حاملات الهيمنة الأمريكية.. سقوط الغرب الإمبريالي
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
يمانيون/ كتابات/ إبراهيم محمد الهمداني
بلغت الهيمنة العسكرية الأمريكية ذروتها، بعد احتلال العراق وأفغانستان، ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية حينها، قد استخدمت من قوتها المطلقة، إلا أقل من الثلث، حيث اقتصرت على بضعة آلاف من جنود المارينز، بهدف الترويج لأسطورة الجندي الأمريكي السوبرمان، بعد أن ضمنت عدم وجود مقاومة، تهدد حياة جنودها، وتمكنهم من ممارسة أبشع صور التوحش والإجرام، بحق المدنيين الأبرياء العزل، الذين تعرضوا لأسوأ حرب إبادة، وأقذر الانتهاكات الإنسانية، والتعذيب والاغتصاب للرجال والنساء على السواء، وأقسى مشاهد التدمير والخراب الشامل، وغيرها من مظاهر الإجرام والدمار الممنهج، التي وثقها الجيش الأمريكي، وبثتها وسائله الإعلامية وأبواقه المتصهينة، بهدف تكريس صورة القوة المطلقة، في نماذج مختارة، من قوات المارينز، المسنودة بحاملة الطائرات (أيزنهاور)، في تدخلها المحدود، لكنه كان بالغ الأثر، حيث عزز هيمنة مفهوم القوة الأمريكية المطلقة، وأمريكا التي لا تقهر، في الوجدان الجمعي العالمي، وأصبح الأمريكي سيد العالم، بلا منازع، وأصبح مجرد التفكير بالوقوف في وجه أمريكا، أو رفض وصايتها وهيمنتها، بمثابة الانتحار المحقق، والتضحية المجانية العبثية، والقرار الأغبى مطلقاً، مادامت خاتمة الطريق معروفة سلفاً، وكل من ناله غضب أمريكا، لم يُسمع صوته مجدداً، ولم يعرف له أحدٌ طريقا، بعد ذلك.
هكذا صنعت أمريكا، أسطورة القوة المطلقة، والتفوق البري والجوي والبحري، وحصرت العالم بأكمله، داخل أضلاع مثلث القوة والإرهاب، ليبقى رهين الخوف والرعب الدائم، في أكبر عملية استسلام جماعي شهدها التاريخ، لهيمنة واستبداد القطب الواحد، الأمريكي سيد العالم، الذي أحكم قبضته على العالم، من خلال صناعة الجماعات الإرهابية، والتحكم بها في مختلف البلدان، ومن خلال إنتاج خطاب إعلامي، يكرس هيمنته وتسلطه، حسب منطق البقاء للأقوى، لكن تلك القوة المطلقة، وأساطير مثلث الرعب والموت، سرعان ما سقطت في اليمن، الذي واجه قوة أمريكا، وأسقط أوهام التفوق، وكسر الوحشية الأمريكية، وهزم نخبة المارينز، المسنودة بجحافل العملاء والمرتزقة، وأسقط فخر التكنولوجيا الاستخبارية، ممثلة بطائرات MQ9 المسيرة، وقصف البارجات وحاملات الطائرات الأمريكية، الواحدة تلو الأخرى، واخترق منظومات الدفاع الجوي بأنواعها، وقصف قلب يافا المسماة (تل أبيب)، وأوقف ميناء أم الرشراش عن العمل نهائياً، وأدخل ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، منطلقاً في إسناده التصاعدي لغزة، بكل قوة وحكمة وثبات، دون أن يردعه عن واجبه الإنساني رادع، ولن يوقفه سوى وقف العدوان والحصار الإسرائيلي الإمبريالي، على قطاع غزة، في ظل الفشل الذريع والهزائم المخزية، التي مني بها فرعون العصر الأمريكي أمام اليمن، حيث لم يعد لضرباته الجوية الانتقامية، أي أثر يذكر على الفعل العسكري اليمني المتصاعد، وأمام معادلة الردع والرعب، التي أرساها اليمن براً وبحراً وجواً، لم يعد لأسطورة القوة الأمريكية المطلقة، أي قيمته أو معنى، ولم يعد أمام أمريكا وإسرائيل وحلفائهما، إلا إيقاف العدوان والحصار على غزة، والاستسلام بشروط مجاهدي الفصائل، ومحور الجهاد والإسناد، وغير ذلك لن يكون خياراً صائباً، ولن يعدو كونه انتحاراً محققاً، وهروباً إلى الأمام لا طائل تحته.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت أمريكا أمام مجلس الأمن عن شحنة السلاح (750 طن) المضبوطة في اليمن؟ ولماذا جددت مطالبتها بإنهاء مهمة بعثة ''أونمها''؟
جددت الولايات المتحدة، مطالبتها بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في اليمن، مؤكدة أن زمن البعثة قد انتهى.
وقالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الثلاثاء، إن واشنطن تتطلع إلى مراجعة الأمين العام للأمم المتحدة قبل 28 نوفمبر.
وشددت على ضرورة أن تركز المراجعة على تبسيط عمليات المنظمة وتحسين تخصيص الموارد، وإعادة تشكيل أنشطتها الميدانية.
وكان مجلس الأمن الدولي صوّت على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) لمدة ستة أشهر ونصف، تنتهي في 28 يناير 2026، بعد مناقشات شهدت سجالًا بين ممثلي بعض الدول الأعضاء، في ظل مطالب من بعض الأطراف بإنهاء مهمة البعثة التي اعتُبرت شكلية ولم تحقق أهدافها الرئيسية، والانتقادات المتزايدة لأداء البعثة واتهامات بالفشل والانحياز، والتي كان من المفترض أن تنتهي ولايتها في 14 يوليو الماضي.
وأشارت شيا إلى أن مطالبة الحوثيين بإلغاء آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM)، تؤكد فعالية هذه الآلية في وقف تهريب الأسلحة إلى الجماعة، لا سيما بعد أن بدأت عمليات تفتيش فعلية بنسبة 100% لجميع البضائع المنقولة في الحاويات، وجددت الدعوة إلى دعم تمويلها لتتمكن من القيام بمهامها الحيوية.
وجددت المسؤولة الأميركية، تحذيراتها من استمرار الدعم الإيراني لجماعة الحوثيين وتمكينهم من زعزعة الاستقرار في اليمن وتهديد الأمن البحري الإقليمي.
وأضافت،"إن تحدي إيران للقرارات الأممية واستمرارها في دعم الحوثيين مكّنهم من تصعيد التوترات الإقليمية، وتشكيل تهديداً للشعب اليمني وحرية الملاحة في البحر الأحمر".
وأكدت شيا أن مواصلة الحوثيين هجماتهم ضد السفن التجارية "يُظهر بوضوح تأثيرهم المزعزع للاستقرار في المنطقة وتدخلهم في حرية الملاحة، كما يثبت مسؤوليتهم المباشرة عن التهديدات الاقتصادية والبيئية والأمنية لليمن والمنطقة".
وفيما أشادت بقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في ضبط ما لا يقل عن 750 طناً من الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى الحوثيين، حثت الأمم المتحدة على تسهيل قيام فريق الخبراء المعني باليمن بتفتيش تلك الشحنة في أقرب وقت ممكن لمعرفة مصدرها.
وأكدت شيا أن ممارسات الحوثيين في الداخل وفي البحر تهدد سلامة الشعب اليمني، حيث "أدت الهجمات إلى زيادة صعوبة إيصال السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن ودول أخرى في المنطقة"، مضيفة أنهم "قاموا بحملات ابتزاز لمستوردي السلع الأساسية، وداهموا مستودعات المساعدات للاستيلاء على الأصول، ويواصلون احتجاز اليمنيين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والدبلوماسيون، لبث الخوف وقمع المعارضة وتعزيز قبضتهم على السلطة".
وطالبت الدبلوماسية الأميركية، جماعة الحوثيين بالإفراج الفوري عن 11 من أفراد طاقم سفينة "إترنيتي سي" المحتجزين لديها بشكل غير قانوني، إضافة إلى إطلاق سراح جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين الذين لا تزال الجماعة تحتجزهم منذ أكثر من عام.