سواليف:
2025-06-01@23:22:39 GMT

لا غالب ولا مغلوب.. مصطلح معدوم في حرب أوكرانيا

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

لا #غالب ولا #مغلوب.. مصطلح معدوم في #حرب #أوكرانيا.. وخياران أمام #روسيا

#فؤاد_البطاينة

بات من المرئي أمامنا أن ما يجري في اوكرانيا حرباً حقيقية وطويلة بين المعسكر الاطلسي مجتمعاً بقدراته الاقتصادية والعسكرية بقيادة أمريكا من جهة، وروسيا الاتحادية وحدها من جهة أخرى، يستخدم فيها هذا المعسكر اسم اوكرانيا ودماء ابنائها.

وإن افترضنا براءة أمريكا من التمهيد لهذه الحرب، فإنها بالتأكيد بنت على وقوع هذه الحرب أطماعا استراتيجية لها تتجاوز اوكرانيا .  تجاوبت روسيا مع الاستفزازات بسرعة الحشد وقرار الحرب دون قراءة كافية للمشهد أو استشراف ما قد يترتب على هذه الحرب من احتمالات تتعلق بأهداف أمريكية، متشجعة بنجاحها السابق في القرم وببرودة ردة فعل أمريكا على حشودها. وقامت بالحرب باسم عملية عسكرية دون منحها خصائص العملية. وبهذه الطريقة التي موهت بها أمريكا لروسيا والعالم بأنها حرب بين دولتين فإنها قد فرضت الطبيعة الكلاسيكية على روسيا بميزان مختل جداً . وبناء على هذا الطرح، تكون روسيا قد بدأت الحرب بفشل وقصور سياسي اقترن بفشل عسكري، وبدون أهداف واضحة بخطة مراحلية وبدائل جاهزة، حيث النتائج دلّت على ذلك. اما اذا كان هدفها مقتصراً كما أعلنته على وأد مسببات خطيرة على أمنها بعملية عسكرية، فإنها فشلت حين لم تَحسم عمليتها بثقل عسكري كمي ونوعي في أيامها الأولى كدولة عظمى بموجب خطة تؤمن بها تغيير النظام الأكراني أو استسلامه لعلاقة جوار أمنة ً وسلامة خروجها من الحرب في ظل احتمالات ممكنة كي لا تطول وتجد نفسها في مستنقع أكراني استنزافي يغذيه ويديره حلف الناتو.  روسيا تواجه الآن حلف الأطلسي وحدها بحرب كلاسيكية غير متكافئة أدت بعد مرور أكثر من عام إلى تحويلها من، عملية روسية، الى حرب سجالية يصر الطرفان على خوضها لأهداف لهما. حيث وصلت المسيرات الأكرانية الى عمق روسيا وإلى الكرملبن، وأصبحنا نسمع بأن اوكرانيا تخوض حرب تحرير، مما جعل روسيا في حرب دفاعية في بعض الأحيان، وهذا ما يُستشف مما نراه في اشتداد ضرباتها كردة فعل حين تشتد الضربات الأكرانية. وهنا أقول، بمعزل عن العقيدة القتالية للجيش الروسي في هذه الحرب على وجه التخصيص، فإن روسيا لا تفتقد القدرة على سحق اوكرانيا وإفشال داعميها ومخططاتهم إن غيرت لعبتها أو انقلبت على أسباب فشلها في القرارين السياسي والعسكري .

ad

ألا تدرك القيادة البوتينية بأنها تخوض حربا طويلة على نسق واحد لا يحسم حرباً تستنزفها وتضعها على منحنى متراجع ينعكس على وضعها الداخلي وتماسكه ؟، ألا تدرك أن عدم سعي أمريكا إلى تسوية سياسية، وسعيها بدلا من ذلك لإطالة الحرب وتعظيمها فيه إعلان صريح بأن الحرب حربها في تحالف أطلسي، وأن الأهداف أهدافها وليست أهدافاً أكرانية، وبالتالي أن المطلوب أمريكياً هو رأس البوتينية، أو إخضاع الإتحاد الروسي للتفكيك كما جرى في الاتحاد السوفيتي ولو بسيناريو مختلف؟  ماذا تنتظر روسيا صاحبة ثاني أكبر جيش في العالم وربما الأولى في قدراتها النووية الردعية ؟ وما هي فائدة هذه القدرات لها أذا لم تُستغل بصورة من الصور في ردع عدوان أطلسي متفوق وخطير . بل وماذا لو أقحمتها أمريكا في حرب جديدة مع دولة أخرى من دول الجوار؟ فاستمرار منحنى التراجع العسكري الروسي سيشجع أمريكا على تعظيمه، وسيؤدي الى مزيد من التداعيات التي تنال من هيبة روسيا الدولية ومن صمود الجبهة الداخلية، أو الى وصول قيادة انقلابية تخضع لشروط أمريكية على طاولة مفاوضات . وفي سياق متصل، فإن القيادتين السوفييتية سابقاً، والبوتينية بعدها، تشكلان ثورة أيدولوجية على الإمبريالية الأمريكية وزعامتها للعالم على أرضية رخوة. فمن وحي الجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ لم يكن هناك من فرق كبير في التطلعات الاستراتيجية والفوقية والقومية بين روسيا ودول أوروبا وأمريكا ولا اختلاف في هوى وثقافات شعوبها. وربما أن موقف الصين الحذر من الارتقاء بعلاقتها مع الاتحاد السوفيتي سابقاً ومع روسيا لاحقاً الى مستوى التحالف العسكري يُعزى إلى أنها لا تضع روسيا في قلب الصراع بين الغرب والشرق. وهنا يجدر بالقيادة البوتينية أن تُخضع هذا لحوار داخلي، فالشعوب هي الباروميتر للواقع. وأن تتنبه لاستغلال أمريكا لهذا الأمر. فأمريكا تنظر لروسيا وكل دول أوروبا بشرقها وغربها بمنظور واحد مقابل للشرقي، وبمنظور الشمال مقابل الجنوب، ولا يحجمها إللا القوة وميزان الربح والخسارة . وفي محصلة الكلام، البوتينية الروسية اليوم في ورطة وإن لم تخرج منها سالمة ومنتصرة فإن نتائجها ستكون وبالاً على روسيا ودول الشرق والجنوب والعرب . لكني لا أرى الطريق مسدوداً أمامها . ومن الخيارات التي تّطرح نفسها إثنان يدفعان أمريكا نحو طاولة المفاوضات التي تحقق فيها روسيا مطالبها المشروعة وسلامة وضعها .فإما أن تلبس مقولة الغرب بأنها في حرب مع اوكرانيا لا مع الأطلسي وتعمل عسكرياً وفق هذا كدولة عظمى دون قيود أو محظورات وصولاً للنظام الأكراني . وإما أن تعلن للعالم في صيغة بيان بأنها تتعرض لعدوان في حرب كلاسيكية غير متكافئة من قبل تحالف الأطلسي بأيد ومسمى أكرانيين، يعرضها لخطر وجودي، وأنها ستضطر في حالة عدم توقفه أن لا تخضع للإبتزاز ولا لصمت العالم بل ستغير اللعبة وأسلحتها. كاتب وباحث عربي اردني

مقالات ذات صلة منك المهر ولك الجنة وزيادة 2023/08/25

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غالب حرب أوكرانيا روسيا هذه الحرب فی حرب

إقرأ أيضاً:

روسيا تعلن القضاء على 9420 عسكريا أوكرانيا خلال أسبوع

الثورة نت/.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، عن أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت نحو 9420 جنديا، في مختلف محاور القتال خلال الأسبوع الماضي.

وقالت الدفاع الروسية، في تقريرها الأسبوعي عن سير العمليات العسكرية في أوكرانيا، أن قواتها شنت 5 ضربات جماعية خلال الفترة من 24 إلى 30 مايو الجاري على المنشآت العسكرية الأوكرانية وذلك ردا على الهجمات المكثفة من نظام كييف خلال الأسبوع الماضي.

وبحسب التقرير، نفذت القوات الروسية ضربتين مكثفتين باستخدام أسلحة عالية الدقة وطائرات مسيرة، استهدفت منشآت للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني وبنية تحتية للمطارات العسكرية ومستودعات للأسلحة والذخيرة، وأماكن لتخزين وإنتاج الطائرات المسيرة.

وأشار التقرير إلى أن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من إسقاط طائرة أوكرانية من طراز /ميغ-29/، و30 قنبلة جوية موجهة من طراز /JDAM/ و16 صاروخا من نظام /HIMARS/، بالإضافة إلى إسقاط 1439 طائرة مسيرة.

مقالات مشابهة

  • دون إشارة لضربات أوكرانيا.. خارجية روسيا تكشف ما دار باتصال لافروف وروبيو
  • أوكرانيا تتحدث عن استهداف 34 بالمئة من طائرات روسيا الاستراتيجية
  • عاجل. زيلينكسي: الهجوم على روسيا الأحد هو "الأبعد مدى" من جانب أوكرانيا
  • كفى تحريضًا.. الصين تتهم أمريكا بتحويل شرق آسيا إلى "برميل بارود"
  • كفى تحريضا.. الصين تتهم أمريكا بإشعال فتيل الحرب في آسيا
  • روسيا.. مقتل 7 أشخاص في انهيار جسر قرب الحدود مع أوكرانيا
  • روسيا: وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • «أطباء بلا حدود»: فشل خطة أمريكا وإسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة.. والمساعدات تستخدم لـ"أهداف سياسية"
  • روسيا تعلن القضاء على 9420 عسكريا أوكرانيا خلال أسبوع
  • روسيا تشن هجوماً واسعا على أوكرانيا بـ 90 مسيّرة