قال الفريق/ أحمد العمدة – نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، في بيان:أتقدم اليوم بتحية رفاقية عطرة للقائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية-شمال وللرفاق الأحرار في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان-شمال، وأرسل التحايا الخالصة للنازحيين واللاجئيين؛ أولئك الذين ما زالوا يحلمون بحلول يوم العودة إلي مناطقهم الأصلية للعيش بحرية وسلام، والتحية للشعب السوداني الصامد الذي تقدم صفوف المقاومة بشجاعة وجسارة للدفاع عن الأرض والعِرض وسيادة الدولة السودانية في وقت شديد الحساسية من التاريخ، وفي هذا الإطار فإن الحركة الشعبية إتخذت موقف حاسم ودون تردد في 15 ابريل 2023م بوقوفها مع الشعب السوداني ومؤسسات الدولة، وهو موقف متسق مع تاريخ وتوجهات الحركة التي وقفت ذات المواقف أمام الإنفصاليين في 2017م الذين يقودهم عبدالعزيز الحلو وفي المفاوضات مع مجموعة الدعم السريع والحرية والتغيير والآن نخوض مع شعبنا معركة التغيير والتحرر، وبعدها ينتظرنا مشروع إعادة بناء السودان، وتعلمون أن بلادنا الأبية تعرضت لمؤامرة إستعمارية حاولوا بها كسر إرادة شعبنا الحر الذي لا يهزم أبدًا، ولذلك نقف أمام تحديات وجودية كبيرة تتطلب توحيد الجهود للكفاح المشترك من أجل التغيير والتحرر وإستشراف المستقبل.

الرفاق الأحرارأخاطبكم اليوم لإعلان قبول مسؤولية تعيني نائبًا لرئيس الحركة الشعبية-شمال، وهذا القرار يتسق تمامًا مع دستور الحركة وآداب الأقدمية فيها، ويأتي في إطار المساعي المبذولة لتطوير حركتنا العظيمة، وهنا أقف شاكرًا القائد مالك عقار علي هذه الثقة؛ كما أشكر رفاقي الذين وصلتني تهانيهم الطيبة، وأتعهد بأن أعمل مع جميع الرفاق والرفيقات في المؤسسات التنظيمية المختلفة من أجل تقدم وإزدهار هذا التنظيم العظيم، والذي يحمل مشروع سياسي وثقافي وإجتماعي يمثّل ملايين السودانيات والسودانيين المهمشيين، وآمال للذين عاشوا عهودًا طويلة بين قسوة الحروب ومأسيها، ويودون رؤية آمالهم تتحقق من خلال مشروع الحركة الشعبية في السودان الجديد؛ فهم ينتظرون العيش في سودان السلام والتنمية والمواطنة المتساوية للجميع، وهذه مسؤوليتنا جميعًا، وقد آن الأوان لتوحيد صفوفنا والعمل بروح الفريق الواحد حتى تحقيق تلك الآمال التي ناضلنا مع شعبنا لأجلها.الرفاق الأعزاءإننا أمام مرحلة تاريخية تحتم علينا كلنا إعلاء المشاعر الرفاقية والتعاضد في السير بعقول مفتوحة نحو مستقبل ننشده للتنظيم وجماهيره علي إمتداد السودان، ولملمت شتات الرفاق الذين يتفقون معنا في التوجهات الفكرية والسياسية ومواجهة تحديات معركة الحرية والكرامة حتي يتم تحرير السودان، ويجب إحكام التعاون بين الرفاق في طريق النضال التحرري الذي سيقودنا إلي بناء سودان جديد وموحد مبني علي أساس السلام والمواطنة القائمة علي التنوع التاريخي والمعاصر وتساوي الحقوق والحريات السياسية والمدنية للجميع؛ فلا سبيل لتوحيد الشعب السوداني إلا بتطبيق هذا المشروع التحرري والوحدوي والتنموي الذي ينبع من آمال وأشواق شعبنا الأبي ومن صميم مسؤوليات حملناها منذ تأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي، وينبغي علينا أن نسعى بجدية لتحقيقها سويًا، ولا يمكن فعل ذلك إلا بوحدة وتماسك الرفيقات والرفاق والعمل معًا في تنظيم يضم ألوان طيف شعب السودان دون فرز.الرفاق الأوفياءمثلما سنعمل لبناء تنظيم سياسي فاعل يخاطب قضايا الجماهير في الريف والمدينة سوف نواصل مساعينا بهمة عالية لإستكمال تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان لا سيما برتكول الترتيبات الأمنية، والإستفادة من الموارد ومشاركة أبناء المنطقتيين في الخدمة المدنية القومية، وسنعيد المجد لكل من جنوب وغرب كردفان لبناء أقاليم قوية هناك، ويجب تحديث المفوضيات التي تخاطب قضايا السلام والحريات والشؤون الإنسانية وحقوق المجتمعات في الريف الواسع، وضمان عودة كل النازحيين واللاجئيين، والإهتمام بقضايا الشباب والنساء وتعزيز مكانتهم في كابينة قيادة التنظيم، وتكملة الهياكل التنظيمية وتأهيل الكادر السياسي والذهاب إلي الساحة السياسية للعمل والحوار التفاعلي مع كافة التنظيمات الوطنية الآخرى بغية الوصول معها إلي مشروع وطني وبرنامج عمل يقود إلي تأسيس سودان يسع الجميع.تقبلوا خالص تقديري، والمجد لشهداء معركة الحرية والكرامة وعاجل الشفاء للجرحى.الفريق/ أحمد العمدة – نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال11 مايو – 2025م إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

من حكاية العمدة إلى دكتور الفول: أزمة القيادة في زمن الألقاب المزيفة.. !

في قرانا القديمة، لم يكن لقب "العمدة" مجرد كلمة تُقال أو صفة تُمنح عبثًا، بل كان ثمرة صراع طويل، وحكاية تحمل بين طياتها مآسي الانتصار ومرارة الخسارة. كان العمدة زعيمًا، حاكمًا، وحكيمًا، يختبره الزمان وينتخبه الناس ليقودهم في أحلك الظروف. لم يكن منصبًا يُشترى أو يُورّث، بل حصيلة مواقف وشجاعة وتضحيات حقيقية.كان صراع العمدية في الماضي أشبه بمعارك الأباطرة، فليس كرسيًا فارغًا، بل قوة تُمارس بحنكة وحكمة. من استطاع أن يوازن بين قوى القرية، ويحافظ على النظام والعدالة، وينقل صوت الجماعة بثقة، كان قائدًا حقيقيًا يستحق الاحترام، بل ويُعتبر روح القرية نفسها.وللحديث عن المهن، كان لكل مهنة احترافها الخاص، من مهندس الري الذي جسد شخصيته الأديب الكبير طه حسين في رواية "دعاء الكروان"، رجل يحمل بين يديه حياة القرية ومصيرها، يشق القنوات ويعيد للماء مساره كأنه يكتب قصيدة لا تُقرأ إلا بأعين الأرض.وكان مهندس الزراعة، والمعلم، من الوظائف الحيوية التي تتطلب صبرًا وجهدًا ووفاءً. فالمعلم لا يزرع في الأرض فقط، بل في نفوس الأجيال، وبذرة الحكمة تنمو في صمت، بعكس الألقاب التي تُوزع على عجل.لكن مع تقدم الزمن، وامتداد موجة الألقاب الفارغة، تحولت هذه المهن التي كانت رمزًا للتميز إلى مجرد أسماء تُنسب بلا محتوى، وفصول تُحذف فيها الروح لصالح البهرجة.في عصر مقاهي شبكات التواصل الاجتماعي، تفشت الألقاب كالنار في الهشيم، خاصة في الإعلام والسياسة. صرت ترى "خبيرًا استراتيجيًا" لا يملك أدنى تجربة مهنية أو خلفية أكاديمية في تخصصه، يطل من خلف شاشة ليمنح آراءً بلا عمق وتحليلات بلا أساس، وكأنه يمارس لعبة الألقاب بدلًا من خدمة المعرفة.ولا ننسى انتشار "حاملي الكرنيهات" في مجالات شتى، و"حاملي الدكتوراه الفخرية" في أكثر المواضع غرابة، من بائع الفول إلى عامل الطعمية الذي صار "دكتورًا في فنون القلي والتتبيل".في هذه البيئة، لم تعد الألقاب تعبر عن جوهر، بل أصبحت أدوات تسويق وديكورًا زائفًا لصناعة المشاهير. صار "الدكتور" و"الخبير" مجرد لافتات تُعلق على جدران الصالات الافتراضية، تُستخدم لجذب المتابعين لا لتنوير العقول أو توجيه الجماهير.كما قال سقراط:"العقل مثل المظلة، لا يعمل إلا إذا كان مفتوحًا." وهي معاناة من يعانق الألقاب من دون أن يفتح مظلة الفهم.القيادة الحقيقية، كما في عهد العمدة، ليست بطاقة تُحمل، ولا منصبًا يُشغل، بل موقف يُختبر في لحظة الانكسار، تضحية تُقاس في لحظات القمع، ومعرفة تُنير الطريق وسط ظلام الفوضى.حتى في القرى التي ظنناها ملاذًا للحكمة والبساطة، بدأ وباء الألقاب الزائفة ينتشر، من "خبير زراعي" لا يعرف رائحة الأرض، إلى "ناشط مجتمعي" لا يعرف أسمى معاني القرب من الناس.كما قال نيتشه:"من لا يملك سببًا للعيش، يستطيع أن يتحمل أي كيفية." فهل من يقبل بهذه الألقاب الوهمية سببًا حقيقيًا للقيادة؟ أم أنهم يختبئون خلفها كي يتحملوا فراغهم؟علينا أن نتذكر، وسط هذه الزحام من الألقاب الورقية، أن القيادة شرف لا يُمنح إلا لمن يثبت نفسه بأفعاله، لا بمنصب فارغ أو لقب مبهر.فلتكن أفعالنا هي التي تُكتب في التاريخ، وقلوبنا هي التي تختار القادة، لا الألقاب التي تُلصق وتُباع في مقاهي الوهم.. .!!

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

مقالات مشابهة

  • من حكاية العمدة إلى دكتور الفول: أزمة القيادة في زمن الألقاب المزيفة.. !
  • «مبادرة الدبلوماسية الشعبية» تثمّن الجهود المصرية السودانية لإعادة الاستقرار في السودان
  • عقار يلتقي سلفاكير.. هل تشفع رفقة الأمس في تحييد جوبا في صراع السودان؟
  • إستقبال الفريق الوطني المشارك في المسابقة الدولية في الروبوت والذكاء الاصطناعي
  • حذاري أدوات الخيانة حذاري..!
  • مالك هيرميس: الملياردير الفرنسي الذي قلب موازين الإرث برهانه على الولاء والوفاء
  • عضو مجلس الإسماعيلي: سننفذ رغبة الجميعة العمومية سواء حال تجديد الثقة أو سحبها
  • مواصلة لجولاته الإفريقية الناجحة.. عقار يصل جوبا وفي جيبه ملفات سودانية ساخنة
  • البراء بن مالك جزء من كتائب الاحتياط للجيش السوداني بموجب قانون الاحتياط الشعبي
  • دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟