ما معنى قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؟.. رئيس جامعة الأزهر يجيب
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن علماء التفسير وقفوا طويلاً عند قول الله- تعالى-: "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"، متأملين في دلالة حرف الجر "من"، متسائلين: ما فائدة هذا الحرف؟، ولماذا لم تُقل الآية: "واتخذوا مقام إبراهيم مصلى" فحسب؟.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح، اليوم السبت، أن هذا التساؤل العلمي فتح بابًا واسعًا أمام المفسرين، حيث رأى بعضهم أن "من" تفيد التبعيض، أي أن الصلاة تكون في بعض أجزاء المقام لا كله.
وقال: غير أن الإمام القفال الشاشي، أحد كبار أئمة التفسير، أبدع برؤية عميقة حين أكد أن "من" في الآية ليست للتبعيض، وإنما للتجريد، مبينًا أن هذا الأسلوب اللغوي يعبر عن درجة عالية من المبالغة في الاتخاذ، كما يقال في التعبير العربي: "من فلان صديق حميم"، للدلالة على عمق الصداقة وتمثل الشخص لصفات الصديق الكامل.
وأكد رئيس الجامعة أن هذا الفهم الدقيق يحمل دلالات رحبة وموسعة، تجعل من كل ما يلي مقام إبراهيم داخل الحرم، مكانًا صالحًا لأداء ركعتي سنة الطواف، وليس فقط خلف المقام مباشرة، وهو ما يشهد على تيسير الإسلام وسعته، خاصة في مواسم الزحام كالحج والعمرة، حيث لا يجد الطائفون مكانًا للصلاة مباشرة خلف المقام، فيُصلي كل منهم في أي موقع يمتد خلفه، بحسب موضع الزحام.
وأشار إلى أن هذا المعنى يتأكد بسنة النبي- صلى الله عليه وسلم-، إذ صلى خلف مقام إبراهيم وقرأ الآية، دون أن يتقيد بموقع محدد، لافتًا إلى أن حمل "من" على التجريد يفتح بابًا واسعًا في فقه الآية، ويؤكد مرونة الشريعة وعمقها اللغوي والفقهي، وهو ما يجب أن يُدرس ويُفهم ضمن جهود الأزهر الشريف في نشر الفهم الصحيح للنصوص القرآنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرآن الكريم المصحف الشريف جامعة الأزهر مقام ابراهيم الحج مقام إبراهیم جامعة الأزهر أن هذا
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المسلم عن تعليق الدعاء على المشيئة، مستشهدًا بحديثه الشريف: «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني فإنه لا مستكره له»، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له».
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن تعليق الدعاء على المشيئة أمر مرفوض وكَرِهَه العلماء، لأن يقين المؤمن الثابت أن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويغني ويعز ويذل بمشيئته المطلقة، فلا أحد يكره الله على شيء.
حكم تعليق الدعاء على المشيئةوبيّن رئيس جامعة الأزهر أن المسلم إذا دعا الله فعليه أن يجزم في الدعاء، فلا يقول: "اللهم ارزقني إن شئت" أو "اللهم استرني إن شئت"، لأن هذا التعليق يُشعر ـ في ظاهره ـ كأن الداعي مستغنٍ عن مطلوبه أو مستغنٍ عمن يطلب منه، وهذا من العبث الذي لا وجه له، ولذلك نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وتوقف العلماء ـ كما أوضح الدكتور سلامة داود ـ أمام حديث نبوي شريف ورد في مسند الإمام أحمد، يظهر في ظاهره أنه يعارض هذا الأصل، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره خروج ثلاثة من أهل الجنة، قال في الثالث منهم: «اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا، اللهم إن شئت جعلته عليًا»، فكان الخارج هو سيدنا علي رضي الله عنه، وهذا التعليق على المشيئة استدعى بحث العلماء، لأنه يبدو مخالفًا لحديث عزم المسألة.
هل تجوز الزكاة لقريبتي إذا كان زوجها لا يوفر احتياجات البيت؟.. الإفتاء توضح الفئات المستحقة
حكم شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى.. أمين الإفتاء: لا يجوز شرعا في حالة واحدة
ما مقدار الزكاة على شهادة البنك بقيمة 300 ألف جنيه؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتها.. الإفتاء تجيب
وفسّر العلماء ذلك بأن التعليق على المشيئة الذي نُهي عنه سببه أنه قد يُفهَم على أنه استغناء عن المطلوب أو عن فضل الله، وهذا الظن لا يرد مطلقًا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو في أعلى مراتب العبودية والخضوع لله، ولا يُتَصوَّر في حقه أدنى استغناء، ولذلك كان ذلك من خصوصياته النبوية التي لا تُقاس عليها الأمة.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن تعليق الدعاء على المشيئة جائز للنبي صلى الله عليه وسلم لارتفاع مقامه، لكنه غير جائز لغيره من المؤمنين، لأن غيره قد يقع في مظنة الاستغناء التي من أجلها نُهي الناس عن هذا الأسلوب.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن مقاصد الشريعة في هذا الباب تهدف إلى ترسيخ اليقين الكامل بالله والإلحاح في الدعاء دون تردد أو تعليق.