عادة ما تخفي الطقوس المهيبة لاختيار بابا جديد للفاتيكان صراعات دنيوية على السلطة في طقوس خالصة على غرار أفلام هوليود السينمائية، وفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وتعد كنيسة السيستين في الفاتيكان، بجدارياتها المذهلة التي تعود إلى عصر النهضة، مسرحا مهيبا لانتخاب البابا المقبل في أقدس الطقوس الكاثوليكية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمم المتحدة تستعد لتصويت حاسم بشأن حظر الأسلحة على جنوب السودانlist 2 of 2فايننشال تايمز: أميركا تطلب من بريطانيا التركيز على أوروبا والابتعاد عن آسياend of list

بيد أن الصحيفة البريطانية تقول إنه لطالما احتضنت هذه الكنيسة بزخارفها المقدسة الاجتماعات السرية للكرادلة الكاثوليك، وباتت ساحة لمناورات سياسية شرسة.

بابا عديم ضمير

وأشارت إلى أن أول اجتماع سري عُقد في الكنيسة، في عام 1492، أسفر عن انتخاب ألكسندر السادس الذي تصفه الصحيفة بأنه أحد أكثر الباباوات عديمي الضمير، الذي اشتهر بإنجاب الأطفال من عدة نساء، وانتزع التاج البابوي بشراء الأصوات بشكل سافر، واعدا أنصاره بالحصول على مناصب في الكنيسة.

ومنذ مساء أمس الأربعاء، دخل الكرادلة -وهم كبار رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية- في عزلة تامة عن العالم الخارجي إلى أن يختاروا وريثا للكرسي البابوي خلفا للبابا الراحل فرانشيسكو، في ممارسة بدأت في القرن الـ13.

ولكن الصحيفة وصفت إجراء هذه الطقوس المهيبة بأنها خطة درجت الكنيسة الكاثوليكية على استخدامها لإضفاء "قشرة قداسة" على سياسة دنيوية "وضيعة".

إعلان خدعة سحرية

واستشهدت بتصريح للمؤرخ البابوي في جامعة أكسفورد، مايلز باتيندن، جاء فيه أن "البابا يدعي أن لديه تفويضا ربانيا يجعله فوق سلطان البشر"، مضيفا أن عملية الاجتماع السري برمتها لا تعدو أن تكون "خدعة سحرية"، وأنها صُمِّمت لجعلها مقنعة ويمكن تصديقها.

ومضى المؤرخ في انتقاداته، ورأى أنه لإضفاء المصداقية على إجراءات انتخاب بابا جديد، طورت الكنيسة هذا النموذج من الاقتراع السري للكرادلة لكيلا يستطيع أحد أن يرى أو يتدخل في العملية.

وتفيد فايننشال تايمز في التقرير الذي أعدته مراسلتها في روما، آمي كازمين، أنه كان يحق لجميع الكاثوليك -رجال الدين منهم والعلمانيين على السواء- في بواكير عصر الكنيسة الأولى، الإدلاء بآرائهم في اختيار زعيمهم الروحي.

صراع عائلات شرس

ولكن مع تولي الكنيسة الكاثوليكية الحكم المباشر على أجزاء من إيطاليا، تصارعت العائلات الأرستقراطية الرومانية بشراسة من أجل العرش البابوي، حيث ظلت تحيك الدسائس والمؤامرات ضد بعضها، بل وخاضت معارك عنيفة في الشوارع.

وفي عام 1059، سعى البابا نيقولا الثاني إلى إنهاء مثل هذه الصراعات، من خلال إسناد اختيار البابوية إلى كبار رجال الدين.

ويعتقد ماسيمو فاغيولي، أستاذ اللاهوت بجامعة فيلانوفا، أن حصر التصويت على الكرادلة وحدهم كان الهدف منه إبعاد كل تلك العائلات الرومانية من المطالبة بالعرش البابوي.

ومع ذلك، ظل صنع القرار عملية عسيرة، ومسرحا للتنافس الجيوسياسي بين الدول الأوروبية، خاصة بين حكام فرنسا وإسبانيا الذين كانوا يحرصون على أن يكون البابا المنتخب متعاطفا مع مصالحهم.

المناورات وشراء الأصوات

وفي بعض الأحيان كان يتم اختيار الباباوات بالتزكية، مما أثار خلافات أدت إلى ادعاء اثنين من الباباوات المتنافسين -بدعم من فصائل قوية متصارعة- بأحقية كل منهما بالمنصب. وأحيانا أخرى، نجحت التسويات في كسر هذا الجمود عبر صفقات توسطت فيها مجموعات صغيرة من الكرادلة ثم أقرها الجميع بعد ذلك.

إعلان

واستعرضت الصحيفة مبادرات بعض البابوات المتعاقبين -منذ عام 1179- الذين سنوا ضوابط وقواعد لانتخاب بابا جديد. ورغم ذلك، ظلت الانتخابات البابوية متقلبة ومفتوحة، واتسمت بالمناورات وشراء الأصوات.

لذا، كان العزل -من وجهة نظر فايننشال تايمز- مثاليا أكثر منه واقعا، خاصة بعد أن قفز عدد الكرادلة من 30 كاردينالا في المتوسط إبان القرن الـ14 الميلادي إلى 70 كاردينالا بعد قرن من الزمان.

وقد تغيرت المجامع السرية (الكونكلاف) بشكل عميق بعد أن أصبحت روما جزءا من إيطاليا الموحدة في عام 1870، وفقد الباباوات على إثرها سلطتهم الزمنية، واقتصرت فقط داخل حدود مدينة الفاتيكان.

وكان أن فُرضت السرية أخيرا بشكل صارم على انتخاب البابا، وفقد القادة الأوروبيون نفوذهم في هذه العملية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فایننشال تایمز

إقرأ أيضاً:

في عيد ميلاد ابنها.. مادونا تناشد البابا لزيارة غزة وفتح ممرات إنسانية لإنقاذ أطفال القطاع

وجهت المغنية الأميركية مادونا رسالة علنية إلى البابا دعت فيها إلى التدخل العاجل في غزة، مطالبة بفتح الممرات الإنسانية لإنقاذ الأطفال من الجوع والمعاناة، مؤكدة أنها لا تنحاز لأي طرف وأن همها الوحيد هو حماية الأبرياء. اعلان

وجهت المغنية العالمية مادونا نداءً إلى البابا ليو الرابع عشر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالبته بالسفر إلى قطاع غزة و"جلب نوره إلى الأطفال قبل فوات الأوان"، وأكدت بالقول: "كأم، لا أستطيع تحمل رؤية معاناتهم. أطفال العالم ينتمون للجميع. أنت الوحيد الذي لا يمكن منعه من الدخول. نحن بحاجة لفتح الممرات الإنسانية بالكامل لإنقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء. لم يعد هناك وقت".

وأضافت مادونا: "السياسة لا يمكن أن تحقق التغيير، الوعي وحده يستطيع ذلك. ولهذا أتوجه إلى رجل دين. اليوم عيد ميلاد ابني روكو، وأشعر أن أفضل هدية يمكن أن أقدمها له كأم هي أن أطلب من الجميع أن يفعلوا ما بوسعهم للمساعدة في إنقاذ الأطفال الأبرياء العالقين وسط تبادل النيران في غزة".

وتابعت :"أنا لا أوجه أصابع الاتهام أو أضع اللوم أو أنحاز لأي طرف، فالجميع يعاني، بمن فيهم أمهات الرهائن، وأدعو أن يتم الإفراج عنهم أيضًا. إنني أحاول فقط القيام بما أستطيع لمنع موت هؤلاء الأطفال جوعًا".

واختتمت رسالتها بدعوة متابعيها للتبرع لعدد من المنظمات الإنسانية، مشيرة إلى الحساب الرسمي لوسائل الإعلام التابعة للفاتيكان.

Related فيديو- لحظة وصول البابا ليو الرابع عشر إلى روما للمشاركة في احتفالات يوبيل للشباب قصف إسرائيلي يقتل العشرات في غزة بينهم 6 من منتظري المساعدات.. وارتفاع وفيات الجوع إلى 227صور لمادونا مع البابا فرانسيس أنتجت بالذكاء الاصطناعي.. هل يجب أن تثير الاهتمام أو الغضب؟ أم لا؟

وكان البابا قد جدد مؤخرًا دعوته لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مطالبًا المجتمع الدولي باحترام القانون الإنساني والالتزام بحماية المدنيين. وقال في 20 تموز/يوليو من مقره الصيفي في كاستل غاندولفو: "أجدد ندائي لوقف فوري لهذه الحرب الوحشية ولإيجاد حل سلمي للصراع". وأضاف: "أدعو المجتمع الدولي إلى احترام حظر العقاب الجماعي، والاستخدام العشوائي للقوة، والتهجير القسري للسكان".

معاناة قطاع غزة

تأتي مناشدة مادونا، في وقت يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ أدى القصف الإسرائيلي المستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى جانب الحصار المشدد المفروض إلى نزوح الغالبية العظمى من السكان وتدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.

كما أدت القيود المشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى تعميق الأزمة، مع استمرار القصف واستهداف الطرق المؤدية إلى مراكز الإغاثة، في وقت تتفاقم فيه أزمة الغذاء بشكل خطير، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص خطر المجاعة المباشرة، ويعيش معظم السكان على وجبة واحدة بسيطة وغير متوازنة في اليوم، فيما تُسجَّل وفيات يومية، بسبب الجوع وسوء التغذية والأمراض المرتبطة بنقص الغذاء والمياه النظيفة.

تشير تقارير منظمات دولية، بينها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، إلى أن مستويات انعدام الأمن الغذائي في غزة هي الأعلى في العالم حاليا، وأن مؤشرات سوء التغذية الحاد بلغت مستويات كارثية. وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، والقيود الصارمة على دخول المساعدات عبر المعابر، وتدمير الأراضي الزراعية، ونفاد مخزونات الغذاء، تتصاعد التحذيرات من مجاعة شاملة قد تودي بحياة آلاف المدنيين، ولا سيما الأطفال وكبار السن، وسط غياب أي أفق لوقف المعاناة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • في عيد ميلاد ابنها.. مادونا تناشد البابا لزيارة غزة وفتح ممرات إنسانية لإنقاذ أطفال القطاع
  • أشهر 6 أماكن لها في مصر .. الكنيسة تواصل صوم العذراء مريم
  • غزة من الفاتيكان إلى مصر.. كنائس العالم تدعم القضية الفلسطينية
  • مادونا توجه رسالة عاجلة لبابا الفاتيكان بشأن غزة
  • مادونا تناشد بابا الفاتيكان أن يزور غزة قبل فوات الأوان: الوحيد الذي لا يمكن منعه
  • «بابا» الأكثر استماعًا.. عمرو دياب في مقدمة أنغامي وتامر حسني ثانيًا
  • تعلن محكمة المحويت الابتدائية أن على المدعى عليه/ احمد الصحيفة الحضور إلى المحكمة
  • أستاذ بجامعة جورج واشنطن: مصر لديها تاريخ طويل وريادة عالمية في إنتاج القطن
  • وفاة والد العامري فاروق بعد صراع طويل مع المرض
  • آرسنال يربط نجمه نوانيري بعقد طويل الآمد