قاضية أمريكية توقف خطط «ترامب» لتسريح موظّفي الحكومة
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
أصدرت قاضية أميركية في كاليفورنيا حكمًا بتجميد مؤقت لخطط الرئيس دونالد ترامب التي تهدف إلى تسريح جماعي لموظفي القطاع الحكومي، والتي كانت قد أُصدرت في فبراير الماضي.
وأمرت القاضية سوزان إيلستون، يوم الجمعة، بتجميد تنفيذ هذه الخطط لمدة أسبوعين، مشيرة إلى أن تقليص القوة العاملة في القطاع العام قد يتطلب موافقة الكونغرس.
وقالت في قرارها: “ترى المحكمة أن الرئيس يحتاج على الأرجح إلى طلب تعاون الكونغرس ليأمر بالتغييرات التي يسعى إليها، ولذلك تُصدر أمرًا قضائيًا موقتًا لوقف تقليص القوى العاملة على نطاق واسع في الوقت الحالي”.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، قام ترامب بتوجيه الوكالات الفيدرالية لإعداد خطط تهدف إلى تقليص أعداد الموظفين ضمن جهد واسع يقوده الملياردير إيلون ماسك عبر إدارة الكفاءة الحكومية، وأصدر ترامب في 11 فبراير أمرًا تنفيذيًا دعا فيه إلى “تحول جذري في البيروقراطية الفيدرالية”، وطالب الوكالات بتسريح الموظفين غير الضروريين.
ورفعت نقابات عمالية ومنظمات غير ربحية وست حكومات محلية دعوى قضائية ضد ترامب وإدارته، واتهمت الحكومة بتجاوز صلاحياتها من خلال تنفيذ تسريحات جماعية دون موافقة الكونغرس.
من جهتها، أشادت الجهات المدعية بالقرار القضائي، معتبرة أن محاولة إدارة ترامب غير القانونية لإعادة تنظيم الحكومة الفيدرالية أدخلت الوكالات في حالة من الفوضى وأثرت على تقديم خدمات حيوية في البلاد.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا تسريح الموظفين تسريح جماعي للموظفين دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
بلطجة أمريكية تُهدِّد القانون الدولي
عباس المسكري
في سابقة خطيرة تُهدد مبادئ السيادة والقانون الدولي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملوّحًا باغتيال قائد دولة ذات سيادة، ومثل هذه التصريحات لا يجب أن تمُر مرور الكرام؛ فهي تتجاوز حدود السياسة إلى منطق الاغتيال والبلطجة الدولية، وأمام هذا المشهد، يصبح الصمت تواطؤًا، والموقف الواضح ضرورة أخلاقية وقانونية.
وإذا قبلت الدول بصمت أو رضًا تصريحات ترامب التي يُهدد فيها باغتيال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، فعليها أن تُدرك أنَّها تُشرعن سابقة خطيرة وتهدم ما تبقى من أسس القانون الدولي.
من هو ترامب ليقرر من يُقتل ومن يُبقى؟ هل نصّب نفسه الحاكم الشرعي للعالم؟ وهل أصبحت سيادة الدول تُمحى بتغريدة أو تهديد؟
إنَّ مثل هذه التصريحات تستوجب تنديدًا دوليًا واضحًا، لا من باب الاصطفاف السياسي، بل من باب المبدأ والعدالة؛ لأن السكوت اليوم يعني القبول بمنطق الاغتيال كوسيلة لإسكات المخالفين، ويمنح أمثال ترامب رخصة ليُمارسوا البلطجة السياسية تحت غطاء الصمت العالمي.
وإذا كان العالم يرضخ لهذا المنطق، فليعلم أنه يفتح الباب أمام اغتيال كل من يقول "لا" لهيمنة القوة، وكل من يختار أن يكون حرًا في قراره، وإذا كانت الدول الغربية جاثية على ركبها لترامب، فنحن كعرب كرامتنا لا تسمح بذلك، فمن المفترض أن تكون هناك إدانة واضحة وصريحة من جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، تأكيدًا على رفضنا القاطع لهذا الانتهاك الفاضح لمبادئ السيادة والقانون الدولي، وتجسيدًا لوحدة موقفنا في مواجهة مثل هذه البلطجة الأمريكية.
كما يجب ألا يقتصر هذا الموقف على بيانات الإدانة فقط؛ بل ينبغي أن يتحول إلى عمل مشترك وحاسم عبر خطوات دبلوماسية فعلية، وضغوط مُتواصلة في المحافل الدولية، تعزز من موقفنا وتردع مثل هذه التجاوزات الخطيرة، مؤكدين بذلك أنَّ حماية السيادة والكرامة هي مسؤولية جماعية تتطلب تضامنًا واستراتيجية واضحة.