السيد عبدالملك الحوثي: صمود واستبسال المجاهدين في غزة يستحق أن تلتف حوله الأمة وتقدم له كل أشكال الدعم
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
يمانيون/ خاص
لفت السيد القائد إلى أن عمليات المجاهدين في قطاع غزة تؤكد فاعلية موقفهم وصمودهم وثباتهم.
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمه له اليوم الخميس، حول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن هذا المستوى من الصمود والاستبسال للمجاهدين والشعب الفلسطيني يستحق أن تلتف حوله الأمة وتقدم له كل أشكال الدعم.
لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني يمتلك مقومات الصمود في الجانب المعنوي، لكنه يحتاج إلى الدعم والمساندة من الأمة والعدو الإسرائيلي رغم ما بحوزته من إمكانات هائلة جدا يحظى بكل أشكال الدعم من أمريكا والدول الغربية.
وقال قائد الثورة متسائلاً: ” في مقابل الدعم الغربي للعدو، لماذا لا تقف أمتنا مع الفلسطينيين في إطار مسؤولياتها وبما يخدم أمنها ويدفع الخطر عنها؟”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أين عُمان من «أسطول الصمود العالمي»؟
«على الشعوب أن تتحرّك وتلتقي في مكان واحد»، يبدو أن هذه العبارة ستخرج أخيرًا من كونها مجرد شعار إلى حيز التطبيق العملي الميداني، وهذا ما يجعل المرء يتفاءل بأنه ما زال للخير مكان في هذا العالم المليء بالشرور والجرائم وإبادة البشر بدم بارد. تلك العبارة وردت في المؤتمر الصحفي الذي نظمه في الرابع من أغسطس الجاري الكيان المقاوِم الجديد المسمى «أسطول الصمود العالمي»، الذي أعلن فيه عن تحضيره لبعثة بحرية ضخمة تشمل عشرات السفن من 44 دولة، متوقع انطلاقها أواخر الشهر الجاري في محاولة جديدة لكسر الحصار على غزة.
هذا الكيان الجديد هو نتاج دمج أربعة كيانات مقاوِمة رئيسة عُرِفت بدعمها لفلسطين ومناهضتها للعدوان الإسرائيلي، وهي «الحركة العالمية نحو غزة»، وهو تحالف مدني دولي يهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية لأهل غزة وفتح ممرات إنسانية لهم، والتنسيق مع الراغبين من عشرات الدول للمشاركة في الحملات البرية أو البحرية الهادفة لكسر الحصار. أما الكيان الثاني فهو «تحالف أسطول الحرية» الذي تأسس عام 2010 بهدف كسر الحصار على غزة أيضا، وأرسل إليها منذ ذلك التاريخ حتى الآن ما يقرب من أربعين سفينة، أبرزها «مافي مرمرة» التي أبحرت عام 2010 ضمن أسطول دولي واسع واستشهد عشرة من المشاركين فيها بعد أن أطلقت البحرية الإسرائيلية النار عليهم، وسفينتا «العودة» و«الحرية» عام 2018. وهذا العام (2025) أرسل 3 سفن هي كونشينس (في مايو) التي تعرّضت لهجوم مسيّرات قرب مالطا، ثم «مادلين» (في يونيو) وقد صادرتها إسرائيل في المياه الدولية، وبعدها «حنظلة» (في يوليو الماضي) التي أوقفتها إسرائيل غرب غزة واعتقلت ناشطيها. الكيان الثالث هو «أسطول الصمود المغاربي» الذي سير في يونيو الماضي «قافلة الصمود» برًّا من تونس عبر ليبيا، وضمّت مئات المتضامنين مع فلسطين، قبل أن تُعرقَل القافلة في شرق ليبيا وتنتهي رحلتها هناك، في حين كانت مبادرة «صمود نوسانتارا» الشرق آسيوية هي الكيان الرابع، وهي مبادرة إقليمية تنطلق من ماليزيا وتضم ناشطين وهيئات من عدة دول في جنوب وجنوب شرق آسيا. قوة هذا التحالف الرباعي في كونه يرسل لإسرائيل رسالة قوية مفادها أن العالم كله تقريبا متحد ضد جرائمها.
إضافة إلى كسر الحصار على غزة يهدف «أسطول الصمود العالمي» أيضا إلى تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للفلسطينيين في غزة، الذين يعرّضهم الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه للتجويع والإبادة الجماعية المتعمدة، كما يهدف إلى فتح ممر إنساني بقيادة الشعوب ما دامت الحكومات قد فشلت في لجم إسرائيل. ومن أهدافه أيضا فضح الصمت العالمي على إسرائيل وإنهاء إبادتها الجماعية في قطاع غزة، وهي أهداف تبدو للوهلة الأولى غير واقعية في نظر المتشائمين أو المثبطين، ولكن من قال إن الواقع هو المعول عليه دائما في تحقيق الأحلام؟
سينطلق أسطول الصمود إذن في الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري من موانئ إسبانية، على أن تنطلق الأساطيل البحرية من بقية الدول في الرابع من سبتمبر المقبل لتلتقي جميعها في مكان واحد في المياه الإقليمية الدولية. والأمر المثير للإعجاب حقًّا هو أن هذه السفن الأربع والأربعين (والمؤمل أن تصل إلى خمسين) هي كلها بتمويل الشعوب لا الحكومات، رغم أن السفينة الواحدة منها تكلف مبلغا ضخما نسبيا هو مائة ألف يورو، لكن التعاون والتكاتف قادران على تذليل كل الصعوبات، وقد آلمني أن السفينة الوحيدة التي تمثل دول الخليج مازالت تبحث عن ممولين، ولم تكمل بعد ربع المبلغ المطلوب لشرائها. وتساءلتُ في قرارة نفسي: هل يا تُرى سيكون ممثلون شعبيون لعُمان في هذا الأسطول النبيل أم سيفوتنا هذا الشرف؟
لماذا لا يستغل العُمانيون هذا التناغم الفريد بين موقِفَيْ الحكومة والشعب فيما يخص هذه الحرب الإبادية على غزة، ليسيروا سفينة خاصة بالشعب العُماني في هذا الأسطول. ولا أظن المبلغ سيكون عائقًا إذا ما تعاون عليه الجميع. كم سيكون هذا مكمِّلًا للموقف المشرف للحكومة العمانية تجاه هذا الملف، إذ رأينا دعوة معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق مستقلّ حول العدوان الإسرائيلي ومحاكمته على استهدافه المتعمّد للمدنيين في قطاع غزة ومنشآتهم وحرمانهم من احتياجاتهم الإنسانية وتجويعهم وإخضاعهم للحصار والعقاب الجماعي، وضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة، وردع إسرائيل لانتهاكها القانون الدولي، كما تابعنا رسائل الدعم المشرفة التي كان يرسلها لأهلنا في غزة وفلسطين بين الفينة والأخرى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان، في وقت صمت فيه معظم دعاة وشيوخ العالم العربي عن قول كلمة الحق، وقرأنا بيان مجلس الشورى العُماني الداعم للموقف الصامد للشعب الفلسطيني. كما أننا شاهدنا فرحة العمانيين العارمة بالأطباء العُمانيين الثلاثة أيمن السالمي وخالد الشموسي وهاني القاضي الذين شاركوا في علاج المرضى والمصابين في قطاع غزة.
أظن أن فكرة نبيلة كهذه إذا ما نفذت من شأنها أن تضيف صفحة جديدة في كتاب دعم عُمان للقضية الفلسطينية. فطوبى لأولئك الذين لا تثنيهم قلة سالكي طريق الحق عن السير فيه بثبات، والذين يتركون لبوصلتهم الإنسانية والأخلاقية أن تهديهم السبيل دون أي حسابات للربح أو الخسارة.
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني