c 38 الألمانية في الحرب العالمية الأولى يوم 11 نوفمبر 1917م قبالة سواحل دير البلح، وبقيت السفينة والمدمرة مختفيتان في مياه بحر قطاع غزة، دون أن يشاهدها أحد، إلى أن تم العثور عليها، ليجدوا فيها مدفع حربي كبير الحجم يزن حوالي 8250 كيلو جرام، فيما يبلغ طوله سبعة أمتار، وقذيفة 76ملم، تم نقله ونصبه وسط مدينة دير البلح؛ ليكون رمزاً للنضال الفلسطيني على مر السنيين.
متحف دير البلح:
يعد هذا المتحف من أهم المتاحف الفلسطينية الذي أسس عام 1993م، للحفاظ على الإرث المادي الفلسطيني والموروث الشعبي، الذي يعزز الهوية الفلسطيني ويربط الأجيال بعضها ببعض، احتوى المتحف على مجموعة من المقتنيات والقطع الأثرية الضخمة التي تعود للعصر البيزنطي والعصر الروماني، ومجموعة كبيرة من الأواني والمعدات الفخارية، كما احتوى على حجرات زجاجية وجدت في مواقع متعددة، ولكن المتحف تعرض للقصف والتدمير خلال الحرب الإسرائيلية التي مازالت مشتعلة حتى اليوم(ص97).
اقتصاد المدينة:
يقوم اقتصاد مدينة دير البلح على الزراعة بصفة رئيسية، فقد اشتهرت بزراعة حبوب القمح والشعير كمصدر غذائي، وساعدت خصوبة التربة على زراعة الحمضيات والكروم التي كانت بمثابة عناصر البقاء والصمود للإنسان الفلسطيني، ومصدر لمنافسة تجارية بين القوى الصليبية على المدن الساحلية، لتصبح المدن الساحلية ذات وظيفة مزدوجة تجارية وعسكرية، وحلقة وصل بين النشاط التجاري لدول المشرق العربي وأوروبا فوصلت فواكه فلسطين وخمور الداروم إليها.
زراعة النخيل:
تشتهر دير البلح بزراعة النخيل، بلغ عددها عشرون ألف نخلة تقريبا في جنوب وغرب المدينة، ولكن الجيش عمل على اقتلاع حوالي 3.550 نخلة خلال الانتفاضة الثانية عام 2000م، وتشكل زراعة النخيل أحد مصادر الدخل المحلي ومصدر دخل رئيسي للعديد من سكان دير البلح، نظرا لأهمية أنواع التمور المزروعة حياتي، الذي يتميز باللون الأحمر القاني وهو من أهم المنتجات الزراعية إلى جانب بلح البرجي الذي يتميز بحلاوة الطعم وغزارة الإنتاج وهي من الأنواع ذوات الجدوى الاقتصادية العالية.
تقف المدينة الاستثنائية" دير البلح" على أعتاب فصل جديد من فصول الحرب الإسرائيلية؛ كونها أخر مدينة في قطاع غزة وصل إليها الجيش الإسرائيلي ضمن عملية محدودة، لكنها اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من فصول الإبادة الجماعية؛ لتنتقل المدينة من بيئة إنسانية أمنة ووجهة للنازحين الفلسطينيين إلى منطقة إخلاء ونزوح، وخوف من استهداف مباشر، واحتلال، وتدمير ممنهج لأخر بيئة زراعية تطعم ما يقارب من 2 مليون فلسطيني، ينتظرون فيه مجهول المستقبل الذي يحاك ضدهم ما بين تهجير قسري أو إبادة جماعية للمدينة الأصغر حجم والأقل سكاناً قبل عام 2023م."يعتبر قطاع التمور في فلسطين أحد ركائز الاقتصاد الزراعي... فيوجد في فلسطين 571 مزرعة نخيل تحتوي على 311 ألف شجر نخيل، يعمل بها أكثر من 5000 عامل، يبلغ قيمة صادراتها نحو 35 إلى 40 مليون دولار سنوياً، وقدر انتاجها بنحو 13 ألف طن ونصف يستهلك السوق المحلية ما كميته 6000 طن من التمور في الضفة الغربية وقطاع غزة سنوياً، أي أن نسبة 60% من الإنتاج الفلسطيني تذهب للسوق المحلي، 40% من الإنتاج يتم تصديره من صنف تمر المجول ـ المجهول ـ الفلسطيني".
تحتوي ثمرة البلح على معظم المركبات الأساسية اللازمة لبناء جسم الإنسان، فالتمر يعد منجماً مليئاً بالفيتامينات، ويسمى التمر بالمنجم لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية مثل الفسفور، الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، الصوديوم، الكبريت، والكلور، كما يحتوي التمر على فيتامينات أ، ب 1، ب2، 2 فضلا عن السكريات السهلة البسيطة في تركيبها(ص101).
أبرز المشاكل التي تواجهها زراعة النخيل في دير البلح:
1 ـ قلة المياه بسبب الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع حفر آبار ارتوازية، ما يعد أكبر عائق أمام التوسع في زراعة النخيل، في الوقت الذي يستطيع المستوطن التوسع في زراعته، وسلب منابع المياه، والعيون بأسعار رخيصة في الوقت الذي يحرم منها المزارع الفلسطيني.
2 ـ الاجتياحات الصهيونية وعمليات القصف المستمرة للأراضي الزراعية وعمليات إطلاق القذائف على قطاع غزة ألحق دماراً واضحاً بمزارع النخيل في بيت لاهيا، بيت حانون، دير البلح، رفح.
3 ـ تحكم الاحتلال بلقاح الأشجار والمبيدات والأسمدة، وعدم توفر حبوب اللقاح لأشجار النخيل بشكل دائم، وصعوبة الحصول على بعض الأسمدة والمبيدات الحشرية لمواجهة الأمراض والآفات التي تصيب أشجار النخيل.
4 ـ ارتفاع تكاليف الإنتاج: من عمال ذوي خبرة ورافعات وصعوبة الحصول على الفسائل ذوات النوعية الجيدة واستيرادها؛ بسبب الإجراءات والعراقيل الصهيونية، بالإضافة لارتفاع تكاليف الشحن والنقل بشكل عام للصادرات والواردات السلعية الفلسطينية، مع ضعف السوق المحلي في النقل والتخزين.
تقف المدينة الاستثنائية" دير البلح" على أعتاب فصل جديد من فصول الحرب الإسرائيلية؛ كونها أخر مدينة في قطاع غزة وصل إليها الجيش الإسرائيلي ضمن عملية محدودة، لكنها اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من فصول الإبادة الجماعية؛ لتنتقل المدينة من بيئة إنسانية أمنة ووجهة للنازحين الفلسطينيين إلى منطقة إخلاء ونزوح، وخوف من استهداف مباشر، واحتلال، وتدمير ممنهج لأخر بيئة زراعية تطعم ما يقارب من 2 مليون فلسطيني، ينتظرون فيه مجهول المستقبل الذي يحاك ضدهم ما بين تهجير قسري أو إبادة جماعية للمدينة الأصغر حجم والأقل سكاناً قبل عام 2023م.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب فلسطين فلسطين كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة دیر البلح زراعة النخیل فی دیر البلح فی قطاع غزة على أعتاب فی فلسطین فی القدس فی منطقة کبیرة من من فصول أکثر من
إقرأ أيضاً:
جيهان زكي: حياتنا اليومية تحمل بصمات الحضارة المصرية القديمة
أكدت الدكتورة جيهان زكي، أستاذ الحضارة المصرية، أن ارتباطها بدراسة الحضارة بدأ منذ الجامعة، حيث وجدت أن مظاهر الحياة المصرية الحديثة، سواء بين الرجال أو النساء أو الأطفال، تحمل الكثير من العادات التي كانت سائدة في مصر القديمة.
وأشارت إلى أن النصائح التي تناقلها الأجداد للأحفاد، لا تختلف كثيرًا عن تلك التي وُجدت في برديات ومعابد الفراعنة، مما يعكس استمرار هذا الإرث في تفاصيل حياتنا اليومية.
وشددت زكي، خلال لقائها مع الإعلامية منة فاروق، ببرنامج «ستوديو إكسترا»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، على أن «الحبل السري» الذي يربط بين مصر القديمة والحاضر، ما زال قائمًا، لكنه يحتاج إلى وعي أكبر من الأجيال المعاصرة، موضحة أن جدران المعابد تعد بمثابة سجلات مفتوحة، وأرشيفا تراثيا يحفظ تاريخ مصر.
وأضافت أن هذه الجدران لم توثق الحقبة الفرعونية فحسب؛ بل امتدت إلى العصرين اليوناني والروماني، حيث حرص الكهنة على تسجيل أسماء عواصم الأقاليم وممرات المياه بأحرف صغيرة ومشفرة، حفاظًا عليها في ظل فترات الاحتلال.