تراث حضرموت يصل العالمية: الدان الحضرمي على قائمة اليونسكو
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "الدان الحضــرمي" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، في قرار أثار فرحة واسعة بين أبناء محافظة حضرموت واليمن عموماً، معتبرين أنه اعتراف دولي بقيمة هذا الفنّ الشعبي العريق وبموروث حضاري يمتد عبر الأجيال.
أعلنت لجنة التراث الثقافي غير المادي التابعة للمنظّمة بشكل رسمي خلال دورتها العشرين المنعقدة في نيودلهي، إدراج ملف "جلسة الدان الحضــرمي" ضمن قائمتها للتراث العالمي غير المادي.
أعرب السفير اليمني لدى يونسكو محمد جميح عن اعتزاز اليمن بهذا الاعتراف الذي يُعد تقديرًا دوليًا لقيمة الدان الحضــرمي كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية والحضارية لـحضرموت واليمن عمومًا، مقدّمًا التهاني لكافة الأوساط الفنية والشعبية في المحافظة وبقية مناطق الجمهورية. ومشيدًا بالدور الذي قامت به وزارة الثقافة اليمنية واللجنة الوطنية للتراث غير المادي ومؤسسة حضرموت للثقافة في إعداد الملف وتمويله.
ونشر السفير جميح على صفحته في فيسبوك: "تسلمت اليوم من المدير العام المساعد لليونسكو لقطاع الثقافة السيد ارنستو راميريز شهادة إدراج ملف "جلسة الدان الحضرمي"، على قائمة التراث العالمي، بحضور منير بن وبر مدير مشروع صون الدان وضابط اتصال الملف ومحمود الهندي نائب مدير المشروع، وأوهيناتا بوميكو سكرتيرة اتفاقية اليونسكو لصون التراث غير المادي".
وأضاف: "يستحق "الدان الحضرمي" عن جدارة هذا الإدراج، بعد جهود استمرت لسنوات، منذ أن بدأت فكرة الإدراج إلى أن تحولت الفكرة اليوم إلى واقع ملموس".
و"الدان الحضـرمي" — أو "الدّان الحضْرمي" كما يعرف محليًا — يُعد من أبرز الفنون الشعبية في حضرموت، يُمارس غالبًا في المناسبات والاحتفالات الاجتماعية، ويجمع بين الغناء التقليدي، الإيقاعات، وربما حركات جماعية تعبّر عن الفرح وتماسك المجتمع. يُعتبر الدان أكثر من مجرد عرض فني، فهو تعبير عن ذاكرة جماعية، تراث ثقافي وحضاري، ووسيلة للحفاظ على الهوية ونقلها عبر الأجيال.
وإدراج الدان ضمن القائمة العالمية يعني ضمانًا الحفظ هذا التراث، وحماية من الاندثار، ويُعد دعوة للحكومة والمجتمع لدعمه والمحافظة عليه، وتوثيقه بكافة الوسائل — تسجيلات صوتية، مرئية، كتابة، وبحوث أكاديمية.
جهود كبيرة بُذلت من قِبَل الجهات الرسمية في اليمن — كوزارة الثقافة، واللجنة الوطنية للتراث غير المادي، ومؤسسات محلية مثل مؤسسة حضرموت للثقافة — في جمع المعلومات وإعداد ملف شامل يعكس عمق وأصالة الدان الحضــرمي. هذا الملف حظي بدعم من شخصيات ثقافية وفنية محلية، وأُرسل إلى اليونسكو، ليتم دراسته والموافقة عليه خلال الدورة العشرون للجنة التراث الثقافي غير المادي.
عدد من المثقفين والأدباء والكتاب في حضرموت أكدوا إن إدراج الدان الحضــرمي في قائمة التراث العالمي ليس مجرد وسام تشريف، بل هو ضمان لحفظ هذا الموروث وحمايته من الاندثار، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن. القرار يؤكد أن حضرموت ليست فقط جزءًا من النسيج الجغرافي واليمني، بل أنها حامل لهويّة ثقافية متفردة، غنية بالتقاليد والفنون التي تعبّر عن أصالة الناس وترابطهم.
وأضافوا أن هذا الاعتراف الدولي يفتح آفاقاً جديدة لالتفات المجتمع والحكومة المحلية إلى أهمية دعم الفنون الشعبية والحفاظ عليها، كما يعزز من اهتمام الباحثين المحليين والدوليين بدراسة التراث الحضـرمي وتوثيقه ونقله إلى الأجيال القادمة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: غیر المادی
إقرأ أيضاً:
تسجيل "الكُشري المصري" على قائمة "اليونسكو"
القاهرة- رويترز
أعلنت وزارة الثقافة المصرية اليوم الأربعاء أنها نجحت في إدراج أكلة الكشري بالقائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وأضافت الوزارة في بيان أن الكشري أصبح "العنصر الحادي عشر المسجل باسم مصر على قوائم التراث غير المادي" بعد اعتماده من اللجنة الحكومية للتراث المادي التي تعقد اجتماعاتها حاليا في الهند.
والكشري أكلة شعبية مصرية شهيرة تتكون من المعكرونة والأرز والعدس والبصل المقلي والحمص وتضاف إليهم الصلصة. وهناك محال متخصصة وعربات طعام بالشوارع تبيعها بأسعار رخيصة.
ويحظى الكشري بشعبية واسعة لا تقتصر على المصريين؛ إذ يحرص مسؤولون أجانب ووزراء خارجية خلال زياراتهم لمصر على تذوقه في المطاعم الشهيرة؛ باعتباره جزءًا أصيلًا من الثقافة المحلية.
وقال وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو إن "الكشري أول أكلة مصرية يتم تسجيلها"، مضيفا أن السنوات القادمة ستشهد تسجيل "المزيد من العناصر المرتبطة بممارسات اجتماعية وثقافية تتوارثها الأجيال وتعبر عن روح المشاركة والتنوع داخل المجتمع المصري".
وسبق لمصر إدراج عناصر بقائمة التراث غير المادي لليونسكو من بينها التحطيب "لعبة العصا"، والأراجوز، والنسيج اليدوي إضافة إلى عناصر مشتركة مع دول أخرى منها السمسمية والخط العربي.