دمشق-سانا

تحديات كبيرة يواجهها الاقتصاد السوري اليوم، جراء سياسات النظام ‏البائد ‏التي أسفرت عن  تدميرٍ ممنهج لجميع القطاعات والبنى التحتية، وفشلٍ ‏بإدارة ‏الموارد، وترهلٍ وفسادٍ في كل مفاصل العمل.‏. وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال ‏الشعار أوضح ‏في تصريح لوكالة سانا أبرز الصعوبات التي تواجه الاقتصاد وكيفية تجاوزها.

الوزير الشعار أكد أن الاقتصاد السوري خلال فترة النظام ‏البائد كان ‏عشوائياً، ومفصّلاً على قياس بعض الفاسدين، وبالتالي لم تكن له ‏هوية ‏واضحة، ما يشكل تحديات كبيرة، ليس فقط أمام الحكومة الحالية، ‏وإنما أمام ‏الشعب، لذلك تم البدء بوضع خطط اقتصادية واقعية، يتشارك ‏فيها الشعب ‏مع صانع القرار.‏

وذكر الشعار أن العمل جارٍ حالياً على تشكيل نموذج اقتصادي ‏جديد، ‏يلائم سوريا الجديدة، ويراعي وجود اعتبارات دولية تعيشها ‏المنطقة، ويمكن ‏أن نطلق عليه اقتصاد سوقٍ حر، لكن ضمن ضوابط ‏وتوازنات تضمن ‏مصلحة الشعب السوري، وتراعي تموضع سوريا ضمن ‏المجتمع الدولي.‏

قفزة اقتصادية نوعية في حال رفع العقوبات ‏

وحسب الشعار لا يمكن بناء اقتصاد سوري جديد، في ظل وجود ‏عقوبات ‏ظالمة ومجحفة فُرضت أساساً على النظام البائد، لكن ‏الشعب ‏السوري يدفع فاتورتها، مشيراً إلى تفهّم دول الاتحاد الأوروبي، والولايات ‏المتحدة ‏الأمريكية، للواقع الجديد بعد زوال ذلك النظام، وأن الحكومة تتلقى إشارات ‏إيجابية بهذا الشأن، مرحباً بتخفيض عدد من العقوبات المفروضة ‏على سوريا ‏مؤخراً، والتي يمكن أن تعطي مؤشراً بأنها بدأت تعود إلى ‏مكانتها في ‏المجتمع الدولي.‏

وأوضح الوزير الشعار أنه في حال تم رفع العقوبات، وخاصة إعادة ‏سوريا إلى النظام المصرفي العالمي/سويفت/- وهو برنامج التحويلات ‏المالية بين ‏المصارف- سيشهد الاقتصاد السوري قفزة نوعية، وتدفقاً ‏للأموال و‏الاستثمارات في سوريا.‏

بيئة تشريعية ومشاريع جديدة

وكشف الوزير عن وجود تشريعات وقرارات اقتصادية تواكب ‏الحالة ‏السورية اليوم، مع الإبقاء على بعض القوانين السابقة، وبما يخدم ‏المصلحة ‏العامة.

 ‏ولفت إلى أهمية المشاريع المتوسطة والصغيرة، والتي تعتبر من أهم ‏ركائز ‏وحوامل الاقتصاد السوري، معتبراً أن هذه المشاريع تحقق ميزة ‏نسبية، ولم ‏تتم الاستفادة منها أيام النظام البائد، ومبيناً أنه في ظل الأوضاع ‏الاقتصادية ‏والسياسية والاجتماعية الحالية، لا يمكن البدء بمشاريع ‏ضخمة، وإنما يمكن ‏الانطلاق من مشروعات صغيرة تكون نواة  لأخرى ‏كبيرة.‏

اقتصاد الظل تبعاته ومكافحته ‏

وبخصوص اقتصاد الظل وآثاره، بين الوزير الشعار أنه عندما يكون ‏هناك ‏نظام اقتصادي وتجاري عادل، وسياسة نقدية ومالية واضحة، ‏ومدروسة، ‏تخدم الاقتصاد، وقوانين عادلة تأخذ مجراها في كل المجالات، ‏سيتلاشى ‏اقتصاد الظل بشكل تدريجي، ويتقلص إلى أن ينتهي، ولن تكون ‏هناك ضرورة ‏لوجود تلاعب بأسعار الصرف. ‏

وأوضح أنه في ظل وجود ثغرات في الأنظمة الاقتصادية، وقوانين ‏مجحفة ‏ومتحيّزة، تفصّل على مقاييس ومصالح ومنافع شخصية، يبدأ ‏اقتصاد الظل ‏بالظهور والنمو، وتبدأ المخالفات والفساد، وهذا ما كان عليه ‏الحال أيام النظام ‏البائد، مؤكداً أهمية تضافر جميع الجهود بين الوزارات، ‏والشراكة بينها ‏لوضع نظام اقتصادي، متكامل يلبي احتياجات وخصوصية ‏الاقتصاد ‏السوري. ‏

مصير الشركات والمنشآت الصناعية التابعة للوزارة

وذكر الوزير الشعار أنه تم الانتهاء من تقييم عدد كبير من ‏المعامل ‏والمصانع والشركات التي يمتلكها القطاع العام، مبيناً أن العديد ‏منها يجب تطويرها واستمرارها، فيما هناك منشآت أخرى لا أمل منها ‏كانت تعمل فقط ‏لصالح بعض الفاسدين، وبالتالي لا داعي ‏لوجودها أساساً، ‏علماً أنها تمتلك عقارات وأصولا كبيرة.

‏وشدد الوزير الشعار على ضرورة تنفيذ دراسة دقيقة لكل حالة من هذه ‏المنشآت ‏والشركات والمصانع على حدة وتقييمها، ومن ثم اتخاذ ‏القرارات المناسبة، ‏سواء تأجيرها أو بيعها أو استثمارها بكل الأشكال ‏كنظام “ال بي أو تي”، وال “بي بي تي”، لافتاً إلى أنها عملية معقدة، ‏وتحتاج إلى جهود كبيرة، وأن الغاية منها المصلحة العامة، وتمكين القطاع ‏الصناعي، والمحافظة على اليد ‏العاملة الموجودة وخاصة الخبيرة منها.‏

مجالس الأعمال المشتركة

أشار الوزير الشعار إلى أن مجالس الأعمال هي الطريقة التسويقية ‏الأهم والأقوى ‏لسوريا الجديدة، مبيناً أنه سيكون هناك ‏قريباً تشكيل لعدد من مجالس الأعمال ‏في الدول الشقيقة، وفي الولايات ‏المتحدة الأمريكية، ليكون لسوريا حضور تسويقي وترويجي في هذه ‏البلدان.‏

دور المستشارين الجدد ‏لوزير الاقتصاد

رأى الوزير الشعار أنه لا يمكن لأي وزير أو مسؤول أن يلم ‏بكل ‏جوانب ‏العمل، ويحيط بتفاصيله، ويجيب عن كل ‏التساؤلات ‏المطروحة، و‏بالتالي وجود مستشارين وتفعيل دورهم بشكل ‏حقيقي، ‏والاستفادة من ‏خبراتهم، يمثل ضرورة، مشيراً إلى أنه بعد تعيين ‏مستشارين جدد ‏لوزير الاقتصاد والصناعة، تم إرسال أغلب المشاريع ‏والقرارات، التي ‏هي في طور الإصدار إليهم لدراستها وإبداء التقييم ‏وتقديم الاقتراحات.‏

المنتجات الدخيلة على السوق المحلية

وعن المنتجات التي دخلت إلى السوق السورية بعد التحرير، وأثرها ‏السلبي ‏على الصناعيين والمنتجات المحلية، بين الوزير ‏الشعار أن ذلك  ‏كان متوقعاً، وخاصة بعد تحرير سوريا، حيث لم تعد الحدود مقيدة ‏كما ‏كانت في السابق، حتى بعض الصناعات التي كانت محمية ‏لأسباب ‏ومصالح شخصية لم تعد موجودة، وبالتالي فإن دخول المنتجات ‏أمر ‏طبيعي وحتمي، لكن الاسترسال والمبالغة فيه، وخاصة تلك المنتجات ‏التي ‏تعاني من نقص في الجودة، أمر يجب أن يتوقف، وحالياً يتم العمل ‏على ‏وضع ضوابط ومواصفات واضحة لدخول المنتجات إلى سوريا. ‏

مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة

اعتبر الوزير الشعار أنه لا يوجد لدينا في الوقت الحالي رفاهية إجراء ‏انتخابات حقيقية نزيهة لهذه المجالس، وليس هناك تمثيل حقيقي ‏لها، وهناك ‏مهجرون خارج سوريا، وفي المخيمات، إضافة إلى وجود ‏ضغوط اقتصادية، ‏مؤكداً أنه لن تتم إعادة استنساخ ممارسات النظام البائد بإجراء انتخابات وهمية ‏ومزيفة، وإيجاد بؤر ‏فساد، وشراء المناصب.

الهيكلية الجديدة للوزارة

‏ ‏وأوضح الوزير الشعار أن قرار دمج الوزارات الثلاث الصناعة، ‏والاقتصاد، ‏والتجارة الداخلية وحماية المستهلك في وزارة واحدة، جاء في ‏ظل ‏وجود تنافر أو تناقض في القرارات الصادرة عن الجهات المعنية ‏بالشأن ‏الاقتصادي، وبالتالي يهدف الدمج إلى تحقيق التكامل الاقتصادي، ‏وتجنب التناقض الكبير في القرارات كما كان في السابق، حيث كانت ‏وزارة ‏الاقتصاد على سبيل المثال تصدر قراراً يتناقض مع الصناعة، ‏والتجارة الداخلية تصدر ‏قرارات تتعارض مع التجارة الخارجية، وبالتالي ‏جاء الدمج ضرورة حقيقية، مؤكداً أنه عندما تستطيع تحميل صناع القرار ‏مسؤوليه ‏قرراهم، تصبح القرارات سليمة، وآثارها ستظهر في المستقبل ‏القريب.

تابعوا أخبار سانا على 

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الاقتصاد السوری اقتصاد الظل إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الطوارئ والكوارث لـ سانا خلال الاجتماع التشاوري للوزارة :إحداث مركز وطني لإزالة مخلفات الحرب والألغام غير المتفجرة ‏التي خلفها النظام البائد

دمشق-سانا ‏

أكد المشاركون في أعمال الاجتماع التشاوري الأول لوزارة الطوارئ والكوارث، ‏لصياغة وتطوير خطتها الوطنية ونظام الإنذار المبكر، أهمية تعزيز التعاون الحكومي ‏مع جميع المنظمات المحلية والدولية، لتحقيق أعلى درجات النجاح في الاستجابة ‏للكوارث والحالات الطارئة، وتعميق التواصل مع المجتمع بشكل صحيح، وتغليب ‏المصلحة الوطنية لإنجاز خطة طوارئ وطنية متكاملة. ‏

ودعا المشاركون في الاجتماع الذي يعقد في مبنى الوزارة على مدى يومين، إلى ‏تشكيل لجنة وطنية تضم ممثلين عن أكثر من وزارة، تعمل بإشراف وزارة الطواريء والكوارث على ‏تحقيق سرعة الاستجابة للجائحات، مثل الجائحات الزراعية، والحرائق وأسراب ‏الجراد، وفق دراسات تفصيلية دقيقة على مستوى الدولة، وضرورة الارتقاء بأداء ‏مكاتب الأمن والسلامة في المنظمات وتوسيع آفاق التعاون معها، وتزويد جميع ‏الجهات المعنية بالاستجابة السريعة بالتجهيزات والمعدات اللازمة للعمل بكفاءة ‏وفاعلية. ‏

ولفت المشاركون إلى أهمية دور الإعلام في نشر الوعي المجتمعي، حول كيفية ‏التعامل مع الأحداث والكوارث الطارئة الطبيعية والإنسانية، وآلية الاستجابة السريعة ‏لها، وسبل مواجهتها والوقاية من أخطارها، داعين إلى إجراء دورات تدريبية توعوية ‏للسكان بهدف إيجاد مسعف في كل بيت، وفرق استجابة قادرة على تغطية جميع ‏المناطق في المحافظات كافة، وإلى إيجاد صندوق وطني للطوارئ، ريثما يتم رصد ‏ميزانية خاصة بالوزارة. ‏

وبين المشاركون أهمية التركيز على العنصر البشري، واستقطاب الخبرات والطاقات ‏للعمل، واستصدار التشريعات الناظمة لعمل الوزارة والمنظمات، وتفعيل المحاسبة ‏والمساءلة ونشر ثقافة الشكوى. ‏

وفي تصريح لمراسلة سانا أوضح وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح أن الوزارة ‏تعمل على بناء منظومة استجابة وطنية سريعة، وفق خطة عمل شاملة قادرة على ‏الوصول إلى جميع المواطنين بشفافية، لافتاً إلى أنه تمت مناقشة خطة مع السيد الرئيس ‏أحمد الشرع لإحداث مركز وطني يعنى بإزالة مخلفات الحرب والألغام غير المتفجرة ‏التي خلفها النظام البائد. ‏

وأشار الوزير الصالح إلى أهمية الاعتماد على العامل البشري في تحسين جودة ‏الخدمات المقدمة، في ظل قلة توفر الإمكانيات، معتبراً أن التشاور مع المنظمات ‏المجتمعية والأممية التي لعبت دوراً مهماً خلال السنوات

الـ 14 الماضية في الاستجابة ‏للطوارئ والكوارث، في غاية الأهمية، بغية الاستفادة منها في وضع الخطة وتنفيذها، ‏وفق رؤية وأدوات واضحة، ومبيناً أنه عند الانتهاء من وضع الخطة سيتم عقد ‏اجتماعات مع تلك المنظمات، خلال الفترة المقبلة للمباشرة بالتنفيذ.  ‏

وفي تصريح مماثل بين المدير الرئيسي للبرامج في منظمة الدفاع المدني أحمد قزيز، ‏أهمية التنسيق العالي مع الوزارة وغيرها من الوزارات المعنية، من أجل إنجاح أي ‏عملية استجابة، وفق خطة شاملة وقيادة وطنية، تعمل في ظلها جميع الفعاليات بشكل ‏يضمن تحقيق النجاح في العمل، مشدداً على أن الدفاع المدني في جميع إمكاناته سيبقى ‏يعمل بتنسيق دائم مع الوزارة، مع الحرص على دقة المعلومات وتبادلها لتحقيق أعلى ‏درجات الجودة في الخدمة المقدمة ضمن المناطق كافة.‏

وأشار قزيز إلى أن دور الدفاع المدني لا يقتصر على الاستجابة للطوارئ والكوارث، ‏بل يتعدى ذلك إلى المشاركة في إعادة الإعمار، وإيجاد حل للألغام والذخائر غير ‏المتفجرة، وإعداد برامج مجتمعية وحقوقية تحت مظلة حكومية، بالتعاون والتنسيق مع ‏حكومات الدول الأخرى، وبما يضمن تحقيق أعلى قدر من السرعة في الاستجابة، ‏وتنفيذ المشاريع المزمعة بشكل جيد.‏

مسؤول الفريق الداخلي للهلال الأحمر القطري هارون خطاب ذكر أنه يجري العمل ‏على تحقيق تكاملية بين المنظمات والوزارة، من خلال طرح الكثير من الأفكار ‏والرؤى حول موضوع الطوارئ والكوارث في سوريا، التي عانى منها الشعب خلال ‏السنوات الماضية، بما يضمن التعامل الأمثل مع أي كارثة تحدث. ‏

ونوه المدير الإقليمي للجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” الدكتور مازن كوارة ‏بأهمية إحداث وزارة الطوارئ والكوارث في سوريا، ما يعكس اهتماماً كبيراً من ‏الحكومة بالحفاظ على سلامة مواطنيها، مؤكداً استعداد الجمعية كونها تعنى بالجانب ‏الصحي لتكون جزءاً من العاملين، وفق الخطة الشاملة للاستجابة للكوارث الصحية ‏الوبائية وغيرها.‏

بدورها أكدت مديرة العلاقات العامة في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية ليلى كشكية، ‏أن الجمعية تعمل بالتوازي والتنسيق مع الوزارات، لاستحداث لجان والتنسيق لوضع ‏سياسات عملية تنعكس إيجاباً لمصلحة المجتمع السوري، لافتةً إلى استعداد الجمعية ‏لتقديم برامج توعوية ودورات في الأمن والسلامة، وفق الخطة التي ستضعها الوزارة.‏

ويتابع الاجتماع أعماله غداً بمشاركة جميع المنظمات المحلية والجهات ذات الصلة ‏للوصولً إلى رؤية نهائية للخطة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد والصناعة يبحث في إدلب تطوير بيئة العمل ودعم المشاريع ‏المحلية
  • لقاء خاص لـ سانا مع وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار
  • مراسل سانا: انطلاق سلسلة معارض سوريا التخصصية لعام 2025 على أرض ‏مدينة المعارض الجديدة بدمشق، وتضم المعرض ‏السوري الدولي للبناء والتشييد والبنى التحتية “تكنوبيلد” ومعرض الطاقة ‏والكهرباء والأتمتة الصناعية “سيريا إنيرجي” والمعرض الص
  • وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين خلال اليوم المفتوح
  • وزير الاقتصاد والصناعة يبحث مع مؤسسة التمويل الدولية سبل التعاون ‏المالي والاقتصادي
  • الوزير بدر يتحدث في لقاء خاص مع سانا عن واقع قطاع النقل والهيكلية الجديدة وموضوع استيراد السيارات
  • وزير النقل الدكتور يعرب بدر يستعرض واقع قطاع النقل في سوريا
  • وزير الطوارئ والكوارث لـ سانا خلال الاجتماع التشاوري للوزارة :إحداث مركز وطني لإزالة مخلفات الحرب والألغام غير المتفجرة ‏التي خلفها النظام البائد
  • الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الاقتصاد والصناعة ويناقش هيكلية الوزارة وآليات عملها