الجزيرة:
2025-08-12@07:18:31 GMT

من شاشة مسلسل بلاك ميرور إلى واقع نعيشه اليوم

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

من شاشة مسلسل بلاك ميرور إلى واقع نعيشه اليوم

كان العالم مختلفا في عام 2011 عندما صدر مسلسل "بلاك ميرور" (Black Mirror) للمرة الأولى على منصة "نيتفلكس"، إذ كان العديد من التقنيات المعتادة الآن مثل الذكاء الاصطناعي ضربا من الخيال، لكن مع مرور الأيام، بدأت هذه التقنيات تصبح واقعا نتعامل معه بشكل يومي.

وبعد أن كان مسلسل "بلاك ميرور" ينتمي إلى فئة الخيال العلمي المتطرفة التي تعرض أشياءً غير واقعية، أصبح ينتمي إلى فئة المذكرات التشاؤمية، ليتحول سؤاله الرئيسي من: هل يمكن تواجد هذه التقنية؟ إلى ماذا يحدث إن أصبحت التقنية شريرة؟

وعبر حلقاته المختلفة، عرض المسلسل مجموعة من التقنيات التي نعرفها اليوم، بدءا من الذكاء الاصطناعي المتطور وبناء الشخصيات الحاسوبية وحتى التوأم الرقمي، طارقا العديد من القضايا المهمة حول أهمية خصوصية البيانات ومنصات التواصل الاجتماعي وأضرارها، وصولا إلى المراقبة المتطرفة وأزمات الواقع الافتراضي.

وفي حين كانت هذه التقنيات بعيدة المنال منذ 14 عاما عند طرح المسلسل للمرة الأولى، أصبحت الآن شيئا يُناقَش باستمرار داخل الشركات التقنية العملاقة وفي المعامل البحثية، ومن ضمن هذه التقنيات:

أصبح من المعتاد الآن وجود روبوتات الدردشة الذكية والقادرة على التفاعل مع المشاعر بشكل أقرب إلى البشر (رويترز) الروبوتات البشرية والذكاء الاصطناعي المقلد

في عام 2013، افتتح مسلسل "بلاك ميرور" موسمه الثاني بحلقة تدعى "بي رايت باك" (Be Right Back)، تدور حول حادث مروري تسبب في وفاة الزوج تاركا زوجته بمفردها تواجه أهوال الحياة، وفي وسط حالة الحزن الذي تعيشه الزوجة، تظهر أمامها خدمة جديدة تستنسخ الزوج عبر منشورات التواصل الاجتماعي ورسائله ومكالمات الفيديو وغيرها من الأمور المسجلة، ثم تصنع منه روبوت دردشة معززا بالذكاء الاصطناعي.

إعلان

يقوم هذا الذكاء الاصطناعي بتقليد الزوج في جميع تصرفاته وجوانب حياته المختلفة، لتشعر بأن الفقيد ما زال على قيد الحياة، ومع توطد علاقة الزوجة بهذا الروبوت، تطلب من الشركة صناعة نسخة مادية مكتملة الأركان من زوجها، لتعاود العيش معه مجددا حتى تتجه القصة إلى جانبها المظلم.

منذ 12 عاما، كانت هذه القصة ضربا من الخيال العلمي، لكن اليوم، هي ليست بعيدة المنال أو غريبة كما كانت وقتها، إذ أصبح من المعتاد الآن وجود روبوتات الدردشة الذكية والقادرة على التفاعل مع المشاعر بشكل أقرب إلى البشر، لدرجة أن رفقاء الذكاء الاصطناعي أصبحت خدمة مطلوبة عالميا، وربما كانت خدمة "ريبليكا" (Replika) التي تملك ملايين المستخدمين المثال الأوضح على هذا الأمر، ناهيك عن خدمات أخرى مثل "كاركتر" (Character)، التي تساعدك على التحدث مع المشاهير أو نسخ ذكاء اصطناعي منهم على الأقل.

روبوتات التوصيل تصبح آلات قتل

طرحت حلقة "ميتال هيد" (MetalHead) في عام 2017 ضمن أحداث الموسم الرابع من المسلسل، وفيها ظهرت مجموعة من روبوتات التوصيل على شكل حيوانات تحولت إلى آلات قتل يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي من أجل القضاء على البشر.

ورغم أن الروبوتات القاتلة واحدة من أقدم الأفكار في فئة أفلام الخيال العلمي، إذ ظهرت للمرة الأولى عام 1984 مع فيلم "ترميناتور" (Terminator)، فإن "بلاك ميرور" تمكّن من عرضها بشكل أقرب إلى ما قد يحدث في الواقع، خاصة بعدما كشفت "بوسطن داينامكس" (Boston Dynamics) عن تطوير الروبوتات الخاصة بها والتي تشبه الحيوانات.

نظرة واحدة إلى نموذج الروبوت الذي تطوره "بوسطن داينامكس" وروبوت "بلاك ميرور" تجعلك تتأكد أن الشركة تسعى لتطوير هذه الروبوتات القاتلة، مما يجعل حلقة المسلسل تبدو متنبئة بالمستقبل، خاصة أن الشركة تحاول دمج الاستخدامات العسكرية مع الروبوت.

العديد من التطبيقات التي يتم تطويرها للهواتف المحمولة والحواسيب تتيح للآباء مراقبة أطفالهم ونشاطهم عبر الإنترنت (مواقع التواصل الاجتماعي) الرقابة المستمرة للأطفال

قدم مسلسل "بلاك ميرور" في الموسم الرابع أيضا واحدة من الحلقات المميزة التي جذبت أنظار العديد من المستخدمين حول العالم، وذلك لأنها طرحت قضية أخلاقية مبتكرة تتأرجح في المنطقة الرمادية دون وجود خطر على البشرية مثل بقية الحلقات.

إعلان

تناقش هذه الحلقة مسألة الرقابة الأبوية الرقمية على أطفالهم، وذلك بعد أن تتوه طفلة ماري، وعندما تجدها، تذهب بها إلى شركة جديدة تدعى "آرك إينجل" (Arkangel)، تقوم بتثبيت جهاز رقمي في عقل الطفلة الصغيرة يتيح لوالدتها مراقبتها عن بُعد ومعرفتها مكانها طوال الوقت، فضلا عن مراقبة ما تراه وتسمعه مع إتاحة خاصية للحظر، إذ يمكن للوالد أن يحظر المشاهد التي يعتقد أنها خطرة أكثر من اللازم.

ورغم أن هذه التقنية اليوم لم تصل إلى هذه النقطة بعد، فإن العديد من التطبيقات التي يتم تطويرها للهواتف المحمولة والحواسيب تتيح للآباء مراقبة أطفالهم ونشاطهم عبر الإنترنت، فضلا عن إمكانية حظر بعض التطبيقات والخدمات.

ومع تطور تقنية المتعقبات الصغيرة مثل "آير تاغ" (AirTag) إلى جانب المتعقبات التي يتم تطويرها خصيصا لتتبع الأطفال، تصبح هذه الحلقة أقرب إلى الواقع بشكل غير مسبوق.

باقات الاشتراكات وعرض الإعلانات

في الموسم الأول لمسلسل "بلاك ميرور" عرضت "نيتفلكس" حلقة تدعى "فيفتين مليون ميرتس" (Fifteen Million Merits)، تدور حول شاب يعيش في غرفة محاطة بكافة أنواع الشاشات التي تتيح له مشاهدة الأعمال السينمائية والألعاب كما يحب.

ومن أجل استخدام هذه الشاشات، يجب عليه أن يتدرب على عجلة ثابتة ليكسب ما يُعرَف باسم "ميرتس" وهي أشبه بالعملة في هذه الحلقة، يمكن للشاب إنفاق هذه العملات من أجل مشاهدة برامج التلفاز والألعاب دون الحاجة إلى مشاهدة الإعلانات المرفقة معها، ولكن في حالة انتهت العملات التي يملكها، فإنه لن يستطيع مشاهدة الحلقات أو الألعاب دون إعلانات.

وإذا حاول إغلاق عينيه أو تخطي الإعلان، فإن الشاشة والنظام يحذرونه بأنه لا يملك نقاطا كافية لتخطي هذا الإعلان وعليه مشاهدته حتى النهاية، وبينما كانت "نيتفلكس" في تلك الفترة لا تملك باقة اشتراك تضم الإعلانات، أصبحت اليوم تملك هذه البطاقة، لتصبح الحلقة أقرب إلى سخرية مباشرة لما تقوم به "نيتفلكس".

إعلان

ولا تقتصر هذه الحلقة على فكرة مشاهدة الإعلانات فقط، بل تمتد إلى أبعد من ذلك، إذ يوجد برنامج داخل الحلقة يضم جمهورا من الذكاء الاصطناعي والروبوتات بدلا من الجمهور الحقيقي، ورغم أن الحلقة طرحت منذ 14 عاما تقريبا، فإننا اليوم نرى تطبيقا يدعى "فاميفاي" (Famify) يقدم الخدمة ذاتها، إذ يمكنك أن تصبح مشهورا أمام الملايين من المتابعين، لكن هؤلاء المتابعين هم أجهزة ذكاء اصطناعي فقط دون وجود أي بشر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی بلاک میرور هذه الحلقة العدید من أقرب إلى

إقرأ أيضاً:

إطلاق CharGPT5 في خطوة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق

أطلقت شركة "أوبن إيه آي" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ إطلاق "تشات جي بي تي" أواخر عام 2022، نموذجا جديدا الخميس في ظل احتدام المنافسة لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي أكثر فعالية.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان خلال مؤتمر صحافي أن استخدام "جي بي تي 5 أشبه بالتحدث إلى خبير حاصل على درجة الدكتوراه في أي موضوع".

وشبّه ألتمان نسخة "جي بي تي 3" GPT-3 التي كانت تعمل في الإصدار الأول من "تشات جي بي تي"، بطالب ثانوي "يُجيب أحيانا إجابة صحيحة، وأحيانا أخرى بإجابة غير منطقية"، فيما "جي بي تي 4" يشبه طالبا جامعيا.




تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة على تطوير نماذج جديدة أكثر تطورا قادرة على "التفكير" وأداء المهام بشكل مستقل، وتركز أنظارها على ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي "العام" أو "الفائق الذكاء"، الذي يتمتع بقدرات معرفية تفوق قدرات البشر.

تسارعت وتيرة التطوير مع سعي مختلف المجموعات لجعل أدوات المساعدة بالذكاء الاصطناعي - أبرزها تشات جي بي تي وجيميناي (غوغل) وميتا إيه آي وكلود (أنثروبيك)- لا غنى عنها في الحياة اليومية لأكبر عدد ممكن من المستخدمين والمطورين.

تحاول غوغل وميتا (فيسبوك وإنستغرام) الإفادة في هذا السباق من قاعدتيهما الضخمتين من المستخدمين، فيما رسّخت أنثروبيك مكانتها، لا سيما بين المحترفين. أما "غروك" من شركة "إكس إيه آي" التابعة لإيلون ماسك، فقد تم دمجها مباشرةً في منصة إكس الاجتماعية.

أحدثت شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة ضجة في وقت سابق من هذا العام بإطلاقها "ار 1"، وهو نموذج مفتوح المصدر ومتقدم رغم القيود المرتبطة بالتكنولوجيا والميزانية.

لكن "تشات جي بي تي" لا يزال الاسم الأكثر شهرة بين عامة الناس، إذ يضم ما يقرب من 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيا.

"قوة خارقة"

قدّمت "أوبن إيه آي" نموذج "جي بي تي 5" على أنه "الأذكى" و"الأسرع" و"الأكثر فائدة" حتى الآن.

وقال سام ألتمام "يُمكن لـ+جي بي تي 5+ أن يُقدم لك إنجازاتٍ مذهلة. يُمكنه إنشاء برامج فورية عند الطلب (...) يتمتع بقوة خارقة مذهلة".طلب أحد مهندسي "جي بي تي 5"، يان دوبوا، من مُساعد الذكاء الاصطناعي المُستخدم في اللغة اليومية إنشاء تطبيق إلكتروني لتعلم اللغة الفرنسية باستخدام الألعاب.




أنتج "جي بي تي 5" على الفور مئات الأسطر البرمجية، وبدأ الموقع الإلكتروني الأساسي بالعمل في دقائق.

ووفقا للشركة، فإن "جي بي تي 5" أقل عُرضة لتقديم إجابات غير منطقية مقارنة بالنماذج السابقة، فهو "يُقر" عندما لا يعرف بدلا من اختلاق إجابة تبدو مُقنعة في الظاهر لكنها غير دقيقة.

كما جرى تعزيز ميزات الأمان في الإصدار الجديد. وأوضح أحد مسؤولي أمن المنتجات في الشركة أليكس بيوتيل أنه "في السابق، كان النهج ثنائيا. إذا بدا الاستعلام آمنا، فسيعمل النموذج، وإذا لم يكن كذلك، فلن يعمل".

مع "جي بي تي 5"، في حالة الشك في وجود دوافع إجرامية محتملة، "سيكتفي النموذج بتقديم معلومات عامة لا يمكن أن تُسبب ضررا".سيصبح المساعد الرقمي قابلا للتخصيص أيضا، إذ سيتمكن المستخدم من اختيار نبرة موجزة أو ودية أو ساخرة، كما سيتاح له الاتصال بخدمة الرسائل الإلكترونية في غوغل "جي مايل".

استثمارات هائلة

أعلنت مايكروسوفت، المستثمر الرئيسي في "أوبن إيه آي"، أن "جي بي تي 5" بات متاحا على منصاتها المختلفة للمهندسين.علق إيلون ماسك على إكس قائلا "أوبن إيه آي ستسحق مايكروسوفت".

تأسست "أوبن إيه آي" كمنظمة غير ربحية عام 2015، وكان إيلون ماسك أحد مؤسسيها، بهدف إنشاء ذكاء اصطناعي عام يُفيد البشرية جمعاء.

صرح سام ألتمان "من الواضح أن جي بي تي 5 نموذج ذكي، لكنه يفتقر إلى عنصر مهم لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام (...) فهو ليس نموذجا يتعلم باستمرار من الأشياء التي يكتشفها".

وأضاف "من الواضح أن الأمر سيتطلب استثمارات ضخمة في قوة الحوسبة للوصول إلى هذا الهدف، لكننا نعتزم الاستمرار".قُدرت قيمة هذه الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي بـ300 مليار دولار في آذار/مارس.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. انطلاق المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء عن الذكاء الاصطناعي
  • يصاب بالتسمم باستشارة من «الذكاء الاصطناعي»
  • مواعيد عرض الحلقة الثالثة من حكاية «فلاش باك».. هل مريم على قيد الحياة؟
  • أبوظبي تكتب قصة نجاح في الذكاء الاصطناعي
  • نائب محافظ سوهاج يُطلق مبادرة «سوهاج Ai» لتأهيل الشباب في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • عبيدات يكتب ( توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل العام )
  • الحلقة الأولى من فلاش باك تتصدر تريند X خلال ساعات من عرضها
  • أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2025
  • إطلاق CharGPT5 في خطوة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)