أكدت لجنة الإنقاذ الدولية، إصابة أكثر من 260 ألف شخص بوباء الكوليرا في اليمن العام الماضي، بينها 870 حالة وفاة.

 

وقالت اللجنة في بيان لها، إن اليمن سجل خلال 2024م، أكثر من 260 ألف حالة مشتبه بها وأكثر من 870 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا، وأن هذا العدد 35٪ من إجمالي الإصابات العالمية و18٪ من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن الكوليرا.

 

وأشارت إلى أن جهود لجنة الإنقاذ الدولية ساهمت في الحد من انتشار المرض وإنقاذ الأرواح، لا تزال المشكلات المتجذرة، بما في ذلك انهيار خدمات الرعاية الصحية، وانعدام المياه الصالحة للشرب، وتفاقم سوء التغذية، تُهدد التقدم. 

 

ولفتت إلى أنه وبعد مكافحة أسوأ تفشي للكوليرا في اليمن منذ عام 2017، اختتمت لجنة الإنقاذ الدولية استجابتها الطارئة التي استمرت ثمانية أشهر، لكنها حذرت من أنه بدون عمل عالمي، يظل اليمن معرض بشكل خطير لأوبئة مستقبلية وأزمات صحية متفاقمة.

 

وقال الدكتور عمرو صالح، مسؤول الطوارئ الصحية والتغذية في لجنة الإنقاذ الدولية: لا تزال الكوليرا قنبلة موقوتة في اليمن. بمكافحتها، وصلنا إلى بعض أكثر المجتمعات تهميشًا في اليمن برعاية منقذة للحياة. شهدنا ذلك بأم أعيننا: طفل يُنقذ في الوقت المناسب، وأم تُمكّن من حماية أسرتها، ومجتمعات تتذوق مياهًا نظيفة بعد سنوات من انقطاعها.

 

وأوضح أن هذه الجهود حالت دون مزيد من الدمار في مناطق على حافة الكارثة، ولكن مع استمرار حرمان الملايين من المياه النظيفة والرعاية الصحية، فإننا بحاجة ماسة إلى دعم عالمي لحماية هذه المكاسب الهشة ومنع تفشي المرض مرة أخرى قبل أن يبدأ.

 

وبحسب بيان اللجنة، بأنه ومن خلال استجابة سريعة ومنسقة، قامت فرق لجنة الإنقاذ الدولية وشركاؤها المحليون بتشغيل مراكز علاج طارئة ونقاط إعادة ترطيب في بعض المحافظات الأكثر تضررًا، بما في ذلك أمانة العاصمة، وعمران، والمحويت، وحجة، والحديدة، وأبين، والضالع.

 

وأكدت أن فرقها عالجت أكثر من 19,000 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، ووزعت 12,000 حقيبة مستلزمات طبية لمكافحة الكوليرا استفاد منها 70,000 شخص، وعززت ممارسات النظافة المنقذة للحياة لأكثر من 200,000 شخص.

 

وأكدت أنه وبفضل الإمدادات المُجهزة مُسبقًا، ومئات العاملين الصحيين ومُرشدي النظافة المُدرَّبين على اكتشاف الكوليرا وإدارتها مُبكرًا، ساعدت اللجنة المجتمعات المحلية على حماية نفسها قبل انتشار الأوبئة دون رادع، وأنه بفضل هذه الجهود، ظلَّ مُعدل الوفيات أقل من 1% في المناطق التي عملت فيها اللجنة، وهو مُقياسٌ بالغ الأهمية لعدد الأرواح التي أُنقذت.

 

وذكر البيان، بأن الأسباب الجذرية لتفشي المرض لا تزال دون معالجة، إذ أن محدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي، وسوء التغذية، وانهيار النظام الصحي، تُعرّض ملايين البشر لخطر الإصابة بأمراض قاتلة، وإن كانت قابلة للوقاية.

 

وقال إشعياء أوجولا، القائم بأعمال مدير مكتب الأمم المتحدة في اليمن: مع محدودية التمويل وتزايد الاحتياجات الإنسانية، تقف استجابة اليمن للكوليرا عند مفترق طرق حرج. وبدون إجراءات عاجلة، ستُزهق أرواح المزيد من الناس، وقد تتفاقم الأزمة الصحية الهشة أصلاً وتخرج عن نطاق السيطرة.

 

وأضاف: "إن الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه في اليمن الآن ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضاً التزامٌ بالاستقرار والصمود والكرامة الإنسانية على المدى الطويل. لقد أوضح اليمنيون احتياجاتهم بوضوح: إنهم لا يحتاجون إلى حلول مؤقتة، بل إلى دعم مستدام وهادف لإعادة بناء مستقبلهم".

 

ولفت إلى أن "تفشي الكوليرا أصبح متوقعًا بشكل خطير. فالأمطار الموسمية تُغرق المجتمعات، وتُثقل كاهل أنظمة الصرف الصحي المتردية، وتُلوث مصادر المياه الأساسية، مما يُؤدي إلى تفشيات تُدمر نظام الرعاية الصحية الذي وصل إلى حافة الانهيار". 

 

وبحسب البيان، فإنه ةفي عام 2025، تتطلب خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية 261 مليون دولار أمريكي لتوفير خدمات صحية منقذة للحياة لـ 10.6 مليون شخص، بينما يلزم توفير 176 مليون دولار أمريكي لتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لأكثر من ستة ملايين شخص. وحتى مايو 2025، لم يتجاوز تمويل قطاع الصحة 14٪، بينما لم يتجاوز تمويل قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية 7٪.

 

تحث لجنة الإنقاذ الدولية الجهات المانحة والشركاء في المجال الإنساني على زيادة تمويل قطاعي الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في اليمن بشكل عاجل، محذرة من أن التقدم سيضيع دون استثمار مستدام. بعد أكثر من عقد من الصراع، يحتاج اليمن إلى إغاثة طارئة ودعم طويل الأمد لإعادة بناء نظامه الصحي، وتوسيع نطاق الوصول إلى المياه النظيفة، وتعزيز قدراته في الخطوط الأمامية لمواجهة الأزمات المقبلة. 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الانقاذ الدولية الكوليرا اليمن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن لجنة الإنقاذ الدولیة المیاه النظیفة فی الیمن أکثر من

إقرأ أيضاً:

76 حالة غرق تهز ليبيا.. رئيس الإنقاذ يحذر من كارثة وشيكة بسبب ضعف الإمكانيات

سجلت ليبيا 76 حالة غرق منذ 8 يونيو وحتى 6 أغسطس الجاري، بينها 55 حالة لمواطنين ليبيين، وفق ما أكد مصباح الغزيوي، رئيس غرفة الإنقاذ البحري في البلاد، محذراً من ضعف الإمكانيات المتاحة لإنقاذ الغرقى.

وأشار الغزيوي إلى وجود نقص كبير في عدد أعضاء غرف الإنقاذ والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى غياب وحدات الإنقاذ على طول الساحل الممتد من تاجوراء إلى القره بوللي.

وأوضح أن وحدة طرابلس لا تمتلك قوارب إنقاذ وتعتمد على تجهيزات بسيطة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، بينما تعد إمكانيات وحدات الإنقاذ على الساحل الشرقي أفضل نسبياً.

كما أشار إلى حادثة غرق ثلاثة أشقاء في طبرق، في منطقة سبق التحذير من خطورتها بسبب سوء حالة البحر وعدم صلاحيته للسباحة.

وشدد رئيس غرفة الإنقاذ البحري على ضرورة التزام المواطنين بالتحذيرات الصادرة من الجهات المختصة حفاظاً على سلامتهم وأرواحهم.

مقالات مشابهة

  • الكوليرا يجتاح بلداً عربياً.. 225 وفاة وأكثر من 5 آلاف إصابة
  • 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية في غزة خلال 24 ساعة
  • 39 شهيدا في غزة خلال 24ساعة..و11حالة وفاة بالمجاعة
  • 11 حالة وفاة بغزة نتيجة سوء التغذية والمجاعة خلال 24 ساعة
  • 39 شهيدًا وصلوا مستشفيات غزة خلال 24 ساعة الماضية
  • منظمة الصحة العالمية: نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو الماضي
  • إسبانيا: أكثر من ألف وفاة نتيجة موجة حر ضربت البلاد خلال يوليوز المنصرم
  • 76 حالة غرق تهز ليبيا.. رئيس الإنقاذ يحذر من كارثة وشيكة بسبب ضعف الإمكانيات
  • 76 حالة غرق في ليبيا خلال شهرين ونقص حاد في الإمكانيات
  • أكثر محافظات اليمن تعرضًا للقمع الحوثي.. أرقام مفزعة