تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
الدوحة ـ في دورة استثنائية من معرض الدوحة الدولي للكتاب، تجلّت الثقافة الفلسطينية لا كضيف عابر بل كصاحبة دار، وذلك من خلال وجودها ضيف شرف الدورة 34 عبر مشاركة واسعة وغير مسبوقة لـ14 دار نشر فلسطينية، وعرض مئات العناوين المتنوعة، في حضور هو الأول من نوعه بهذا الحجم على الساحة العربية والدولية.
وشكّلت الإصدارات الفلسطينية، بما تحمله من أدب وفكر وتاريخ، مساحة نابضة بالحياة في أروقة المعرض، حيث بدت الثقافة الفلسطينية كأنها تكتب فصولًا جديدة من نضالها عبر الكلمة، في مواجهة محاولات الطمس والتزييف، ومن خلال توثيق الذاكرة وصناعة الوعي وسط الحصار والشتات.
لم تطرح الثقافة الفلسطينية في المعرض بصفتها "قضية" فقط، بل تجلّت كمنجز حضاري متكامل، متجذر في التاريخ ومفعم بروح التجدد والإبداع. وقد أشاد الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة القطرية، غانم بن مبارك العلي، بخصوصية هذه النسخة من المعرض.
وأوضح العلي أن "ما يميز النسخة الحالية هو ضيف شرفها، فلسطين"، مشيرًا إلى أن التحديات التي مر بها الشعب الفلسطيني كانت دافعًا قويًّا لإنتاج ثقافي وإبداعي متنوع ومستمر.
من جهته، اعتبر وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان هذه المشاركة نافذة يطل منها المشهد الثقافي الفلسطيني على العالم، قائلًا إنها فرصة ليروي الفلسطينيون قصتهم بلغة الأدب والفن، بعيدًا عن ضجيج السياسة.
إعلانوفي تصريح للصحفيين، أكد حمدان أن فلسطين لا تغيب عن أي محفل ثقافي، بل تحرص على التواجد بأدبائها وناشريها ودور النشر التي تعبر عن نبض الأرض والناس، مشيرًا إلى أن الأصوات الفلسطينية ستكون جزءًا أصيلًا من الحوار الثقافي الذي يحتضنه المعرض عبر مشاركتها الواسعة في الندوات واللقاءات الفكرية.
وأكد رئيس جمعية الناشرين الفلسطينيين سامح دنديس، في حديث للجزيرة نت، أن هذه المشاركة تُعد الأوسع من نوعها، مشيرًا إلى أن المعرض يشهد مشاركة 14 دار نشر فلسطينية للمرة الأولى بهذا الشكل، إلى جانب 19 كاتبًا فلسطينيا يشاركون في الندوات والنقاشات المصاحبة للمعرض.
وأوضح دنديس أن هذه المشاركة تمثل رسالة واضحة بأن "الثقافة الفلسطينية باقية ومستمرة"، لافتًا إلى أن الجهود المشتركة بين وزارتي الثقافة القطرية والفلسطينية مهدت الطريق أمام هذه المشاركة الفاعلة التي تسعى لأن يكون الكتاب الفلسطيني حاضرًا في كل معرض ومنبر، حاملًا صوت الشعب والقضية إلى العالم.
ومن العناوين التي حظيت باهتمام واسع، تلك التي تناولت "عملية طوفان الأقصى"، والتي صدرت عن عدد من دور النشر الفلسطينية المشاركة، متناولة خلفيات العملية وتداعياتها السياسية والعسكرية والإنسانية. ومن بين هذه الإصدارات: "إسرائيل والقانون الدولي للأقوياء"، و"إسرائيل والعنف الإبادي"، و"الحرب ومخيمات الاحتجاج في جامعات الغرب"، و"الحرب على غزة: نقطة تحول".
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قالت مديرة إدارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة القطرية، مريم الحمادي، إن اختيار فلسطين ضيف شرف هو "احتفاء بهوية متجددة وثقافة تواجه التحديات، وتعبير عن تلاقي الرسالة الثقافية لدولة قطر مع رؤيتها الوطنية 2030″.
وأضافت أن الثقافة الفلسطينية، بتاريخها العريق وحضورها المتميز، تُجسد أحد أرقى أشكال التفاعل بين الثقافة والكرامة، موضحة أن المشاركة هذا العام تتضمن برنامجًا غنيًّا يُبرز تنوع المشهد الثقافي الفلسطيني ويعكس كيف حوّل المثقف الفلسطيني المعاناة إلى إنتاج إبداعي ثري.
من جهته، قال المدير العام لدار الكتب القطرية، إبراهيم البوهاشم، إن اختيار فلسطين ضيف شرف "يعبّر عن إيمان عميق بالدور الحضاري للثقافة الفلسطينية، واعتراف مستحق بحضورها المتجذر في وجدان الأمة".
إعلانوأضاف البوهاشم في حديثه للجزيرة نت: "فلسطين لم تكن يومًا هامشًا في الحكاية الثقافية، بل كانت دائمًا متنًا غنيًّا بالتاريخ والحياة والرمز"، مشيرًا إلى أن مشاركتها هذا العام تجسد عراقة ثقافية لا يمكن فصلها عن المشهد الإبداعي العربي، وأن الثقافة الفلسطينية لم تكن يومًا مجرد مرآة لمأساة، بل هي مخزون هائل من الإبداع الإنساني الذي تخطى حدود الجغرافيا.
وبموازاة النشاط الثقافي، يشهد معرض الدوحة للكتاب الإعلان عن الفائزين بجائزة المعرض التي أطلقتها وزارة الثقافة القطرية في نسختها الماضية، لتكريم الناشرين والمؤلفين، وتشجيع صناعة النشر وتعزيز الحضور الثقافي لدولة قطر إقليميا ودوليا.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال مدير إدارة المكتبات في وزارة الثقافة ومدير المعرض جاسم أحمد البوعينين إن الجائزة شهدت هذا العام إقبالًا كبيرًا من دور النشر داخل قطر وخارجها، وتتنافس على 6 فئات، هي:
جائزة أفضل دار نشر. جائزة أفضل دار نشر قطرية. جائزة أفضل دار نشر لكتب الأطفال. جائزة أفضل دار نشر لكتب في قطر. جائزة أفضل مؤلف. جائزة أفضل مؤلف شاب قطري.وأوضح أن إجمالي قيمة الجوائز يبلغ 160 ألف ريال قطري، تُمنح بواقع 30 ألف ريال للفئات الأربع الأولى، و20 ألف ريال لفئتي أفضل مؤلف وأفضل مؤلف شاب.
وأشار البوعينين إلى أن الجائزة تهدف إلى تحفيز الناشرين على تقديم محتوى معرفي متميز يتمتع بالجدة والابتكار، ويعزز من بناء مجتمع المعرفة والحفاظ على الهوية الثقافية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الثقافة الفلسطینیة الثقافة الفلسطینی الثقافة القطریة هذه المشارکة مشیر ا إلى أن معرض الدوحة للجزیرة نت هذا العام أفضل مؤلف
إقرأ أيضاً:
مجموعة نادرة.. اكتشاف معرض سيارات مهجور بداخله 20 سيارة جديدة
في قلب بلجيكا، يقف معرض سيارات مهجور منذ سنوات، لكنه لا يزال يحتفظ بسحره الخاص، إذ يحتوي على مجموعة نادرة من سيارات ألفا روميو الكلاسيكية التي كانت يومًا ما محط أنظار عشاق السرعة والأناقة.
هذا الموقع الغامض، الذي كشفه اليوتيوبر المعروف باسم "المستكشف الملتحي"، ظل طي الكتمان لسنوات، حفاظًا على حمايته من العبث أو السرقة.
أجواء الصمت والذكرياتداخل المعرض وخارجه، تتناثر سيارات ألفا روميو بطرازات مختلفة، بعضها في حالة لافتة للنظر رغم مرور الزمن، وأخرى غطتها طبقات الغبار.
من بين أبرز الموديلات سيارة ألفا روميو 166 بمحرك بوسو V6 سعة 3.0 لتر، وسيارة 156 GTA زرقاء اللون، إضافة إلى طرازات جوليا الكلاسيكية، ألفيتا، ميلانو 75، و33 المجهزة للسباقات، فضلًا عن 155، 145، 147، GT، و159 سبورت واجن.
كما تضم الساحة سيارات أخرى من علامات مثل سمارت فورفور وأبارث بونتو وMG TF رودستر.
رغم الإهمال الظاهر، تبدو بعض السيارات في حالة جيدة بمقصورات نظيفة وإطارات سليمة، مما يوحي بوجود شخص ما يعتني بها من حين لآخر.
منطقة الخدمة في المعرض هي الدليل الأكبر على ذلك، إذ ما زالت منظمة بشكل غير متوقع.
بحسب ما رواه أحد الجيران للمستكشف، كان المعرض يدار من قِبل رجل فقد حياته في حادث سيارة مأساوي.
ومنذ ذلك الحين، ترفض عائلته بيع المبنى أو السيارات، ويكتفي ابن الراحل بالعودة من وقت لآخر لتنظيف المركبات والحفاظ عليها.
المثير أن إحدى سيارات 156 GTA أمام المعرض تعود في الأصل لعميل لم يعد لاستلامها.
حلم جامعي السياراترغم غموض حالة هذه السيارات ومدى قابليتها للعمل، إلا أن عرضها في مزاد سيكون فرصة ذهبية لهواة جمع سيارات ألفا روميو الكلاسيكية، الذين لن يفوتوا فرصة امتلاك قطعة من التاريخ.