ثيلا في مرآة نوبل.. ماذا قالت الأكاديمية السويدية عن أعماله؟
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
في عام 1989، فاجأت الأكاديمية السويدية الأوساط الأدبية العالمية بمنح جائزة نوبل في الأدب للكاتب الإسباني كاميلو خوسيه ثيلا، وهو قرار لم يخل من الجدل، لكنه سلط الضوء من جديد على مسيرة أدبية جريئة، قادها صاحب “عائلة بسكال دوارتي” بقلم أشبه بمشرط، وأسلوب لم يرضخ يومًا للتقاليد.
حيثيات التكريم: أدب الخدش والعمقوصفت الأكاديمية أعمال ثيلا بأنها “رسم لقوة تجديدية داخل فن الرواية، متجذرة في التقاليد الإسبانية، وتعرض الواقع بعين تهكمية لا تخلو من قسوة”.
هذا الوصف لم يكن مجاملة تقليدية، بل إقرار بأن أدب ثيلا كان يحمل طابعًا تجريبيًا لا يخشى التوغل في المناطق المعتمة من النفس البشرية، ولا يخجل من استخدام لغة صادمة في خدمة الحقيقة الأدبية.
بين فرانثيسكو دي كيبيدو وثيلا: التراث الحيثيلا لم يكن غريبًا عن تقاليد الأدب الإسباني، بل كان وريثًا لجيل من الأدباء الذين مزجوا الفلسفة بالسخرية، أمثال كيخوتي سرفانتس وكيبيدو.
لكنه، على عكس الكثير من مجايليه، اختار أن يصدم القارئ بدلاً من مواساته، وأن ينقل له صوت المهمشين والمنبوذين والمحرومين، من دون تزيين الواقع أو تلميعه.
رواياته في ميزان نوبلروايته الأولى “عائلة بسكال دوارتي” (1942) تعد من أبرز محطاته، حيث صور من خلالها عنف الإنسان وغرائزه في ظل مجتمع مقموع ومضطرب.
ثم جاءت “الخلية” (1951)، لتظهر قدرته على تشريح الواقع الاجتماعي في مدريد ما بعد الحرب، من خلال مشاهد متداخلة، وأسلوب قريب إلى الكاميرا السينمائية.
وفي سنواته الأخيرة، أثار كتابه “المعجم السري” الكثير من الجدل، بسبب تناوله للمفردات الجنسية الشعبية، مما عزز صورته كمبدع لا يخشى كسر المحظورات.
جدل الجائزة: تقدير أم تحدٍ؟لم يمر تكريم ثيلا مرور الكرام، فقد اعتبره بعض النقاد اعترافًا بتجديده الأدبي، بينما رآه آخرون “انحيازًا” لشخصية أثارت كثيرًا من الاستفزاز في مسيرتها، سواء بسبب لغته الفظة أحيانًا أو مواقفه السياسية المتأرجحة.
لكن الواقع أن نوبل في عام 1989 كانت بمثابة تتويج لأديب صنع لغته الخاصة، وواجه بها واقعًا إسبانيًا ظل لسنوات طويلة حبيس الصمت والرقابة.
أثره بعد الجائزةبعد فوزه، ازداد الاهتمام بأعمال ثيلا عالميًا، وترجمت رواياته إلى العديد من اللغات، كما أعيد تقييم أدبه من زاوية مختلفة، باعتباره شاهدًا صادقًا على التحولات الاجتماعية والنفسية في إسبانيا القرن العشرين
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جائزة نوبل الأدب الأدب الاسباني
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 25 دولة.. الأكاديمية العربية تطلق النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للذكاء الآلي في الإسكندرية
افتتحت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للذكاء الآلي والابتكارات الذكية (آيكوميس 2025) تحت شعار "نحو مستقبل ذكي ومستدام".
وأكد رئيس الأكاديمية، الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، على الأهمية البالغة للمؤتمر كمنصة حيوية لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى إيمان الأكاديمية الراسخ بضرورة توفير هذه المنصات الرفيعة المستوى لتلاقي العقول الشابة والخبرات الدولية، بهدف تعزيز التعاون والابتكار في هذا المجال الحيوي.
واستعرض "عبد الغفار" الدور الرائد الذي تقوم به الأكاديمية في تطوير التعليم العالي في المنطقة العربية على مدار أكثر من 50 عامًا، والشراكات الدولية التي تعزز من مكانتها كصرح تعليمي وبحثي متميز، مضيفًا أن الأكاديمية تسعى باستمرار لتطوير منظومتها التعليمية والتدريبية لمواكبة أحدث المعايير العالمية.
كما استعرض "عبد الغفار" الدور الرائد الذي تقوم به الأكاديمية في تطوير التعليم العالي في المنطقة العربية على مدار أكثر من خمسين عامًا، والشراكات الدولية التي تعزز من مكانتها كصرح تعليمي وبحثي متميز، مضيفًا أن الأكاديمية تسعى باستمرار لتطوير منظومتها التعليمية والتدريبية لمواكبة أحدث المعايير العالمية، مؤكدًا أن استراتيجيتها ترتكز على الاستعداد للمستقبل وبناء القدرات وتوسيع نطاق التعاون الدولي لإعداد خريجين قادرين على المنافسة والإبداع.
واختتم "عبد الغفار" كلمته مشيدًا بالدعم المقدم من جامعة الدول العربية للأكاديمية، برعاية الدكتور أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، مما يسهم في تعزيز مكانة الأكاديمية كمؤسسة فاعلة في منظومة العمل العربي المشترك.
وجاءت الجلسة بحضور كلًا من، الدكتور يسري الجمل، وزير التربية والتعليم الأسبق، الدكتور محمد عبد القادر سالم، وزير الاتصالات الأسبق ومستشار رئيس الأكاديمية، بالإضافة إلى المهندس أحمد مدين، رئيس فرع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) في مصر، الدكتور علاء عبد الباري، نائب رئيس الأكاديمية للدراسات العليا والبحث العلمي، وعدد من أساتذة الجامعة.