انطلقت فكرة "تكوين" من تعاون بين مصمم ومصور مستقلين، لاحظا من خلال عملهما أن المشاريع التي يتعاملان معها تفتقر للتناسق والتكامل. كان أحدهما يُصمم شعارات دون أن تُستكمل بهوية واضحة، والآخر يُصور مشاريع تفتقر لهوية بصرية متماسكة. ومن هذا التناقض، وُلِدت رغبة حقيقية في تقديم تجربة متكاملة تبدأ من الفكرة ولا تنتهي عند التصميم.

مع الوقت، اتضح لهما أن المشكلة ليست في التصوير أو التصميم فقط، بل في غياب الاستراتيجية، والمشاريع بحاجة إلى فكر متكامل، إلى خطة وهوية ونبرة وصوت وصورة واحدة تُجسد جوهر العلامة التجارية. وهكذا، تم تأسيس شركة تكوين، والتي ركزت منذ بدايتها على بناء العلامات التجارية بشكل احترافي.

البداية والتكوين

وعن هذه التجربة الريادية يقول عامر بن محمد الشنفري مؤسس شركة تكوين: إن الفكرة بدأت ببساطة، من واقع عملي مع زميلي، حيث كنت أعمل كمصور مستقل، وكان هو مصمم جرافيك، وخلال تعاملاتنا مع مشاريع صغيرة ومتوسطة، لاحظنا شيئًا متكررًا: ألا وهو أن المشاريع تفتقر للتكامل، حيث كنت أجد نفسي أصوّر مشروعًا لا يملك هوية بصرية واضحة، وهو كذلك يصمم شعارًا لا يتبعه أي تطبيق عملي يعكس تلك الهوية. وهذا التناقض خلق فينا رغبة حقيقية: لماذا لا نقدم تجربة متكاملة؟ تجربة تبدأ من الفكرة ولا تنتهي عند مجرد تصميم أو صورة، ولكن مع مرور الوقت، أدركنا أن المسألة أعمق من مجرد غياب التنسيق.

وتابع: المشكلة الحقيقية كانت في غياب الاستراتيجية، وكثير من المشاريع تبدأ دون خطة واضحة، لا تعرف من تستهدف، ولا كيف تعبّر عن نفسها. فبدأنا نبحث عن حلول تبدأ من الجذور: من الفكرة، من صياغة الرسالة، من تحديد خصوصية العلامة التجارية وصورتها، ثم ننتقل لتطوير الهوية البصرية، وهكذا وُلدت "تكوين"، ليس كشركة تصميم، بل كشريك استراتيجي في بناء العلامات التجارية. لا نقدم تصميمًا لمجرد التصميم، بل نشتغل على تحليل السوق، فهم المشروع، صياغة الرؤية، ومن ثم نبني هوية بصرية تعبّر بدقة عن هذا الكيان. هذا ما يميز "تكوين"، ويجعلها وجهة مختلفة تمامًا عن النماذج التقليدية.

وحول أبرز الخدمات التي تقدمها "تكوين" لرواد الأعمال قال عامر الشنفري: نحن نركز على تقديم خدمات متكاملة، تشمل صياغة استراتيجيات العلامة التجارية، وتطوير الهويات البصرية، وتسليم ملفات كاملة تساعد المشروع على النمو والتوسع، ونستهدف بشكل خاص رواد الأعمال الحاليين، وأيضًا أولئك الذين يخططون لدخول السوق برؤية احترافية ومدروسة.

وحول أبرز التحديات التي واجهها في هذا المجال قال: التحدي الأكبر كان تغيير الوعي لدى بعض أصحاب المشاريع الذين يظنون أن الشعار كافٍ لبناء علامة تجارية، أو أن التصميم وحده يصنع الفرق، لكن مع التجربة، بدأنا نثبت لهم العكس. وذكر مثالًا على مشروع ساعد فيه العميل على "بيع القصة" والترويج لها وتقديم مشروعه على شكل قصة بدلًا من كونه مجرد منتج، والنتيجة كانت أن قدرته على تسويق منتجه وسعره تحسنت بشكل ملحوظ.

وتحدث الشنفري وقال: "إن الدعم من أبرز عوامل التمكين لنا، وقد تلقينا دعمًا كبيرًا من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة ظفار، وكان وجودنا في حاضنة سمهرم التابعة للهيئة نقطة تحول مهمة، حيث وفروا لنا مقرًا ومساحة للنمو. وكذلك، انخراطي كعضو في اللجنة الشبابية لمحافظة ظفار كان له أثر إيجابي في إثراء الرؤية، واستقاء الإلهام من العمل المجتمعي والشبابي".

وعن الطموحات المستقبلية لـ"تكوين"، أوضح الشنفري أنه يطمح أن تكون "تكوين" الوجهة الأولى لرواد الأعمال ليس فقط في سلطنة عمان، بل في المنطقة، مع إيمانه أن العلامات التجارية الملهمة قادرة على تحريك الاقتصاد، وتعزيز مكانة البلد اقتصاديًا في هذا المجال. وتابع بقوله: "أطمح أن تكون سلطنة عمان واحدة من الدول الرائدة في بناء العلامات التجارية التي تستحق أن تُكتشف وتُجرب، ومشاريع تروّج للمكان، للهوية، وللإنسان العُماني".

ويوجه الشنفري رسالته لرواد الأعمال بقوله: "فكروا في مشاريعكم كقصص تستحق أن تُروى، لا تتوقفوا عند المنتج أو الخدمة، بل ابحثوا عن جوهر الفكرة، واصنعوا حولها علامة تجارية تنبض بالحياة. العلامة ليست شعارًا، بل إحساس وهوية وصوت، ونحن في "تكوين" نؤمن أن كل مشروع يستحق أن يُروى بشكل يليق به".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلامات التجاریة لرواد الأعمال

إقرأ أيضاً:

النمر يكشف علاقة علامة في الأذن بأمراض شرايين القلب

أميرة خالد

كشف استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الأستاذ الدكتور خالد النمر، عن علاقة علامة في الأذن بأمراض شرايين القلب.

ونشر الدكتور خالد النمر، صورة تلك العلامة، قائلًا: “هذه العلامة علاقتها مع أمراض شرايين القلب متوسطة وقيمتها العلمية تعتمد على (pretest probabilty) أي الأمراض التي يعاني منها الشخص فاذا كانت في شاب وليس لديه امراض مزمنه فتكاد تكون لاقيمة لها”.

وأضاف: “اما إذا كانت في شخص لديه سكر وضغط وكوليسترول ومدخن فتزداد قيمتها الدلالية.. وفي كل الأحول فقوتها الإحصائية +LR أقل من 2، وبالتالي فهي لا تكفي لتكون علامة مستقلة لوحدها للدلالة على تضيق شرايين القلب”.

مقالات مشابهة

  • منطقة علي بن أبي طالب تتحول إلى وجهة حضارية ضمن نقلة خدمية بزهور بورسعيد
  • روان أبو العينين: العلاقات بين مصر والدول العربية قائمة على مواقف راسخة وتحالفات حقيقية
  • القرية الأوليمبية تستضيف المنتدى الاقتصادي الأول للغرفة التجارية المصرية بالإسماعيلية
  • انطلاق موسم حصاد الكرز البري في أرضروم… وفوائده الصحية تبهر الباحثين
  • النمر يكشف علاقة علامة في الأذن بأمراض شرايين القلب
  • كيف غيرت كانفا وجه التصميم بمساعدة الذكاء الاصطناعي؟
  • إعادة تكوين الجزيئات الأولى للكون في تجربة مخبرية فريدة!
  • 41 شهيدا بغزة منذ الفجر والأونروا تدين قتل الباحثين عن الطعام
  • بسمة وهبة: الداخلية تخوض معركة تطهير حقيقية ضد إساءة استخدام السوشيال ميديا
  • حي الدوحة للتصميم وجامعة فرجينيا كومنولث يطلقان مشروعا يعزز التنوع البيولوجي من خلال التصميم