الدوحة ـ في دورة استثنائية من معرض الدوحة الدولي للكتاب، تجلّت الثقافة الفلسطينية لا كضيف عابر بل كصاحبة دار، وذلك من خلال وجودها ضيف شرف الدورة 34 عبر مشاركة واسعة وغير مسبوقة لـ14 دار نشر فلسطينية، وعرض مئات العناوين المتنوعة، في حضور هو الأول من نوعه بهذا الحجم على الساحة العربية والدولية.

وشكّلت الإصدارات الفلسطينية، بما تحمله من أدب وفكر وتاريخ، مساحة نابضة بالحياة في أروقة المعرض، حيث بدت الثقافة الفلسطينية كأنها تكتب فصولًا جديدة من نضالها عبر الكلمة، في مواجهة محاولات الطمس والتزييف، ومن خلال توثيق الذاكرة وصناعة الوعي وسط الحصار والشتات.

لم تطرح الثقافة الفلسطينية في المعرض بصفتها "قضية" فقط، بل تجلّت كمنجز حضاري متكامل، متجذر في التاريخ ومفعم بروح التجدد والإبداع. وقد أشاد الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة القطرية، غانم بن مبارك العلي، بخصوصية هذه النسخة من المعرض.

وأوضح العلي أن "ما يميز النسخة الحالية هو ضيف شرفها، فلسطين"، مشيرًا إلى أن التحديات التي مر بها الشعب الفلسطيني كانت دافعًا قويًّا لإنتاج ثقافي وإبداعي متنوع ومستمر.

الحضور الفلسطيني يتجلى في مساحات ثقافية غنية وإصدارات أدبية وفكرية وتاريخية (الجزيرة) نافذة على العالم

من جهته، اعتبر وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان هذه المشاركة نافذة يطل منها المشهد الثقافي الفلسطيني على العالم، قائلًا إنها فرصة ليروي الفلسطينيون قصتهم بلغة الأدب والفن، بعيدًا عن ضجيج السياسة.

إعلان

وفي تصريح للصحفيين، أكد حمدان أن فلسطين لا تغيب عن أي محفل ثقافي، بل تحرص على التواجد بأدبائها وناشريها ودور النشر التي تعبر عن نبض الأرض والناس، مشيرًا إلى أن الأصوات الفلسطينية ستكون جزءًا أصيلًا من الحوار الثقافي الذي يحتضنه المعرض عبر مشاركتها الواسعة في الندوات واللقاءات الفكرية.

وأكد رئيس جمعية الناشرين الفلسطينيين سامح دنديس، في حديث للجزيرة نت، أن هذه المشاركة تُعد الأوسع من نوعها، مشيرًا إلى أن المعرض يشهد مشاركة 14 دار نشر فلسطينية للمرة الأولى بهذا الشكل، إلى جانب 19 كاتبًا فلسطينيا يشاركون في الندوات والنقاشات المصاحبة للمعرض.

وأوضح دنديس أن هذه المشاركة تمثل رسالة واضحة بأن "الثقافة الفلسطينية باقية ومستمرة"، لافتًا إلى أن الجهود المشتركة بين وزارتي الثقافة القطرية والفلسطينية مهدت الطريق أمام هذه المشاركة الفاعلة التي تسعى لأن يكون الكتاب الفلسطيني حاضرًا في كل معرض ومنبر، حاملًا صوت الشعب والقضية إلى العالم.

بعض الإصدارات تناقش الحرب الإسرائيلية على غزة (الجزيرة) طوفان الأقصى.. من الميدان إلى الكتاب

ومن العناوين التي حظيت باهتمام واسع، تلك التي تناولت "عملية طوفان الأقصى"، والتي صدرت عن عدد من دور النشر الفلسطينية المشاركة، متناولة خلفيات العملية وتداعياتها السياسية والعسكرية والإنسانية. ومن بين هذه الإصدارات: "إسرائيل والقانون الدولي للأقوياء"، و"إسرائيل والعنف الإبادي"، و"الحرب ومخيمات الاحتجاج في جامعات الغرب"، و"الحرب على غزة: نقطة تحول".

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قالت مديرة إدارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة القطرية، مريم الحمادي، إن اختيار فلسطين ضيف شرف هو "احتفاء بهوية متجددة وثقافة تواجه التحديات، وتعبير عن تلاقي الرسالة الثقافية لدولة قطر مع رؤيتها الوطنية 2030″.

وأضافت أن الثقافة الفلسطينية، بتاريخها العريق وحضورها المتميز، تُجسد أحد أرقى أشكال التفاعل بين الثقافة والكرامة، موضحة أن المشاركة هذا العام تتضمن برنامجًا غنيًّا يُبرز تنوع المشهد الثقافي الفلسطيني ويعكس كيف حوّل المثقف الفلسطيني المعاناة إلى إنتاج إبداعي ثري.

البوهاشم: الثقافة الفلسطينية مخزون هائل من الإبداع الإنساني (الجزيرة) فلسطين.. ذاكرة الأمة

من جهته، قال المدير العام لدار الكتب القطرية، إبراهيم البوهاشم، إن اختيار فلسطين ضيف شرف "يعبّر عن إيمان عميق بالدور الحضاري للثقافة الفلسطينية، واعتراف مستحق بحضورها المتجذر في وجدان الأمة".

إعلان

وأضاف البوهاشم في حديثه للجزيرة نت: "فلسطين لم تكن يومًا هامشًا في الحكاية الثقافية، بل كانت دائمًا متنًا غنيًّا بالتاريخ والحياة والرمز"، مشيرًا إلى أن مشاركتها هذا العام تجسد عراقة ثقافية لا يمكن فصلها عن المشهد الإبداعي العربي، وأن الثقافة الفلسطينية لم تكن يومًا مجرد مرآة لمأساة، بل هي مخزون هائل من الإبداع الإنساني الذي تخطى حدود الجغرافيا.

البوعينين: جائزة معرض الدوحة للكتاب تشهد مشاركة واسعة هذا العام (الجزيرة) جائزة المعرض

وبموازاة النشاط الثقافي، يشهد معرض الدوحة للكتاب الإعلان عن الفائزين بجائزة المعرض التي أطلقتها وزارة الثقافة القطرية في نسختها الماضية، لتكريم الناشرين والمؤلفين، وتشجيع صناعة النشر وتعزيز الحضور الثقافي لدولة قطر إقليميا ودوليا.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال مدير إدارة المكتبات في وزارة الثقافة ومدير المعرض جاسم أحمد البوعينين إن الجائزة شهدت هذا العام إقبالًا كبيرًا من دور النشر داخل قطر وخارجها، وتتنافس على 6 فئات، هي:

جائزة أفضل دار نشر. جائزة أفضل دار نشر قطرية. جائزة أفضل دار نشر لكتب الأطفال. جائزة أفضل دار نشر لكتب في قطر. جائزة أفضل مؤلف. جائزة أفضل مؤلف شاب قطري.

وأوضح أن إجمالي قيمة الجوائز يبلغ 160 ألف ريال قطري، تُمنح بواقع 30 ألف ريال للفئات الأربع الأولى، و20 ألف ريال لفئتي أفضل مؤلف وأفضل مؤلف شاب.

وأشار البوعينين إلى أن الجائزة تهدف إلى تحفيز الناشرين على تقديم محتوى معرفي متميز يتمتع بالجدة والابتكار، ويعزز من بناء مجتمع المعرفة والحفاظ على الهوية الثقافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الثقافة الفلسطینیة الثقافة الفلسطینی الثقافة القطریة هذه المشارکة مشیر ا إلى أن معرض الدوحة للجزیرة نت هذا العام أفضل مؤلف

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل

 أكدت وزارة الخارجية والمغتربين اليوم الأربعاء، ضرورة تنفيذ ما جاء في القرارات الأممية بشأن انهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأرض الفلسطينية لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف على رأسها حقه في تقرير المصير.

 

وذكرت في الذكرى الـ77 لتبني الإعلان العالمي لحقوق الانسان المجتمع الدولي في نكبة الشعب الفلسطيني التي بدورها حولت أكثر من نصف الشعب الفلسطيني الى لاجئين يطالبون بحقهم في العودة وتقرير المصير، وهو ذات العام الذي تبنى به المجتمع الدولي الإعلان العالمي، وما تلاها من 58 عاماً من الاحتلال الاسرائيلي طويل الأمد، الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج وواسع النطاق. وأوضحت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتمدت منذ بداية احتلالها سياسات إجرامية قائمة على القتل خارج نطاق القانون، والتهجير القسري، والاعتقال التعسفي، وهدم المنازل، والاستيطان غير القانوني، والحصار، والتجويع، وتدمير البنية المدنية ومصادرة الأراضي، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني ولقواعد حقوق الإنسان العالمية التي يفترض أن تكون غير قابلة للتصرف أو الانتقاص.

 

وأكدت الوزارة أن إنهاء الاحتلال غير القانوني وضمان حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها تقرير المصير هما شرطان أساسيان لتحقيق العدالة والسلام، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات فورية للضغط على إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لإنهاء احتلالها بشكل فوري عملاً بما جاء في الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي طالب السلطة القائمة بالاحتلال بإنهاء وجودها غير القانوني في الارض الفلسطينية.

 

وجددت وزارة الخارجية التزامها الثابت بالدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيزها، معتبرة أن حماية حقوق الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما طالبت الدول بالقيام بواجباتها القانونية تجاه توفير الحماية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني ما فيها جرائم القتل المستمرة في كافة انحاء دولة فلسطين بما فيها قطاع غزة رغم اعلان وقف اطلاق النار والتي تتطلب تضافر الجهود الدولية لثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات بالشكل المطلوب، والبدء العاجل بخطة إعادة الإعمار، والانتقال الى المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب، بالإضافة الى ضرورة تطبيق القانون الدولي واحكامه، وأهمية المساءلة لمجرمي الحرب.

 

كما أكدت أن حقوق الانسان هي حقوق أصيلة لكل الافراد دون تمييز وغير قابلة للتصرف او للتجزئة ولا يمكن لأحد أن ينتزعها او يتجاهلها، وان حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال، والعودة وتقرير المصير، اختبار لمنظومة حقوق الانسان وعلى العالم ألا يفشل في حماية هذه الحقوق.

مقالات مشابهة

  • "نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين".. في ندوةٍ لحكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب
  • الكشري المصري.. كيف تحول من وجبة شعبية إلى تراث عالمي؟
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تُطلِق معرض جدة للكتاب 2025
  • تحت شعار “جدة تقرأ”.. هيئة الأدب والنشر والترجمة تُطلِق معرض جدة للكتاب 2025
  • سفارة المملكة بواشنطن تحصد جائزة أفضل معرض سفارة في مهرجان «وينترناشونال» 
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • سفارة المملكة في واشنطن تحصد جائزة أفضل معرض سفارة في مهرجان “وينترناشونال” 2025
  • تراث حضرموت يصل العالمية: الدان الحضرمي على قائمة اليونسكو
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية ماتشادو تغيب عن حفل تسليم جائزة نوبل للسلام.. وابنتها تتولى تمثيلها
  • المعارضة الفنزويلية ماتشادو تغيب عن حفل تسلم جائزة نوبل للسلام