أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض سياسة "الدولة الأكثر تفضيلا" في تسعير الأدوية صدمة واسعة في أسواق الأدوية العالمية.

ففي منشور على منصة "تروث سوشال"، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ فورا بدفع "السعر نفسه الذي تدفعه الدولة صاحبة أدنى سعر في العالم"، واعدا بخفض أسعار الأدوية بنسبة تتراوح بين 30% و80%.

رد فعل في الأسواق العالمية

وتسببت هذه التصريحات في تراجع حاد لأسهم شركات الأدوية حول العالم، فحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، انخفض سهم شركة "تيفاع للصناعات الدوائية" بنسبة 7% في بورصة تل أبيب، وسط مخاوف من أن يؤدي شمول دواء "أوستيدو"، وهو الدواء الرائد لدى الشركة ويُستخدم في علاج حركات لا إرادية لدى مرضى هنتنغتون، ضمن هذه السياسة إلى تقليص عوائد الشركة.

سياسة "الدولة الأكثر تفضيلا" التي أعلنها ترامب مصدر جدل واسع في الأوساط الاقتصادية (رويترز)

وقال أوري هيرشكوفيتس، مدير صندوق التحوط "بنو فارما"، للصحيفة "إذا شمل القرار هذا الدواء، فإن كل انخفاض بنسبة 1% في سعره سينعكس بانخفاض مماثل في التدفق النقدي للشركة".

ووفقا للصحيفة نفسها، لم تقتصر الخسائر على "تيفاع"، فقد تراجعت أسهم شركة "تشوغاي" اليابانية بنسبة 11%، وشركة "تاكيدا" اليابانية بنسبة 5.5%، وشركة "سيلتريون" الكورية بنسبة 3.9%، وشركة "سان فارما" الهندية -المالكة لشركة "تارو" الإسرائيلية- بنسبة 3%.

إعلان تأثير واسع في السوق الأميركي

كما سجلت أسهم الشركات الأميركية تراجعا ملحوظا، فحسب وكالة "بلومبيرغ"، هبطت أسهم شركات "فايزر"، و"ميرك"، و"أمجين" ما بين 3% إلى 6% بعد إعلان ترامب.

وأكدت منصة "ماركيت ووتش" أن الإعلان أثار مخاوف المستثمرين من تقلص الهوامش الربحية وغياب الوضوح بشأن آليات التطبيق.

وفي تقرير لمجلة "بارونز"، أوضح المحللون أن السياسة الجديدة ستعتمد في تسعير أدوية "ميديكير" على مقارنة الأسعار في الولايات المتحدة مع تلك المعتمدة في دول مثل ألمانيا وكندا، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في تعويضات شركات الأدوية.

قلق الصناعة من التنفيذ والتداعيات

ولقيت هذه السياسة انتقادات واسعة من داخل قطاع الصناعة الدوائية، ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصادر في الصناعة قولها إن فرض هذه السياسة سيلحق ضررا كبيرا بقدرات الشركات على تمويل الأبحاث والتطوير.

وقال أحد التنفيذيين دون كشف اسمه "سياسات ضبط الأسعار بهذا الشكل ستقضي على قدرتنا على الابتكار في المستقبل".

وأكد أوري هيرشكوفيتس بدوره أن المرسوم الرئاسي وحده لا يمتلك القوة القانونية الكافية لتطبيق التخفيضات، ما لم يتم تمرير تشريعات داعمة في الكونغرس. وقال لصحيفة "غلوبس" "اللوبي الدوائي يتمتع بنفوذ هائل في الكونغرس، لكن في حال دعمَ الديمقراطيون -الذين لطالما أيدوا مثل هذه السياسات- هذا التوجه، فقد نشهد تغييرات فعلية".

رابحون محتملون

وفي المقابل، قد تستفيد بعض الأطراف من هذه السياسة، ووفقا لموقع "كلينيكال ترايلز أرينا"، فإن الشركات المتخصصة في إنتاج الأدوية الجنسية (البدائل) والبدائل الحيوية (البيولوجية) قد تستفيد من الضغط على أسعار الأدوية الأصلية.

شركات الأدوية الجنسية استفادت من الضغوط المفروضة على نظيراتها الأصلية نتيجة القرار (شترستوك)

وفي تحليل نشرته صحيفة "إيكونوميك تايمز"، أُشير إلى أن المرضى وأنظمة الرعاية الصحية قد يحققون وفورات مالية كبيرة، ما قد يزيد الطلب على الأدوية مستقبلا، خاصة تلك التي تُنتَج بتكلفة منخفضة.

إعلان خلفية سياسية وتكرار للسياسات السابقة

ورأت مجلة "ذا ديلي بيست" أن خطوة ترامب ليست جديدة تماما، بل هي نسخة محدثة من محاولات سابقة تعود إلى فترته الرئاسية الأولى في عام 2020. واعتبرت المجلة أن الإعلان الأخير يأتي في سياق الوفاء بوعود انتخابية والضغط على شركات الأدوية.

مؤشرات السوق حتى الآن 2025:

تيفاع (إسرائيل): تراجع بنسبة 7%. تشوغاي (اليابان): تراجع بنسبة 11%. تاكيدا (اليابان): تراجع بنسبة 5.5%. سيلتريون (كوريا): تراجع بنسبة 3.9%. سان فارما (الهند): تراجع بنسبة 3%. فايزر، ميرك، أمجين (الولايات المتحدة): تراجع بين 3% إلى 6%.

ويشكّل إعلان ترامب تحولا كبيرا في ملف تسعير الأدوية بالولايات المتحدة، مع تداعيات تمتد من الأسواق المالية إلى نماذج الابتكار. وفي حين يَعِد القرار بخفض الأعباء على المرضى ودافعي الضرائب، فإن تنفيذه يصطدم بعقبات قانونية وتشريعية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الاستثمار في قطاع الأدوية العالمي.

وكما ذكرت وكالة "رويترز"، فإن التأثير الكامل لهذه السياسة سيعتمد على قدرة الكونغرس على تمرير التشريعات اللازمة، وهي تفاصيل لم تتضح حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات شرکات الأدویة هذه السیاسة تراجع بنسبة بنسبة 3

إقرأ أيضاً:

بنسبة 200%.. زيادة الصادرات الزراعية المصرية إلى دول الاتحاد الأوروبي

أكد الدكتور إسلام فرحات، مشرف وحدة الصحة النباتية بالحجر الزراعي، أن الصادرات الزراعية المصرية حققت خلال عام 2025 رقمًا قياسيًا غير مسبوق، إذ بلغت حتى الآن نحو 8 ملايين و800 ألف طن، بزيادة تقدر بحوالي 750 ألف طن مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلاميين باسم طبانة ويارا مجدي، مقدمي برنامج «هذا الصباح»، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن العام لم ينتهِ بعد، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام مع نهايته.

وأوضح أن هذا النمو يعكس الدور المحوري للحجر الزراعي في فتح أسواق جديدة، وضمان مطابقة المنتجات الزراعية المصرية لاشتراطات الصحة النباتية، بما يحافظ على سمعتها الجيدة جدًا في الأسواق العالمية.

وأشار إلى أن الصادرات الزراعية المصرية شهدت، خلال الفترة من 2020 إلى 2024، زيادة تقدر بنحو 40% من إجمالي حجم الصادرات، منها زيادة تصل إلى 200% لدول الاتحاد الأوروبي، مع معدل نمو سنوي يتراوح بين 10 و15%.

وأوضح أن هذه الزيادة تحققت رغم التحديات العالمية، مثل جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن.

وقال إن الخطة التي وُضعت مكّنت مصر من فتح أكثر من 107 أسواق جديدة أمام الصادرات الزراعية خلال الفترة من 2018 إلى 2025، مع وضع اللمسات الأخيرة لفتح أكثر من 10 أسواق جديدة خلال المرحلة المقبلة.

ولفت مشرف وحدة الصحة النباتية بالحجر الزراعي إلى أن تنويع المحفظة التصديرية وتنويع الأسواق أسهما في تقليل المخاطر وتعزيز القدرة التنافسية للصادرات الزراعية المصرية.

وذكر، أن مواسم تصديرية جديدة ما زالت في بدايتها، مثل الفراولة، إلى جانب بدء شحنات تصدير البرتقال إلى مختلف دول العالم، للاستفادة من موسم الأعياد وبداية العام الميلادي، في ظل إقبال كبير على المنتجات الزراعية المصرية، خاصة بعد النجاح في النفاذ إلى أكثر الأسواق تشددًا في ضوابط الصحة النباتية، مثل اليابان وأستراليا ونيوزيلندا، إلى جانب العمل مع دول كبرى في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين وأوروغواي.

اقرأ أيضاًوزير الزراعة يلتقي مدير برنامج الأغذية العالمي بمصر لمتابعة مشروعات التعاون المشترك

محافظ المنوفية: إزالة 5 آلاف و500 متر والتشديد بإعادة زراعة الأراضى مرة أخرى

ضبط مصنع بدون ترخيص لتصنيع وإنتاج المخصبات الزراعية المغشوشة

مقالات مشابهة

  • بنسبة 200%.. زيادة الصادرات الزراعية المصرية إلى دول الاتحاد الأوروبي
  • وول ستريت جورنال: المركزي التركي يخاطر بخفض الفائدة
  • التضخم في ألمانيا يبقى فوق 2%
  • محلل أسواق: البورصة المصرية أفضل بديل للعائد الثابت مع تراجع التضخم
  • تباين أداء البورصات العالمية بعد خفض الفائدة
  • تراجع حاد في «ناسداك» وانخفاض جماعي لمؤشرات وول ستريت…
  • المستوردين : تراجع التضخم في نوفمبر مدفوع بانخفاض أسعار الغذاء
  • بشاي: تباطؤ التضخم في نوفمبر نتيجة تراجع أسعار الغذاء.. وتوقعات بمواصلة الهبوط
  • استقرار أسعار الذهب قرب أعلى مستوى في 7 أسابيع مع توقعات خفض الفائدة
  • أسهم أوروبا تنخفض والآسيوية تتباين بضغط من تراجع أسهم شركات التكنولوجيا