هل تشعر أنك تخدع الجميع؟ قد تكون مصابا بـمتلازمة المحتال
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
يعاني كثير ممن يتميزون بالتفوق المهني أو الأكاديمي، من صوت داخلي يلاحقهم باستمرار قائلا "أنا لا أستحق هذا النجاح"، والذي يُعرف نفسيا بـ"متلازمة المحتال" (Impostor Syndrome)، وهي حالة شائعة أكثر مما يُعتقد، بحسب ما توضحه عالمة النفس الألمانية إنغريد جيرستباخ.
تقول جيرستباخ إن هذه المتلازمة تصيب الأفراد الذين يشككون في كفاءاتهم وإنجازاتهم، ويعيشون تحت وطأة خوف دائم من انكشاف "حقيقتهم المزعومة" أمام الآخرين، فيُنظر إليهم كمخادعين لا يستحقون مكانتهم، رغم وجود أدلة واضحة على جدارتهم.
وتضيف أن المصابين بهذه المتلازمة غالبا ما ينسبون نجاحاتهم إلى عوامل خارجية، مثل الحظ أو تضليل الآخرين حول ذكائهم، بدلا من الاعتراف بقدراتهم وجهودهم.
كيف تتغلب على متلازمة المحتال؟للتعامل مع هذه الحالة النفسية المثقلة بالشكوك الذاتية، توصي جيرستباخ باتباع مجموعة من التدابير التي قد تساعد في بناء الثقة بالنفس وتثبيت الإنجازات الواقعية:
إنشاء قائمة أدلة شخصية: ينبغي للمرء أن يخصص وقتا دوريا لتوثيق 3 مواقف حقق فيها نجاحا ملموسا، مهما بدت بسيطة. ثم يقوم بتحليل العوامل التي أسهمت في تحقيق هذا النجاح من مهارات أو قرارات أو اجتهاد. هذه الخطوة تساعد في إعادة برمجة العقل الباطن للاعتراف بالجهد الحقيقي المبذول بدلا من نسبة النجاح للحظ. تطوير "شعار داخلي مضاد": حين يعلو صوت المشكك الداخلي ويبدأ في بث رسائل الإحباط، ينصح بتكرار عبارة إيجابية موجهة مثل: "أنا أستحق هذا الإنجاز لأنني استعددت له جيدا". هذا التكرار اللفظي في المواقف الضاغطة يخلق شعورا مضادا، ويساعد في تقوية الذات وتقليل الإجهاد العقلي المصاحب للمواقف الصعبة. اختبار الشعور بعدم الأمان في بيئة آمنة: يمكن تعزيز الثقة بالنفس عبر مواجهة المخاوف الصغيرة في سياقات مألوفة. على سبيل المثال، يمكن تقديم فكرة في اجتماع صغير أو مشاركة رأي ضمن فريق عمل. هذا النوع من التمرين الواقعي يساعد في إثبات الكفاءة أمام الذات، ويخفف تدريجيا من وطأة الشكوك الذاتية.إذا استمرت هذه المشاعر دون تحسن، خاصة إن رافقتها أعراض مثل القلق، أو الاكتئاب، أو التوتر المزمن، أو انخفاض حاد في تقدير الذات، فإن الخطوة التالية ينبغي أن تكون استشارة طبيب نفسي متخصص.
إعلانوتشير جيرستباخ إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يعد من أنجح الأساليب في التعامل مع متلازمة المحتال، إذ يساعد الشخص على تحدي الأفكار السلبية المترسخة، وتطوير إستراتيجيات فعالة لتثبيت الإنجازات والثقة في القدرات الشخصية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
دليل الهجرة.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ولغتين
في رحلة تمتد لأكثر من ربع قرن بين سوريا وكندا، توثق الشاعرة والكاتبة السورية الكندية جاكلين سلام خطواتها الأولى في المهجر، وتجاربها الإنسانية والإبداعية، في كتابها الجديد "دليل الهجرة.. خطوات امرأة بين سوريا وكندا".
يصدر هذا العمل، وهو الكتاب الثامن في مسيرة الكاتبة، عن "منشورات الضفدعة المجنحة" في مصر و"منشورات إنخيدوانا" في كندا، ليقدم للقارئ العربي رحلة بانورامية متعددة الألوان، تسلط فيها المؤلفة الضوء على أولى خطواتها من مطار بيرسون في تورنتو عام 1997، وصولًا إلى آخر محطاتها بين الكتب والمهرجانات والبيوت، بما حملته هذه الرحلة من عثرات ومسرات.
لا يتردد الكتاب، الذي يقع في 390 صفحة، في كشف بعض محطات تجربة سلام العملية والمهنية مترجمة في الحقل الاجتماعي والقانوني الكندي، وعلاقتها الشائكة والحميمة باللغتين العربية والإنجليزية. ومن خلال فصوله الخمسة، يعكس طبيعة الخليط البشري الكندي والمهاجرين العرب الذي اختبرته الكاتبة وهي تعيش التجربة مهنيا وإبداعيا كامرأة وأم وناقدة في الحقل الثقافي والاجتماعي.
وفي مقدمة الكتاب، يكتب الفنان والناقد ياسر عبد القوي "هذا الكتاب هو بشكل ما رحلة جاكلين سلام في المهجر، ليس لاستكشاف المهجر، بقدر استكشاف نفسها. أعتقد أن سؤالها لم يكن: ما هو هذا المكان؟ بل بالأحرى كان: من أنا في هذا المكان؟".
ويضيف أن الكتاب هو "نوع من سيرة ذاتية، لكنه ليس سيرة ذاتية اعتيادية، فالكاتبة تحكي سيرتها من خلال كيفية رؤيتها للعالم.. إنه فعلا دليل على كيف يمكنك اكتشاف العالم في مكان جديد، في وطن جديد، وكيف تتجنب الوقوع في فخ الانشطار بين من كنتَ في وطنك الأصلي ومن ستكون في وطنك الجديد".
ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول متنوعة، تبدأ بفصل بعنوان "مارغريت أتوود كما عرفتها"، يقدم مقالات عن عوالم الأديبة الكندية المرشحة الدائمة لجائزة نوبل. يليه فصل "أفكار ملونة" الذي يتناول العلاقة الشائكة بين المثقف والدكتاتور ومأزق الحريات. وفي فصل "أضواء على الكتابة"، تغوص الكاتبة في قضايا الكتابة والهوية الثقافية.
إعلانأما الفصل الرابع "أيقونات الفكر والأدب العالمي"، فيوثق لقاءات الكاتبة مع عمالقة الفكر والأدب أمثال أمبرتو إيكو، وألبرتو مانغويل، وول سوينكا، وأليس مونرو. ويختتم الكتاب بفصل "أسرار المحبرة"، وهو الفصل الأكثر قربا إلى السيرة الذاتية، حيث تقدم شهادات شخصية عن تجربتها كامرأة مهاجرة من سوريا إلى كندا.
يُذكر أن جاكلين سلام هي شاعرة ومترجمة وكاتبة صحفية سورية كندية، هاجرت إلى كندا عام 1997. وهي عضو في اتحاد كتاب كندا ومنظمة "القلم" الدولية. حازت على جائزة الإبداع الأدبي، واختيرت شخصية العام الثقافية في كندا عام 2013. صدر لها سبع مجموعات شعرية، بالإضافة إلى كتاب "حوارات على مرايا الهجرة".