سودانايل:
2025-10-13@21:20:26 GMT

متى نكف عن هذا..!!

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي

. أتابع منذ صبيحة يوم أمس حالة الهيجان والنشر المتعجل لأخبار ورسائل بعض من يحاولون صُنع بطولات زائفة بمعاداتهم للإمارات واستدرار عواطف البسطاء لإتخاذ مواقف ربما تضر بهم وبأسرهم وبالآخرين.

. وكعادتنا نتعجل في (الكوبي بيست) ولا يفكر معظمنا سواءً كنا أناساً عاديين أو حتى صحفيين قبل أن نعيد نشر ما يصلنا.



. فخبر مثل أن دول مجلس التعاون الخليجي إتخذت موقفاً بقطع العلاقات الإقتصادية والسياسية مع السودان بسبب قطع علاقته بالإمارات خبر زائف ولا يمكن أن يقبله أي عقل، لكننا لا نفكر قبل أن ننشر وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، وهذا أحد أسباب إستمرار هذه الحرب اللعينة وما أدى لأن ندمر بلدنا بأنفسنا ثم نبدأ في لوم الآخرين.

. فأولاً يا سادة دول هذا المجلس التي تتكلمون عنها لا تتخذ القرارات، سيما الكبيرة منها، على طريقة (سلق البيض) كما يحدث عندنا.

. وهنا سأعطيكم نموذجاً صغيراً حتى يفهم البعض كيف تمضي الأمور في دول المجلس.

عملت لسنوات في قسم التحرير الإنجليزي بوكالة الأنباء العمانية وفي بعض الأحيان كان الإخوة في قسم التحرير العربي يمدوننا بخبر قد لا يتعدى خمسة أسطر لكن لأهميته يرفق معه المحرر المسئول في القسم العربي الذي يجاورنا ويفصلنا عنه باب زجاجي، يرفق معه الملاحظة التالية " يمكنكم تجهيز الترجمة لكن لا تنشروا لأن الموافقة النهائية لم تأت بعد".

. وحين تُدون مثل هذه الملاحظة يلتزم بها أقلنا خبرة في القسم لأن النظام يحكم كل شيء، وقد ننتظر لساعات قبل أن يُقَرر في الخبر بشكل نهائي ويتم إرساله للوكالات والصحف والمؤسسات على الواير.

. ضربت مثلاً بخبر صغير في مؤسسة رسمية واحدة فما بالكم بالقرارات الكبيرة التي تخص الدول بأكملها!

هذه أمور يتم التداول فيها بتريث ونقاشات مستفيضة يا قوم، ولا يوجد بين هؤلاء الناس برهان أو عطا يصحو صباحاً فيعين من يريد ويطرد من يرغب في طرده، أو يلعن هذا ويقطع العلاقات مع ذاك.

. أنا أصلاً غير مقتنع بأن حكومة البرهان قطعت علاقتها بالإمارات نفسها، فقطع العلاقات لا يكون عبر مجلس دفاع أو أمن ولا من خلال الميديا، بل له قنواته المحددة وآليات يعرفها الجميع، لكننا عندما نريد تصديق الكلام (الساي) نصدقه ونبدأ برغبة (مُحيرة) في إثارة البلبلة.

. وإن كان قطع العلاقة مع الإمارات نفسها موضع شك فما بالكم بالخبر الزائف حول قطع الخليجيين علاقاتهم مع السودان!

. ثم أن موقفك كمواطن عادي لا ناقة له أو جمل من الإمارات و ( قطع علاقتك) بها ليس دليل وطنية إطلاقاً بل هو موقف عاطفي لا يقبله العقل.

. ولكي لا يسوقك بالخلا من يحافظون على علاقتهم بالإمارات نفسها وبغيرها من البلدان التي يقولون في الإعلام أنها عدوة لنا ولبلدنا، لابد أن تفهم عزيزي المواطن البسيط أن أي حرب في هذا الكون عندما يسمح أهلها بإستمرارها وتمددها، يتعلق الأمر بعد ذلك بأطراف إقليمية ودولية تصبح جزءاً من هذه الحرب بشكل أو بآخر.

. ولهذا فالموقف الوطني الجاد والمتعقل كان أن تُرفض هذه الحرب منذ ساعاتها الأولى حتي لا نفتح الباب لأي تدخلات إقليمية أو دولية.

. ولو تذكرون حتى أيام الإعتصام وقبل أن تكون هناك حرب، كنا ندعو لأن يحلحل الثوار أمورهم سريعاً ويسدون الثغرات بالصورة المثلي منعاً لأي تدخلات خارجية قد تأتي لاحقاً.

. وحتى بعد بدء هذه الحرب اللعينة وإنقسام السودانيين حولها كمعسكري هلال مريخ ظللنا نتساءل: لماذا لا يقطع الجيش خطوط إمداد الجنجويد وهو القادر على مثل هذا الفعل وقتها بحكم تفوقه بسلاح طيران لا يملك مثله الجنجويد.

لكن ذلك لم يحدث، وأظهر لنا جيش الكيزان (فلاحته) فقط في هدم بيوت المواطنين والأسواق فوق رؤوس الناس.

. والمفارقة اليوم أن كل من أيدوا ذلك نراهم يدعون البطولات الآن، ويصرخون من إمتلاك الجنجويد لأسلحة متطورة، ويوزعون صكوك الوطنية وفقاً لأمزجتهم ورغباتهم.

. وقبل أن تردد كلامهم تأمل عزيزي المواطن العادي العالم من حولك وقل لنا: أي حرب في هذا الكون لم ترتبط بها أطراف خارجية!!

. هذا بالطبع ليس دفاعاً عمن يتدخلون في شئون الآخرين لكنه واقع العالم الذي نعيش فيه، فنحن لا نقطن جزيرة معزولة.

. وسؤال آخر: أليس هناك من يدعمون الجيش وحكومة البرهان، فكيف لا تعتبر ذلك خيانة وعمالة حين يستعين من تحب وتناصر بقوى خارجية!

. المباديء لا تتجزأ يا قوم.

. بالطبع سيردد المغيبون " لكن تلك مليشيا خارجة إرتكبت فظائع.. الخ".

. لن أنكر ذلك، ولن أحاول تبرير جرائم الجنجويد الفظيعة لأنني لم أكن من أنصارهم حتى عندما كان يُطلق عليهم اسم الدلع (الدعم السريع)، لكن لا أنا ولا أنت من أتى بهم.

فمن أسس هذه القوات وسن لها القوانين ودافع عنها في قاعات الأمم المتحدة ومكنها من التمدد ومن ثروات البلد، ومن سمح لها بتأسيس علاقات خارجية مستقلة عن الجيش والدولة معروف لنا جميعاً، وإن أردت أن تتغابى فلا تفترض أن الآخرين لابد أن يتغابوا ويغالطوا الحقائق مثلك.

. كما أن أمور السياسة تراكمية ولا ينفع معها حديث البسطاء " كده خلونا نخلص مما نحن فيه وبعدين نشوف لومكم للجيش والدولة".

فما فعله الجيش والدولة أدى للنتائج الحالية، وليس بوسعك أن تغير هذا الوضع أو تعيده لما قبله لمجرد رغبتك في ذلك.

. يعني ببساطة وصورة أوضح أقول أن كل ما نحن فيه سببه الكيزان وجيشهم وعمالتهم وخيانتهم للوطن ومواطنه، ولو لم يصروا على إطالة أمد هذه الحرب لما إمتلك الجنجويد مسيرات ولا أي مضادات متطورة أو غيرها، ولولا الكيزان وجيشهم لما عرف الجنجويد طريقهم للعلاقات الإقليمية والدولية المستقلة، فلا توهم نفسك بأن هناك خونة وعملاء حين يقبل مواطن سوداني بمواصلة العيش في بلد يدعي بعض هؤلاء معاداته فيما يحافظون على مصالحهم فيه.

ولا تحرضوا البسطاء على اتخاذ مواقف أنتم أنفسكم لا تملكون القدرة علي اتخاذها، لكن هذا ليس بغريب عليكم.

. فمعظم من ظلوا يحرضون على إستمرار هذه الحرب يرفلون في نعيم البلدان التي يدعون معاداتها ولم يكتووا في يوم بنيران هذه الحرب.

. والعتب دائماً على من يصدق الأفاكين ويخضع لإبتزازهم كنتيجة لضعفه أو عدم إلمامه العميق بظروف ما يجري في بلده.

. ليس مطلوباً منك كمواطن أن تطبل لأي طرف أو تزين خطأ هذا أو ذاك ولا أن تنافق أهل دولة معينة، لكنك ليس المعني أيضاً بقطع العلاقات مع الدول.

kamalalhidai@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

من هي الطبيبة ميريام أديلسون التي أشاد بها ترامب في الكنيست؟

أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، الاثنين 13 تشرين الأول/أكتوبر، بالسيدة ميريام أديلسون التي كانت بين الحاضرين، مثيرًا الاهتمام حول شخصيتها ودورها في القرارات التي اتخذها بشأن دولة.

وقال ترامب في كلمته: "إن ميريام تحب إسرائيل"، موضحًا أن ميريام وزوجها الراحل شيلدون أديلسون، قطب صناعة القمار المعروف، كان لهما تأثير كبير في بعض قراراته البارزة، منها اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال عام 2017، ونقل السفارة الأمريكية إليها في العام التالي، إلى جانب تأييده للسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة عام 2019، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وأضاف ترامب أنه يتذكر لقاءاتهما المتكررة في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن الزوجين كانا من أقرب الداعمين لإدارته خلال فترته الرئاسية.

من هي ميريام أديلسون؟
ميريام أديلسون هي طبيبة أمريكية – إسرائيلية وأرملة رجل الأعمال الراحل شيلدون أديلسون الذي توفي عام 2021، واشتهر أديلسون بإدارته لإحدى أكبر إمبراطوريات القمار في العالم من خلال شركة "لاس فيغاس ساندز"، وبتخصيصه جزءًا كبيرًا من ثروته لدعم السياسيين المحافظين في الولايات المتحدة وتمويل المبادرات الموالية لإسرائيل.

وتُعد ميريام واحدة من أبرز المتبرعات في السياسة الأمريكية ومن أغنى النساء في العالم، إذ تتجاوز ثروتها 35 مليار دولار. درست الطب في جامعة تل أبيب، وتخصّصت في علم الأعصاب، قبل أن تعمل في مستشفى "هرتسليا الطبي" في إسرائيل، ثم تنتقل إلى الولايات المتحدة لمتابعة مسيرتها الطبية.



أسّست مع زوجها مراكز أديلسون لعلاج الإدمان في كل من تل أبيب ولاس فيغاس، وهي من المراكز الطبية الرائدة في هذا المجال. كما عُرف الزوجان بدعمهما للأعمال الخيرية ومساهماتهما الواسعة في تمويل المشاريع اليهودية والإسرائيلية.

وخلال خطابه في الكنيست، طلب ترامب من ميريام الوقوف قائلاً: "قفي يا ميريام"، مذكّرًا بأنها كانت من كبار المساهمين في حملتيه الانتخابيتين، وبأنها كانت تزوره بانتظام مع زوجها في المكتب البيضاوي، قبل أن يمازح الحضور بقوله إن شيلدون "كان يدخل من النافذة"، في إشارة إلى إصراره على لقاء الرئيس.

وأضاف ترامب مبتسمًا: "لديها 60 مليار دولار في البنك"، قبل أن يمازحها قائلاً: "أعتقد أنها تقول كفى"، ما أثار الضحك في القاعة. وأشاد بها واصفًا إياها بأنها "امرأة رائعة شديدة الإخلاص"، مشيرًا إلى أنها رفضت ذات مرة تحديد ما إذا كانت تحب إسرائيل أم الولايات المتحدة أكثر.

وأدت ميريام أديلسون دورا مؤثرا خلف الكواليس في إقناع ترامب بمواصلة الجهود لإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

وفي عام 2018، منحها ترامب وسام الحرية الرئاسي تقديرًا لمساهماتها في دعم أبحاث علاج الإدمان وتأسيسها مراكز طبية متخصصة مع زوجها، إضافة إلى دورها في إنشاء مؤسسة أديلسون للأبحاث الطبية. وفي العام نفسه، حصلت على وسام صهيون من الدرجة الأولى من الرئيس الإسرائيلي تقديرًا لدعمها المتواصل لإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • عاجل | فحوى الوثيقة التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ: ندعم جهود الرئيس ترمب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم
  • من هي الطبيبة ميريام أديلسون التي أشاد بها ترامب في الكنيست؟
  • تعرفوا على قلادة النيل التي منحها السيسي لترمب
  • أنهينا 8 حروب - ترامب من الكنيست: الفوضى التي ابتليت بها المنطقة انتهت تماما
  • من هي المرأة الحديدية التي غيرت بريطانيا؟
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد
  • مصر.. ما الهدية التي قدمها وفد النادي الأهلي إلى حسن شحاتة في المستشفى؟
  • قماطي: نستنكر الافتراءات التي طالت النائب أسامة سعد
  • المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة