قرار ترامب بخفض أسعار الأدوية يهز أسواق الصناعة الدوائية العالمية
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض سياسة "الدولة الأكثر تفضيلا" في تسعير الأدوية صدمة واسعة في أسواق الأدوية العالمية.
ففي منشور على منصة "تروث سوشال"، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ فورا بدفع "السعر نفسه الذي تدفعه الدولة صاحبة أدنى سعر في العالم"، واعدا بخفض أسعار الأدوية بنسبة تتراوح بين 30% و80%.
وتسببت هذه التصريحات في تراجع حاد لأسهم شركات الأدوية حول العالم، فحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، انخفض سهم شركة "تيفاع للصناعات الدوائية" بنسبة 7% في بورصة تل أبيب، وسط مخاوف من أن يؤدي شمول دواء "أوستيدو"، وهو الدواء الرائد لدى الشركة ويُستخدم في علاج حركات لا إرادية لدى مرضى هنتنغتون، ضمن هذه السياسة إلى تقليص عوائد الشركة.
وقال أوري هيرشكوفيتس، مدير صندوق التحوط "بنو فارما"، للصحيفة "إذا شمل القرار هذا الدواء، فإن كل انخفاض بنسبة 1% في سعره سينعكس بانخفاض مماثل في التدفق النقدي للشركة".
ووفقا للصحيفة نفسها، لم تقتصر الخسائر على "تيفاع"، فقد تراجعت أسهم شركة "تشوغاي" اليابانية بنسبة 11%، وشركة "تاكيدا" اليابانية بنسبة 5.5%، وشركة "سيلتريون" الكورية بنسبة 3.9%، وشركة "سان فارما" الهندية -المالكة لشركة "تارو" الإسرائيلية- بنسبة 3%.
إعلان تأثير واسع في السوق الأميركيكما سجلت أسهم الشركات الأميركية تراجعا ملحوظا، فحسب وكالة "بلومبيرغ"، هبطت أسهم شركات "فايزر"، و"ميرك"، و"أمجين" ما بين 3% إلى 6% بعد إعلان ترامب.
وأكدت منصة "ماركيت ووتش" أن الإعلان أثار مخاوف المستثمرين من تقلص الهوامش الربحية وغياب الوضوح بشأن آليات التطبيق.
وفي تقرير لمجلة "بارونز"، أوضح المحللون أن السياسة الجديدة ستعتمد في تسعير أدوية "ميديكير" على مقارنة الأسعار في الولايات المتحدة مع تلك المعتمدة في دول مثل ألمانيا وكندا، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في تعويضات شركات الأدوية.
قلق الصناعة من التنفيذ والتداعياتولقيت هذه السياسة انتقادات واسعة من داخل قطاع الصناعة الدوائية، ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصادر في الصناعة قولها إن فرض هذه السياسة سيلحق ضررا كبيرا بقدرات الشركات على تمويل الأبحاث والتطوير.
وقال أحد التنفيذيين دون كشف اسمه "سياسات ضبط الأسعار بهذا الشكل ستقضي على قدرتنا على الابتكار في المستقبل".
وأكد أوري هيرشكوفيتس بدوره أن المرسوم الرئاسي وحده لا يمتلك القوة القانونية الكافية لتطبيق التخفيضات، ما لم يتم تمرير تشريعات داعمة في الكونغرس. وقال لصحيفة "غلوبس" "اللوبي الدوائي يتمتع بنفوذ هائل في الكونغرس، لكن في حال دعمَ الديمقراطيون -الذين لطالما أيدوا مثل هذه السياسات- هذا التوجه، فقد نشهد تغييرات فعلية".
رابحون محتملونوفي المقابل، قد تستفيد بعض الأطراف من هذه السياسة، ووفقا لموقع "كلينيكال ترايلز أرينا"، فإن الشركات المتخصصة في إنتاج الأدوية الجنسية (البدائل) والبدائل الحيوية (البيولوجية) قد تستفيد من الضغط على أسعار الأدوية الأصلية.
وفي تحليل نشرته صحيفة "إيكونوميك تايمز"، أُشير إلى أن المرضى وأنظمة الرعاية الصحية قد يحققون وفورات مالية كبيرة، ما قد يزيد الطلب على الأدوية مستقبلا، خاصة تلك التي تُنتَج بتكلفة منخفضة.
إعلان خلفية سياسية وتكرار للسياسات السابقةورأت مجلة "ذا ديلي بيست" أن خطوة ترامب ليست جديدة تماما، بل هي نسخة محدثة من محاولات سابقة تعود إلى فترته الرئاسية الأولى في عام 2020. واعتبرت المجلة أن الإعلان الأخير يأتي في سياق الوفاء بوعود انتخابية والضغط على شركات الأدوية.
مؤشرات السوق حتى الآن 2025:
تيفاع (إسرائيل): تراجع بنسبة 7%. تشوغاي (اليابان): تراجع بنسبة 11%. تاكيدا (اليابان): تراجع بنسبة 5.5%. سيلتريون (كوريا): تراجع بنسبة 3.9%. سان فارما (الهند): تراجع بنسبة 3%. فايزر، ميرك، أمجين (الولايات المتحدة): تراجع بين 3% إلى 6%.ويشكّل إعلان ترامب تحولا كبيرا في ملف تسعير الأدوية بالولايات المتحدة، مع تداعيات تمتد من الأسواق المالية إلى نماذج الابتكار. وفي حين يَعِد القرار بخفض الأعباء على المرضى ودافعي الضرائب، فإن تنفيذه يصطدم بعقبات قانونية وتشريعية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الاستثمار في قطاع الأدوية العالمي.
وكما ذكرت وكالة "رويترز"، فإن التأثير الكامل لهذه السياسة سيعتمد على قدرة الكونغرس على تمرير التشريعات اللازمة، وهي تفاصيل لم تتضح حتى الآن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شرکات الأدویة هذه السیاسة تراجع بنسبة بنسبة 3
إقرأ أيضاً:
المونسينيور يؤانس لحظي: «الفاتيكان الدولة الأصغر مساحة والأكثر تأثيرًا في السياسة العالمية»
أكد المونسينيور الدكتور يؤانس لحظي عضو قسم الشؤون العامة في أمانة سر الفاتيكان وممثل الفاتيكان باللجنة العليا للإخوة الإنسانية والسكرتير الشخصي لبابا الفاتيكان الراحل فرنسيس، أنّ الفاتيكان أصغر دولة في العالم، لكن يتبعها من حيث الناحية الروحية أكثر من مليار و300 مليون كاثوليكي، وبالتالي، فإن لها تأثيرا عالميا كبيرا، روحيا، سياسيا، إنسانيا، واجتماعيا.
وأضاف «لحظي»، في حواره مع الإعلامية لما جبريل، مقدمة برنامج «ستوديو إكسترا»، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ الفاتيكان هي الدولة الأصغر من حيث المساحة والأكبر تأثيرا في السياسة العالمية، موضحًا: «رئاسة الوزراء هي الأكثر قربا من قداسة البابا، وهي المنوطة بتنظيم كل الوزارات للتنسيق بينها».
وتابع: «رئاسة الوزراء في الفاتيكان ماكينة تعمل بدقة رهيبة، على سبيل المثال، في الأسبوع الماضي كان يتم الاحتفال بيوم الشباب العالمي، ونحن في الكنيسة الكاثوليكية نحتفل باليوبيل الذي نحتفل كل 25 عاما، وفي الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الأحد، كان هناك تجمع لأكثر من مليون شاب في قداس يوم بالاحتفال به قداسة البابا، ولم يحدث خرق واحد، وكل ذلك نتيجة خبرة كبيرة وعمل دقيق».
اقرأ أيضاًبابا الفاتيكان يعرب عن حزنه للهجوم الإسرائيلي على الكنيسة الكاثوليكية بغزة
بابا الفاتيكان: الهجوم على كنيسة العائلة المقدسة مؤلم ويجب وقف إطلاق النار بـ غزة فورًا
بابا الفاتيكان يدعو للسلام بالشرق الأوسط ويحذر من نسيان معاناة غزة